إلى الله أشكو الذي نحن فيه |
أسىً لا يُنَهنِهُ منهُ الأسى |
على مثلها فلتشقَّ القلوبُ |
مكانَ الجيوبِ وإلا فلا |
فشا الظلمَ واغترَّ أشياعُهُ |
ولا مُسْتَغاثٌ ولا مُشْتَكى |
وساد الطَّغَامُ بتمويههمْ |
وهل يَفْدَحُ الرزءُ إلا كذا |
وطالت خُطَاهُم إلى التُّرَّهاتِ |
ألا قصّرَ الله تلك الخطا |
وأعْجَبُ كيفَ نضلُّ السبيلَ |
ولم نأتِهِ واهتدته القطا |
وكيف تَضاحَكُ هذي الرياضُ |
وكيف يصوبُ الغمامُ الحصى |
وهيهات لم يعتمدْ أن يجودَ |
ولكن لما نحن فيه بكى |
وماذا بحمصٍ من المضحكاتِ |
ولكنَّه ضحكٌ كالبكا |
وذا اليومُ حَمَّلنا فادحاً |
خَضَعْنا له وانتظرنا غدا |
وَنُغْضِي على حُكْم صَرْفِ الزمان |
وبين الجوانح جَمْرُ الغَضَا |
ويا رُبَّ إلبٍ على المسلمين |
زَوَى الحقَّ عن أهله فانْزَوى |
هو الكلبُ أَسَّدَهُ جَهْلُهُ |
وطال فخالُوْهُ ليثَ الثَّرى |
وراعهمُ زأرُهُ فيهمُ |
ولو كانَ في غيرهمْ ما عوى |
كفاهُ الهوانُ احتقارَ الهوان |
فسنَّ الأذَى باحْتِمالِ الأذى |
تهاونَ باللهِ والمسلمين |
وقد كان في واحدٍ ما كفى |
وقد خلعَ الدينَ خَلْعَ النَجادِ |
وقد أكل الدِّينَ أكلَ الرِّبا |
فمرآه في كلِّ عينٍ قذى |
وذكراهُ في كلِّ حلقٍ شَجَا |
إذا سُئِلَ العَسْفَ بالمسلمين |
فأَجْوَدُ من حاتمٍ بالقرى |
وإن أمكنتْ منهمُ فُرْصَةٌ |
فأَفْتَكُ من خالدٍ بالعدا |
ولا بدَّ للحقِّ مِنْ دُوْلةٍ |
تُميتُ الضَّلالَ وتُحْيي الهُدى |
فيا سحرَ فرعونَ ماذا تقول |
إذا جاءَ موسى وأَلقى العصا |
وقد عزَّ في مَنْعِ سلطانه |
كُلَيْبٌ فكيفَ رأيتَ الحِمَى |
وإنَّ أمامك لو قد علمتَ |
أشياءَ أَيسرهنَّ الرَّدَى |
فَمَا غَفَلَ اللهُ عن أُمّةٍ |
ولا تَرَكَ اللهُ شيئاَ سُدى |
وعاقِبةُ الظلمِ ما قد سَمِعْتَ |
وعَايَنْتَ لو نَهْنَهَتْكَ النُّهَى |
أيا أهلَ حمصٍ وقِدْماً دعوتُ |
وهل تسْمعونَ إلى من دعا |
يَقلُّ لأقداركمْ كلُّ شيءٍ |
فكيفَ رضيتمْ بدون الرِّضى |
أَلا قد لحنتُ لكم فاسمعوا |
وحاجَيْتُ إن كان يُغني الحجا |