إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وحدي |
على جسر الهواجسِ |
أنقل الخطوَ الثقيلَ بلا حرسْ |
ما بين يأسي والرجاءْ |
من كلِّ شيءٍ أحترسْ |
وحدي على أرض المعاركِ |
فارسٌ عدم السلاحَ وتاه من يدِه الفرسْ |
من كل صوبٍ تزحف الأفكارُ زحفَ الثائرينَ |
إلى فؤادٍ خانه النبضُ العجوزُ |
وسلمَتْه نصائحُ الجلساءِ للحظ التعسْ |
** |
اليوم يُنتزَع الشموخُ |
وتسقط الألقابُ عني |
ليس بعد اليوم عزٌ أو سموٌ أو فخامةْ |
وحدي سأفتح صدريَ العاري |
لأحضن نصفَ أهوال القيامة!! |
** |
أترى ستلفظني المنافي أم ستمنحني السكنْ؟ |
أترى أموت على فراشي؟ |
أم سيرديني رصاصُ الثائرينَ |
وهل سأنعم ميّتاً في دفءِ تربِك يا وطنْ؟؟ |
** |
ما أثقل الأيام منفرداً بلا أي اهتمامْ! |
قد كانت الأفواجُ في الترحالِ |
تسبقني مؤمنةً |
وإن حدّثتُ بالتصفيقِ والتصديقِ |
تتبعني مؤمنةً |
وتنقل كلَّ أخباري وإن صغرتْ |
ويكثر حول أسفاري الكلامْ |
ستون عاما عشتُها في خدمةِ الوطنِ الكبيرِ |
بطولة في الحربِ |
قد فتحتْ مظلات السلامْ |
بيني وبين الشعب عشقٌ آسرٌ ومحبةٌ |
وفق التقاريرِ الجديدةِ |
سوف تبقى المسكَ في وقت الختامْ |
ماذا جرى حتى يريدَ الشعبُ إسقاطَ النظامْ؟ |
** |
الآن تعطيني الرئاسةُ ظهرَها |
وتكشّفُ الأيامُ عن وجهٍ قبيحْ |
الكون في عنفٍ يضيق عليّ |
تتضح الحقائقُ |
يختفي جمعُ المدائحِ والمديحْ |
وحدي سأحمل ما جنتْ كفّي |
وتَنشَبُ دعوةُ المظلومِ في صدري أظافرَها |
تهب الريحُ بالتغيير عاتيةً |
فهل تُبقي على قلبي الذبيحْ؟ |
** |
هل ضللتني الحاشيةْ؟ |
والشعبُ يرسف في القيودْ |
هل كنت حقا طاغيةْ؟ |
بالنارِ يحكم والحديدْ |
أو لم يكن فكري هو الفكر الجديدْ؟ |
أو لم يكن عهدي بحقٍ |
في عيون الشعب والتاريخ فاكهة العهودْ؟ |
يا ويح قلب معاويةْ |
في يوم ضيّعه يزيدْ!! |
** |
أنا لا أصدق ما ترى عيني بأنحاء البلادْ |
أين الأُلى غنوا لحبي في عقود الحكم أغنية الوداد ْ |
غابوا وقد خرجت حشود الشعب رافضةً بقائي |
أعلن الثوارُ أن النار تؤذن باتقادْ |
لم يرهبوا حبَّ البقاءِ لديّ |
والقانون في عصر الطوارئ ضاغطٌ فوق الزنادْ |
الشعبُ يكسب وحده حربَ العنادْ |
بالروح جاد وقد أجادْ |
والآن يحكم أو يكادْ |
وغدا سيقتلني سؤال الشعب لي: |
من أين لك؟ |
آهٍ إذا فُتحت ملفاتُ الفسادْ! |
** |
هل يذكر التاريخُ ما شيّدتُه في البنية التحتيّةْ؟ |
ورعايتي لأمانِ أرضِ عروبتي |
والضربة الجويّةْ؟ |
أم سوف يلقي الضوءَ جلَّ الضوءِ |
في الميدان حيث الثورة الشعبيّةْ؟! |
** |
يا كاتبَ التاريخ إني فارسٌ حملتْ له الأيام صورةَ نعشِهِ |
غنّتْ لرقتِهِ الجموعُ زمان سطوتِهِ |
وقالوا إنهم قد نافقوا من بطشِهِ! |
الآن أنتظر المماتَ مُخَلّصًا من كسرتي وهواجسي |
فلتدفنوني حين أقضي في ثرى بلدي بقبرٍ لائقٍ |
ولتجعلوا في نقشِهِ .. |
: قد كان في يوم رئيسًا شامخًا |
لكنْ تخلى مرغمًا عن عرشِهِ |