عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ابن نباتة السعدي > شَدَدْتُ في صَبواتي شِدَةَ الشّاري

غير مصنف

مشاهدة
1285

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

شَدَدْتُ في صَبواتي شِدَةَ الشّاري

شَدَدْتُ في صَبواتي شِدَةَ الشّاري
ثم انتهيتُ وما قضيتُ أوطاري
يا حبّذا أرضُ نجدٍ كيفَما سمِحتْ
بها الخطوبُ على يُسرٍ وإعسارِ
وحبّذا دَمِثٌ من تربِها عبِقٌ
هبّتْ عليهِ رياحٌ غبَّ أمطارِ
أُحِبُّها وبلادُ اللهِ واسعةٌ
حُبَّ البخيلِ غِناءُ بعد أقتارِ
ما كنتُ أوّلَ من حَنّتْ ركائبُه
شوْقاً وفارقَ إلفاً غيرَ مُخْتارِ
إنّي غنيٌّ بنفسي يا بَني مَطَرٍ
عنكُم وأنتم على الأعداءِ أنصاري
حتى أُنَفِّرَها عَشواءَ خابطَةً
لا تَعرفُ الحقَّ إلاّ بعدَ إنكارِ
إذا أطاعتْ بُغاةُ الخيرِ نهّشَها
دُعاءُ كلِّ فتىً بالشّرِّ أمّارِ
يدُ المسائلِ عنها فوقَ وَفْرَتِهِ
كأن في أذنِهِ قُرْطاً من النّارِ
فإنْ جَنيتَ على الأيامِ فاقرةً
فإنّ ذا التّاجِ من أحداثِها جارِ
رأى الزمانَ صَغيراً في مآربِهِ
وما على الأرضِ من تُربٍ وأحْجارِ
فَنافَرَ الفلكَ الدوارَ معترضاً
سَيراً بسيرٍ وأقدراً بأقدارِ
لا يَنقضُ الدهرُ فَتلاً باتَ يبرمُهُ
وشيمةُ الدهرِ نَقضٌ بعدَ إمرارِ
ولا تُعرِّسُ في الظّلماءِ يقظتُه
حتى يُعرسَ فيها بَدْرُها السّاري
أعلى على قِمَمِ الأقوامِ أخْمَصَه
نِزاعُ هَمٍّ إلى الغاياتِ سَوّارِ
وعزمةٌ كذبابِ السّيفِ مُصلَتَةٌ
كانت نتيجةَ آراءٍ وأفكارِ
كبا يقينُ رجالٍ في مَعارفِها
وكان ظنّكَ فيها القادِحَ الواري
ومثلُ سعيكَ أعْيا من يحاولُه
وقصّرَ المرءُ عنه بعدَ أعذارِ
وإنْ ساعتكَ الطولى على أزمٍ
تَناهبَ الناسُ عنها رجمَ أخبارِ
ألصقتَ ميسمَها الحامي على عجلٍ
بكلّ مُنْدَلِقِ الحدّينِ مِغوارِ
يَظُنّ أنّ العوالي ليس تُبصرُهُ
إذا تسرْبَلَ درْعاً ذاتَ أزْرارِ
كأنّما نسجتها فوقَ منكبه
ريحٌ تُعارِضُ متنَ الجدولِ الجاري
أعمى أسنّةَ سعدٍ عن مقاتله
قيد النواظِرِ والأبصارِ كالقارِ
وا لَهْفَتا لو أعارَ الصبحُ بردتَه
ليلَ الثّنيةِ نامت مقلةُ الثّارِ
حتى استظلّ وقد لجّ الفرارُ بهِ
بهائلٍ كهيامِ الرّملِ منهارِ
لا يدفع الضيمَ عن حوباءِ مهجتِه
من ليس يَدْفَعُهُ عن مهجةِ الجارِ
أبلغْ نِزاراً وأبلغْ من يبلّغهُ
من الرجالِ على شَحطٍ من الدّارِ
إن شئتَ أن لا ترى في النّاسِ مُضطَهَداً
فسالِم النبعَ واغمزْ كلّ خَوّارِ
فقد رمى بك قولٌ كنتَ قائلَه
على فَقارَةِ صعبٍ ظهرُهُ عارِ
تأبى وعيدَك أنيابٌ مُسَمّمَةٌ
عند الحفاظِ وأيدٍ ذاتُ أظفارِ
إنّ الأسنةَ زانتْ كُلَّ مارِنَةٍ
والأعوجيةَ فاتت كلَّ مِضْمارِ
وأصبحَ الأفُقُ الشّرقيُّ مبتسماً
تبسُّمَ البرقِ عن بيضٍ وأمهارِ
لو كنتَ تقبلُ نُصحي غيرَ متهمٍ
ملأتُ سمعَك من وعظٍ وإنذارِ
ألقى على شركِ الموماةِ كَلْكَلَه
وساعدَيْهِ سَليلُ الغابة الضّاري
غضبانُ ما لم يجدْ قِرناً يُشاورهُ
كأنّهُ طالبٌ قوماً بأوتارِ
ابن نباتة السعدي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2011/07/06 12:52:15 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com