عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ابن نباتة السعدي > تذَكّرتُ مصلتَةً كالقُضُبْ

غير مصنف

مشاهدة
959

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

تذَكّرتُ مصلتَةً كالقُضُبْ

تذَكّرتُ مصلتَةً كالقُضُبْ
على صَهَواتِ القِلاصِ النُّجُبْ
ووَقْعَتَها بعدَ طولِ السُّرى
تَسانَدُ أعناقُها والركبْ
كحلِّ الحُبى يومَ روّعتَها
وقد رفعَ الفجرُ بيضَ العَذَبْ
ولاحتْ تباشيرُه في الدُجى
كما لاحَ غِبّ دُخانٍ لهَبْ
وقد ضَحِكَ الليلُ عن صُبْحِهِ
كما افترّ عن ثغْرِهِ المكتئِبْ
وحَلّ عن الفجرِ أزْرارَهُ
وشمّرَ أذيالَهُ للهربْ
وما الرزقُ إلاّ لمُستأسِدٍ
على الطَلباتِ وَقاح الدأبْ
بكلِّ مرامٍ له حِرفَةٌ
وفي كلِّ أرضٍ له مُضْطَرَبْ
تمنيتُ قربَ مليكِ الملو
كِ حباً لرؤيتهِ لا النَّشَبْ
وكنتُ وكَرْمانُ ما بيننا
وكُرْدُفَنّاخَسرُ ذاتُ الطربْ
أؤمِّلُ جولةَ أفكارِهِ
ودولةَ أيّامِهِ والعُقَبْ
وأعلم أنّ لهُ عَزْمَةً
تُصَدِّقُ ظَنّي به في النُوَبْ
سعى تائقَ الهمِّ لم يستمل
ه عن سورةِ الجدِّ خفض اللَّعِبْ
فكابدَ حتى استباحَ البلا
دَ قسراً ونالَ المُنى بالطّلَبْ
وبالقولِ يَجْنَبُهُ بالفَعا
لِ مصّ الثمادِ ولسَّ العُشُبْ
لها نَشطَةُ الشيحِ من رَعْيِها
ومن وِرْدِها نَهْلَةُ المُسْتَلِبْ
فهنّ على الليلِ عينُ الصّبا
حِ ما يَستَرِحْنَ بغيرِ التعبْ
أطالَ لها قصباتِ الرها
نِ دونَ سوالِفِها والقَتَبْ
وحامٍ من الركضِ بعدَ المَلا
لِ يقدحُ تَقريبَها بالخَبَبْ
رَدَى كلِّ معتركٍ ضيقٍ
وآفةُ كلِّ خميسٍ لَجِبْ
إذا نكَصَتْ عنهُ صُمُّ القَنا
فإنّ السيوفَ عليهِ تَثِبْ
سجيةُ مُضْطَلِعٍ بالخُطو
بِ ماضي العَزيمةِ سامي الأرَبْ
له الفرسُ والتركُ بينَ السما
طِ والرومُ ساجدةٌ والعَربْ
تدورُ على مجدِه المكرُما
تُ دورَ الكواكبِ حولَ القُطُبْ
ولم ينجُ منه أبو تَغلِبٍ
أمين الفِرارِ إذا ما طَلَبْ
حقيبتُهُ سرجُه واللّجا
مُ ساقاه والسّاعدانِ اللّبَبْ
نأتْ عن قَواضِبِه دارُهُ
فأهْدى له حتفَه في الكتبْ
وقد ظنّ أنّ بلادَ الشّا
مِ لا يتخطّى إليها العَطَبْ
تَمطتْ به الفوتُ مذعورة
ينهنهُ من شَدّها الملتَهِبْ
لها حينَ يَشْتَجِرُ السمهر
يُّ سنطلةُ الثعلبِ المُنْسَرِبْ
وظِلُ أويسٍ رأى مَطْمَعاً
وأبصرَ فُرصَتَهُ من كَثَبْ
سَلِمتَ على عثراتِ الزّما
نِ يا عضدَ الدولةِ المنتجَبْ
ولا زلتَ ترفعُ من دولةٍ
تواضعتَ فيها بهذا اللّقَبْ
فلولاكَ ما منعتْ سَرحَها
ولا نوّهَتْ باسمِها في الخُطبْ
قسمتَ زمانَكَ بينَ الهمو
مِ تَنْعَمُ فيها وبينَ الدّأَبْ
فيوماً تُمِيرُ عفاةَ النّسورِ
ويوماً تُميرُ عفاةَ الأدَبْ
إذا ما الإلهُ قَضى أمرَه
فأنتَ إلى ما قَضاهُ السّبَبْ
دعِ البيضَ طامعةً في الذي
نَ أعدّوا الدّروعَ لها واليَلَبْ
فإن قوائِمَها والأكُفَّ
على ما يريكَ لا تَصْطَخِبْ
ورأيٌ يُدبرهُ المُبرمو
نَ عطَّلَهُ رأيُكَ المُقْتَضَبْ
وتَبْغَضُ في القولِ عيَّ افَتى
وأبغضُ منه إليكَ الكَذِبْ
فيوركَ مولدُكَ المُجْتَبى
وتَحويلُهُ في بَقايا الحِقَبْ
هو اليومَ توسَعُ فيهِ الذّنو
بُ عفواً وتُكْشَفُ فيه الكُرَبْ
بهِ عَرَفَتْ ثاقباتُ النّجوم
عورةَ تدبيرها المضطرِبْ
فأقلعَ كَيوانُ عن كيدهِ
وبضهْرامُ عن فتكهِ والشَّغَبْ
وثابتْ على يَدِكَ السّائراتُ
ذواتُ ذَوائِبِها والشّهُبْ
من الحظِّ يُرزَقُهُ وادعٌ
ويُحرمُهُ جاهدٌ بالنَّصَبْ
وهَبْتَ لها خطرةً من نُها
كَ يُبرئُ فيها الهَناءُ الجَرَبْ
وكلٌّ بطاعَتِهِ مُذْعِنٌ
وكلٌّ على طَبْعِهِ قد غَلَبْ
ابن نباتة السعدي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2011/07/06 12:47:05 صباحاً
التعديل: الأربعاء 2011/07/06 02:34:27 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com