لَم أَصحُ مِن لَذَّةٍ لا لا وَلا طَرَبٍ | |
|
| وَكَيفَ يَصحُ قَرينُ اللَهوِ وَاللَعِبِ |
|
نَفسي تُنازِعُني اللَذّاتَ دائِبَةً | |
|
| وَإِنَّما اللَهوُ وَاللَذّاتُ مِن أَرَبي |
|
كَم لَيلَةٍ بِتُّ مَسروراً وَمُغتَبِطاً | |
|
| جَذلانَ مُنغَمِساً في اللَهوِ وَالطَرَبِ |
|
إِذا دُعيتُ إِلى لَهوٍ أَجَبتُ وَإِن | |
|
| لَم أُدعَ لِلَّهوِ وَاللَذاتِ لَم أُجِبِ |
|
وَشادِنٍ قالَ هاكَ الكَأسَ قُلتُ لَهُ | |
|
| هاتِ اِسقِني مِن نِتاجِ الماءِ وَالعِنَبِ |
|
فَقامَ يَسعى إِلى دَنٍّ فَسَلَّلَها | |
|
| حَمراءَ بِكراً لَها عَشرٌ مِنَ الحِقَبِ |
|
مَحجوبَةً عَن عُيونِ الناسِ لَيسَ لَها | |
|
| في غَيرِ بَيتِ بَني ساسانَ مِن نَسَبِ |
|
كَأَنَّها وَصَبيبُ الماءِ يَقرُعُها | |
|
| دُرٌّ تَحَدَّرَ مِن سِلكٍ عَلى ذَهَبِ |
|
لَم يَغذُها بِمَصيَفِ القَيظِ بائِعُها | |
|
| وَلا غَذاها بِحَرِّ الشَمسِ وَاللَهَبِ |
|
كانَت ذَخيرَةَ دِهقانٍ يَضِنُّ بِها | |
|
| مَكسوبَةً مِن حَلالٍ غَيرَ مُكتَسَبِ |
|
يُدعى أَباها وَيُغذاها فَيا عَجَبا | |
|
| مِن اِبنَةٍ صَيَّروها غَذيَةً لِأَبِ |
|
كَأَنَّما ضُمِّنَت مِسكاً يَفوحُ بِهِ | |
|
| أَو عَنبَرَ الهِندِ أَو طيباً مِنَ السَخَبِ |
|
يَكادُ أَن تَتَلاشى كُلَّما مُزِجَت | |
|
| في الكَأسِ لَولا بَقايا الريحِ وَالهَبَبِ |
|
مُميتَةٌ لِهُمومِ القَلبِ مُحيِيَةٌ | |
|
| لِلبِشرِ نافِيَةٌ لِلفِكرِ وَالوَصبِ |
|
يَسعى بِها مُخطَفُ الأَحشاءِ مُختَلَقٌ | |
|
| قَد تَمَّ في حُسنِ تَركيبٍ وَفي أَدَبِ |
|
لا شَيءَ أَحسَنُ مِنها حينَ نَشرَبُها | |
|
| صِرفاً وَنَبدَأُ بَعدَ الشُربِ بِالنُخَبِ |
|
لا تُكذَبَنَّ فَلا جودٌ وَلا كَرَمٌ | |
|
| إِلّا بِكَفَّيكَ يا رَيحانَةَ العَرَبِ |
|
كَم نِعمَةٍ لَكَ لا تَنفَكُّ مُوَجِبَةً | |
|
| شُكراً وَمِن نِعمَةٍ لَم تَنجُ مِن عَطَبِ |
|
إِذا العِدا أَوقَدوا ناراً لِفِتنَتِهِم | |
|
| أَطفَأتَها بِزُجاجِ الخَطِّ وَالقُضُبِ |
|
فَمَن يُرِدكَ لِحَربٍ يَجتَنَ عَطَباً | |
|
| وَمَن أَتاكَ لِبَذلِ العُرفِ لَم يَخِبِ |
|
مُستَذعِنينَ وَمُستَنجِدينَ يَجمَعُهُم | |
|
| رَجاً إِلَيكَ دَعاهُم غَيرُ مُنشَعِبِ |
|
بَعَثتَ جوداً وَفَضلاً فيهِمُ فَمَضى | |
|
| لَم يَترُكا كُربَةً تَبقى لِذَي كُرَبِ |
|
وَفي عَدُوِّهِمُ سَيفاً يُحاكِمُهُم | |
|
| فَقَد أَبَدتَهُمُ بِالقَتلِ وَالهَرَبِ |
|
أَنتَ الأَمينُ الَّذي عَمَّت مَكارِمُهُ | |
|
| مَن حَلَّ في الأَرضِ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ |
|
فَاِسلَم عَلى الدَهرِ وَالأَيّامِ مُحتَفِظاً | |
|
| مِنَ الكَريهاتِ مَحجوباً مِنَ الرَيبِ |
|
يا زَينَ آلِ قُصَيٍّ وَاِبنَ سَيِّدِهِم | |
|
| خَليفَةَ اللَهِ يا اِبنَ السادَةِ النُجُبِ |
|
إِنّي أَنا الناصِحُ المُبدي نَصيحَتَهُ | |
|
| ما شُبتُ نُصحاً بِإِبطالٍ وَلا كَذِبِ |
|
فَاِقبَل مَديحِيَ فيهِم وَاِستَمِع نَسَقاً | |
|
| في وَصفِ أَغلَبَ مِن أَشعارِ مُنتَخِبِ |
|
ما كَاِبنِ عَمِّكَ في نُصحٍ وَلا أَدَبٍ | |
|
| مِن ذي قَرابَتِكُم أَو غَيرَ مُقتَرِبِ |
|
يَهوى هَواكَ فَما تَكرَه فَمُطَّرَحٌ | |
|
| ما قَد كَرِهتَ إِلى مُستَنبَتِ القَصَبِ |
|
فَتىً إِذا هُزَّ في نُصحٍ أُصيبَ لَهُ | |
|
| صِدقُ السَريرَةِ فيما كانَ مِن سَبَبِ |
|
إِن زِدتَهُ رُتبَةً تَبغي زِيادَتَهُ | |
|
| في النُصحِ أَعطاكُمُ عَشراً مِنَ الرُتَبِ |
|
لَو كانَ تُبتاعُ أَو تُشرى مَوَدَّتُهُ | |
|
| لَاِبتاعَها مِنكُمُ المَأمونُ بِالرَغَبِ |
|
فَاِشدُد بِهاشِمَ كَفّاً إِنَّ فَضلَهُمُ | |
|
| فَضلُ الدَرورِ عَلى مَنزورَةِ الحَلَبِ |
|
ما مِثلُهُم في جَميعِ الناسِ كُلِّهِمِ | |
|
| لا لا وَكَيفَ يَكونُ الرَأسُ كَالذَنَبِ |
|