هَجَرَ الصِبا وَأَنابَ وَهُوَ طَروبُ | |
|
| وَلَقَد يَكونُ وَما يَكادُ يُنيبُ |
|
دَرَجَت غَضارَتُهُ لِأَوَّلِ نَكبَةٍ | |
|
| وَمَشى عَلى رَيقِ الشَبابِ مَشيبُ |
|
قَذَفَت بِهِ الأَيّامُ بَينَ قَوارِعٍ | |
|
| تَأتي بِهِنَّ حَوادِثٌ وَخُطوبُ |
|
لِلَّهِ أَنتَ إِذِ الصِبا بِكَ مُولَعٌ | |
|
| وَإِذِ الهَوى لَكَ جالِبٌ مَجلوبُ |
|
حَلَّت حُباكَ صَبابَةٌ مَكتومَةٌ | |
|
| نَطَقتَ بِها مِن مُقلَتَيكَ غُروبُ |
|
هَلّا عَجَّلتَ عَلى الدُموعِ بِعَزمَةٍ | |
|
| بَل لَم يَكُن لَكَ في العَزاءِ نَصيبُ |
|
عَطَفَتهُ بَعدُ جِماحِهِ في سَلوَةٍ | |
|
| ذِكَرٌ يُعَطِّفُها هَوىً مَغلوبُ |
|
أَغضى الزَمانُ لَهُ عَلى عَينِ الرِضى | |
|
| وَعَلَيهِ حارِسٌ وَرَقيبُ |
|
حَتّى إِذا اِتَّسَقَت لَهُ أَوطارُهُ | |
|
| طَفِقَت تُطَرِّقُها إِلَيهِ نُكوبُ |
|
خُذ مِن شَبابِكَ لِلصِبا أَيّامَهُ | |
|
| هَل تَستَطيعُ اللَهوَ حينَ تَشيبُ |
|
يا أَيُّها الرَجُلُ المُثَمِّرُ مالَهُ | |
|
| وَهُوَ المُسَلَّبُ عِرضُهُ المَسلوبُ |
|
خَلِّ المَكارِمَ قَد كَفاكَ مِراسَها | |
|
| سَعدانُها وَسَليلُهُ يَعقوبُ |
|
ذاكَ الرَجاءُ المُستَجارُ بِجودِهِ | |
|
| مِن نائِباتِ الدَهرِ حينَ تَنوبُ |
|
كَالكَهلِ مُقتَبَلُ الشَبابِ يُزِيِّنُهُ | |
|
| حِلمُ التَكَهُّلِ وَالشَبابُ أَريبُ |
|
وَإِذا الزَمانُ عَدا عَلَيكَ كَفاكَهُ | |
|
| مِن آلِ سَعدانٍ أَغَرُّ نَجيبُ |
|
غَمرُ النَدى مَغشِيَةٌ حُجُراتُهُ | |
|
| سَلِسُ العَطاءِ مُؤَمَّلٌ مَرهوبُ |
|
يُعطيكَ مُقتَدِراً عَلى أَموالِهِ | |
|
| لا كَالَّذي يُعطيكَ وَهوَ هَيوبُ |
|
مِلءُ العُيونِ مُقَلِّصٌ لِنِجادِهِ | |
|
| طَبِنٌ بِأَنحاءِ الأُمورِ طَبيبُ |
|
مُتَقَسِّمٌ إِمّا لِبَذلِ عَطِيَّةٍ | |
|
| أَو نَكبَةٍ يُدعى لَها فَيُجيبُ |
|
مُتَفاوِتٌ في الرَأيِ مُختَلِطٌ بِهِ | |
|
| في أَمرِهِ التَرغيبُ وَالتَرهيبُ |
|
قَرمٌ لِهِمَّتِهِ إِذا سَكَنَ الحَشى | |
|
| قَلَقٌ يُخالِسُهُ الكَرى وَوَجيبُ |
|
يُمضي الأُمورَ المُشكِلاتِ عُيونَها | |
|
| وَمَحَلُّ مُعتَلِجِ الضَميرِ رَحيبُ |
|
ضَمَّت قَواصيَهُ إِلَيكَ عَزيمَةٌ | |
|
| تَأتي وَراءَ الأَمرِ وَهوَ غَريبُ |
|
يُمضي الأُمورَ بِعَزمِ رَأيٍ واحِدٍ | |
|
| مُعَلّىً بِهِ التَبعيدُ وَالتَقريبُ |
|
تُلقي العِيانَ إِلى الضَميرِ أَناتُهُ | |
|
| حَتّى يَبوحَ بِسِرِّهِ التَجريبُ |
|
شِكسٌ عَلى الآراءِ مُعتَدِلُ الهَوى | |
|
| شَرِسٌ بِما غَلَبَ الرِجالُ غَلوبُ |
|
وَكَأَنَّما ذَرَفَت عَلَيكَ بِجودِهِ | |
|
| دِيَمٌ تَرَنَّمَ تَحتَها شُؤبوبُ |
|
أَنِفٌ عَنِ الوَطَرِ الجَموحِ إِلى الخَنى | |
|
| يَرمي الضَميرَ بِظَنِّهِ فَيُشيبُ |
|
مِن آلِ سَعدانَ الَّذينَ بِجِدِّهِم | |
|
| نِيلَ الحِفاظُ وَأُحكِم التَأديبُ |
|
حَلّوا مِنَ المَعروفِ في قُلَلِ العُلى | |
|
| تَسمو إِلَيهِم أَعيُنٌ وَقُلوبُ |
|
عاوَدتُ يا يَعقوبُ مِنكَ صَنائِعاً | |
|
| مَحمودَةً عَهدي بِهِنَّ قَريبُ |
|
أَعطَيتَني حَتّى مَلَكتُ مَدى الغِنى | |
|
| بِنَداكَ وَالراجيكَ لَيسَ يَخيبُ |
|
وَوَعَدتَني فَقَفَرتَ وَعدَكَ بِالَّتي | |
|
| لَم يَقفُها مَنٌّ وَلا تَثريبُ |
|