حُبُّ العُلى شُغلُ قَلبٍ ما لَهُ شُغُلُ | |
|
| وَآفَةُ الصَبِّ فيهِ اللَومُ وَالعَذَلُ |
|
قالَت ضَنيتَ فَقُلتُ الشَوقُ يَجمَعُنا | |
|
| وَيَعرُقُ الوَجدُ ما لا تَعرُقُ العِلَلُ |
|
وَإِن تَحَوَّنَ جِسمي ما عَلِمتُ بِهِ | |
|
| فَالرُمحُ يَنآدُ طَوراً ثُمَّ يَعتَدِلُ |
|
كَيفَ التَخَلُّصُ مِن عَينٍ لَها عَلَقٌ | |
|
| بِالظاعِنينَ وَمِن قَلبٍ بِهِ خَبَلُ |
|
وَمَن لِوَجدِيَ أَن يَقتادَني طَمَعٌ | |
|
| إِلى الحَبيبِ وَأَن يَعتاقَني طَلَلُ |
|
لا تَبعَدَنَّ مَطايانا الَّتي حَمَلَت | |
|
| تِلكَ الظَعائِنَ مُرخاةً لَها الجُدُلُ |
|
سَيرُ الدُموعِ على آثارِها عَنَقٌ | |
|
| وَسَيرُها الوَخدُ وَالتَبغيلُ وَالرَمَلُ |
|
دونَ القِبابِ عَفافٌ في جَلابِبِها | |
|
| وَالصَونُ يَحفَظُ ما لا تَحفَظُ الكِلَلُ |
|
فَلا الحُدوجُ يُرى وَجهُ المُقيمِ بِها | |
|
| وَلا تُحِسُّ بِصَوتِ الظاعِنِ الإِبِلُ |
|
وَفي البَراقِعِ غِزلانٌ مُرَبَّبَةٌ | |
|
| يَرمينَنا بِعُيونٍ نَبلُها الكَحَلُ |
|
إِذا الحِسانُ حَمَلنَ الحَليَ أَسلِحَةً | |
|
| فَإِنَّما حَليُها الأَجيادُ وَالمُقَلُ |
|
أَلا وِصالٌ سِوى طَيفٍ يُؤَرِّقُني | |
|
| وَلا رَسائِلَ إِلّا البيضُ وَالأَسَلُ |
|
وَعادَةُ الشَوقِ عِندي غَيرُ غافِلَةٍ | |
|
| قَلبٌ مَروعٌ وَدَمعٌ واكِفٌ هَطِلُ |
|
وَأَفجَعُ الناسِ مَن وَلّى حَبائِبُهُ | |
|
| وَلا عِناقٌ وَلا ضَمٌّ وَلا قُبَلُ |
|
لا ناصِرٌ غَيرَ دَمعي إِن هُمُ ظَلَموا | |
|
| وَالدَمعُ عَونٌ لِمَن ضاقَت بِهِ الحِيَلُ |
|
وَالعَذلُ أَثقَلُ مَحمولٍ عَلى أُذُنٍ | |
|
| وَهوَ الخَفيفُ عَلى العُذّالِ إِن عَذَلوا |
|
مَن لي بِبارِقِ وَعدٍ خَلفَهُ مَطَرٌ | |
|
| وَكَيفَ لي بِعِتابٍ بَعدَهُ خَجَلُ |
|
النَفسُ أَدنى عَدوٍّ أَنتَ حاذِرُهُ | |
|
| وَالقَلبُ أَعظَمُ ما يُبلى بِهِ الرَجُلُ |
|
وَالحُبُّ ما خَلَصَت مِنهِ لَذاذَتُهُ | |
|
| لا ما تُكَدِّرُهُ الأَوجاعُ وَالعِلَلُ |
|
قَد عَوَّدَ النَومُ عَيني أَن تُفارِقَهُ | |
|
| وَهَوَّنَ السَيرَ عِندي الأَينُقُ الذُلُلُ |
|
فَما تَشَبَّت بي دارٌ وَلا بَلَدٌ | |
|
| أَنا الحُسامُ وَما تَحظى بِهِ الخِلَلُ |
|
اللَيلُ أَحمَلُ ظَهرٍ أَنتَ راكِبُهُ | |
|
| إِنَّ الصَباحَ لَطِرفٌ وَالدُجى جَمَلُ |
|
وَلّى الشَبابُ وَهَذا الشَيبُ يَطرُدُهُ | |
|
| يَفدي الطَريدَةَ ذاكَ الطارِدُ العَجِلُ |
|
ما نازِلُ الشَيبِ في رَأسي بِمُرتَحِلٍ | |
|
| عَنّي وَأَعلَمُ أَنّي عَنهُ مُرتَحِلُ |
|
مَن لَم يَعِظهُ بَياضُ الشَعرِ أَدرَكَهُ | |
|
| في غِرَّةٍ حَتفُهُ المَقدورُ وَالأَجَلُ |
|
مَن أَخطَأَتهُ سِهامُ المَوتِ قَيَّدَهُ | |
|
| طولُ السِنينَ فَلا لَهوٌ وَلا جَذَلُ |
|
وَضاقَ مِن نَفسِهِ ما كانَ مُتَّسِعاً | |
|
| حَتّى الرَجاءُ وَحَتّى العَزمُ وَالأَمَلُ |
|
ما عِفَّتي في الهَوى يَوماً بِمانِعَتي | |
|
| أَن لا تَعِفَّ بِكَفِّيَ القَنا الذُبُلُ |
|
وَلِلرِجالِ أَحاديثٌ فَأَحسَنُها | |
|
| ما نَمَّقَ الجودُ لا ما نَمَّقَ البَخَلُ |
|
وَلا اِقتِحامي عَلى الغاراتِ يَعصِمُني | |
|
| مِنَ المَنونِ وَلا رَيثٌ وَلا عَجَلُ |
|
وَميتَتي في النَوى وَالقُربِ واحِدَةٌ | |
|
| إِذا تَكافَأَتِ الغاياتُ وَالسُبُلُ |
|
يَستَشعِرُ الطِرفُ زَهواً يَومَ أَركَبُهُ | |
|
| كَأَنَّهُ بِنُجومِ اللَيلِ مُنتَعِلُ |
|
وَالخَيلُ عالِمَةٌ ما فَوقَ أَظهُرِها | |
|
| مِنَ الرِجالِ جَبانٌ كانَ أَو بَطَلُ |
|
أَغَرُّ أَدهَمُ صِبغُ اللَيلِ صِبغَتُهُ | |
|
| تَضَلُّ في خَلقِهِ الأَلحاظُ وَالمُقَلُ |
|
مُناقِلٌ في عِنانِ الريحِ جَريَتُهُ | |
|
| كَأَنَّهُ قَبَسٌ أَو بارِقٌ عَمِلُ |
|
قَصيرُ ما بَينَ أولاهُ وَآخِرِهِ | |
|
| كَأَنَّما العُنقُ مَعقودٌ بِها الكَفَلُ |
|
إِذا الرَبيعُ كَسا البَيداءَ بُردَتَهُ | |
|
| ضاقَت رِكابي وِهادُ الأَرضِ وَالقُلَلُ |
|
وَالوارِداتُ مِياهَ القاعِ سانِحَةٌ | |
|
| عَلى جَوانِبِها الحَوذانُ وَالنَفَلُ |
|
وَكَالثُغورِ أَقاحيها إِذا غَرَبَت | |
|
| شَمسُ النَهارِ وَأَلقَت صِبغَها الأُصُلُ |
|
وِردٌ وَمَرعىً إِذا شاءَت مَشافِرُها | |
|
| مُستَجمِعانِ وَلا كَدٌّ وَلا عَمَلُ |
|
وَغافِلينَ عَنِ العَلياءِ قائِدُهُم | |
|
| في كُلِّ غَيٍّ فَتيُّ العَقلِ مُكتَهِلُ |
|
شَنّوا الخِضابَ حِذاراً أَن يُطالِبَهُم | |
|
| بِحِلمِهِ الشَيبُ أَو يُقصيهِمُ الغَزَلُ |
|
عارينَ إِلّا مِنَ الفَحشاءِ يَستُرُهُم | |
|
| ثَوبُ الخُمولِ وَتَنبو عَنهُمُ الحُلَلُ |
|
قَومٌ بِأَسماعِهِم عَن مَنطِقي صَمَمٌ | |
|
| وَفي لَواحِظِهِم عَن مَنظَري قَبَلُ |
|
يُبَدِّدونَ إِذا أَقبَلتُ لَحظَهُمُ | |
|
| شُربَ المُرَوَّعِ لا عَلٌّ وَلا نَهَلُ |
|
يُبدونَ وُدّي وَيَحموني ثَراءَهُمُ | |
|
| لَو كانَ حَقّاً تَساوَت بَينَنا الدُوَلُ |
|
كَفى حَسودِيَ كَبتاً أَنَّهُ رَجُلٌ | |
|
| أَغرى بِهِ الهَمُّ مُذ أَغرى بِيَ الجَدَلُ |
|
ما بالُ شِعري مَلوماً لا يُجانِبُهُ | |
|
| عَن كُلِّ ما يَقتَضيهِ القَولُ وَالعَمَلُ |
|
لا حاجَةٌ بي إِلى مالٍ يُعَبِّدُني | |
|
| لَهُ الرَجاءُ وَيُضنيني بِهِ الشَغَلُ |
|
حَسبي غِنى نَفسِيَ الباقي وَكُلُّ غِنىً | |
|
| مِنَ المَغانِمِ وَالأَموالِ يَنتَقِلُ |
|
تَغَيَّرَ الناسُ في سَمعٍ وَفي نَظَرٍ | |
|
| وَاِستُحسِنَ الغَدرُ حَتّى اِستُقبِحَ الخِلَلُ |
|
فَما طِلابُكَ إِنساناً تُصاحِبُهُ | |
|
| كُلُّ الأَنامِ كَما لا تَشتَهي هَمَلُ |
|
يَستَبشِرونَ إِذا صَحَّت جُسومُهُمُ | |
|
| وَبِالعُقولِ إِذا فَتَّشتَها عِلَلُ |
|
ما هَيَّجَتني العِدا إِلّا وَكُنتُ لَها | |
|
| سَماءَ كُلِّ جَوادٍ أَرضُهُ القُلَلُ |
|
يَمشي الحُسامُ بِكَفّي في رُؤوسِهِمُ | |
|
| وَيَخرُقُ الرُمحُ ما تَعيا بِهِ الفُتُلُ |
|
قَومي هُمُ الناسُ لا جيلٌ سَواسِيَةٌ | |
|
| الجودُ عِندَهُمُ عارٌ إِذا سُئِلوا |
|
أَبي الوَصيُّ وَأُمّي خَيرُ والِدَةٍ | |
|
| بِنتُ الرَسولِ الَّذي ما بَعدَهُ رُسُلُ |
|
وَأَينَ قَومٌ كَقَومي إِن سَأَلتَهُمُ | |
|
| سَوابِقَ الخَيلِ في يَومِ الوَغى نَزَلوا |
|
كَالصَخرِ إِن حَلُموا وَالنارِ إِن غَضِبوا | |
|
| وَالأُسدِ إِن رَكِبوا وَالوَبلِ إِن بَذَلوا |
|
الطاعِنينَ مِنَ الجَبّارِ مَقتَلَهُ | |
|
| وَالضارِبينَ وَذَيلُ النَقعِ مُنسَدِلُ |
|
وَالراكِبينَ المَطايا وَالجِيادَ مَعاً | |
|
| لا الشَكلُ تَحبِسُها يَوماً وَلا العُقُلُ |
|
تُغضي عُيونُ الأَعادي عَن رِماحِهِمُ | |
|
| وَلِلأَسِنَّةِ فيهِم أَعيُنٌ نُجُلُ |
|
لَيسَ المَعادُ إِلى الدُنيا بِمُتَّفِقٍ | |
|
| وَلا رُجوعٌ لِمَن يَمضي بِهِ الأَجَلُ |
|
وَاللَهُ أَكرَمُ مَولَىً أَنتَ آمِلُهُ | |
|
| يَوماً وَأَعظَمُ مَن يُعطي ومَن يَسَلُ |
|
عَفوٌ وَحِلمٌ وَنَعماءٌ وَمَقدِرَةٌ | |
|
| وَمُستَجيبٌ وَمِعطاءٌ وَمُحتَمِلُ |
|
وَكَيفَ نَأمُلُ أَن تَبقى الحَياةُ لَنا | |
|
| وَغَيرُ راجِعَةٍ أَيّامُنا الأُوَلُ |
|