أَظُنُّ اللَيالي بَعدَكُم سَتَريعُ | |
|
| فَمَن يُبقي لي مِن رائِعٍ فَتَروعُ |
|
خُذي عُدَّةَ الصَبرِ الجَميلِ فَإِنَّهُ | |
|
| لِكُلِّ نِزاعٍ يا أُمَيمَ نُزوعُ |
|
وَقَد كُنتُ أَبكي لِلأَحِبَّةِ قَد أَنى | |
|
| لِقَلبي سُلوٌّ وَاِطمَأَنَّ وَلُوعُ |
|
وَلَكِنَّما أَبكي المَكارِمَ أُخلِيَت | |
|
| مَنازِلُ مِنها لِلنَدى وَرُبوعُ |
|
وَهَل أَنا جازٍ ذَلِكَ العَهدَ بِالبُكا | |
|
| وَلو أَنَّ كُحلَ الماقِيَينِ نَجيعُ |
|
أَبيتُ وَطُرّاقُ الهُمومِ كَأَنَّها | |
|
| مَحافِلُ حَيٍّ تَنتَجي وَجُموعُ |
|
أُقارِعُ أُولى اللَيلِ عَن أُخرَياتِهِ | |
|
| كَأَنّي أَقودُ النُجمَ وَهُوَ ظَليعُ |
|
وَعَيني لِرَقراقِ الدُموعِ وَقيعَةٌ | |
|
| لَها اليَومَ مِن عاصي الشُؤونِ مُطيعُ |
|
بِمَن تُدفَعُ الجُلّى بِمَن تُرفَعُ العُلى | |
|
| بِمَن تُحفَظُ الآمالُ وَهيَ تَضيعُ |
|
بِمَن يُنقَعُ الظَمآنُ وَهُوَ مُحَلّأٌ | |
|
| بِمَن يُؤمَنُ المَطرودُ وَهُا مَروعُ |
|
هُوَ الرُزءُ لا يَعدو المَكارِمَ وَالعُلى | |
|
| صَلومٌ لِأَشرافِ العَلاءِ جَدوعُ |
|
فَأَينَ قِوامُ الدينِ لِلخَطبِ يَعتَري | |
|
| وَلِلدَهرِ يَغدو بِالأَذى وَيَروعُ |
|
وَأَينَ قِوامُ الدينِ لِلبيضِ وَالقَنا | |
|
| إِذا لَم يَكُن إِلّا اليَقينَ دُروعُ |
|
وَأَينَ قِوامُ الدينِ لِلنَيلِ وَالقِرى | |
|
| إِذِ الجَدبُ مُعطٍ وَالسَحابُ مَنوعُ |
|
أَلا مَن لِأَضيافِ الشَتاءِ يَلُفُّهُم | |
|
| سَقيطُ ظَلامٍ قِطقِطٍ وَصَقيعُ |
|
تَجاذَبُهُم أَيدي الشَمالِ رِياطَهُم | |
|
| فَيَسقُطُ سِبٌّ أَو يَضَلَّ قَطيعُ |
|
إِذا كانَ بَينَ البَيتِ وَالزَفزَفِ الصَبا | |
|
| أَحاديثُ تَخفى مَرَّةً وَتَذيعُ |
|
وَمَن لِلعُفاةِ المُرمِلينَ يَشُلَّهُم | |
|
| مِنَ الدَهرِ قِرنٌ لا يُرامُ مَنيعُ |
|
فَيا راعي الذَودِ الظِماءَ تَرَكتَها | |
|
| وَأَحفَظُ راعٍ مُذ نَأَيتَ مُضيعُ |
|
وَلَيسَ لَها في الدارِ دينُ شَريعَةٍ | |
|
| وَلا في ثَنايا الطالِعينَ طُلوعُ |
|
وَلا لِلغَوادي مُذ فُقِدتَ مُزايدٌ | |
|
| وَلا لِلمَعالي مُذ عُدِمتَ قَريعُ |
|
أَقولُ لِناعيهِ عُقِرتَ وَجَرَّبتَ | |
|
| بِشِلوِكَ فَدُعاءُ اليَدَينِ خَموعُ |
|
وَغَلغَلَ ما بَينَ الحِجابَينِ وَالحَشا | |
|
| سِنانٌ كَمِصباحِ السَليطِ وَقيعُ |
|
نَعَيتُ النَدى عَضّاً يَرِفُّ نَباتُهُ | |
|
| وَشَملَ العُلى وَالمَجدَ وَهُوَ جَميعُ |
|
بِبَدرٍ مُعَمٍّ في الكَواكِبِ مُخوَلٍ | |
|
| نَمَتهُ عُروقٌ لِلعُلى وَفُروعُ |
|
مِنَ القَومِ طالوا كُلَّ طَولٍ إِلى العُلى | |
|
| إِذا أَذرُعٌ يَوماً قَصَرنَ وَبوعُ |
|
بَنوا في يَفاعِ المَجدِ وَهوَ مُمَنَّعٌ | |
|
| بُنىً طَيرُها بَينَ النُجومِ وُقوعُ |
|
فَلا حَمَلَت أُمُّ المَكارِمِ بَعدَهُ | |
|
| وَلا شَبَّ لِلمَجدِ التَليدِ رَضيعُ |
|
وَلا أَدَّتِ الرَكبَ الخِماصَ عَلى الوَجى | |
|
| سَفائِنُ بَرٍّ وَالسِياطُ قُلوعُ |
|
إِلى أَن يُزادَ المُستَنيلينَ بَعدَهُ | |
|
| مِنَ الحَيِّ قَرٌّ في الظَلامِ وَجوعُ |
|
أَضُمُّ عَلَيهِ الرَاحَتَينِ تَعَلُّقاً | |
|
| وَقَد نَزَعَتهُ مِشَنُ يَدَيَّ نَزوعُ |
|
غُصِبتُكَ عِلقاً لَم أَبِعهُ وَلَم أَكُن | |
|
| كَباغي رِباحٍ يَشتَري وَيَبيعُ |
|
طَوَيتُكَ طَيَّ البُردِ لَم يُنضَ مِن بِلىً | |
|
| وَقَد يُغمَدُ المَطرورُ وَهُوَ صَنيعُ |
|
أُناديكَ مِن تَحتِ الخُطوبِ غَدا لَها | |
|
| بِمَظهَريَ رَحلٌ ضاغِطٌ وَقُطوعُ |
|
ما كانَتِ الأَيّامُ يَفرَعنَ هَضبَتي | |
|
| لَوَ أَنَّكَ واعٍ لِلدُعاءِ سَميعُ |
|
رَمَتني سِهامُ البَأسِ بَعدَكَ جَهرَةً | |
|
| وَأَنبَضَ نَحوي عاجِزٌ وَجَزوعُ |
|
وَزالَ مِجَنٌّ ما نِعٌ كُنتُ أُتَّقي | |
|
| بِهِ الخَطبَ وَالخَطبُ الجَليلُ قَطوعُ |
|
وَما كُنتُ أَدري أَنَّ فَوقَكَ آمِراً | |
|
| مِنَ الدَهرِ يَدعو بَغتَةً فَتُطيعُ |
|
فَغالَبَ أَطماعي عَليكَ مُّغالِبٌ | |
|
| وَقارَعَ آمالي عَليكَ قَروعُ |
|
عُصِبتُ فَلَم أَسمَح لِغَيرِ أَكُفِّكُم | |
|
| بَدَرّي وَبَعضُ الحالِبَينَ طَموعُ |
|
إِباءً وَلَو طارَت بِكَفّي مُلَيحَةٌ | |
|
| إِلى النيقِ رَبداءُ الجَناحِ لَموعُ |
|
لَقَد لَسَبَتني مِن عَقارِبِ كَيدِهِم | |
|
| دُيوبٌ إِذا جَنَّ الظَلامُ لَسوعُ |
|
يُسَوِّمُني حُسنَ الثَناءِ وَضامِنٌ | |
|
| لِسوءِ مَقالٍ أَن يَسوءَ صَنيعُ |
|
وَحَسبُكَ مِن ذَمِّ الفَتى تَركُ مَدحِهِ | |
|
| لِأَمرٍ يَضيقُ القَولُ وَهُوَ وَسيعُ |
|
سَقاكَ عَلى نَأيِ الدِيارِ وَشَحطِها | |
|
| رَبيعٌ وَهَل يَسقي الرَبيعَ رَبيعُ |
|
وَحَيّاكَ عَنّا كُلُّ نَجمٍ وَشارِقٍ | |
|
| إِذا جَنَّ لَيلٌ أَو أَضاءَ صَديعُ |
|
ذَكَرتُكَ ذِكرَ العاطِشاتِ وُرودَها | |
|
| تُحَرَّقُ أَكبادٌ لَها وَضُلوعُ |
|
تَقاذَفنَ يَطلُبنَ الرَواءَ عَشيَّةً | |
|
| نَزائِعَ أَدنى وِردِهِنَّ نَزيعُ |
|
ضَرَبنَ طَريقاً بِالمَناسِمِ أَربَعاً | |
|
| إِلى الماءِ لا تُدنى إِلَيهِ شَروعُ |
|
فَهَجراً لِدارِ الحَيِّ بَعدَ رَحيلِكُم | |
|
| وَما كُلُّ أَظعانٍ لَهُنَّ رُجوعُ |
|
وَلا مَرحَباً بِالأَرضِ لَستُم حُلولَها | |
|
| وَإِن كانَ مَرعىً لِلقَطينِ مَريعُ |
|
لَقَد جَلَّ قَدرُ الرُزءِ أَن يَبلُغَ البُكا | |
|
| مَداهُ وَلَو أَنَّ القُلوبَ دُموعُ |
|
وَلَو أَنَّ قَلبي بَعدَ يَومِكَ صَخرَةٌ | |
|
| لَبانَ بِها وَجداً عَلَيكَ صُدوعُ |
|