لا لَومَ لِلدَهرِ وَلا عِتابا | |
|
| تَغابَ إِنَّ الجَلدَ مَن تَغابى |
|
صَبراً عَلى الضَرّاءِ وَاِحتِسابا | |
|
| أَصبَرُنا أَعظَمُنا ثَوابا |
|
ما الدَمعُ مِمّا يَزَعُ المُصابا | |
|
| وَلا يَرُدُّ القَدَرَ الغَلّابا |
|
أَمضى الزَمانُ حُكمَهُ غَلّابا | |
|
| أَصابَنا وَطالَ ما أَصابا |
|
يولِغُ ظِفراً لِلرَدى وَنابا | |
|
| لا يَبكِيَن حاضِرُنا مَن غابا |
|
ما غابَ مِنّا غائِبٌ فَآبا | |
|
| وَرُبَّ حَيٍّ دَعَموا القِبابا |
|
وَاِستَفسَحوا الأَعطانَ وَالرِحابا | |
|
| وَطَبَّقوا السُهولَ وَالعِقابا |
|
لا يَرهَبونَ لِلعِدى ذُبابا | |
|
| أَمسوا لِقاحاً وَغَدوا نِهابا |
|
جَرَّ عَلى دارِهِمُ ذِنابا | |
|
| وَأَتبَعَ القَوادِمَ الذُنابى |
|
بِمُعجِلٍ يَنتَزِعُ الأَطنابا | |
|
| يوطي الحِمى وَيَهتِكُ الحِجابا |
|
كَالباتِراتِ تَبذُرُ الرَقابا | |
|
| نَسعى وَيَطوينا الرَدى وِثابا |
|
كَم قَطَعَ الأَقرانَ وَالأَسبابا | |
|
| وَفَرَّقَ الجيرانَ وَالأَحبابا |
|
وَاِستَدرَجَ العَبيدَ وَالأَربابا | |
|
| سَيلُ رَدىً قَد مَلَأَ الشِعابا |
|
وَجُنَّ مَوجاً وَطَغى عُبابا | |
|
| قارَعَنا وَاِنتَزَعَ اللُبابا |
|
أَعجِب وَأَخلِق أَن تَرى عِجابا | |
|
| يُبَلِّدُ الأَفهامَ وَالأَلبابا |
|
إِنَّ الرَدى وَإِن رَمى فَصابا | |
|
| وَجاذَبَتنا يَدُهُ جِذابا |
|
يَعجِمُ مِن عيدانِنا صِلابا | |
|
| صَعباً يُلاقي أَنفُساً صِعابا |
|
لا تُنكِرُ المَوتَ لَها شَرابا | |
|
| وَلا تَعافُ الصَبِرَ المُذابا |
|
سَوالِباً وَمَرَّةً أَسلابا | |
|
| إِذا أَنا اِنقَدتُ وَلَمّا آبى |
|
مُنجَفِلاً مَعَ الرَدى مُنجابا | |
|
| فَلِم سَنَنتُ الصارِمَ القِرضابا |
|
وَلِم رَبَطتُ الشُزَّبَ العِرابا | |
|
| يَمرينَ بِالشَكائِمِ اللُعابا |
|
خَمايِصاً نُحاضِرُ الذَيابا | |
|
| يَحمِلنَ أُسداً في الوَغى غِضابا |
|
قَد سَلَبوا السَوابِغَ العِيانا | |
|
| رَكباً وَطوراً لِلقَنا رِكابا |
|
يَحمي الحِمى وَيَمنَعُ الجَنابا | |
|
| حَتّى إِذا داعي الرَدى أَهابا |
|
أَسقَطَ مِن أَيمانِنا الكِعابا | |
|
| وَبَزَّنا أَرواحَنا إِغصابا |
|
لا طَعنَ نَسطيعُ وَلا ضِرابا | |
|
| مُقتَحِمٌ عَلى الأُسودِ الغابا |
|
وَرُبَّ إِخوانٍ مَضَوا شَبابا | |
|
| تَلاحَقوا إِلى الرَدى صِحابا |
|
لا نَتَرَجّى مِنهُمُ إِيابا | |
|
| وَلا نَعُدُّ لَهُمُ الأَحقابا |
|
لا يَحفِلُ الحُجّابَ وَالأَبوابا | |
|
| إِذا دُعوا لَم يُرجِعوا جَوابا |
|
وَلَبِسوا الجَندَلَ وَالظِرابا | |
|
| لِقَدَرٍ ما عَمَروا الخِرابا |
|
يا غُصُناً طالَ وَفَرعاً طابا | |
|
| لَمّا ذَوى أَودَعتُهُ التُرابا |
|
أَرابَ مِن يَومِكَ ما أَرابا | |
|
| لازِلتُ أَستَسقي لَكَ السَحابا |
|
كُلَّ أَغَرٍّ يَدِقُ الذِهابا | |
|
| مُجَرِّراً عَلى الرُبى أَهدابا |
|
يُبقي بِأَجوازِ الثَرى أَندابا | |
|
| وَيَنثَني مُجَوِّلاً جَوابا |
|
وَإِن لَبِستَ لِلبِلى جِلبابا | |
|
| أَرى البُكاءَ سَفَهاً وَعابا |
|
لا تَجعَلَنهُ دَيدَناً وَدابا | |
|
| وافَقَ مِنّا أَجَلٌ كِتابا |
|