أَيا وادِيَ الأَحبابِ سُقّيتَ وادِياً | |
|
| وَلا زِلتَ مَسقِيّاً وَإِن كُنتَ خالِيا |
|
فَلا تَنسَ أَطلالَ الدُجَيلِ وَمائَهُ | |
|
| وَلا نَخَلاتِ الدَيرِ إِن كُنتَ ساقِيا |
|
أَلا رُبَّ يَومٍ قَد لَبِستُ ظِلالَهُ | |
|
| كَما أَغمَدَ القَينُ الحُسامَ اليَمانِيا |
|
وَلَم أَنسَ قُمرِيَّ الحَمامِ عَشِيَّةً | |
|
| عَلى فَرعِها تَدعو الحَمامَ البَواكِيا |
|
إِذا ما جَرى حاكَت رِياضَ أَزاهِرٍ | |
|
| جَوانِبُهُ وَاِنصاعَ في الأَرضِ جارِيا |
|
وَإِن ثَقَبَتهُ العَينُ لاقَت قَرارَهُ | |
|
| تَخالُ الحَصى فيها نُجوماً رَواسِيا |
|
فَيالَكَ شَوقاً بَعدَ ما كِدتُ أَرعَوي | |
|
| وَأَهجُرُ أَسبابَ الهَوى وَالتَصابِيا |
|
وَأَصبَحتُ أَرفو الشَيبَ وَهوَ مُرَقَّعٌ | |
|
| عَلَيَّ وَأُخفي مِنهُ ما لَيسَ خافِيا |
|
وَقَد كادَ يَكسوني الشَبابُ جَناحَهُ | |
|
| فَقَد حادَ عَن رَأسي وَخَلَّفَ ماضِيا |
|
مَضى فَمَضى طيبُ الحَياةِ وَأُسخِطَت | |
|
| خَلائِقُ دُنيا كُنتُ عَنهُنَّ راضِيا |
|
وَلَم آتِ ما قَد حَرَّمَ اللَهُ في الهَوى | |
|
| وَلَم أَتَّرِك مِمّا عَفا اللَهُ باقِيا |
|
إِذا ما تَمَشَّت فِيَّ عَينُ خَريدَةٍ | |
|
| فَلَيسَت تَخَطّاني إِلى مَن وَرائِيا |
|
فَيا عاذِلي دَعني وَشَأني وَلا تَكُن | |
|
| شَجٍ في الَّذي أَهوى وَدَعني لِما بِيا |
|
وَلَيلٍ كَجِلبابِ الشَبابِ قَطَعتَهُ | |
|
| بِفِتيانِ صِدقٍ لا تَمَلُّ الأَمانِيا |
|
سَروا ثُمَّ حَطّوا عَن قُلاصٍ خَوامِسٍ | |
|
| كَما عَطَلَ الرامي القَسِيَّ الحَوانِيا |
|
أَلَم تَعلَما يا عاذِلَيَّ بِأَنَّما | |
|
| يَمينِيَ مَرعىً في النَدى وَشِمالِيا |
|
وَأَعدَدتُ لِلحَربِ العَوانِ طِمِرَّةً | |
|
| وَأَسمَرَ مَطرورَ الحَديدَةِ عالِيا |
|
وَلا بُدَّ مِن حَتفٍ يُلاقيكَ يَومُهُ | |
|
| فَلا تَجزَعَن مِن ميتَةٍ هِيَ ما هِيا |
|
وَجَمعٍ سَقَينا أَرضَهُ مِن دِمائِهِ | |
|
| وَلَو كانَ عافانا قَبِلنا العَوافِيا |
|
وَدُسناهُمُ بِالضَربِ وَالطَعنِ دَوسَةً | |
|
| أَماتَت حُقوداً ثُمَّ أَحيَت مَعالِيا |
|
خُذو حَظَّكُم مِن خَيرِنا إِنَّ شَرَّنا | |
|
| مَعَ الشَرِّ لا يَزدادُ إِلّا تَمادِيا |
|
فَرَشنا لَكُم مِنّا جَناحَ مَوَدَّةٍ | |
|
| وَأَنتُم زَماناً تُلجِثونَ الدَواهِيا |
|
أَظُنُّكُمُ مِن حاطِبِ اللَيلِ جَمَّعَت | |
|
| حَبائِلُهُ عَقارِباً وَأَفاعِيا |
|