نُسائِلُها أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ | |
|
| وَأَيُّ دِيارٍ أَوطَنَتها وَأَيَّتِ |
|
وَماذا عَلَيها لَو أَشارَت فَوَدَّعَت | |
|
| إِلَينا بِأَطرافِ البَنانِ وَأَومَتِ |
|
وَما كانَ إِلّا أَن تَوَلَّت بِها النَوى | |
|
| فَوَلّى عَزاءُ القَلبِ لَمّا تَوَلَّتِ |
|
فَأَمّا عُيونُ العاشِقينَ فَأُسخِنَت | |
|
| وَأَمّا عُيونُ الشامِتينَ فَقَرَّتِ |
|
وَلَمّا دَعاني البَينُ وَلَّيتُ إِذ دَعا | |
|
| وَلَمّا دَعاها طاوَعَتهُ وَلَبَّتِ |
|
فَلَم أَرَ مِثلي كانَ أَوفى بِذِمَّةٍ | |
|
| وَلا مِثلَها لَم تَرعَ عَهدي وَذِمَّتي |
|
مَشوقٌ رَمَتهُ أَسهُمُ البَينِ فَاِنثَنى | |
|
| صَريعاً لَها لَمّا رَمَتهُ فَأَصمَتِ |
|
وَلَو أَنَّها غَيرَ النَوى فَوَّقَت لَهُ | |
|
| بِأَسهُمِها لَم تُصمِ فيهِ وَأَشوَتِ |
|
كَأَنَّ عَلَيها الدَمعَ ضَربَةَ لازِبٍ | |
|
| إِذا ما حَمامُ الأَيكِ في الأَيكِ غَنَّتِ |
|
لَئِن ظَمِئَت أَجفانُ عَيني إِلى البُكا | |
|
| لَقَد شَرِبَت عَيني دَماً فَتَرَوَّتِ |
|
عَلَيها سَلامُ اللَهِ أَنَّى اِستَقَلَّتِ | |
|
| وَأَنَّى اِستَقَرَّت دارُها وَاِطمَأَنَّتِ |
|
وَمَجهولَةِ الأَعلامِ طامِسَةِ الصَوى | |
|
| إِذا اِعتَسَفَتها العيسُ بِالرَكبِ ضَلَّتِ |
|
إِذا ما تَنادى الرَكبُ في فَلَواتِها | |
|
| أَجابَت نِداءَ الرَكبِ فيها فَأَصدَتِ |
|
تَعَسَّفتُها وَاللَيلُ مُلقٍ جِرانَهُ | |
|
| وَجَوزاؤُهُ في الأُفقِ حينَ اِستَقَلَّتِ |
|
بِمُفعَمَةِ الأَنساعِ موجِدَةِ القَرا | |
|
| أَمونِ السُرى تَنجو إِذا العيسُ كَلَّتِ |
|
طَموحٌ بِأَثناءِ الزِمامِ كَأَنَّما | |
|
| تَخالُ بِها مِن عَدوِها طَيفُ جِنَّةِ |
|
إِلى حَيثُ يُلفى الجودُ سَهلاً مَنالُهُ | |
|
| وَخَيرَ اِمرِئٍ شُدَّت إِلَيهِ وَحَطَّتِ |
|
إِلى خَيرِ مَن ساسَ الرَعِيَّةَ عَدلُهُ | |
|
| وَوَطَّدَ أَعلامَ الهُدى فَاِستَقَرَّتِ |
|
حُبَيشٌ حُبَيشُ بنُ المُعافى الَّذي بِهِ | |
|
| أُمِرَّت حِبالُ الدينِ حَتّى اِستَمَرَّتِ |
|
وَلَولا أَبو اللَيثِ الهُمامُ لَأَخلَقَت | |
|
| مِنَ الدينِ أَسبابُ الهُدى وَأَرَثَّتِ |
|
أَقَرَّ عَمودَ الدينِ في مُستَقَرِّهِ | |
|
| وَقَد نَهَلَت مِنهُ اللَيالي وَعَلَّتِ |
|
وَنادى المَعالي فَاِستَجابَت نِداءَهُ | |
|
| وَلَو غَيرُهُ نادى المَعالي لَصَمَّتِ |
|
وَنيطَت بِحَقوَيهِ الأُمورُ فَأَصبَحَت | |
|
| بِظِلِّ جَناحَيهِ الأُمورُ اِستَظَلَّتِ |
|
وَأَحيا سَبيلَ العَدلِ بَعدَ دُثورِهِ | |
|
| وَأَنهَجَ سُبلَ الجودِ حينَ تَعَفَّتِ |
|
وَيُلوي بِأَحداثِ الزَمانِ اِنتِقامُهُ | |
|
| إِذاما خُطوبُ الدَهرِ بِالناسِ أَلوَتِ |
|
وَيَجزيكَ بِالحُسنى إِذا كُنتَ مُحسِناً | |
|
| وَيَغتَفِرُ العُظمى إِذا النَعلُ زَلَّتِ |
|
يَلُمُّ اِختِلالَ المُعتَفينَ بِجودِهِ | |
|
| إِذا ما مُلِمّاتُ الأُمورِ أَلَمَّتِ |
|
هُمامٌ وَرِيُّ الزَندِ مُستَحصِدُ القُوى | |
|
| إِذا ما الأُمورُ المُشكِلاتُ أَظَلَّتِ |
|
إِذا ظُلُماتُ الرَأيِ أُسدِلَ ثَوبُها | |
|
| تَطَلَّعَ فيها فَجرُهُ فَتَجَلَّتِ |
|
بِهِ اِنكَشَفَت عَنّا الغَيايَةُ وَاِنفَرَت | |
|
| جَلابيبُ جَورٍ عَمَّنا فَاِضمَحَلَّتِ |
|
أَغَرُّ رَبيطُ الجَأشِ ماضٍ جَنانُهُ | |
|
| إِذا ما القُلوبُ الماضِياتُ اِرجَحَنَّتِ |
|
نَهوضٌ بِثِقلِ العِبءِ مُضطَلِعٌ بِهِ | |
|
| وَإِن عَظُمَت فيهِ الخُطوبُ وَجَلَّتِ |
|
تَطوعُ لَهُ الأَيّامُ خَوفاً وَرَهبَةً | |
|
| إِذا اِمتَنَعَت مِن غَيرِهِ وَتَأَبَّتِ |
|
لَهُ كُلَّ يَومٍ شَملُ مَجدٍ مُؤَلَّفٍ | |
|
| وَشَملُ نَدىً بَينَ العُفاةِ مُشَتَّتِ |
|
أَبا اللَيثِ لَولا أَنتَ لَاِنصَرَمَ النَدى | |
|
| وَأَدرَكَتِ الأَحداثُ ما قَد تَمَنَّتِ |
|
أَخافَ فُؤادَ الدَهرِ بَطشُكَ فَاِنطَوَت | |
|
| عَلى رُعُبٍ أَحشاؤُهُ وَأَجَنَّتِ |
|
حَلَلتَ مِنَ العِزِّ المُنيفِ مَحَلَّةً | |
|
| أَقامَت بِفَودَيها العُلى فَأَبَنَّتِ |
|
لِيَهنِئ تَنوخاً أَنَّهُم خَيرُ أُسرَةٍ | |
|
| إِذا أُحصِيَت أولى البُيوتِ وَعُدَّتِ |
|
وَأَنَّكَ مِنها في اللُبابِ الَّذي لَهُ | |
|
| تَطَأطَأَتِ الأَحياءُ صُغراً وَذَلَّتِ |
|
بَنى لِتَنوخَ اللَهُ عِزّاً مُؤَبَّداً | |
|
| تَزِلُّ عَلَيهِ وَطأَةُ المُتَثَبِّتِ |
|
إِذا ما حُلومُ الناسِ حِلمَكَ وازَنَت | |
|
| رَجَحتَ بِأَحلامِ الرِجالِ وَخَفَّتِ |
|
إِذا ما يَدُ الأَيّامِ مَدَّت بَنانَها | |
|
| إِلَيكَ بِخَطبٍ لَم تَنَلكَ وَشَلَّتِ |
|
وَإِن أَزَماتُ الدَهرِ حَلَّت بِمَعشَرٍ | |
|
| أَرَقتَ دِماءَ المَحلِ فيها فَطُلَّتِ |
|
إِذا ما اِمتَطَينا العيسَ نَحوَكَ لَم نَخَف | |
|
| عِثاراً وَلَم نَخشَ اللُتَيّا وَلا الَّتي |
|