صِلَةُ الْخَيَالِ عَلَى الْبِعَادِ لِقَاءُ | |
|
| لَوْ كانَ يَمْلِكُ عَيْنِيَ الإِغْفَاءُ |
|
يا هاجِري مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ في الْهَوَى | |
|
| مَهْلاً فَهَجْرُكَ والْمَنُونُ سَواءُ |
|
أَغْرَيْتَ لَحْظَكَ بالْفُؤادِ فَشَفَّهُ | |
|
| ومِنَ الْعُيُونِ عَلَى النُّفُوسِ بَلاءُ |
|
هِيَ نَظْرَةٌ فامْنُنْ عَلَي بِأُخْتِها | |
|
| فالْخَمْرُ مِنْ أَلَمِ الْخُمارِ شِفَاءُ |
|
أَنا مِنْكَ مَطْوِيُّ الْفُؤادِ عَلَى جَوىً | |
|
| لَوْلا الْدُّمُوعُ ذَكَتْ بِهِ الْحَوْبَاءُ |
|
لا أَنْتَ تَرْحَمُنِي ولا نَارُ الْهَوَى | |
|
| تَخْبُو وَلاَ للنَّفْسِ عَنْكَ عَزاءُ |
|
فانْظُرْ إِلَيَّ تَجِدْ خَيَالَةَ صُورَةٍ | |
|
| لم يَبْقَ فيها للحياةِ ذَمَاءُ |
|
رَقَّتْ لِيَ الْوَرْقَاءُ في عَذَباتِها | |
|
| وبَكَتْ عَلَيَّ بِدَمْعِهَا الأَنْدَاءُ |
|
وَتَحَدَّثَتْ رُسُلُ النَّسِيمِ بلَوْعَتِي | |
|
| فَلِكُلِّ غُصْنٍ نَحْوَها إِصْغَاءُ |
|
كَلَفٌ تَنَاقَلَهُ الْحَمامُ عَنِ الصَّبَا | |
|
| فصَبَتْ إِلَيْهِ الْغِيدُ والشُّعَراءُ |
|
فَبِقَلْبِ كُلِّ فَتىً غَرامٌ كامِنٌ | |
|
| وبِعِطْفِ كُلِّ مَلِيحَةٍ خُيَلاءُ |
|
فَدَعِ التَّكَهُّنَ يا طَبِيبُ فإِنَّمَا | |
|
| دائِي الْهَوَى ولِكُلِّ نَفْسٍ داءُ |
|
أَلَمُ الصَّبَابَةِ لَذَّةٌ تَحْيَا بِها | |
|
| نَفْسِي وَدَائِي لَوْ عَلِمْتَ دَواءُ |
|
وبِمُهْجَتِي رَشَئِيَّةٌ مِنْ دُونِها | |
|
| أُسُدٌ لَهَا قَصَبُ الرِّمَاحِ أَبَاءُ |
|
هَيْفَاءُ مالَ بِهَا النَّعيمُ فَخَطْوُها | |
|
| دُونَ الْقَطاةِ ونُطْقُها إِيمَاءُ |
|
تَرْنُو بِأَحْوَرَ لَوْ تَمَكَّنَ لَحْظُهُ | |
|
| مِنْ صَخْرَةٍ لَارْفَضَّ مِنها الماءُ |
|
حَكَمَ الجَمالُ لها بِمَا تَخْتَارُهُ | |
|
| فَتَحَكَّمَتْ في النَّاسِ كَيفَ تَشاءُ |
|
غَضِبَتْ عَلَيَّ وَما جَنَيتُ وَرُبَّما | |
|
| حَمَلَ الْمَشُوقُ الذَّنْبَ وَهوَ بَراءُ |
|
طافَ الوُشاةُ بِها فَكانَ لِقَوْلِهِمْ | |
|
| في مِسْمَعَيْها رَنَّةٌ وحُداءُ |
|
لَوْلا النَّمِيمَةُ لم يَقَعْ بَيْنَ امْرِئٍ | |
|
| وأَخِيهِ مِنْ بَعْدِ الْوِدادِ عِداءُ |
|
أَشَقِيقَةَ الْقَمَرَيْنِ أَيُّ وَسِيلَةٍ | |
|
| تُدْنِي إِلَيكِ فَلَيْس لِي شُفَعَاءُ |
|
جُودِي عَلَيَّ ولَوْ بِوَعْدٍ كاذِبٍ | |
|
| فالْوَعْدُ فيهِ تَعِلَّةٌ ورَجَاءُ |
|
وَثِقِي بِكِتْمَانِ الْحَدِيثِ فإِنَّمَا | |
|
| شَفَتاي خَتْمٌ والْفُؤادُ وِعاءُ |
|
لا تَرْهَبِي قَوْلَ الْوُشاةِ فإِنَّهُمْ | |
|
| قَدْ أَحْسَنُوا في الْقَوْلِ حِينَ أَساءُوا |
|
زَعَمُوكِ شَمْسَاً لا تَلُوحُ بظُلْمَةٍ | |
|
| ولِقَولِهِمْ عِنْدِي يَدٌ بَيْضاءُ |
|
فَعَلامَ تَخْشَيْنَ الزِّيارَةَ بعدَما | |
|
| أَمِنَ ازْدِيارَكِ في الدُّجَى الرُّقَباءُ |
|
هِيَ زَلَّةٌ في الرأْيِ مِنْهُمْ أَعْقَبَتْ | |
|
| نَفْعَاً كَذَلِكَ تَفْعَلُ الْجُهَلاءُ |
|
كَيْدُ الْغَبِيِّ مَساءَةٌ لِضَمِيرِهِ | |
|
| وَلِمَنْ يُحَاوِلُ كَيْدَهُ إِرْضَاءُ |
|
والناسُ أَشْبَاهٌ ولَكِنْ فَرَّقَتْ | |
|
| ما بَيْنَهُمْ في الرُّتْبَةِ الآراءُ |
|
وَالنَّفْسُ إِنْ صَلَحَتْ زَكَتْ وَإِذَا خَلَتْ | |
|
| مِنْ فِطْنَةٍ لَعِبَتْ بها الأَهْوَاءُ |
|
لَوْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الرِّجالِ تَفَاوُتٌ | |
|
| ما كانَ فيهِمْ سادَةٌ ورِعاءُ |
|
وَلَقَدْ بَلَوْتُ النّاسَ في أَطْوارِهِمْ | |
|
| ومَلِلْتُ حتَّى مَلَّني الإِبْلاءُ |
|
فَإِذا المَوَدَّةُ خَلَّةٌ مَكْذُوبَةٌ | |
|
| بَيْنَ الْبَرِيَّةِ والوَفاءُ رِياءُ |
|
كَيْفَ الْوثُوقُ بِذِمَّةٍ مِنْ صاحِبٍ | |
|
| وَبِكُلِّ قَلْبٍ نُقْطَةٌ سَوْداءُ |
|
لَوْ كَانَ فِي الدُّنْيَا وِدَادٌ صَادِقٌ | |
|
| مَا حَالَ بَيْنَ الخُلَّتَيْنِ جَفاءُ |
|
فانْفُضْ يَدَيْكَ مِنَ الزَّمانِ وأَهْلِهِ | |
|
| فالسَّعْيُ في طَلَبِ الصَّديِقِ هَبَاءُ |
|