عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > عمان > موسى بن حسين الحسيني الكيذاوي > سَبانِي بِتَكْسِيرِ أَجْفانِهِ

عمان

مشاهدة
705

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سَبانِي بِتَكْسِيرِ أَجْفانِهِ

سَبانِي بِتَكْسِيرِ أَجْفانِهِ
وَخامَرَنِي سِحْرُ إِنْسانِهِ
وَأَغْرَقَ لَحْظِي بِأَمْواهِهِ
وَأَحْرَقَ قَلْبِي بِنِيرانِهِ
وَطالَبْتُهُ الرَّشْفَ مِنْ رِيقِهِ
وَحاوَلْتُ تَقْبِيلَ أَسْنانِهِ
فَأَدْبَرَ مُبْتَسِماً ضاحِكاً
وَصَدَّ وَأَعْرَضَ فِي شَانِهِ
وَأَطْمَعَنِي لِينُ إِدْلالِهِ
وَآيَسَنِي كَوْنُ عِصْيانِهِ
أَغَنُّ رَخِيمٌ هَضِيمُ الحَشا
يَهِيجُ الحَمامُ لأَلْحانِهِ
يَجُورُ لَدَى الحُكْمِ فِي سِرِّهِ
عَلَى عاشِقِيهِ وَإِعْلانِهِ
فَشَمْسُ الضُّحَى تَحْتَ شالاتِهِ
وَدِعْصُ النَّقا تَحْتَ أَرْدانِهِ
تَجَلَّى مَعَ الحُسْنِ فِي حَلْيِهِ
بِماءِ الشَّبابِ وَفَيْنانِهِ
فَمَبْسِمُهُ لَمْ يَكُنْ مُذْ نَشا
تُقَبِّلُهُ غَيْرُ قُضْبانِهِ
يَمِيسُ بِغُصْنٍ لَهُ ناعِمٍ
حَكَى مَيْسُهُ مَيْسَ أَغْصانِهِ
يُجاذِبُ ناحِلَهُ إِنْ مَشَى
وَماسَ تَرَجْرُجُ مَلآنِهِ
أَرانِي الوِدادَ وَأَدْيانَهُ
فَصِرْتُ مَدِيناً بِأَدْيانِهِ
وَمازَجَ لِي فِي الهَوَى وَصْلَهُ
غَداةَ العِتابِ بِهِجْرانِهِ
فَلَيْسَ البَساتِينُ فِي حُسْنِها
وَفِي زَهْرِها مِثْلَ بُسْتانِهِ
فَتُفَّاحُها دُونَ تُفَّاحِهِ
وَرُمَّانُها دُونَ رُمَّانِهِ
تَرُوحُ وَتَغْدُو بِحافاتِهِ
عَلَيْهِ رَوائِحُ رَيْحانِهِ
دَعْ القَلْبَ فِي الحُبِّ يا لائِمِي
يَحِنُّ لِتَذْكارِ أَشْجانِهِ
فإِنْ حَلَّ بِي فِي الهَوَى نازِلٌ
فَقَدْ حَلَّ قَبْلِي بِغَيْلانِهِ
وَقَدْ هامَ قَبْلِي بِوادِي الهَوَى
كُثَيْرٌ وَعَمْروُ بنُ عَجْلانِهِ
فَلَوْلا الهَوَى ما بَكَى قَبْلَ ذا
مُطِيعٌ لِنَخْلاتِ حلْوانِهِ
بِنَفْسِي حَبِيباً عَلَى بُعْدِهِ
شَجَتْنِي مَعارِفُ أَوْطانِهِ
تَرَحَّلَ فِي الحَيِّ عَنْ أَثْلِهِ
وَعَنْ بُرْقَتَيْهِ وَعَنْ بانِهِ
وَقَفْتُ عَلَى رَسْمِهِ بَعْدَما
عَفَتْهُ حَوادِثُ أَزْمانِهِ
فَفاضَتْ دُمُوعِيَ وَاسْتَوْكَفَتْ
عَلَى الخَدِّ تَجْرِي لِعِرْفانِهِ
سَقَيْتُ مَعالِمَهُ أَدْمُعِي
وَقَبَّلْتُ أَحْقافَ كُثْبانِهِ
أَعَلِّلُ نَفْسِيَ مِنْ طِيبِهِ
بِشَمِّ العَرارِ وَحَوْذانِهِ
فَيا لَكَ مِنْ مَرْبَعٍ قَدْ عَفا
وَأَقْفَرَ مِنْ بَعْدِ سُكَّانِهِ
وَأَضْحَتْ بِهِ وَحْشُ غِزْلانِهِ
أَوانِسَ مِنْ بَعْدِ غِزْلانِهِ
تَجُولُ بِمَغْناهُ صِيرانُهُ
تَقيِلُ قِياماً لِصِيرانِهِ
وَتَقْطِفُ مِنْها بِأَفْواهِها
فُرُوعَ البَشامِ وَسَعْدانِهِ
سَقَى سُوحَهُ مُسْتَهِلُّ الحَيا
وَرَوَّاهُ مُسْبِلُ هَتَّانِهِ
تُواصِلُ فِي المُزْنِ حَنَّانَهُ ال
بَوارِقُ مِنْهُ بِحَنَّانِهِ
وَمُنْبَسِطٍ مُوحِشٍ مُقْفِرٍ
يَطِيشُ بِهِ عَقْلُ رُكْبانِهِ
كَعَرْضِ السَّماواتِ فِي وَسْعِهِ
إِذا قِيسَ فِي عَرْضِ غِيطانِهِ
وَلَمْ يَلْقَن السَّمْعُ مِنْ نَبْأَةٍ
بِهِ غَيْرَ أَصْواتِ جِنَّانِهِ
قَطَعْتُ سَباسِبَهُ وَالدُّجَى
يُرِينِي غَرابِيبَ أَلْوانِهِ
بِأَعْيَسَ إِنْ جَدَّ فِي سَيْرِهِ
يُبارِي مُسِفّاتِ عِقبانِهِ
فَلا الطَّيْرُ يَسْبِقُهُ فِي السُّرَى
وَإِنْ جَدَّ فِي مَرِّ طَيْرانِهِ
مُجِدًّا إِلَى اللَّوْذَعِيِّ الفَتَى ال
مُظَفَّرِ وارِثِ سُلْطانِهِ
مَلِيكٌ تَظَلُّ مُلُوكُ الوَرَى
تَخِرُّ خُضُوعاً لِتِيجانِهِ
لَهُ مِنْ مَفاخِرِهِ رايَةٌ
تَأَرَّثَها عَنْ سُلَيْمانِهِ
شَأى السَّابِقِينَ بِشَأْوِ العُلا
فَعَقَّبَهُمْ خَلْفَ مَيْدانِهِ
وَشَيَّدَ مِنْ مَجْدِهِ مِنْبَراً
تَعالَى عَلَى نَجْمِ كَيْوانِهِ
تُحِيطُ الأَقالِيمَ أَقْلامُهُ
جَمِيعاً وَتُنْبِي بِعُنْوانِهِ
يَجِلُّ وَيَعْظُمُ عَنْ قَيْصَرٍ
وَدارا بنِ دارا وَخاقانِهِ
وَلَيْسَ يُقاسُ بِكِسْرَى وَلا ابْ
نِ ذِي يَزَنٍ رَبِّ غُمْدانِهِ
فَلَوْلا التُّقَى عِنْدَ تَكْيِيفِهِ
لأَذَّنْتُ جَهْراً بِسُبْحانِهِ!
فَصَرْفُ القَضاءِ وَأَفْلاكِهِ
يَكُونُ لَهُ بَعْضُ أَعْوانِهِ
بَنَى المَجْدَ حَتَّى بِهِ أَصْبَحَتْ
نُجُومُ السَّما تَحْتَ بُنْيانِهِ
وَأَسَّسَ بِالفَضْلِ فِي قَوْمِهِ
بِحَيْثُ اصْطَفَى أَصْلَ سِيسانِهِ
وَطالَ السَّما سَمْكُهُ فاسْتَوَى
وَنافَ عَلَى بُرْجِ سَرْطانِهِ
وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ مِنْ عَدْلِهِ
بِنُورٍ يُضِيءُ بِبُرْهانِهِ
يَقُودُ الجِيادَ لِوُفَّادِهِ
وَيُمْطِرُهُمْ غَيْثَ عِقْيانِهِ
لَهُ فِي السَّجايا نَدَى حاتِمٍ
وَكَعْبٍ وَصَوْلَةُ حَسَّانِهِ
وَلَو جُودُهُ وَدْقُ هَطَّالِهِ
لأَتْبَعَ نُوحاً بِطُوفانِهِ
يُغادِرُ أَعْداءَهُ فِي الوَغَى
مَآدِبَ صَرْعَى لِذُوبانِهِ
وَيَعْقِرُ كُلَّ أَمُونِ القَرا
وَإِنْ هِيَ عَزَّتْ لِضِيفانِهِ
تُزَلْزِلُ كُلَّ بِلادٍ غَدَتْ
عَلَيْها كَتائِبُ فُرْسانِهِ
سَرَى فِي البَرايا نَدَى كَفِّهِ
فأَحْيا بِهِ ذِكْرَ نَبْهانِهِ
مُؤَمِّلُهُ فِي النَّدَى لَمْ يَخَفْ
غَداةَ اللِّقا وَجْهَ حِرْمانِهِ
تَجَلَّى بِأَخْلاقِ كَهْلانِهِ
وَأَبَدَى مَكارِمَ عُثْمانِهِ
أَواحِدَ ذَا العَصْرِ فِي مَجْدِهِ
وَمُخْلِصَ تَوْحِيدِ رَحْمانِهِ
وَيا مَنْ لَهُ نَسَبٌ يَنْتَمِي
لِيَعْرُبِهِ بنِ قَحْطانِهِ
لَكَ المَجْدُ فِي الأَرْضِ أَعْطاكَهُ
إِلَهٌ هَداكَ لإِيمانِهِ
وَهَلْ نِعْمَةُ اللهِ مِنْ حاسِدٍ
يُغَيِّرُ فِيها بِبُهْتانِهِ
فَلَيْسَ يَضُرُّكَ كَيْدُ امْرِئٍ
وَإِنْ غَرَّهُ نَزْعُ شَيْطانِهِ
فَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ فِي جَهْلِهِ
مُضِرٌّ لِمُوسَى بنِ عِمْرانِهِ
وَإِنْ كانَ فِي الجَهْلِ مُسْتَنْصِراً
بِقارُونِهِ أَو بِهامانِهِ
وَدُونَكَ ما جاءَ مِنْ شاعِرٍ
يُرِيكَ فَصاحَةَ سَحْبانِهِ
أَقامَ لَهُ الوَزْنَ فِي نَسْقِهِ
بِمَدْحِكَ قِسْطٌ بِمِيزانِهِ
وَرَصَّعَ فِي نَظْمِهِ دُرَّهُ
عَلَى السَّبْكِ مِنْهُ بِمَرْجانِهِ
مَعانِيهِ تُهْدِي بِإِنْشادِهِ
لِذِهْنِكَ حِكْمَةَ لُقْمانِهِ
وَقَدْ كادَ يُهْدِي إِذا ما بَدا
ضِياءً لأَعْيُنِ عُمْيانِهِ
لِغاياتِهِ لَمْ يَكُنْ مُدْرِكاً
أُوُلُوا العِلْمِ غاياتِ أَثْمانِهِ
أَتاكَ بِهِ رَبُّهُ قاصِداً
يَحُثُّ رَواحِلَ كِيرانِهِ
تَقَرَّبَ بَيْنَ البَرايا بِهِ
إِلَيْكَ لِيَحْظَى بِقُرْبانِهِ
وَيَرْجُوكَ تَكْبِتُ حُسَّادَهُ
وَتَكْشِفُ غَمَّاتِ أَحْزانِهِ
وَكَمْ لَكَ مِنْ عِقْدِ مَنْظُومَةِ
يُضِيءُ بِها وَجْهُ مَيْدانِهِ
موسى بن حسين الحسيني الكيذاوي

يمدح مظفر بن سلطان بن المحسن من المتقارب
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2011/05/06 01:26:02 صباحاً
التعديل: الاثنين 2017/04/10 03:35:19 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com