بِاللهِ ما سَرَتْ الجَنُوبُ نَسِيمَا | |
|
| إِلاَّ وَأَهْدَتْ مِنْ سُعادَ شَمِيمَا |
|
أَو لاحَ بَرْقٌ مِنْ تِهامَةَ خافِقٌ | |
|
| إِلاَّ وَفَجَّرَ مَدْمَعَيَّ حَمِيمَا |
|
خَوْدٌ إِذا ما لاحَظَتْنِي أَوْسَعَتْ | |
|
| بَيْنَ الأَضالِعِ كالكُلُومِ كُلُومَا |
|
وَتَبِيتُ سالِيَةَ الهَوَى وَأَبِيتُ فِي | |
|
| لَيْلِي لِمُتَّقِدِ الغَرامِ غَرِيمَا |
|
كَمْ بِتُّ فِي لَيْلِي لِعَقْرَبِ صُدْغِها | |
|
| وَلأَرْقَمَيْها كالسَّلِيمِ سَلِيمَا |
|
وَظَلَمْتُ نَفْسِي حَيْثُ مَلَّكْتُ الهَوَى | |
|
| نَفْسِي فَكُنْتُ الظَّالِمَ المَظْلُوما |
|
عَزَّ اصْطِبارِي فِي هَواها وَانْثَنَى | |
|
| حَدُّ العَزِيمَةِ واهِياً مَثْلُوما |
|
وَغَدَوْتُ مِنْ فَرْطِ الصَّبابَةِ حاسِداً | |
|
| مِنْها وِشاحاً جائِلاً وَبَرِيما |
|
عِنْدِي لَها عَهْدٌ عَلَى طُولِ النَّوَى | |
|
| وَالبَيْنِ لَمْ يَكُ شأْنُهُ مَذْمُومَا |
|
يَهْتَزُّ مِنْ سُكْرِ الشَّبابِ قَوامُها | |
|
| فَتَراهُ كالغُصْنِ القَوِيمِ قَوِيمَا |
|
حُورٌ مَدامِعُها سَقِيمٌ جَفْنُها | |
|
| وَمِنَ المَلاحَةِ أَنْ يَكُونَ سَقِيمَا |
|
مَكْحُولَةٌ بِالحُسْنِ تُخْجِلُ إِنْ رَنَتْ | |
|
| بِلِحاظِ أَعْيُنِها الأَغَنَّ الرِّيمَا |
|
هَيْفاءُ إِنْ نَهَضَتْ يُجاذِبُ خَصْرَها | |
|
| رِدْفٌ حَكَى الدِّعْصَ الرَّكِيمَ رَكِيمَا |
|
ساغَتْ مُجاجَةُ رِيقِها فِي رَشْفِها | |
|
| فَحَكَتْ رَحِيقاً طَيِّباً مَخْتُوما |
|
يا هذِهِ وَالحُبُّ داءٌ لِلْفَتَى | |
|
| ما ضَرَّ قَلْبَكِ أَنْ يَكُونَ رَحِيما |
|
لَمْ يُبْقِ مِنْ جِسْمِي هَواكِ وَلَمْ يَدَعْ | |
|
| إِلاَّ عِظاماً خُشَّعاً وَأَدِيما |
|
ما بِتُّ مُذْ أَزْمَعْتِ هَجْرِي لَيْلَةً | |
|
| إِلاَّ أُكابِدُ حَسْرَةً وَهُمُومَا |
|
وَأَراكِ يا ظَمْيا الحَشا غادَرْتِ فِي | |
|
| قَلْبِي لِجَمْرِ الوَجْدِ مِنْكِ وُشُومَا |
|
وَأَقَمْتِ لِي مِنْ رَوْضِ حُسْنِكِ جَنَّةً | |
|
| وَمِنَ التَّجافِي وَالصُّدُودِ جَحِيمَا |
|
أَوَما وَثَغْرٍ مِنْكِ أَشْنَبَ يَحْتَوِي | |
|
| شَهْداً يَسُوغُ وَلُؤْلُؤاً مَنْظُومَا |
|
إِنِّي عَلَى ما تَعْهَدِينَ مِنَ الهَوَى | |
|
| لا حُلْتُ عَنْهُ وَلَنْ أَزالَ مُقِيمَا |
|
أَمُهَيِّجَ الأَشْواقِ لِي وَمُذَكِّرِي | |
|
| عَهْداً جَدِيداً لِلهَوَى وَقَدِيمَا |
|
لا تَرْثِ لِي مِنْ بَعْدِ سَفْحِ عُنَيْزَةٍ | |
|
| سَفْحاً وَلا بَعْدَ الغَمِيمِ غَمِيمَا |
|
رَسْمانِ فِي سَوْداءِ قَلْبِي غادَرا | |
|
| للظَّاعِنِينَ وَلِلرُّسُومِ رُسُومَا |
|
كَمْ فِيهِما جَرَّرْتُ ذَيْلَ شَبِيبَتِي | |
|
| وَكَرَعْتُ حَوْضاً لِلْهَوَى مَفْعُومَا |
|
وَرَتَعْتُ فِي زَهْرِ التَّصابِي وَالهَوَى | |
|
| وَرَعَيْتُ شِيحَ اللَّهْوِ وَالقَيْصُوما |
|
أَيَّامَ لَمْ أَكُ فِي الهَوَى مُسْتَنْتِجاً | |
|
| فِيما أُحاوِلُ مِنْ هَوايَ عَقِيمَا |
|
فَالآنَ أَصْبَحَ رَوْضُ لَهْوِي ذاوِياً | |
|
| تَذْرُوهُ أَرْواحُ المَشِيبِ هَشِيما |
|
وَمَفازَةٍ مَجْهُولَةٍ ما أَثَّرَتْ | |
|
| فِيها الرَّواسِمُ مَسْلَكاً مَرْسُومَا |
|
عَزَفَتْ بِها جِنَّانُها وَتَرَنَّمَتْ | |
|
| فِيها حَمائِمُ دَوْحِها تَرْنِيما |
|
جاوَزْتُها بِجُلالَةٍ تَطْوِي الفَلا | |
|
| عَوْجاءَ تَخْلِطُ بِالوَشِيجِ رَسِيمَا |
|
كَوْماءَ إِنْ قُرِنَتْ بِكُومٍ فِي السُّرَى | |
|
| سَبَقَتْ وَعَقَّبَتْ الهِجانَ الكُوما |
|
مَفْتُولَةِ الضَّبْعَيْنِ تَحْسَبُها إِذا | |
|
| خاضَتْ بِراكِبِها السَّرابَ ظَلِيمَا |
|
مُتَوَجِّهاً تاجَ المَفاخِرِ حِمْيَراً | |
|
| مُسْتَسْقِياً مِنْ راحَتَيْهِ غُيُومَا |
|
مَلِكٌ إِذا لاحَتْ كَواكِبُ فَجْرِهِ | |
|
| كَشَفَتْ بِنُورِ ضِيائِها اليَحْمُومَا |
|
صَمَدٌ إِذا خَطَبَ الزَّمانُ بِخَطْبِهِ | |
|
| لَمْ يَتْرُكْ الزَّمَنَ الغَشُومَ غَشُوما |
|
وَفَتىً سَمَتْ شَرَفاً سَماءُ فَخارِهِ | |
|
| فَوْقَ السَّماءِ أَهِلَّةً وَنُجُومَا |
|
عَمَّتْ سِياسَتُهُ وَ دَوْلَةُ عَدْلِهِ | |
|
| مِنْ مُلْكِهِ المَخْصُوصَ وَالمَعْمُومَا |
|
لَوْ مُثِّلَ الثَّقَلانِ قِرْناً واحِداً | |
|
| يَوْماً وَبارَزَهُ لَعَزَّ هَزِيما |
|
لا يَشْتَكِي عِبْءَ الزَّمانِ وَلا يَرَى | |
|
| مِنْ شأْنِهِ الخَطَرَ العَظِيمَ عَظِيمَا |
|
لا العُسْرُ فِي وَقْتِ المَغارِمِ عِنْدَهُ | |
|
| عُسْراً وَلا الخَطْبُ الجَسِيمُ جَسِيمَا |
|
يا مَنْ تَبَعَّقَ مِنْهُ مُزْنُ أَكُفِّهِ | |
|
| فَضْلاً عَلَى سُوحِ العُفاةِ عَمِيما |
|
لَكَ يا ابْنَ يَشْجُبَ فِي الأَعادِي سَطْوَةٌ | |
|
| وَسِياسَةٌ تَذَرُ السَّفِيهَ حَلِيمَا |
|
وَعَزائِمٌ ما مِنْ رَجِيمٍ زارَها | |
|
| إِلاَّ وَأَتْبَعَتْ الرَّجِيمَ رُجُومَا |
|
خَضَعَتْ لِسَطْوَتِكَ العُداةُ وَحُكِّمَتْ | |
|
| مِنْكَ الأَوامِرُ فِيهِمُ تَحْكِيما |
|
وَغَدَتْ رِياحُ رِضاكَ تَجْرِي سَجْسَجاً | |
|
| لِلْمُعْتَفِينَ وَلِلْبُغاةِ حُسُوما |
|
أَوْلاكَ رَبُّ العَرْشِ مِنْ دُونِ الوَرَى | |
|
| فِي مُلْكِكَ التَّأْخِيرَ وَالتَّقْدِيمَا |
|
وَغَدَتْ أَقالِيمُ المَمالِكِ كُلُّها | |
|
| إِقْلِيمُها بِكَ يَحْسُدُ الإِقْلِيمَا |
|