أَصَمَّ أُذنَيْهِ ما يُبْدِيهِ عاذِلُهُ | |
|
| وَحالَ عَنْ سَمْعِ ما يَرْوِيهِ حائِلُهُ |
|
فَكَفْكَفَ الدَّمْعَ مِنْ جَفْنَيْهِ وَانْحَدَرَتْ | |
|
| وَأَسْبَلَتْ فَوْقَ خَدَّيْهِ سَوابِلُهُ |
|
مُتَيَّمٌ فِي الهَوَى أَوْثَقْنَ أَسْرَتَهُ | |
|
| أَغْلالُهُ وَاسْتَحاطَتْهُ سَلاسِلُهُ |
|
مُسْتَرْحِمٌ قَلْبَ خِلٍّ لَيْسَ يَرْحَمُهُ | |
|
| وَواصِلٌ حَبْلَ خِلٍّ لا يُواصِلُهُ |
|
يَحِنُّ وَجْداً إِلَى مَنْ لا يَحِنُّ لَهُ | |
|
| وَهَمُّهُ الوَصْلُ مِنْهُ وَهوَ غافِلُهُ |
|
رَضِي بِحُكْمِ الهَوَى قَسْراً فَساغَ لَهُ | |
|
| مِنَ الهَوَى حَقُّهُ طَعْماً وَباطِلُهُ |
|
يا عاذِلِيهِ دَعُوهُ فِي غَوايَتِهِ | |
|
| فإِنَّها عِلَّةٌ لَيْسَتْ تُزايِلُهُ |
|
داءٌ تَنَزَّلَ فِيهِ لَو يُعالِجُهُ | |
|
| عِيسَى بنُ مَرْيَمِهِ أَعْياهُ نازِلُهُ |
|
يا مُخْبِرِي عَنْ مُقامٍ بِالأُبَيْرِقِ | |
|
|
كَيْفَ الفَرِيقُ فَرِيقُ الحَيِّ هَلْ بَكَرَتْ | |
|
| أَمْ هَجَّرَتْ أَمْ بِهِ راحَتْ رَواحِلُهُ |
|
رَبْعٌ بِهِ كَمْ غَزالٍ قَدْ طَرَقْتُ لَهُ | |
|
| دُجَىً وَبِتُّ مَدَى لَيْلِي أُغازِلُهُ |
|
ما بانَ آهِلُهُ إِلاَّ وَفِي كَبِدِي | |
|
| لِلرَّبْعِ مُرْتَبَعٌ ما بانَ آهِلُهُ |
|
وَشادِنٍ مِنْ ظِباءِ الإِنْسِ ما حَبَلَتْ | |
|
| إِلاَّ الأُسُودَ لَهُ صَيْداً حَبائِلُهُ |
|
قَبَّلْتُ مَبْسِمَهُ يَوْمَ الرَّحِيلِ وَقَدْ | |
|
| أَغْرَى بِهِ الدَّمْعُ لَمَّا سالَ سائِلُهُ |
|
يا حَبَّهُ حِينَ يَبْكِي فِي الوَداعِ وَإِذْ | |
|
| تَذْرِي الدُّمُوعَ بِخَدَّيْهِ أَنامِلُهُ |
|
كأَنَّما دَمْعُهُ فِي صَحْنِ وَجْنَتِهِ | |
|
| دُرٌّ عَلَى ذَهَبٍ قَدْ جالَ جائِلُهُ |
|
يَفُوقُ شَمْسَ الضُّحَى ما ضَمَّ بُرْقُعُهُ | |
|
| وَيُخْجِلُ الغُصْنَ ما ضَمَّتْ غَلائِلُهُ |
|
ما جالَتْ الوُشْحُ فِي ظَمْآنِ ناحِلِهِ | |
|
| إِلاَّ شَكَا ظَمَأً لِلْوُشْحِ ناحِلُهُ |
|
وَلا خَلاخِلُهُ فِي ساقِهِ انْدَمَجَتْ | |
|
| إِلاَّ شَكَتْ غَصَصاً مِنْهُ خَلاخِلُهُ |
|
يَصْمِي القُلُوبَ بِنَبْلٍ مِنْ نَواظِرِهِ | |
|
| رَمْياً إِذا نَجَلَتْ مِنْهُ نَواجِلُهُ |
|
كأَنَّما السِّحْرُ فِي عَيْنَيِهِ أَوْدَعَهُ | |
|
| هارُوتُ مِنْهُ وَمارُوتٌ وَبابِلُهُ |
|
يا نَفْسُ لا تَطْمَئِنِّي إِنْ خَلا زَمَنٌ | |
|
| طَمْعاً وَلا تَيْأَسِي إِنْ غالَ غائِلُهُ |
|
فَإِنَّ لِلدَّهْرِ حُكْماً فِي تَقَلُّبِهِ | |
|
| يَجْرِي عَلَى قَدَرٍ وَالمَرْءُ جاهِلُهُ |
|
فَكَمْ غَدا مُخْصِبٌ يَرْعَى المُحُولَ بِهِ | |
|
| وَكَمْ رَبِيعٍ غَدا يَرْعاهُ ماحِلُهُ |
|
فَلَيْسَ حِرْمانُهُ يَبْقَى لِسائِلِهِ | |
|
| وَلَيْسَ يَبْقَى مَدَى الأَيَّامِ نائِلُهُ |
|
وَرُبَّما مُرْتَجٍ مِنْ نَيْلِهِ طَمَعاً | |
|
| مِنْهُ أُصِيبَتْ بِما يَرْجُو مَقاتِلُهُ |
|
لا يَسْتَقِيمُ عَلَى حالٍ فَكَمْ نَسَخَتْ | |
|
| مِنْهُ بَواكِرَهُ حُكْماً أَصائِلُهُ |
|
وَكَمْ أَواخِرِهِ فِيما تَجِيئُ بِهِ | |
|
| قَدْ غَيَّرَتْ ما قَضَتْ فِيهِ أَوائِلُهُ |
|
إِنِّي وَلَو أَوْمَضَتْ مِنْهُ البَوارِقُ ما | |
|
| رَجَوْتُ بَلَّ الصَّدَى مِنْهُ مَخائِلَهُ |
|
جَعَلْتُ حادِثَهُ إِلْفِي فَلَسْتُ لَهُ | |
|
| بِمُنْكِرٍ لَوْ سَطا أَوْ صالَ صائِلُهُ |
|
وَلَسْتُ مُنْهَزِعاً لَوْ كَرَّ وَارْتَجَفَتْ | |
|
| مِنْ بأْسِهِ الأَرْضُ وَاشْتَدَّتْ زَلازِلُهُ |
|
ما لِي وَلِلنَّاسِ ما اسْتَنْصَرْتُ مِنْ أَحَدٍ | |
|
| إِلاَّ تَعامَى وَخانَتْنِي دَلائِلُهُ |
|
وَلا امْرُؤٌ بَشَّ لِي بِالوُدِّ ظاهِرُهُ | |
|
| إِلاَّ وَباطِنُهُ تَغْلِي مَراجِلُهُ |
|
يا طالِبَ المَجْدِ دَعْ ما أَنْتَ طالِبُهُ | |
|
| وَارْفِقْ بِنَفْسِكَ فِيما أَنْتَ حامِلُهُ |
|
وَقَدْ أَرَى المَجْدَ ما فِي النَّاسِ مُنْتَسِباً | |
|
| إِلاَّ لِحِمْيَرَ ماضِيهِ وَقابِلُهُ |
|
مُتَوَّجٌ ما لَهُ مِثْلٌ يُماثِلُهُ | |
|
| فِي المَكْرُماتِ وَلا شَكْلٌ يُشاكِلُهُ |
|
ما ضَلَّ فِي غَيْرِ صَدْرِ الزَّحْفِ صارِمُهُ | |
|
| وَلا سَطا فِي سِوَى الأَقْرانِ ذابِلُهُ |
|
قَدْ أَشْغَلَتْهُ المَعالِي حَيْثُ هامَ بِها | |
|
| وَلَيْسَ شَيْءٌ سِواها قَطُّ شاغِلُهُ |
|
شَمْسٌ مِنَ الفَخْرِ وَالإِجْلالِ لَيْسَ لَهُ | |
|
| فِي جَرْيِهِ فَلَكٌ إِلاَّ صَواهِلُهُ |
|
وَزاخِرٌ عِنْدَهُ أَضْحَتْ زَواخِرُهُ | |
|
| ضَحاضِحاً وَهوَ لَمْ تُدْرَكْ سَواحِلُهُ |
|
وَلَيْثُ حَرْبٍ لَهُ تَعْنُو ضَراغِمُهُ | |
|
| وَلَيْسَ غاباتُهُ إِلاَّ عَواسِلُهُ |
|
كَمْ قادَ مِنْ جَحْفَلٍ يَوْمَ الوَغَى لَجِبٍ | |
|
| فِي لُجَّةٍ أَصْبَحَتْ غَرْقَى جَحافِلُهُ |
|
يَوْمٌ يَسُدُّ شُعاعَ الشَّمْسِ غَيْهَبُهُ | |
|
| إِذا عَجاجُ الوَغَى ثارَتْ قَساطِلُهُ |
|
يُرِيهِ غَيْهَبُهُ صَدْرَ النَّهارِ دُجَىً | |
|
| وَشُهْبُهُ فِي دَياجِيهِ مَناصِلُهُ |
|
تَعْنُو الصَّواعِقُ مِنْ وَقْعِ السُّيُوفِ بِهِ | |
|
| وَيُزْلِقُ العَقْلَ وَالأَبْصارَ هائِلُهُ |
|
يا مَنْ تَفَرَّدَ بِالفِعْلِ الجَمِيلِ وَمَنْ | |
|
| عَمَّتْ جَمِيعَ الوَرَى طُرًّا فَضائِلُهُ |
|
وَمَنْ لَهُ خُلُقٌ لِلْوَفْدِ تَحْسَبُها | |
|
| كالرَّوْضِ فاحَتْ بِرَيّاهُ خَمائِلُهُ |
|
ما القَوْلُ فِي شاعِرٍ فِي النَّاسِ لَيْسَ لَهُ | |
|
| شأْنٌ سِوَى جاهِكَ العالِي يُحاوِلُهُ |
|
لَمْ تَهْنَ عِيشَتُهُ إِلاَّ بِعِزِّكَ إِنْ | |
|
| مَدَّتْ عَلَيْهِ رِواقَيْها ظَلائِلُهُ |
|
ما فِي البَرِيَّةِ إِلاَّ أَنْتَ رازِقُهُ | |
|
| مِنْ بَعْدِ رازِقِهِ البارِي وَكافِلُهُ |
|
وَما بِهِ فِي سَماءِ المَكْرُماتِ سَمَتْ | |
|
| إِلاَّ بِعِزِّكَ فِي العَلْيا مَنازِلُهُ |
|
أُهْدِي لِمَجْدِكَ دُرَّ النَّظْمِ مُتَّسِقاً | |
|
| بَسِيطُهُ باسِطٌ فِيهِ وَكامِلُهُ |
|
شِعْرٌ إِذا ما شُدِي فِي الدَّسْتِ طالَ عَلَى | |
|
| مُتَمِّمٍ وَأَبِي تَمَّامَ قائِلُهُ |
|
فِيهِ الغَرائِبُ مِنْ نَحْوٍ وَمِنْ لُغَةٍ | |
|
| فَعِنْدَ إِنْشادِهِ سَحْبانُ باقِلُهُ |
|