كَمْ أَنْتَ تَجْحَدُ وَالمَدامِعُ تَشْهَدُ | |
|
| وَتُقِرُّ أَحْياناً وَحِيناً تَجْحَدُ |
|
أَتَظُنُّ يُخْفِي الحُبَّ وَهوَ مُدَنَّفٌ | |
|
| كَلِفٌ وَذائِبُ دَمْعِهِ لا يَجْمُدُ |
|
مِنْ أَيْنَ يَصْلُحُ فاسِدٌ مِنْ مُهْجَةٍ | |
|
| فِيها عَلاقاتُ الهَوَى لا تَفْسُدُ |
|
قَعَدَ الهَوَى بِكَ حَيْثُ قامَ كَمِثْلِ ما | |
|
| أَصْبَحْتَ أَنْتَ بِهِ تَقُومُ وَتَقْعُدُ |
|
يا مُخْبِرِي كَيْفَ الفَرِيقُ أَشَمْلُهُمْ | |
|
| مُتَجَمِّعٌ أَمْ شَمْلُهُمْ مُتَبَدِّدُ |
|
إِنْ كانَ ثَهْمَدُ قَدْ خَلا مِنْهُمْ فَفِي | |
|
| قَلْبِي لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ثَهْمَدَ ثَهْمَدُ |
|
رَبْعٌ فَما فِي سُوحِهِ مِنْ مَوْقِدٍ | |
|
| إِلاَّ لَهُ فِي وَسْطِ قَلْبِي مَوْقِدُ |
|
وَبِهِ ثَلاثٌ رُكَّدٌ فَكأَنَّما | |
|
| قَلْبِي أَقَمْنَ بِهِ الثَّلاثُ الرُّكَّدُ |
|
أَمُفَنِّدِي مَهْلاً فَلَسْتُ بِسامِعٍ | |
|
| فَنَداً وَإِنْ أَسْمَعْتَ حِينَ تُفَنِّدُ |
|
إِنْ كانَ قَبْلِي قَدْ تَجَلَّدَ مُدْنَفٌ | |
|
| دَنِفٌ فإِنِّي اليَوْمَ لا أَتَجَلَّدُ |
|
فَمَتَى تُصِيبُ سِهامُ قَوْسِي فِي الهَوَى | |
|
| وَمَتَى سُعادُ بِما أُحاوِلُ تُسْعِدُ |
|
لَهْفاً لِقَلْبٍ لَمْ تَزَلْ نِيرانُهُ | |
|
| بَيْنَ الأَضالِعِ حَرُّها لا يَبْرُدُ |
|
كَمْ مِنْ غَيُورٍ دُونَها قَدْ صارَ لِي | |
|
| فِي النَّاسِ يُبْرِقُ فِي الوَعِيدِ وَيُرْعِدُ |
|
بَيْضاءُ مَنْظَرُها لِعَيْنِي جَنَّةٌ | |
|
| وَلِمُهْجَتِي هِيَ جَمْرَةٌ تَتَوَقَّدُ |
|
بِوَعِيدِها لِلْهَجْرِ صادِقَةٌ وَلَمْ | |
|
| يَصْدُقْ لَنا بِالوَصْلِ مِنْها المَوْعِدُ |
|
إِنْ واعَدَتْ بِوِصالِها فِي يَوْمِها | |
|
| لِغَدٍ فَلَيْسَ لِيَوْمِ مَوْعِدِها غَدُ |
|
يَبْلَى الزَّمانُ قَدِيمُهُ وَجَدِيدُهُ | |
|
| وَهَوايَ فِيها طائِلٌ مُتَجَدِّدُ |
|
فَالوَجْهُ مِثْلُ الصُّبْحِ مِنْها أَبْيَضٌ | |
|
| وَالفَرْعُ مِثْلُ اللَّيْلِ مِنْها أَسْوَدُ |
|
وَالثَّغْرُ مِثْلُ الأُقْحُوانِ وَرِيقُهُ | |
|
| أَحْلَى مِنَ الماءِ الزُّلالِ وَأَبْرَدُ |
|
وَبَعِيدَةِ الأَرْجاءِ نازِحُ شَحْطِها | |
|
| أَقْصَى وَأَنْزَحُ ما يَكُونُ وَأَبْعَدُ |
|
جاوَزْتُها سَحَراً وَتَحْتِي جَسْرَةٌ | |
|
| مِنْ نَسْلِ شَدْقَمِ كالحَنِيَّةِ جَلْعَدُ |
|
ما كانَ مَطْلَبُها وَقِبْلَةُ قَصْدِها | |
|
| إِلاَّ أَبو العَرَبِ الهُمامُ الأَمْجَدُ |
|
مَلِكٌ أُمُورُ العالَمِينَ جَمِيعُها | |
|
| بِيَدَيْ رِئاسَتِهِ تُحَلُّ وَتُعْقَدُ |
|
ضاءَتْ أَقالِيمُ البِلادِ بِعَدْلِهِ | |
|
| وَغَدَتْ جُيُوشُ الجَوْرِ مِنْها تُطْرَدُ |
|
وَأَقامَ سَيْفَ الحَقِّ حَتَّى قَدْ تَسا | |
|
| وَى فِي المَحَلِّ قَرِيبُهُ وَالأَبْعَدُ |
|
وَلَهُ يَدٌ تَعْلُو عَلَى كُلِّ الوَرَى | |
|
| شَرَفاً وَلا تَعْلُو عَلَى يَدِهِ يَدُ |
|
وَعَلَيْهِ مِنْ حُلَلِ المَفاخِرِ وَالعُلا | |
|
| تاجُ المَفاخِرِ وَالعُلا وَالسُّؤْدَدُ |
|
لَوْ طَبْعُ أَنْمُلِهِ يَحُلُّ بِجَلْمَدٍ | |
|
| يَوْماً لأَوْرَقَ مِنْهُ ذاكَ الجَلْمَدُ |
|
لَوْ فِي السَّما لِلإِنْسِ يَحْسُنُ مَقْعَدٌ | |
|
| يَوْماً لَكانَ لَهُ هُنالِكَ مَقْعَدُ |
|
وَكأَنَّهُ عَرَفَ النَّدَى مِنْ قَبْلِ أَنْ | |
|
| يأْتِي لَهُ عِنْدَ القَوابِلِ مَوْلِدُ |
|
خَوَّاضُ بَحْرِ الحَرْبِ فِي يَوْمِ الوَغَى | |
|
| بَيْنَ الفَوارِسِ وَالقَنا مُتَقَصِّدُ |
|
فِي المَوْقِفِ الضَّنْكِ الَّذِي مِنْ هَوْلِهِ | |
|
| فِيهِ الفَرايِصُ تَقْشَعِرُّ وَتَرْعَدُ |
|
لَكَ فِي المَعالِي يا ذُؤابَةَ يَعْرُبٍ | |
|
| مَجْدٌ تَغُورُ بِهِ الرُّواةُ وَتُنْجِدُ |
|
لَوْ أَنَّ فَيْضَ يَدَيْكَ فَيْضُ غَمامَةٍ | |
|
| لَجَرَى لَها فِي البَرِّ بَحْرٌ مُزْبِدُ |
|
لكِنْ أَكُفُّكَ لِلْوُفُودِ غِياثُها | |
|
| جُرْدٌ مُطَهَّمَةٌ تُقادُ وَعَسْجَدُ |
|
كَافَحْتَ فُرْسانَ العِدَى بِكَتائِبٍ | |
|
| مِنْها المَنايا وَالمُنَى يَتَوَلَّدُ |
|
فَقَضَى حُسامُكَ فَرْضَهُ لَكَ طائِعاً | |
|
| مِنْ حَيْثُ يَرْكَعُ فِي الرُّؤُوسِ وَيَسْجُدُ |
|
وَكأَنَّهُ لَوْ ما يَكُونُ طَهُورُهُ | |
|
| بِدَمِ الفَوارِسِ عابِدٌ مُتَعَبِّدُ |
|
وَأَنَرْتَ فِي الإسْلامِ شَمْساً نُورُها | |
|
| تُطْفا بِها نارُ الضَّلالِ وَتُخْمَدُ |
|
فَالآنَ لا مُتَمَجِّسٌ فِيهِ وَلا | |
|
| مُتَنَصِّرٌ فِيهِ وَلا مُتَهَوِّدُ |
|
وَإِذا سُيُوفُكَ فارَقَتْ أَغْمادَها | |
|
| فِي الحَرْبِ كانَتْ فِي الفَوارِسِ تُغْمَدُ |
|
لَكَ مَحْتِدٌ فِي الفَخْرِ لَيْسَ يَطُولُهُ | |
|
| فِي الفَخْرِ إِنْ ذُكِرَ المَحاتِدُ مَحْتِدُ |
|
وَمَراتِبٌ تَعْلُو الكَواكِبَ دُونَها | |
|
| نَجْمُ السِّماكِ وَغَفْرُهُ وَالفَرْقَدُ |
|
فافْخَرْ فَإِنَّكَ بَعْدَ تُبَّعِ تُبَّعٌ | |
|
| شَرَفاً وَإِنَّكَ بَعْدَ أَسْعَدَ أَسْعَدُ |
|