هَبَّتْ تُغَرِّدُ مِنْ فَوْقِ الأَمالِيدِ | |
|
| تُواصِلُ السَّجْعَ تَغْرِيداً بِتَغْرِيدِ |
|
مَخْضُوبَةُ الكَفِّ لَمْ تَنْفَكَّ نائِحَةً | |
|
| تُرَدِّدُ الصَّوْتَ مِنْها أَيَّ تَرْدِيدِ |
|
فَأَسْعَرَتْ نارَ لَوْعاتِي فَبِتُّ لَها | |
|
| مُسَهَّدَ الطَّرْفِ مَكْحُولاً بِتَسْهِيدِ |
|
حَتَّى تَوَهَّمْتُ أَنَّ النَّارَ نارُ أُولِي ال | |
|
| أُخْدُودِ لَوْ بَعْدَهُمْ أَصْحابُ أُخْدُودِ |
|
يا حادِيَ العِيسِ رِفْقاً إِنَّها إِبِلٌ | |
|
| فِي الوَخْدِ رافِقَةٌ بِالخُرَّدِ الغِيدِ |
|
وَيا لَيَيْلاتِنا اللاتِي سُرِرْتُ بِها | |
|
| عُودِي بِما كانَ مِنْ لَذَّاتِنا عُودِي |
|
أَيامَ يَجْمَعُنا الحانُوتُ مَشْرَبُنا | |
|
| ماءُ الغَمامِ وَأَدْماءُ العَناقِيدِ |
|
وَالشَّمْلُ مُجْتَمِعٌ وَالدَّهْرُ يُسْعِدُنا | |
|
| مِنْهُ وَيَمْنَحُنا صِدْقَ المَواعِيدِ |
|
يَهُزُّنا بَيْنَ أَقْمارِ الدُّجَى طَرَباً | |
|
| ضَرْبُ المَثانِي وَتَرْجِيعُ الأَغارِيدِ |
|
نَهِشُّ سَمْعاً إِلَى ما كانَ يُطْرِبُنا | |
|
| مِنْ نَغْمَةِ اللَّحْنِ أَو مِنْ رَنَّةِ العُودِ |
|
مِنْ كُلِّ واضِحَةِ الخَدَّيْنِ بَهْكَنَةٍ | |
|
| تُشابِهُ الظَّبْيَ بِالأَلْحاظِ والجِيدِ |
|
وَقَدْ تَغَنَّى مُغَنِّينا بِمَدْحِ سُلَيْ | |
|
| مانِ المُتَوَّجِ رَبِّ البأْسِ وَالجُودِ |
|
مَمَجَّدٌ شادَ بَيْتاً لا يَزالُ مَدَى ال | |
|
| أَيَّامِ مُحْتَدِياً مِنْهُ بِتَشْيِيدِ |
|
بَيْتٌ يُشادُ بِكَسْبِ الحَمْدِ سامِكُهُ | |
|
| وَبِالثَّنا لا بِآجُرٍّ وَجُلْمُودِ |
|
يا أَيُّها الأَصْيَدُ القَرْمُ الهُمامُ وَمَنْ | |
|
| تَأَرَّثَ المَجْدَ عَنْ آبائِهِ الصِّيدِ |
|
خُذْ مِنْ هِباتِ اللَّيالِي ما اصْطَفَتْهُ فَقَدْ | |
|
| أَلْقَتْ لَكَ اليَوْمَ أَطْواقَ المَقالِيدِ |
|
وَانْعَمْ بِذا العُرْسِ إِنَّ العُرْسَ مِنْ نِعَمِ ال | |
|
| دُّنْيا فَخُذْ مِنْهُ حَظًّا غَيْرَ مَحْدُودِ |
|
وَانْظُرْ إِلَى رَبَّةِ الخَلْخالِ نَظْرَةَ ذِي | |
|
| وُدٍّ إِلَيْها كَئِيبِ القَلْبِ مَعْمُودِ |
|
فَإِنَّها كُفُواً أَضْحَتْ لِوَجْهِكَ يا | |
|
| مَنْ خَصَّهُ اللهُ فِي الدُّنْيا بِتَمْجِيدِ |
|
جاءَتْكَ مِنْ دَوْحَةٍ طابَتْ مَنابِتُها | |
|
| ما بَيْنَ عِرْقٍ وَأَثْمارٍ وَأُمْلُودِ |
|
جاءَتْ فَكانَتْ عَلَى الإِقْبالِ قادِمَةً | |
|
| بِطالِعٍ مُقْبِلٍ بِالسَّعْد مَسْعُودِ |
|
حَتَّى اسْتَقَرَّ بِها هذا المُقامُ لَدَى | |
|
| مُتَوَّجٍ ماجِدِ الأَحْسابِ مَصْمُودِ |
|
لَمَّا رأَتْكَ عَلَى الكُرْسِيِّ مُقْتَعِداً | |
|
| فِي مَشْهَدٍ بِتُخُوتِ المُلْكِ مَشْهُودِ |
|
وَأَنْتَ مُقْتَبِلٌ غَضُّ الشَّبابِ تَرَى | |
|
| مِنْكَ الذَّوائِبَ تَهْفُو كالعَناقِيدِ |
|
وَفي يَمِينِكَ عَقْدُ المُلْكِ مُنْعَقِدٌ | |
|
| بِقُدْرَةِ اللهِ خَلْقاً غَيْرَ مَعْقُودِ |
|
قالتْ أَهذا سُلَيْمانٌ سَلِيلُ أَبِي ال | |
|
| مَنْصُورِ أَمْ ذا سُلَيْمانُ بنُ داودِ |
|
وَأَكْبَرَتْكَ وَقالَتْ حَاشَ ذلكَ ما | |
|
| ذا كانَ مِنْ بَشَرٍ فِي الخَلْقِ مَعْدُودِ |
|
وَأَقْسَمَتْ غَيْرَ شَكٍّ أَنَّ ذا مَلِكٌ | |
|
| يَسْعَى بِنَصْرٍ مِنَ البارِي وَتأْيِيدِ |
|
فانْظُرْ إِلَيْها بِطَرْفٍ لَيْسَ ناظِرُهُ | |
|
| بِزاهِدٍ لا وَلا فِيها بِمَزْهُودِ |
|
وَانْعَمْ بِها وَبِما أُوْلِيتَ مِنْ شَرَفٍ | |
|
| وَمِنْ جَلالٍ وَتَوْفِيقٍ وَتَمْهِيدِ |
|
أَنْتَ الوَحِيدُ وَحِيدُ العَصْرِ ما لَكَ مِنْ | |
|
| شَكْلٍ وَشَكْلُكَ فِينا غَيْرُ مَوْجُودِ |
|
ما كُلُّ سَيْفٍ صَقِيلٍ ذُو الفَقارِ وَلا | |
|
| فِي فَضْلِها نارُ مُوسَى نارُ نَمْرُودِ |
|