سَتُبْدِي خَفِيَّاتِ الأُمُورِ العَواقِبُ | |
|
| وَتَظْهَرُ مِنْ سِرِّ الغُيُوبِ العَجائِبُ |
|
فَما لِي وَلِلأَيَّامِ فِيما أُرِيدُهُ | |
|
| تُغالِبُنِي فِي كَوْنِهِ وَأُغالِبُ |
|
سأَصْبُو إِلَى بِكْرِ المَحامِدِ وَالعُلا | |
|
| إِذا اطَّبَأَتْ غَيْرِي مِنَ الغِيدِ كاعِبُ |
|
وَأَرْكَبُ عِيسَ المُشْكِلاتِ تَبَرُّعاً | |
|
| إِذا لَمْ يَكُنْ فِي غَيْرِهِنَّ مَراكِبُ |
|
عَلَى أَنَّنِي مِنْ حَيْثُ سارَتْ رَكائِبِي | |
|
| أُناهِبُ فِي كَسْبِ العُلا مَنْ يُناهِبُ |
|
دَعَتْنِي بَناتُ المَكْرُماتِ وَإِنَّنِي | |
|
| لَفِي وَصْلِها ذَيْلَ المَفاخِرِ ساحِبُ |
|
فَقُمْتُ لَها فِي الأَكْرَمِينَ مُلَبِّياً | |
|
| أُراضِي مَعاً فِي ذاتِها وَأُغاضِبُ |
|
أَبَتْ لِي عَنْ التَّقْصِيرِ نَفْسٌ أَبِيَّةٌ | |
|
| لَها فِي ارْتِكابِ المُشْكِلاتِ مَطالِبُ |
|
سَتَعْرِفُ أَمْلاكُ البِلادِ صَنائِعِي | |
|
| أَعاجِمُها فِي مُلْكِها وَالأَعارِبُ |
|
تَوَقَّلْتُ أَطْوادَ المَعالِي وَأَرْقَلَتْ | |
|
| بِرَحْلِيَ مِنْ صَعْبِ المَعالِي نَجائِبُ |
|
وَشَيَّدْتُ فِي آلِ العَتِيكِ مَنابِراً | |
|
| مِنَ المَجْدِ ما حَفَّتْ بِهِنَّ المَثالِبُ |
|
وَلَمْ أَكُ بالآباءِ مُكْتَفِياً وَإِنْ | |
|
| سَمَتْ وَعَلَتْ بِي فِي العَتِيكِ مَناسِبُ |
|
وَمَنْ جَدُّهُ نَبْهانُ ما وَجْهُ عُذْرِهِ | |
|
| إِذا لَمْ تَطُلْ بالفَضْلِ مِنْهُ مَناقِبُ |
|
حَرَستُ سَماءَ المَجْدِ عَنْ كُلِّ مارِدٍ | |
|
| فَما بانَ إِلاَّ وَارْتَمَتْهُ الثَّواقِبُ |
|
وَسُسْتُ أُمُورَ العالَمِينَ سِياسَةً | |
|
| بِها الآنَ عادَتْ لِلزَّمانِ الشَّبائِبُ |
|
سِياسَةَ عَدْلٍ قَطُّ ما حَلَّ حادِثٌ | |
|
| مِنَ الجَوْرِ فِيها لا وَلا نابَ نائِبُ |
|
وَطَرَّزْتُ مُلْكِي مِنْ عُمانَ وَلَمْ يَكُنْ | |
|
| طِرازاً لَهُ إِلاَّ القَنا وَالقَواضِبُ |
|
وَقارَعْتُ عَنْها كُلَّ مَلْكٍ مُتَوَّجٍ | |
|
| تُحِيطُ بِهِ مِنْ حَيْثُ حَلَّ الكَتائِبُ |
|
وَذُدْتُ العِدَى عَنْ مُلْكِها بِجَحافِلٍ | |
|
| تُصَبُّ عَلَى الأَعْداءِ مِنْها المَصائِبُ |
|
أَبا مالِكٍ يا نَجْلَ سُلْطانَ وَالذِي | |
|
| لَهُ اللهُ إِقْلِيدَ السِّياسَةِ وَاهِبُ |
|
وَمَنْ ضاقَ عَنْ تَكْيِيفِ عَظْمَةِ شأْنِهِ | |
|
| مَشارِقُها حَيْثُ انْتَهَتْ وَالمَغارِبُ |
|
فَهذِي عَلَى الإِقْبالِ بِنْتُ العُلا أَتَتْ | |
|
| وَأَنْتَ لَها دُونَ البَرِيَّةِ خاطِبُ |
|
أَتَتْكَ وَنَجْمُ السَّعْدِ بالسَّعْدِ طالِعٌ | |
|
| عَلَيْكَ وَنَجْمُ النَّحْسِ بالنَّحْسِ غارِبُ |
|
أَمَا بَعْدُ إِنِّي قَدْ فَهِمْتُ مَقالَةً | |
|
| أَتَتْ مِنْكَ فِيها المُحْكَماتُ الغَرائِبُ |
|
مَقالَةَ صِدْقٍ مَحْضَةَ اللَّفْظِ صاغَها | |
|
| وَقَوَّمَها مِنْ آلَةِ العَقْلِ قالِبُ |
|
فَلَمَّا أَتَتْنِي قُمْتُ لِلطِّرْسِ آخِذاً | |
|
| وَقَدْ صافَحَتْهُ باليَدَيْنِ الرَّواجِبُ |
|
وَأَظْهَرْتُ ما بَيْنَ المَلا فَرْحَتِي بِهِ | |
|
| وَقامَ بِهِ فِي الدَّسْتِ يَخْطُبُ خاطِبُ |
|
وَقَوْلُكَ فِيما قُلْتَ إِنَّكَ شاكِرٌ | |
|
| لِفِعْلِي وَإِنَّ الشُّكْرَ لا شَكَّ وَاجِبُ |
|
فَهذا أَقَلُّ النَّفْعِ مِنِّي وَإِنَّنِي | |
|
| مَدَى الدَّهْرِ دُونَ الخَلْقِ فِيكَ لَراغِبُ |
|
وَإِنْ شِئتَ فاضْرِبْ بِي تَجِدْنِي مُهَنَّداً | |
|
| يُقَطِّعُ رَيْبَ الدَّهْرِ مِنْهُ المَضارِبُ |
|
كَذا مَذْهَبِي لِلأَصْفِياءِ وَإِنَّما | |
|
| لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ حَيْثُ يَسْعَى مَذاهِبُ |
|
وَإِنَّ وَفاءَ العَهْدِ مِنِّي سَجِيَّةٌ | |
|
| مَآكِلُها لِي عَذْبَةٌ وَالمَشارِبُ |
|
إِذا كُنْتَ قِسْمِي فِي المُلوكِ فَإِنَّنِي | |
|
| لَراضٍ وَما لِي فِي سِواكَ مَآرِبُ |
|
إِذا أَشْرَقَتْ شَمْسُ النَّهارِ لِناظِرِي | |
|
| فَلَسْتُ أُبالِي أَنْ تَغِيبَ الكَواكِبُ |
|
وَلِي فِيكَ وُدٌّ قَطُّ ما انْشَقَّتْ العَصا | |
|
| لَدَيْهِ وَلا بالَتْ عَلَيْهِ الثَّعالِبُ |
|
وَكَمْ حاسِدٍ لِي فِيكَ مِنْ قَبلُ قَدْ سَعَتْ | |
|
| أَفاعِيهِ فِيما بَيْنَنا وَالعَقارِبُ |
|
فَما انْعاجَ لَمَّا أَنْ صَفا الوُدُّ بَيْنَنا | |
|
| عَلَى الرَّغْمِ إِلاَّ وَهوَ فِي ذاكَ خائِبُ |
|