قِفْ بِالرُّسُومِ الخالِياتِ مُخاطِبَا | |
|
| وَاجْعَلْ أَنِينَكَ لِلْمَطِيِّ مُجاوِبَا |
|
وَالْثِمْ مَعالِمَها عَلَى شَرْعِ الهَوَى | |
|
| وَاسْفَحْ مِنَ الأَجْفانِ دَمْعاً ساكِبا |
|
دِمَنٌ بِها كَمْ قَدْ غَدَوْتَ مُحَبَّباً | |
|
| وَلَكَمْ لَثَمْتَ بِهِا الغَزَالَةَ كاعِبَا |
|
بانَ الأَحِبَّةُ مِنْ مَعالِمِها وَقَدْ | |
|
| جَعَلُوا الهَوادِجَ لِلْخِرادِ مَراكِبَا |
|
أَمْسَتْ كَجَوفِ العَيْرِ أَوْحَشَ مَنْزلٍ | |
|
| وَعَفَتْ عِراصاً بَعْدَهُمْ وَمَلاعِبَا |
|
وَلَقَدْ وَقَفْتُ فَكُنْتُ جِسْماً حاضِراً | |
|
| ما بَيْنَ أَرْبُعِهِمْ وَقَلْباً غَائِبَا |
|
يَوْماً نُوَدِّعُهُمْ وَنَحْنُ مِنَ الجَوَى | |
|
| نَذْرِي بِأَنْمُلِنا الدُّمُوعَ سَوَاكِبَا |
|
وَنَرَى ظَعائِنَهُم غَداةَ البَيْنِ فِي | |
|
| لُجَجِ السَّرَابِ طَوافِياً وَرَواسِبَا |
|
يَجْلِينَ للأَبْصارِ حِينَ تَحَمَّلُوا | |
|
| مِنْهُمْ شُمُوساً فِي الخُدُورِ غَوارِبَا |
|
سارَتْ بِهِنَّ العِيسُ تَرْقِلُ فاغْتَدَتْ | |
|
| مِنَّا القُلُوبُ لِرَكْبِهِنَّ جَنائِبَا |
|
بِيضُ التَّرائِبِ لَمْ يَزَلْنَ حَبائِباً | |
|
| مِنَّا لِلَبَّاتِ القُلُوبِ نَواهِبَا |
|
أَطْمَعْنَنا وَصْلاً كَما أَيْأَسْنَنا | |
|
| فَنَخالُهُنَّ فَوارِكاً وَحَبائِبَا |
|
وَهَزَزْنَ مِنْ تَحْتِ البُرُودِ عَواسِلاً | |
|
| وَسَلَلْنَ مِنْ بَيْنِ الجُفُونِ قَواضِبا |
|
وَبَسَمْنَ عَنْ بَرَدٍ تَجِلُّ عُقُودُهُ | |
|
| مِنْ أَنْ يَصِيرَ لَهُنَّ سِلكٌ ثاقِبَا |
|
بَرَدٌ يُذِيبُ وَلا يَذُوبُ وَكُلَّما | |
|
| قارَبْتُهُ لِلَّثْمِ كُنْتُ الذَّائِبَا |
|
وَرَمَيْنَنا مِنْ لَحْظِهِنَّ بِأَسْهُمٍ | |
|
| مِنْها تَكُونُ قِسِيُّهُنَّ حَواجِبا |
|
كَمْ قَدْ نَعِمْتُ بِهِنَّ مُخْتَلِياً وَلَمْ | |
|
| أَخْشَ حُسُوداً كاشِحاً وَمُراقِبَا |
|
أَيَّامَ لَمْ يَعْبَثْ بِنا زَمَنٌ وَلَمْ | |
|
| تَسْمَعْ غُرابَ البَيْنِ فِينا ناعِبَا |
|
وَذَوائِبِي غِرْبيبَةٌ أَلْوانُها | |
|
| وَرِياضُ لَهْوِي لَمْ يَزَلْنَ خَصائِبَا |
|
مِنْ حَيْثُ تَرْمُقُنِي الخِرادُ وَلَمْ أَزَلْ | |
|
| قِدْماً لأَذْيالِ الشَّبِيبَةِ ساحِبا |
|
أَسَفاً لأَيَّامٍ مَضَتْ أَسَفاً لَها | |
|
| وَلَّى الشَّبابُ وَما قَضَيْتُ مآرِبَا |
|
مَنْ لِي بِرَوْضٍ حِينَ أَغْدُو زائِراً | |
|
| لِبَهِيجِهِ أَلاَّ يَرانِي خائِبا |
|
ما إِنْ رَجَوْتُ مِنَ الزَّمانِ مَغانِماً | |
|
| إِلاَّ وَقَدْ فُوجِئْتُ خَطْباً نائِبَا |
|
ما جَالَ فِكْرِي فِي مَذَاهِبِ حُكْمِهِ | |
|
| مُتَصَفِّحاً إِلاَّ رَأَيْتُ عَجائِبَا |
|
ما شِمْتُ مِنْهُ مَخايِلا إِلاَّ وَقدْ | |
|
| هَطَلَتْ مَواطِرُ وَدْقِهِنَّ مَصائِبَا |
|
كَمْ بارِقٍ لِلظَّنِّ يَبْدُو صادِقاً | |
|
| وَيَلُوحُ فِي عَيْنِ الحَقِيقَةِ كاذِبَا |
|
لا تَأْمَنَنَّ النَّاسَ كَيْداً وَاحْذَرَنْ | |
|
| مِمَّنْ تَراهُ مُسالِماً وَمُحارِبَا |
|
وَاصْرِفْ لَهُمْ بابَ الوَبالِ وَلا تَلِنْ | |
|
| لِلنَّاسِ ما دَامَتْ حَياتُكَ جانِبَا |
|
كَمْ وَاثِقٍ فِي النَّاسِ حَتَّى ما أَتَتْ | |
|
| نُوَبُ الزَّمانِ غَدَوْا عَلَيْهِ نَوائِبا |
|
سَلْنِي عَنْ الدُّنْيا تَجِدْنِي مُخْبِراً | |
|
| عَنْها فَصِيحاً فِي المَقالَةِ خاطِبَا |
|
إِنِّي امْرُؤٌ قَتَلَ الزَّمانَ تَجارِباً | |
|
| وَغَدا لِما قَضَتْ الحَوادِثُ كاتِبا |
|
عاشَرْتُ أَحْداثَ الَلَّيالِي مِثْلَما | |
|
| أَحْصَيْتُهُنَّ مآكِلاً وَمَشارِبَا |
|
وَعَدَدْتُ للأَيَّامِ صَبْراً طائِلاً | |
|
| وَعَزِيمَةً تُمْضِي وَرَأْياً صائِبَا |
|
وَضَرَبْتُ فِي الأَرْضِينَ حَتَّى جُلْتُ فِي | |
|
| أَقْطارِهِنَّ مَشارِقاً وَمَغارِبَا |
|
وَرَقِيتُ فِي أُفُقِ المَطالِبِ لامِساً | |
|
| مِنْها شُمُوساً وُضَّحاً وَكَواكِبَا |
|
وَعَلِقْتُ بِالزَّاكِي أَبِي العَرَبِ الَّذِي | |
|
| عَمَّ الأَنامِ غَوائِلاً وَرَغائِبَا |
|
وَأَعَزِّهِمْ نَفْساً إِذاً وَأَجَلِّهِمْ | |
|
| قَدْراً وَأَرْفَعِهِمْ عُلاً وَمَراتِبا |
|
مَلِكٌ يَخالُ العَدْلَ دِيناً قيِّماً | |
|
| وَيَرَى عَلَيْهِ الجُودَ فَرْضاً وَاجِبَا |
|
وَفَتىً مَتَى تَقْصِدْهُ فِي طَلَبِ الغِنَى | |
|
| تَقْصِدْ جَواداً لِلْمَواهِبِ وَاهِبَا |
|
تَحْظَى المُلُوكُ عُلاً إِذا هِيَ قَبَّلَتْ | |
|
| مِنْ راحَتَيْهِ أَنامِلاً وَرَواجِبَا |
|
صَمَدٌ بَراهُ اللهُ نُوراً ساطِعاً | |
|
| وَبَرا جَمِيعَ الخَلْقِ طِيناً لازِبا |
|
طالَ السَّما مَجْداً وَعَقَّبَ شَأْوُهُ | |
|
| شَأْوَ المُلُوكِ أَعاجِماً وَأَعارِبا |
|
ما إِنْ جَرَتْ أَقْلامُهُ إِلاَّ قَضَتْ | |
|
| فِي الخافِقَيْنِ غَوائِلاً وَرَغائِبا |
|
ما سارَ نَحْوَ عِداهُ طِرْسُ كِتابِهِ | |
|
| إِلاَّ وَقَدْ هَزَمَ الكِتابُ كَتائِبَا |
|
ما فِي سَماءِ عُلاهُ مَرَّ مُخاطِفٌ | |
|
| إِلاَّ وَأَتْبَعَهُ شِهاباً ثاقِبَا |
|
كَمْ سَلَّ مِنْهُ عَلَى الخُطُوبِ مُهَنَّداً | |
|
| عَضْباً وَأَمْضَى فِي الخُطُوبِ مَضارِبَا |
|
أَسَدٌ إِذا ما سَلَّ ثَعْلَبَ رُمْحِهِ | |
|
| صارَتْ لَهُ أُسْدُ العَرِينِ ثَعالِبا |
|
تَرَكَ العِدَى فِي الحَرْبِ مَيْداناً تُثِي | |
|
| رُ بِهِ فَوارِسُهُ دَماً وَغَياهِبَا |
|
وَدَهاهُمُ مِنْهُ بِبَحْرٍ زاخِرٍ | |
|
| لَجِبٍ تَلاطَمَ بِالدُّرُوعِ غَوارِبَا |
|
بَحْرٍ يَمُوجُ مَغافِراً وَبَواتِراً | |
|
| وَلَهاذِماً وَضَراغِماً وَشَوازِبا |
|
وَكَساهُمُ حُلَلَ النَّجِيعِ فأَصْبَحُوا | |
|
| صَرْعَى لِذُوبانِ الفَلاةِ مآدِبَا |
|
فِي عارِضٍ يَذَرُ السُّيُوفَ بَوارِقاً | |
|
| وَالنَّبْلَ وَبْلاً وَالعَجاجَ سَحائِبَا |
|
يا مَنْ أَقامَ حَيا غَمائِمِ جُودِهِ | |
|
| لِلنَّاسِ عَنْ وَدْقِ الغَمائِمِ نائِبَا |
|
اسْمَعْ مَقالَةَ شاعِرٍ أَضْحَى عَلَى | |
|
| صَرْفِ اللَّيالِي وَالحَوادِثِ عاتِبَا |
|
وَنَداك يُصْلِحُ بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَهُ | |
|
| فاصْلِحْ خِصامَهُما نَدَىً وَمَواهِبَا |
|
وَلَقَدْ قَطَعْتُ مِنَ الإِياسِ مَفاوِزاً | |
|
| وَرَكِبْتُ مِنْ عِيسِ الرَّجاءِ نَجائِبا |
|
وَغَدَوْتُ حَيْثُ ابْنُ النَّعامَةِ مَرْكَبِي | |
|
| أَسْعَى إِلَيْكَ فَجِئْتُ أَمْشِي راكِبا |
|
وَلَكَمْ وَلَجْتُ إِلَيْكَ أَوْدِيَةً وَكَمْ | |
|
| جاوَزْتُ آكاماً وَجُبْتُ سَباسِبا |
|
وَإِلَيْكَها بِكْراً أَتَتْ مِنْ حاذِقٍ | |
|
| وافَى بِها لِبَناتِ جُودِكَ خاطِبا |
|