مالِلأحبَّةِ عني بالجفا مالُوا | |
|
| ظلماً ولي فيهمُ بالوصلِ آمالُ |
|
هل همْ لِحَيْني صَبَوْا في حينَ قلتُ لهمْ | |
|
| يا للأحبةِ إِنَّ الهَجرَ قتَّالُ |
|
لي مضجعٌ إِن أسالُوا عبرتى بدمٍ | |
|
| فراشُهُ للضَّنا نادٍ وسَيَّالُ |
|
قد طيَّروا النوم عن جفني بِجَفوَتِهِمْ | |
|
| وأوقعوا ما قضاهُ الزجرُ والفالُ |
|
وخالفوا ملَّتى في الحبِّ عن مَلَلٍ | |
|
| وطاوعُوا في القِلَى القالِينَ ما قالُوا |
|
وسلسلُوا الدمعَ من جفني وقد تركوا | |
|
| نفسي تُجاذِبُها بالوجدِ أغلالُ |
|
إِنِّي لأهواهمُ حُبّاً وإِنْ قُطعتْ | |
|
| دونَ التواصلِ لي بالهجر أوصالُ |
|
ولا أقولُ وإِنْ شَحُّوا بوصِلِهمُ | |
|
| وكان من أمرهمْ ما كان بَخَّالُ |
|
هم الأحبةُ إِن بانوُا وإِن قَرُبوا | |
|
| وماطَلُوا الوصلَ أو بالهجرِ قد صَالُوا |
|
قد يعلمُ اللهُ وجدي مذ علقتُ بهمْ | |
|
| لم تَثْنِني عنهُ لُوَّامٌ وعُذَّالُ |
|
ولم أسَلْ في هَوَاهُمْ إِنْ هَوَتْ وسَطَتْ | |
|
| عليَّ من نائباتِ الدهرِ أهوالُ |
|
للهِ مجمعُنا والدهرُ ذو سِنةٍ | |
|
| عنّا وعَنْ قَذْفِنا الحسّادَ غفّالُ |
|
في مَرْبَعٍ من رآهُ ظنَّهُ سبأً | |
|
| يُظِلُّهُ سَوْسَنٌ لا السِّدْرُ والضالُ |
|
تَهُبُّنا في سماءِ الحظِّ ريح رُخاً | |
|
| في روضةٍ نشرُها بشرٌ وإِفْضالُ |
|
وغادةٍ تعرفُ الأوصافَ من شغفٍ | |
|
| لها إذا اضطربتْ في القُمْصِ أكفالُ |
|
عُطْبُولَةٌ غَضَّةُ الأعطافِ بَهْكَنَةٌ | |
|
| مطويةُ الكَشْحِ فَعْمَا الرِّدْفِ مِكْسَالُ |
|
تَسُلُّ للصَّبِّ سيفاً من لواحظِها | |
|
| وينْثَني القَدُّ منها وهو عَسَّالُ |
|
تصافحُ الريحُ منها كلَّما خطرتْ | |
|
| مِسْكاً يخالطُهُ نَدٌّ وجِرْيالُ |
|
قد عَمَّها الحسن لمّا خطَّ نقطتَهُ | |
|
| في لَوْحِ وجنَتِها التبريَّةِ الخالُ |
|
كم ليلةٍ بتٌ أحسو من مُقَبَّلها | |
|
| أَرْياً يمازجُهُ في الطعمِ سلسالُ |
|
في روضةٍ منبرُ الأطيارِ خُضْرتُها | |
|
| وظلُّها لأُولي الأهواءِ إِقْبَالُ |
|
لم أنْسَها وكؤوسُ الراح دائرةٌ | |
|
| وللسقاةِ بَروْقِ الأنسِ أقوالُ |
|
فكم خصرْت شماريخاً يُرنِّحُها | |
|
| غصنٌ من البانةِ الأُملودِ مَيَّالُ |
|
وكم كشفْت نِقَاباً تحت بُرْقُعِهِ | |
|
| نورٌ يَشِعُّ وثوبُ الليل سَدَّالُ |
|
لكننى لم أزل ذا عفَّةٍ حَرجاً | |
|
| عمَّا تُحيطُ به للوزْرِ أقْفالُ |
|
بذاكَ يشهدُ لي منها ولا مَلقٌ | |
|
| حِقْبٌ وحِجْلٌ ودُمْلُوجٌ وخَلْخَالُ |
|
فيا لها خضرةً بانت بِرَوْقَتِها | |
|
| عن الحشاشَةِ أوجاعٌ وأوْجالُ |
|
قد كدتُ لم أسْلُها ما عشتُ من شغفٍ | |
|
| لولا هِزَبْرٌ منَ الساداتِ مِفْضالُ |
|
سليلُ سلطانَ ذُو شابتْ بهيبتِهِ | |
|
| في كلِّ منزلةٍ للخَصْمِ أطفالُ |
|
طَوْدُ الديانةِ لا يندكُّ جَلْمَدُهُ | |
|
| ولم تَغُلْهُ من الأيَّامِ أغوالُ |
|
عَضْبُ الإمامةِ من غَرْبَيْهِ قد قَصُرَتْ | |
|
| للخَصْمِ في مَأْقَطِ الهيجاءِ آجالُ |
|
تَناذَرَتْه الأعادى حين أنبأَهمْ | |
|
| بفتكِهِ أنه ما شاء فَعَّالُ |
|
فسالموا وهمُ رغمَ الأنوفِ وما | |
|
| حَمَتْهمُ عنهُ أسيافٌ وأبطالُ |
|
فَسلْ قرىَ الخَصْمِ عنه حينَ غادَرها | |
|
| لم يَغْرُب اليومُ عنها وهي أطلالُ |
|
إِن تسحب الذيَل فِيها الهوجُ قد سَحَبَتْ | |
|
| بالغنجِ في ظلِّها للبيض أذيالُ |
|
مَلْكٌ إذا الخيلُ دارَ الخَصْمِ وجَّهَها | |
|
| تَدَكْدَكتْ قِلَعٌ شُمٌّ وأجْبالُ |
|
ولمَ يقُلْ إِن أتاه المرءُ مجتدياً | |
|
| لا خيلَ عندك تُهديها ولا مالُ |
|
يا ابنَ الأماجدِ والقومِ الذين لهمْ | |
|
| في مركبِ المجدِ أسماءٌ وأفعالُ |
|
تَهْنا بشأوِكَ والعيدِ الذي اتصلتْ | |
|
| به الفضائلُ لما هلَّ شوّالُ |
|
عيدٌ لبسْتَ به أثوابَ مغفرةٍ | |
|
| وهيبةٍ وشْيُها عزٌّ وإِجلالُ |
|
فِعِشْ بمجدك في عيشٍ تُواصِلُهُ | |
|
| بالنصرِ والفتحِ أبكارٌ وآصالُ |
|
فلا نأتْ عنك للعلياءِ منزلةٌ | |
|
| ولا عَرَا بالَكَ المسرورَ بَلْبالُ |
|