أَلْقَيتُ بينَ يديكَ كُلَّ عِتَادِي |
وأَرَحْتُ مِنْ هَمِّ الطَّريقِ جَوادِي |
|
وفَرَرْتُ مِنْ لَفْحِ العَواصفِ حِينمَا |
طَالَ الرَّحيلُ، وماتَ صَوتُ الحَادِي |
|
وتَجَاوبَتْ أَصْداءُ صَمْتِي في الرُّبَى |
وعَلَى السُّهولِ وعِنْدَ مَجْرَى الوادِي |
|
ولَمَحْتُ أَوراقَ الخريفِ يَجُرُّهَا |
مِن خلفهِ ذيلُ النسيمِ الهَادِي |
|
فتركْتُ فِي الصحراءِ كُلَّ قصائِدِي |
ودَفَنْتُ بينَ رمالِهَا إنْشَادِي |
|
وعلَى شواطئِ نَاظِرَيكَ تَقَطَّعَتْ |
أسبابُ سَعْيِي وانْطَوتْ أَبْعادِي |
|
فَارْمِي قيودي باللهيبِ وحَطِّمي |
أسوارَ رُوحِي، واقلعِي أَوتادِي |
|
كالنارِ،كالأعصارِ قُودِينِي إلَى |
قدَرِي، ولا تَسْتَسْلِمِي لِعِنَادي |
|
يا نَجم إنْ سألَ الشعاعُ: فَإنَّني |
سافرتُ في ركبِ الزهورِ الغَادِي |
|
صَحبِي هناكَ على السفوحِ تركْتُهُم |
ينعونَ جهلي، وانْقِيَادَ فُؤادِي |
|
وملاعبَ الأنسِ الرضيعِ هَجرْتُهَا |
وهجرتُ فيهَا مَضجعِي ووِسَادي |
|
عجباً.. أَتَذْبُلُ في الربيعِ خَمائِلي |
ويضيعُ في ليلِ الشتاءِ جِهَادي |