إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كانتِ الرؤيا ربيعاً من جحيمٍ |
سُندسيّ اللونِ |
مسفوحاً على وجهِ المدينةْ |
المدى يجهشُ بالأحلامِ |
والجُدْرَانُ اشرَأَبَّتْ مِن على صدرِ المدى |
الناريِّ، |
كالبلُّورِ تَمتَدُّ إلى جيدِ القمرْ |
كان لليل وجوهٌ كالمرايا |
وعيونٌ تَثقبُ الصمتَ |
وتَخفق في الزوايا |
كانَ.. ماذا كانَ؟ |
للعتمة إنْصَاتٌ وتَهْلِيلٌ |
وبرقٌ ودخانْ |
كانَ.. ماذا كانَ؟ |
للبدرِ عقودٌ من عقيقٍ وجُمانْ |
كان للأرض لهاث، ووجيبْ |
كان للأرض مخاضٌ وانتظارٌ لحبيبْ |
أغرق الضوء التفاصيل الصغيرةَ |
شقّ أحشاء الثواني |
كلّ شيءٍ صخبت فيه السكينةْ |
كلّ شيء كسرت أجفانه البهجةُ |
حتّى الجرحَ |
والآلامَ |
والأشيا الحزينةْ |
زورقٌ يأتي من الصحراء ممشوقاً كماردْ |
كشهاب فصلته الريح من قلب عطاردْ |
ينبري كالهمس، كالرؤيا... |
يحلق كالنعاسْ |
جاء محمولاً على موج الرّمالْ |
جاء منحوتاً على ريح الشمالْ |
جاء كالليل الغريبْ |
جاء كالصبح المريبْ |
فيه من رائحة الفردوس أسرارٌ مضيئةْ |
ومصابيحُ جريئةْ |
فيه نهرٌ من رحيق لا يزولْ |
فيه أطفالٌ وأشباحٌ وخوفٌ وذهولْ |
فيه أصوات تقولْ |
ليلة الحلم الطويلةْ |
ليلة الحلم الجليلةْ |
ألفُ عمرٍ |
ألفُ شهرٍ |
ألفُ ليلةْ |
هبطت زنجية شقراء في ثوب من |
الرعب البديع |
حلّقت حول المدينة |
فصدت شريانها فامتزج الفجر |
وطوفان المساء |
وابتدا رقص الدماء |
ساقَهَا الحوريّ |
يا سيفا خرافياً تجرّد |
ساقَهَا الحوريّ |
يا طيراً صريعا راعه الموت فغرّد |
ساقها الحوريّ |
يا شيئاً مهيباً |
حار بين الماء والصرح الممرّدْ |
قلق الفيروز في عينيك يا عنقاء...... |
سرٌّ لا يقالْ |
قلق الفيروز في عينيكِ |
شيءٌ من بقايا الوحي.. |
من ذعر الرمالْ |
*** |
هيه يا عنقاءُ |
يا بعثاً جديداً وشباباً من لهيبٍ |
ورمادْ |
هيه يا عنقاءُ |
يا بحراً غريقاً تاه فيه السندبادْ |
هيه يا عنقاءُ |
هزّي شجر الريحان، يهمي شعرك العملاقُ |
أمطارَ الشتاء |
مزِّقي نهر البنفسج، والعقي |
وهج الدنانْ |
واشرقي من لا مكان.. ولا زمانْ |