بِأَبي جُفونُ مُعَذِّبي وَجُفوني | |
|
| فَهِيَ الَّتي جَلَبَت إِلَيَّ مَنوني |
|
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ جَفني قَبلَها | |
|
| يَقتادُني مِن نَظرَةٍ لِفُتونِ |
|
يا قاتَلَ اللَهُ العُيونَ لِأَنَّها | |
|
| حَكَمَت عَلَينا بِالهَوى وَالهونِ |
|
وَلَقَد كَتَمتُ الحُبَّ بَينَ جَوانِحي | |
|
| حَتّى تَكَلَّمَ في دُموعِ شُؤوني |
|
هَيهاتَ لا تَخفى عَلاماتُ الهَوى | |
|
| كادَ المُريبُ بِأَن يَقولَ خُذوني |
|
وَبِمُهجَتي أَلحاظُ ظَبيَةِ وَجرَةٍ | |
|
| حُرّاسُ مَسكِنِها أُسودُ عَرينِ |
|
سَدّوا عَلَيَّ الطُرقَ خَوفَ طَريقِهِم | |
|
| فَالطَيفُ لا يَسري عَلى تَأمينِ |
|
أَوَما كَفاهُم مَنعُهُم حَتّى رَمَوا | |
|
| مِنها مُبَرَّأَةً بِرَجمِ ظُنونِ |
|
وَتَوَهَّموا أَن قَد تَعاطَت قَهوَةً | |
|
| لَمّا رَأَوها تَنثَني مِن لينِ |
|
وَاِستَفهِموها مَن سَقاكِ وَما دَرَوا | |
|
| ما اِستودِعَت مِن مَبسِمٍ وَجُفونِ |
|
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّهُم قَد عَرَّضوا | |
|
| بي لِلفُتونِ وَبَعدَهُ عَذَلوني |
|
خَدَعوا فُؤادي بِالوِصالِ وَعِندَما | |
|
| شَبّوا الهَوى في أَضلُعي هَجَروني |
|
لَو لَم يُريدوا قَتلَتي لَم يُطعِموا | |
|
| في القُربِ قَلبَ مُتَيَّمٍ مَفتونِ |
|
لَم يَرحَموني حينَ حانَ فِراقُهُم | |
|
| ما ضَرَّهُم لَو أَنَّهُم رَحَموني |
|
وَمِنَ العَجائِبِ أَن تَعَجَّبَ عاذِلي | |
|
| مِن أَن يَطولَ تَشَوُّقي وَحَنيني |
|
يا عاذِلي ذَرني وَقَلبي وَالهَوى | |
|
| أَأَعَرتَني قَلباً لِحَملِ شُجوني |
|
يا ظَبيَةً تَلوي دُيوني في الهَوى | |
|
| كَيفَ السَبيلُ إِلى اِقتِضاءِ دُيوني |
|
بَيني وَبَينَكِ حينَ تَأخُذُ ثَأرَها | |
|
| مَرضى قُلوبٍ مِن مِراضِ جُفونِ |
|
ما كانَ ضَرَّكِ يا شَقيقَةَ مُهجَتي | |
|
| أَن لَو بَعَثتِ تَحِيَّةً تُحيِيني |
|
زَكّي جَمالاً أَنتِ فيهِ غَنِيَّةٌ | |
|
| وَتَصَدَّقي مِنهُ عَلى المِسكينِ |
|
مُنّي عَلَيَّ وَلَو بِطَيفٍ طارِقٍ | |
|
| ما قَلَّ يَكثُرُ مِن نَوالِ ضَنينِ |
|
ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ حُبِّكِ أَن أَرى | |
|
| في غَيرِ دارِ الخُلدِ حورَ العينِ |
|
قَسَماً بِحُسنِكِ ما بَصُرتُ بِمِثلِهِ | |
|
| في العالَمينَ شَهادَةً بِيَمينِ |
|