سِرْ سارَ صُنْعُ اللهِ حَيْثُ تسيرُ | |
|
| قُدُماً وساعَدَ عَزْمَكَ المقدورُ |
|
ووَصَلْتَ موصولاً بِبُغْيَتِكَ المُنى | |
|
| ومُيَسَّراً لمُرادِكَ التَّيْسِيرُ |
|
وأَعادَ عاداتٍ جَرَتْ لَكَ بالمُنى | |
|
| ربٌّ عَلَى أَضعافِهِنَّ قديرُ |
|
فالسعدُ بالنصرِ العزيزِ مُخَبِّرٌ | |
|
| واليُمْنُ بالفتحِ المُبينِ بَشِيرُ |
|
حَكَمَتْ لَكَ الأَقدارُ أَنَّكَ باهِرٌ | |
|
| مُلْكَ الملوكِ وأَنَّهُ مَبْهُورُ |
|
وقضى لَكَ الرحمنُ أَنَّكَ قاهِرٌ | |
|
| حِزْبَ الضَّلالِ وأَنَّهُ مَقْهُورُ |
|
جُعِلَتْ فداءَكَ أَنْفُسٌ أَحْيَيْتَها | |
|
| وبها جميعاً لا بِكَ المَحْذُورُ |
|
فانْهَضْ بحزبِ اللهِ يَقْدُمُ جَمْعَهُ | |
|
| حِفْظُ الإِلهِ وسعيُكَ المشكورُ |
|
في جحفَلٍ جَمِّ العديدِ كَأَنَّهُ | |
|
| فَلَكٌ عَلَى الأَرْضِ الفضاءِ يَدُورُ |
|
عُمَّتْ بِهِ الأَقطارُ إِلّا مَوضِعاً | |
|
| فِيهِ عَدُوُّكَ للسيوفِ أَسيرُ |
|
لَجِبٍ يُغِصُّ الأَرضَ وَهْيَ عريضَةٌ | |
|
| ويَرُدُّ غَرْبَ الطَّرْفِ وَهْوَ حسيرُ |
|
من كُلِّ مقدامٍ يكادُ فؤادُهُ | |
|
| طَرَباً إِلَى نَغَمِ السيوفِ يطيرُ |
|
مُتَسَرْبِلٍ صَدَأَ الحديدِ كَأَنَّهُ | |
|
| قَمَرٌ تَعَرَّضَ دونَهُ ساهُورُ |
|
ومُهَنَّدٍ يُزْجِي المنونَ كَأَنَّهُ | |
|
| عبْدٌ بطاعَةِ حَدِّهِ مَأْمُورُ |
|
لُجٌّ بشيرُ النصرِ فِيهِ سابِحٌ | |
|
| بَرْقٌ سحابُ الموتِ منهُ قَطِيرُ |
|
ومُثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ كَأَنَّهُ | |
|
| قَلَمٌ تمكَّنَ من شَباهُ النُّورُ |
|
وأَقَبَّ مصقولِ الأَديمِ كَأَنَّهُ | |
|
| بَحْرٌ بِرَيْعانِ الجِراءِ يَمُورُ |
|
مَرِحٍ يَكُرُّ القلبُ حَيْثُ يقودُهُ | |
|
| ويسيرُ طرفُ العينِ حَيْثُ يسيرُ |
|
هَزِجٍ يكادُ يَبينُ فِي نَغَماتِهِ | |
|
| ويلاكَ يَا غَرْسِيَّةُ المغرورُ |
|
أَيْنَ النَّجاءُ وَقَدْ أَظَلَّكَ مُغْضَباً | |
|
| ليثُ العرينِ الحاجِبُ المَنْصورُ |
|
وأَتاكَ فِي لبسِ الحديدِ مُضاعَفاً | |
|
| سيفُ الهُدى ولواؤُهُ المنشورُ |
|
سَهْمٌ إذَا شَجَر القواضِبُ صائِبٌ | |
|
| سيفٌ إذَا اعْتَنَقَ الكماةُ مُبِيرُ |
|
غيثٌ إذَا مَا الغيثُ أَخْلَفَ هاطِلٌ | |
|
| بَدْرٌ إذَا دَجَتِ الخطوبُ مُنيرُ |
|
سامٍ إِلَى شِيَمِ الملوكِ مُنازِعٌ | |
|
| هادٍ عَلَى خُلُقِ الهُدى مَفْطُورُ |
|
مُتَفَرِّدٌ بمناقِبٍ مُتَقاصِرٌ | |
|
| عن كُنْهِها المنظومُ والمنثورُ |
|
عبدُ المليكِ فتى المكارِمِ والَّذِي | |
|
| حَظُّ الرَّجاءِ بِسَيْبِهِ مَوْفُورُ |
|
فَهنَاكَ سَلُّكَ صارِمَيْنِ كِلاهُمَا | |
|
| للمُلكِ والدينِ الحنيفِ نَصيرُ |
|
وذخيرةٌ فِي النائِباتِ ومَعْقِلٌ | |
|
| من صرفِ أَحداثِ الزمانِ مُجيرُ |
|
حازا سَناءَ مناظِرٍ ومَخابِرٍ | |
|
| مُلِئَتْ بِهِنَّ نواظِرٌ وصُدُورُ |
|