هَنيئاً لهذا الدَّهرِ رَوْحٌ وريْحانُ | |
|
| وللدِّينِ والدنيا أمانٌ وإِيمانُ |
|
بِأَنَّ قعِيدَ الشِّرْكِ قَدْ ثُلَّ عَرْشُهُ | |
|
| وأَنَّ أَميرَ المؤمنينَ سُلَيْمَانُ |
|
سَمِيُّ الَّذِي انقادَ الأَنامُ لأَمْرِهِ | |
|
| فلم يَعْصِهِ فِي الأَرضِ إِنسٌ ولا جانُ |
|
وباني العُلا للمجدِ غَادٍ ورائحٌ | |
|
| وحِلْفُ التُّقَى فِي اللهِ راضٍ وغَضْبانُ |
|
بِهِ رُدَّ فِي جَوِّ الخلافةِ نُورُها | |
|
| وَقَدْ أَظْلَمَتْ منها قصورٌ وأوطانُ |
|
وَأَنْقَذَ دينَ اللهِ من قبضةِ العِدى | |
|
| وَقَدْ قاده للشِّركِ ذلٌّ وإِذعَانُ |
|
وقامَ فقامتْ للمَعَالي معالِمٌ | |
|
| وللخيرِ أسواقٌ وللعدلِ ميزَانُ |
|
وجدَّدَ للإسلامِ ثوبَ خلافةٍ | |
|
| عليها من الرحمنِ نورٌ وبُرْهَانُ |
|
وأَكَّدَها عهدٌ لأكرمِ من وفى | |
|
| بعهدٍ زَكَتِ فِيهِ عهودٌ وأَيمانُ |
|
بِهِ شُدَّ أَزْرُ الملكِ وابْتَهَجَ الهُدى | |
|
| وفاضَ عَلَى الإسلامِ حسنٌ وإِحسانُ |
|
فَتىً نَكَصَتْ عنهُ العيونُ مَهابَةً | |
|
| فليسَ لَهُ إِلّا الرَّغَائبَ أَقْرانُ |
|
يَهونُ عَلَيْهِ يومَ يُرْوي سيوفَهُ | |
|
| دماً أَن يوَافيهِ الدُّجى وَهْوَ ظمْآنُ |
|
سَمِيَّ النَّبيِّ المصطفى وابنُ عَمِّهِ | |
|
| ووَارِثُ مَا شَادَتْ قُرَيْشٌ وعَدْنانُ |
|
وَمَا ساقَتِ الشُّورى وأَوْجَبَتْ التُّقى | |
|
| وأَوْرَثَ ذُو النُّورَيْنِ عَمُّكَ عُثْمانُ |
|
وما حاكَمَتْ فِيهِ السيوفُ وحازهُ | |
|
| إليكَ أَبو الأَملاكِ جدُّكَ مرْوانُ |
|
مَوارِيثُ أَملاكٍ وتوكيدُ بَيْعَةٍ | |
|
| جديرٌ بِهَا فتحٌ قريبٌ ورِضْوانُ |
|
ودوحةُ مجْدٍ فِي السَّماءِ كَأَنَّمَا | |
|
| كَوَاكِبُهَا منها فروعٌ وأَغصانُ |
|
لَئِنْ عَظُمَتْ شأْناً لقد عزَّ نصرُها | |
|
| بكَرَّاتِ فُرسانٍ لأَقدارِهَا شانُ |
|
قبائلُ من أَبناءِ عادٍ وجُرْهمٍ | |
|
| لَهُمْ صَفْوُ مَا تَنْمِيهِ عادٌ وَقَحْطَانُ |
|
بَنو دُوَلِ المُلكِ الَّذِي سَلَفَتْ بِهِ | |
|
| لآبائهم فِيهَا قُرونٌ وأَزْمَانُ |
|
هُمُ عَرفُوا مثواكَ فِي هَبْوَةِ الرَّدى | |
|
| وَقَدْ رَابَ معهودٌ وأَنكَرَ عِرفانُ |
|
وللمَوْتِ فِي نَفْسِ الشُّجاع تخيُّلٌ | |
|
| ولِلذُّعْرِ فِي عَيْنِ المُخاطِرِ أَلوانُ |
|
فأَعْطَوكَ واسْتَعْصَوكَ فِي السَّلْمِ والوغى | |
|
| مَوَاثِيقَ لَوْ خَانَتْكَ نفسُكَ مَا خانوا |
|
كَأَنَّ السَّمَاءَ بدْرَها ونجومها | |
|
| سُرَاكَ وَقَدْ حَفُّوكَ شِيبٌ وشُبَّانُ |
|
وقد لَمَعَتْ حوْلَيْكَ منهمْ أَسِنَّةٌ | |
|
| تُخَيِّلُ أَنَّ الحَزْنَ والسَّهْلَ نِيرانُ |
|
أُسودُ هِياجٍ مَا تزالُ تَرَاهُمُ | |
|
| تطيرُ بِهِمْ نحوَ الكريهَةِ عِقبانُ |
|
وأقمارُ حَربٍ طالِعَاتٌ كَأَنَّمَا | |
|
| عَمَائِمُهُمْ فِي موقفِ الرَّوْعِ تِيجانُ |
|
دَلَفْتَ بِهِمْ للفتحِ تَحْتَ عَجاجَةٍ | |
|
| كَأَنَّ مُثِيرَيْهَا عَلِيٌّ وهَمْدانُ |
|
ويَومَ اقتِحامِ الحَفْرِ أَيقَنْتَ أَنَّهُمْ | |
|
| يريدونَ فِيهِ أَن تعِزَّ ولو هانوا |
|
بكُلِّ زِناتِيٍّ كَأَنَّ حُسامَهُ | |
|
| وهامَةَ من لاقاهُ نارٌ وقرْبانُ |
|
وأَبيضَ صِنْهَاجٍ كَأَنَّ سِنَانَهُ | |
|
| شِهابٌ إذَا أَهوى لِقِرْنٍ وشَيطانُ |
|
وقد عَلِمُوا يَا مُستعِينُ بأَنَّهُمْ | |
|
| لرَبِّهِمُ لما أَعانوكَ أَعوانُ |
|
ولَوْلاكَ والبيضُ الَّتِي نَهَدوا بِهَا | |
|
| لما قامَ للإسلام فِي الأرض سُلطانُ |
|
ولاستَبْدَلَتْ قَرْع النواقيسِ بالضُّحى | |
|
| مَنارٌ وقامت فِي المحاريب صُلبانُ |
|
وهم سَمِعوا داعيك لمَّا دَعَوْتَهُم | |
|
| وهم أَبصَرُوا والناسُ صُمٌّ وعُمْيانُ |
|
تصاويرَ ناسٍ مُهْطِعينَ لِصورَةٍ | |
|
| يُكَلِّمُهُمْ منها سَفيهٌ ومَيَّانُ |
|
فللهِ عَزْمٌ رَدَّ فِي الحقِّ رُوحَهُ | |
|
| وأَوْدى بِهِ فِي الأرض زُورٌ وبُهتانُ |
|
وقُلتَ لعاً للعاثِرِينَ كَأَنَّهُ | |
|
| نُشورٌ لقومٍ حانَ منهم وَقَدْ حانُوا |
|
وأصبحَ أهلُ الحَقِّ فِي دارِ حقِّهمْ | |
|
| ونحنُ لهم فِي الله أهلٌ وإِخوانُ |
|
فحَمْداً لمن رَدَّ النُّفوسَ فأَصبحَتْ | |
|
| لهم كالذي كُنَّا وَهُمْ كالذي كانوا |
|
وأُنِّسَ شَمْلٌ بالتفرُّقِ مُوحِشٌ | |
|
| وحَنَّ خليطٌ بالصبابة حَنَّانُ |
|
ورَدَّ جِماحَ الغَيِّ من غَرْبِ شَأْوِهِ | |
|
| وبُرِّدَ قلبٌ بالحفيظةِ حَرَّانُ |
|
وقد أَمِنَ التثريبَ إِخوةُ يوسُفٍ | |
|
| وأدركَهُم للهِ عفوٌ وغُفْرانُ |
|
وأَعقَبَ طَولُ الحربِ أبناءَ قَيلَةٍ | |
|
| زكاةً وَرُحماً فِيهِ أَمْنٌ وإِيمانُ |
|
وَحَنَّتْ لِدَاعِي الصُّلحِ بكْرٌ وتغلبٌ | |
|
| وشَفَّعَتِ الأَرْحامَ عبسٌ وذُبيانُ |
|
وفازَتْ قِداحُ المُشتَري بسُعُودِها | |
|
| وسالم بَهرَامٌ وأَعتبَ كِيوانُ |
|
وعُرِّفَ معروفٌ وأُنكِرَ مُنْكَرٌ | |
|
| وطارَ مع العَنْقَاءِ ظُلْمٌ وعُدوانُ |
|
وأُغْمِدَ سيفُ البَغْيِ عنَّا وعُطِّلَتْ | |
|
| قُيودٌ وأَغلالٌ وسِجنٌ وسُجَّانُ |
|
وما كَانَ منَّا الحَيُّ فِي ثوبِ ذُلِّهِ | |
|
| بأَنهضَ مِمَّنْ ضَمَّ قبرٌ وأَكْفَانُ |
|
ومُنَّ عَلَى المُسْتَضعَفِينَ وأُنْجِزَتْ | |
|
| مواعيدُ تمكينٍ وآذَنَ إِمكانُ |
|
بيُمْنِ الإِمامِ الظَّافِرِ الغافر الَّذِي | |
|
| صفا منهُ للإسلامِ سِرٌّ وإِعلانُ |
|
مجَرِّدُ سيفِ الانتقام لِمَن عتَا | |
|
| فمالَ بِهِ فِي الدِّينِ زَيغ وإِدهانُ |
|
فَمن سَرَّهُ المَحْيا فسمع وطاعةٌ | |
|
| ومن يَحْسُدِ المَوتى فكُفْرٌ وعِصيانُ |
|