أَنْضَيْتُ خَيْلِي فِي الهوى وَرِكَابِي | |
|
| وَعَمَرْتُ كَأْسَ صِباً بِكَأْسِ نِصابِ |
|
وَعُنيتُ مُغْرىً بالغواني وَالصِّبا | |
|
| وَاللَّهْوِ وَاللَذَّاتُ قَدْ تُغْرى بي |
|
فِي غَمرَةٍ لا تنقضي نَشَواتُها | |
|
| من صَرْفِ كأْسٍ أَوْ جُفونِ كَعَابِ |
|
أَيَّامَ لا تَرْتَاعُ من صَرْفِ النَّوَى | |
|
| أَمْناً ولا نُصْغِي لِنَعْبِ غُرَابِ |
|
أَيَّامَ وَجْهُ الدهر نحوي مُشْرِقٌ | |
|
| وَمحاسِنُ الدُّنيا بَغَيْرِ نِقَابِ |
|
ولقد أَضاءَ الشَّيْبُ لي سنَنَ الهُدَى | |
|
| فَثَنَى سِنِي دَدَني عَلَى الأَعْقَابِ |
|
ورأَيتُ أَرْدِيَةَ النُّهَى منشورةً | |
|
| تسعى بِجَدَّتها إِلَى أَتْرَابِي |
|
وَرَأْيتُ دارَ اللَّهوِ أَقْوَى ربعُها | |
|
| وَخَلَتْ معاهِدُها منَ الأَحبابِ |
|
وَخَلَتْ بِيَ النَّكَبَاتُ ترمِي ناظِري | |
|
| وخواطري بنوافِذِ النُّشَابِ |
|
وَلَكَمْ أَصابتْنِي الخطوبُ بِشَكَّةٍ | |
|
| تُعْيِي التجلُّدَ واحْتَسَبْتُ مُصابِي |
|
حِفْظاً لِعلمٍ حاز صَدْرِي حفظه | |
|
| أَلَّا أَخِيسَ بحُرْمَةِ الآدابِ |
|
حَتَّى تركتُ الدهر وَهْوَ لِمَا بِهِ | |
|
| صَبْراً وغادرني السقامُ لِمَا بي |
|
وصرفتُ عن صرفِ الزمان ملامتي | |
|
| وَكففت عن سَعْيِ الحسودِ عتابي |
|
علماً بأَن الحِرْصَ لَيْسَ بزائدٍ | |
|
| حَظّاً وَأَنَّ الدهرَ غيرُ مُحَابِ |
|
هِممُ الفتى نُكْبٌ تُبَرِّح بالمُنى | |
|
| أَبداً إِذَا عَمَّ القضاءُ الآبي |
|
فقطعتُ يَا منصورُ نحوَكَ نَازِعاً | |
|
| خُدَعَ المنى وعلائقَ الأَسبابِ |
|
فرِضَاكَ تأْميلي وقربُكَ هِمَّتِي | |
|
| ونداكَ مَحْيائِي وحمدُكَ دَابِي |
|
وقد احتلَلْتُ لديكَ أَمْنَعَ مَعْقِلٍ | |
|
| وَحَطَطْتُ رحلي فِي أَعَزِّ جَنَابِ |
|
في ذِمَّةِ المَلِكِ الَّذِي آمالُنَا | |
|
| من راحَتَيْهِ تَحْتَ صَوْبِ سحابِ |
|
قَمَرٌ توسَّطَ من مناسِبِ يَعْرُبٍ | |
|
| قِمَمَ السَّنَاءِ وَذِرْوَةَ الأَنْسابِ |
|
صَدَقَتْ بِهِ فِي اللهِ عزمةُ مُخْلِصٍ | |
|
| تركَت ذَمَاءَ الشِّرْكِ رَهْنَ ذَهَابِ |
|
بِكَتَائِبٍ عَزَّتْ بِهَا سُبُلُ الهُدَى | |
|
| ومَحَتْ رُسُومَ الكفرِ مَحْوَ كِتَابِ |
|
غادَرْنَ أَرْضَهُمُ كَأَنَّ فضاءهَا | |
|
| أَغوالُ قَفْرٍ أَوْ سُهُوبُ يَبَابِ |
|
تَحْتَثُّ سالِكَها بغيرِ هدايةٍ | |
|
| وتجيبُ سائلَها بغَيرِ جَوَابِ |
|
يا أَيُّهَا المَلِكُ الَّذِي عَزَمَاتهُ | |
|
| فِي الدِّينِ أَعظَمُ أَنْعُمِ الوَهَّابِ |
|
وَصَلَ الإلهُ لديكَ عُمْراً يَقْتَضِي | |
|
| أَمَدَ السنينَ وَمُدَّةَ الأحقابِ |
|
ولك السرورُ مضاعِفاً أَيَّامَهُ | |
|
| ولَكَ النعيمُ مُجدَّدَ الأَثْوابِ |
|
وليَهْنِكَ الأَضحى الَّذِي أَضحى بِهِ | |
|
| صُنْعُ الإِلهِ مُفَتَّحَ الأَبوابِ |
|
واسْلَم لِسِبْطَيْك اللَّذِينِ تَمَلَّكَا | |
|
| رِقَّ السناءِ تملُّكَ الأَرْبَابِ |
|
السابِقِيْنِ إِلَى مَقَامَاتِ العُلاَ | |
|
| ذا فِي الحروبِ وذاك فِي المِحْرَابِ |
|
الحاجبُ الأَعلى الَّذِي زُهِيتْ بِهِ | |
|
| رُتَبُ العُلا ومفاخرُ الأحسابِ |
|
فَلَكَمْ تَدَانَى فِي مَكَرٍّ للوغى | |
|
| كالشمس فِي كِسَفِ العَجَاجِ الهابي |
|
وبِرَأْيِ عَيْنِي منه يومَ قُلُنْيَةٍ | |
|
|
سيفُ الإله وحزبُهُ المُفْنِي بِهِ | |
|
| شِيَعَ الضَّلالِ وفِرْقَةَ الأَحزابِ |
|