عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > علي الحصري القيرواني > موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ

غير مصنف

مشاهدة
7187

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ

موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ
فإِنْ هُم اِغتربوا ماتوا وما ماتُوا
يا أهلَ ودِّيَ لا واللهِ ما اِنتكثَتْ
عندِي عُهودٌ ولا ضاقَتْ مودَّاتُ
لئِنْ بعُدْتُمْ وحالَ البَحْرُ دونَكُمُ
لبَيْنَ أرواحِنا في النَّومِ زَوْرَاتُ
مَا نِمْتُ إلّا لكي أَلْقَى خيالكُمُ
وأينَ من نازح الأوطانِ نوماتُ
إِذَا اِعتَللنا تعلَّلنا بذِكرِكمُ
لو أحسنَت بُرءَ عِلّاتٍ تَعِلّاتُ
ماذا على الرِّيح لو أَهْدَتْ تحيّتَها
إليكمُ مِثْلَ ما تُهْدَى التحيَّاتُ
أَصبحتُ فِي غُرْبتِي لولا مُكاتمتِي
بَكَتْنِيَ الأرضُ فيها والسماواتُ
كأَنَّني لم أذُق بالقيرَوانِ جَنىً
ولم أقلْ ها لأحبابي ولا هَاتوا
ولم تَشُقْنِي الخدُودُ الحُمْرُ في يَققٍ
ولا العُيونُ المِرَاضُ البابِليَّاتُ
أَبَعدَ أيّامِنا البِيضِ الّتِي سَلَفَتْ
ترُوقُنِي غَدَواتٌ أو عَشِيَّاتُ
أمُرُّ بالبَحْرِ مُرْتَاحاً إلى بَلَدٍ
تَموتُ نفسي وفيها منه حاجاتُ
وأَسأَلُ السُّفْنَ عن أخبارهِ طَمَعاً
وأنْثَنِي وبقَلبي منه لَوْعَاتُ
هل من رسالةِ حِبٍّ أستعينُ بها
على سقامِي فقد تَشفي الرِّسالاتُ
أَلا سَقَى اللهُ أرضَ القيروان حَياً
كأنَّه عَبَراتِي المُستهلّاتُ
فإِنَّها لِدَةُ الجَنَّاتِ تُرْبَتُها
مِسْكِيَّةٌ وحَصاها جَوهرِيّاتُ
إِلّا تَكُن فِي رُباهَا روضةٌ أُنُفٌ
فإِنَّما أوجهُ الأحباب روْضَاتُ
أوْ لا يَكُنْ نهر عذبٌ يسيلُ بها
فإِنَّ أنهارَها أَيْدٍ كريماتُ
أَرضٌ أَريضة أَقطارٍ مباركةٍ
للّه فيها براهينٌ وآياتُ
لاَ يَشمتَنَّ بها الأعْداءُ إِن رُزِئتْ
إنَّ الكُسُوفَ له في الشمس أَوْقاتُ
ولم يَزَلْ قابضُ الدُّنيا وباسِطها
فيما يشاء له مَحْوٌ وإِثْباتُ
هل مطمعٌ أن تُرَدَّ القيروانُ لنا
وصَبْرَةٌ والمعلّى فالحنيّاتُ
ما إن سجا اللّيلُ إلّا زادَني شَجَناً
فأتبعَتْ زَفراتي فيه أنَّاتُ
ولا تنَفَّسْتُ أنْفاً فِي الرِّياضِ ضُحىً
إِلّا بدَتْ حَسَراتي المستكنَّاتُ
هذا ولم تشْجُ قْلبِي للرَّبابِ رُبىً
وَلا تَقَصَّتْهُ من لُبْنَى لُباناتُ
وكم دُعِيتُ لبُستانٍ فجدَّد لي
وَجْداً وإن كان في مَعناه سَلْوَاتُ
ولو تَرانِي إذا غَنَّتْ بَلابِلُهُ
أشكُو البلابلَ لو تُغْني الشَّكِيَّاتُ
إِنّي لأَظْمَأُ والأنْهارُ جارِيةٌ
حَولي وأُضْحي ودُونَ الشَّمس دَوْحَاتُ
وما أرَى الموتَ إلّا باسطاً يدَهُ
مِن قبْلِ أن يُمْكِنَ المأسور إفْلاَتُ
علي الحصري القيرواني
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2010/10/14 01:29:44 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com