موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ | |
|
| فإِنْ هُم اِغتربوا ماتوا وما ماتُوا |
|
يا أهلَ ودِّيَ لا واللهِ ما اِنتكثَتْ | |
|
| عندِي عُهودٌ ولا ضاقَتْ مودَّاتُ |
|
لئِنْ بعُدْتُمْ وحالَ البَحْرُ دونَكُمُ | |
|
| لبَيْنَ أرواحِنا في النَّومِ زَوْرَاتُ |
|
مَا نِمْتُ إلّا لكي أَلْقَى خيالكُمُ | |
|
| وأينَ من نازح الأوطانِ نوماتُ |
|
إِذَا اِعتَللنا تعلَّلنا بذِكرِكمُ | |
|
| لو أحسنَت بُرءَ عِلّاتٍ تَعِلّاتُ |
|
ماذا على الرِّيح لو أَهْدَتْ تحيّتَها | |
|
| إليكمُ مِثْلَ ما تُهْدَى التحيَّاتُ |
|
أَصبحتُ فِي غُرْبتِي لولا مُكاتمتِي | |
|
| بَكَتْنِيَ الأرضُ فيها والسماواتُ |
|
كأَنَّني لم أذُق بالقيرَوانِ جَنىً | |
|
| ولم أقلْ ها لأحبابي ولا هَاتوا |
|
ولم تَشُقْنِي الخدُودُ الحُمْرُ في يَققٍ | |
|
| ولا العُيونُ المِرَاضُ البابِليَّاتُ |
|
أَبَعدَ أيّامِنا البِيضِ الّتِي سَلَفَتْ | |
|
| ترُوقُنِي غَدَواتٌ أو عَشِيَّاتُ |
|
أمُرُّ بالبَحْرِ مُرْتَاحاً إلى بَلَدٍ | |
|
| تَموتُ نفسي وفيها منه حاجاتُ |
|
وأَسأَلُ السُّفْنَ عن أخبارهِ طَمَعاً | |
|
| وأنْثَنِي وبقَلبي منه لَوْعَاتُ |
|
هل من رسالةِ حِبٍّ أستعينُ بها | |
|
| على سقامِي فقد تَشفي الرِّسالاتُ |
|
أَلا سَقَى اللهُ أرضَ القيروان حَياً | |
|
| كأنَّه عَبَراتِي المُستهلّاتُ |
|
فإِنَّها لِدَةُ الجَنَّاتِ تُرْبَتُها | |
|
| مِسْكِيَّةٌ وحَصاها جَوهرِيّاتُ |
|
إِلّا تَكُن فِي رُباهَا روضةٌ أُنُفٌ | |
|
| فإِنَّما أوجهُ الأحباب روْضَاتُ |
|
أوْ لا يَكُنْ نهر عذبٌ يسيلُ بها | |
|
| فإِنَّ أنهارَها أَيْدٍ كريماتُ |
|
أَرضٌ أَريضة أَقطارٍ مباركةٍ | |
|
|
لاَ يَشمتَنَّ بها الأعْداءُ إِن رُزِئتْ | |
|
| إنَّ الكُسُوفَ له في الشمس أَوْقاتُ |
|
ولم يَزَلْ قابضُ الدُّنيا وباسِطها | |
|
| فيما يشاء له مَحْوٌ وإِثْباتُ |
|
هل مطمعٌ أن تُرَدَّ القيروانُ لنا | |
|
| وصَبْرَةٌ والمعلّى فالحنيّاتُ |
|
ما إن سجا اللّيلُ إلّا زادَني شَجَناً | |
|
| فأتبعَتْ زَفراتي فيه أنَّاتُ |
|
ولا تنَفَّسْتُ أنْفاً فِي الرِّياضِ ضُحىً | |
|
| إِلّا بدَتْ حَسَراتي المستكنَّاتُ |
|
هذا ولم تشْجُ قْلبِي للرَّبابِ رُبىً | |
|
| وَلا تَقَصَّتْهُ من لُبْنَى لُباناتُ |
|
وكم دُعِيتُ لبُستانٍ فجدَّد لي | |
|
| وَجْداً وإن كان في مَعناه سَلْوَاتُ |
|
ولو تَرانِي إذا غَنَّتْ بَلابِلُهُ | |
|
| أشكُو البلابلَ لو تُغْني الشَّكِيَّاتُ |
|
إِنّي لأَظْمَأُ والأنْهارُ جارِيةٌ | |
|
| حَولي وأُضْحي ودُونَ الشَّمس دَوْحَاتُ |
|
وما أرَى الموتَ إلّا باسطاً يدَهُ | |
|
| مِن قبْلِ أن يُمْكِنَ المأسور إفْلاَتُ |
|