عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جميل صدقي الزهاوي > يطفئ الموتُ ما تضيء الحَياةُ

العراق

مشاهدة
3031

إعجاب
5

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يطفئ الموتُ ما تضيء الحَياةُ

يطفئ الموتُ ما تضيء الحَياةُ
وَوَراء انطفائه ظلماتُ
إن للنازِلين في القبر نوماً
تنتَهي في سكونه الحَركات
رب مال يفنى ذووه وَيَبقى
وَبناء يَبقى وَتفنى البناة
كَم وقفنا عَلى ضَريح كَريم
وقفةً قَد جَرَت لها العبرات
نَتَمَنى للعَيش في هذه الدن
يا ثباتاً وَهَل لعيش ثبات
أَنسينا أنا عَلى الأرض أَبنا
ءُ أُناسٍ عاشوا قَليلاً وَماتوا
ستجدّ الأبناء سيراً لدار
نزلتها الآباء والأمهات
عاش في الأرض مثلنا الناس قدماً
وهم اليوم أعظُمٌ بالياتُ
هل لقوم ساروا نزوعٌ إلى الأه
ل ترى أو إلى الدار التفات
غرض كل من عَلى الارض يحيا
لمنايا سهامُها صائِبات
ستموت الأحياء طرّاً ولكن
هل تلاقي حياتها الأموات
نحن نبلى تحت التراب وفوق ال
أرض تجري الفصول والأوقات
ربما في القبور تشبع نوماً
آنساتٌ عيونها ناعِسات
بليت أَوصالٌ هناك وَخَوفي
أنهنَّ الأحداقُ وَالوجنات
منهل الموت واحد وإليه
طرق الواردين مختلفات
في المَنايا وَهُنَّ رزءُ البَرايا
تَتَساوى الرعاع وَالسروات
فَيَموت الدهاة مثل سواهم
وَبودّي أَن لا تموت الدهاة
رب قومٍ عاشوا بأمن زَماناً
ثم دارَت عليهم الدائرات
وَقَبيلٍ باتوا جَميعاً بليل
فإذا هم في صبحه أَشتات
تلحق المرء ما تحرك حياً
حادِثاتٌ وَراءَها حادِثات
أسعيد هذا الجمال فأشقى ال
عالمين الحيوان ثم النبات
كَم فَتى شيب عيشه بالرَزايا
وَفَتاة حَياتها وَيلات
كل كرب يا أيها الحي فاصبر
ينتهي عند ما يجيءُ الممات
إِنَّ في الموت راحةً غير أَن ال
مرء قَد لا ترضيه إلا الحَياة
سَتَذوق الحمام نَفسي فَتردى
وَسَتبقى في النفس أمنيات
وكذاك الإنسان يمضي من الدن
يا وتبقى في نفسه حاجات
إن أمت خائِباً فَكَم من كرام
بقيت في نفوسهم حسرات
لا أُبالي إِن مت جاورني في ال
قبر صحبي أَم جاورتني العداة
أَنا كالناس حينَما مت ماتَت
مَع نَفسي الهموم وَاللذات
ربما تتلى بعد مَوتي بحين
فوق قَبري لشاعر مرثاة
لهف نَفسي على رفات شبابٍ
طحنتهم طحن الرحى النائباتُ
لَو سألت الرفات ما ذا دهاه
لاشتَكى من ظلم الولاة الرفات
فوق وجه البيض الحسان سطورٌ
كتبت بالدموع فيها شكاة
وهب اللَه للرعايا حقوقاً
غصبتها من الرعايا الولاة
أرهقوكم ذلاً وأَنتم سكوتٌ
أين أين الأحرار أين الأباة
إنَّ أشقى البلاد ما كان يجري
في أراضيه دجلة والفرات
وهي في سالف الزمان بلاد
عامرات الأكناف مرتقيات
عظم الخطب في العراق فَلِلَّ
هِ قلوب هناك مرتجفات
قد سقونا كاساً ستشرب منها
عَن قَريب من الزَمان السقاة
يا زمان البخار حسبك فخراً
أنه فيك تنقضي الحاجات
وبك الناس والمغاطش تروى
وتجاب البحار والفلوات
حبس المانعون خيرك عنا
وسكتنا كأننا أموات
أخر المسلمين عن أمم الأر
ض حجابٌ تشقى به المسلمات
لا أرى بين الغرب والشرق بوناً
غير أن الأحكام مختلفات
فهي في الغرب بالعدالة تجري
وهي عنها في الشرق منحرفات
سيوافي مدى التقدم قوم
وسعت فيه منهم الخطوات
عامل الظالمين بالظلم تسلم
ربّ شرٍّ يكون فيه نجاة
يقرع الحادثات ما قرعته
كلُّ من عنده لعمري حصاة
لست تَلقى أَمراً تهذَّب حَتّى
غلبت سيئاته الحَسَنات
قلَّ نفعٌ لا ينتج الضُرُّ منه
ربّ شرّ تجره الخيرات
أيها الأغنياء لا تجهلوا ما
يحمل البائسون والبائسات
ما تفكرت في الحَقيقة الا
ساورتني الشكوك وَالشبهات
كَم يودّ الإنسان لَو طارَ في الجو
وِ خَفيفاً كَما تطير القطاة
كل ما في الوجود فهو لعمري
علل تارة وَمعلولات
ليس فضلٌ على زمان لوقت
فالليالي جميعها أخوات
يلهج الجاهِلون في كل عصر
بدعاوٍ ما إِن لها إثبات
إنمّا الجاهِل المجادِل بالبا
طل في أَعين الترقي قذاة
جوهر الكون في الوجود قَديم
غير أن الأشكال مخترعات
من تَروّى أن النجوم شموس
عظمت في عيونه الكائنات
يقرأ الفَيلَسوف من سور في
ها كتاباً آياته بينات
جميل صدقي الزهاوي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2010/09/29 09:52:54 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com