طالَما اِحلَولى مَعاشي وَطابا |
طالَما سَحَّبتُ خَلفي الثِيابا |
طالَما طاوَعتُ جَهلي وَلَهوي |
طالَما نازَعتُ صَحبي الشَرابا |
طالَما كُنتُ أُحِبُّ التَصابي |
فَرَماني سَهمُهُ وَأَصابا |
أَيُّها الباني قُصوراً طِوالاً |
أَينَ تَبغي هَل تُريدُ السَحابا |
إِنَّما أَنتَ بِوادي المَنايا |
إِن رَماكَ المَوتُ فيهِ أَصابا |
أَيُّها الباني لِهَدمِ اللَيالي |
إِبنِ ما شِئتَ سَتَلقى خَرابا |
أَأَمِنتَ المَوتَ وَالمَوتُ يَأبى |
بِكَ وَالأَيّامُ إِلّا انقِلابا |
هَل تَرى الدُنيا بِعَينَي بَصيرٍ |
إِنَّما الدُنيا تُحاكي السَرابا |
إِنَّما الدُنيا كَفَيءٍ تَوَلّى |
أَو كَما عايَنتَ فيهِ الضَبابا |
نارُ هَذا المَوتِ في الناسِ طُرّاً |
كُلَّ يَومٍ قَد تَزيدُ التِهابا |
إِنَّما الدُنيا بَلاءٌ وَكَدٌّ |
وَاكتِئابٌ قَد يَسوقُ اِكتِئابا |
ما استَطابَ العَيشَ فيها حَليمٌ |
لا وَلا دامَ لَهُ ما اِستَطابا |
أَيُّها المَرءُ الَّذي قَد أَبى أَن |
يَهجُرَ اللَهوَ بِها وَالشَبابا |
وَبَنى فيها قُصوراً وَدوراً |
وَبَنى بَعدَ القِبابِ القِبابا |
وَرَأى كُلَّ قَبيحٍ جَميلاً |
وَأَبى لِلغَيِّ إِلّا ارتِكابا |
أَنتَ في دارٍ تَرى المَوتَ فيها |
مُستَشيطاً قَد أَذَلَّ الرِقابا |
أَبَتِ الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ |
آخِرَ الأَيّامِ إِلّا ذَهابا |
إِنَّما تَنفي الحَياةَ المَنايا |
مِثلَما يَنفي المَشيبُ الشَبابا |
ما أَرى الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ |
نالَها إِلّا أَذىً وَعَذابا |
بَينَما الإِنسانُ حَيٌّ قَويٌّ |
إِذ دَعاهُ يَومُهُ فَأَجابا |
غَيرَ أَنَّ المَوتَ شَيءٌ جَليلٌ |
يَترُكُ الدورَ يَباباً خَرابا |
أَيُّ عَيشٍ دامَ فيها لِحَيٍّ |
أَيُّ حَيٍّ ماتَ فيها فَآبا |
أَيُّ مُلكٍ كانَ فيها لِقَومٍ |
قَبلَنا لَم يُسلَبوهُ استِلابا |
إِنَّما داعي المَنايا يُنادي |
إِحمِلوا الزادَ وَشُدّوا الرِكابا |
جَعَلَ الرَحمَنُ بَينَ المَنايا |
أَنفُسَ الخَلقِ جَميعاً نِهابا |
لَيتَ شِعري عَن لِساني أَيَقوى |
يَومَ عَرضي أَن يَرُدَّ الجَوابا |
لَيتَ شِعري بِيَمينِيَ أُعطى |
أَم شِمالي عِندَ ذاكَ الكِتابا |
سامِحِ الناسَ فَإِنّي أَراهُم |
أَصبَحوا إِلّا قَليلاً ذِئابا |
أَفشِ مَعروفَكَ فيهِم وَأَكثِر |
ثُمَّ لا تَبغِ عَلَيهِ ثَوابا |
وَسَلِ اللَهَ إِذا خِفتَ فَقراً |
فَهوَ يُعطيكَ العَطايا الرِغابا |