إِنَّ الفَناءَ مِنَ البَقاءِ قَريبُ |
إِنَّ الزَمانَ إِذا رَمى لَمُصيبُ |
إِنَّ الزَمانَ لِأَهلِهِ لَمُؤَدَّبٌ |
لَو كانَ يَنفَعُ فيهِمُ التَأديبُ |
صِفَةُ الزَمانِ حَكيمَةٌ وَبَليغَةٌ |
إِنَّ الزَمانَ لَشاعِرٌ وَخَطيبُ |
وَأَراكَ تَلتَمِسُ البَقاءَ وَطولُهُ |
لَكَ مُهرِمٌ وَمُعَذِّبٌ وَمُذيبُ |
وَلَقَد رَأَيتُكَ لِلزَمانِ مُجَرِّباً |
لَو كانَ يُحكِمُ رَأيَكَ التَجريبُ |
وَلَقَد يُكَلِّمُكَ الزَمانُ بِأَلسُنٍ |
عَرَبِيَّةٍ وَأَراكَ لَستَ تُجيبُ |
لَو كُنتَ تَفهَمُ عَن زَمانِكَ قَولَهُ |
لَعَراكَ مِنهُ تَفَجُّعٌ وَنَحيبُ |
أَلحَحتَ في طَلَبِ الصِبا وَضَلالِهِ |
وَالمَوتُ مِنكَ وَإِن كَرِهتَ قَريبُ |
وَلَقَد عَقَلتَ وَما أَراكَ بِعاقِلٍ |
وَلَقَد طَلَبتَ وَما أَراكَ تُصيبُ |
وَلَقَد سَكَنتَ صُحونَ دارِ تَقَلُّبٍ |
أَبلى وَأَفنى دارَكَ التَقليبُ |
أَمَعَ المَماتِ يَطيبُ عَيشُكَ يا أَخي |
هَيهاتَ لَيسَ مَعَ المَماتِ يَطيبُ |
زُغ كَيفَ شِئتَ عَنِ البِلى فَلَهُ عَلى |
كُلَّ اِبنِ أُنثى حافِظٌ وَرَقيبُ |
كَيفَ اِغتَرَرتَ بِصَرفِ دَهرِكَ يا أَخي |
كَيفَ اِغتَرَرتَ بِهِ وَأَنتَ لَبيبُ |
وَلَقَد حَلَبتَ الدَهرَ أَشطُرَ دَرِّهِ |
حِقَباً وَأَنتَ مُجَرِّبٌ وَأَريبُ |
وَالمَوتُ يَرتَصِدُ النُفوسَ وَكُلُّنا |
لِلمَوتِ فيهِ وَلِلتُرابِ نَصيبُ |
إِن كُنتَ لَستَ تُنيبُ إِن وَثَبَ البِلى |
بَل يا أَخي فَمَتى أَراكَ تُنيبُ |
لِلَّهِ دَرُّكَ عائِباً مُتَسَرِّعاً |
أَيَعيبُ مَن هُوَ بِالعُيوبِ مَعيبُ |
وَلَقَد عَجِبتُ لِغَفلَتي وَلِغِرَّتي |
وَالمَوتُ يَدعوني غَداً فَأُجيبُ |
وَلَقَد عَجِبتُ لِطولِ أَمنِ مَنِيَّتي |
وَلَها إِلَيَّ تَوَثُّبٌ وَدَبيبُ |
لِلَّهِ عَقلي ما يَزالُ يَخونَني |
وَلَقَد أَراهُ وَإِنَّهُ لَصَليبُ |
لِلَّهِ أَيّامٌ نَعِمتُ بِلينِها |
أَيّامَ لي غُصنُ الشَبابِ رَطيبُ |
إِنَّ الشَبابَ لَنافِقٌ عِندَ النِسا |
ما لِلمَشيبِ مِنَ النِساءِ حَبيبُ |