طالَ لَيلي أُراقِبُ التنويرا | |
|
| أَرقُبُ الصُّبحَ بالصَّباحِ بَصِيرا |
|
إثرَ لَيلَى تَحَمَّلَت ثُمَّ بانَت | |
|
| لَم تُعَرِّج ولَم تُواجِر أَمِيرا |
|
طارَ صَبري فلم يُلاَمُ صَبري | |
|
| حِينَ عانَ على الجمَال الخُدورا |
|
وعَدَتني ومَنَّتِ الخُلدَ مِنها | |
|
| قَد تُواتيكَ أو تَجيءَ يَسيرا |
|
وإذا الوَصلُ لَم يُواتِيكَ إلاَّ | |
|
| نَكَداً أو مُقَلَّلاً مَخفُورا |
|
أو كَمَاءِ المثمُودِ بعدَ جِمَامٍ | |
|
| زَرِمِ الدَّمعِ لا يَؤُوبُ نَزُورا |
|
شَطَّ وَصلُ الَّذي تُرِيدينَ مِنيِّ | |
|
| وصَغيرُ الأُمورِ يَجني الكَبيرا |
|
قَد أَرانا وأَهلَنا بحَفيرٍ | |
|
| نَحسَبُ الدَّهرَ والسِّنينَ شُهُورا |
|
فأَمِنَّا وغَرَّنا ذاكَ حتَّى | |
|
| راَعَنا الدَّهرُ قد أتانا مُغيرا |
|
إنَّ للِدهَّهرِ صَوَلةً فاحذَرَنها | |
|
| لا تَبِيتَنَّ قد أَمِنتَ الُّدهُورا |
|
قد يَنامُ الفَتَى صَحيحاً فَيَردَى | |
|
|
إنَّما الدَّهرُ لَيِّنٌ ونَطُوحٌ | |
|
| يَتُركُ العَظمَ واهِياً مَكسورا |
|
فاسأَلِ النَّاسَ أَينَ آلُ قُبَيسٍ | |
|
| طَحطَحَ الدَّهرُ قَبلَهُم سابُورا |
|
خَطِفتَهُ مَنِيَّةٌ فَتَرَدَّى | |
|
| وَهوَ في ذاكَ يَأمُلُ التَّعميرا |
|
ولقَد كانَ ذا جُنُودٍ وتاجٍ | |
|
| تَرهَبُ الأُسدُ صَولَهُ والزَّئيرا |
|
وبَنُو الأَصفَرِ الكِرامِ مُلُو | |
|
| كُ الرُّومِ لَم يَبقَ منهُمُ مَذكورا |
|
فادعُ نَفساً لرُشدها قَبلَ هُلك | |
|
| إنَّما الهُلكُ أن تَزُورَ القُبورا |
|
لا تَنَاَمَنَّ كُلَّ يَومِكَ جَهلاً | |
|
| وتَذَكَّر وحادِثِ التَّذكيرا |
|
واكسِبِ النَّفسَ في البَراءَةِ عُذراً | |
|
| وجَوازاً يُيَسِّرُ التَّعسيرا |
|
أَيُّهَا المُبتَغي سَبِيلَ نَجَاةٍ | |
|
| أَشعِرِ البِرَّ في الفُؤادِ ضَميرا |
|
إنَّ يَومَيكَ يُوشكُ اليَومَ فاعلَم | |
|
| أَيُّ يَومَيكَ منهُما منهُما أن يَدورا |
|
لا أَرى الَموتَ يَسبِقُ الَموتَ شَيئاً | |
|
| نَغَّصَ الَموتُ ذا الغنَى والفَقيرا |
|
يُدركُ الآبِدَ الغَرُورَ ويُر | |
|
| دي الطَّيرَ في النَّيقِ يَنتئَين الوُكُورا |
|
أَينَ أَينَ الفِرارُ مِمَّا سَيَأتي | |
|
| لا أَرَى طائراً نَجَا أن يَطيرا |
|
أَيُّهَا النَّائِمُ الُمغَفَّلُ أَبِصر | |
|
| أن تَكُونَ المُضَلَّلَ الَمغرورا |
|
ودَعَِ النَّفسَ عَن هَواها حِفاظاً | |
|
| أن تَكُونَ الُمبَادَرَ المَبدورا |
|
أَينَ آباؤُنا ونَحنُ نُرَجِّي | |
|
| بَعدَ آبائنَا الخُلُودَ غُرورا |
|
وَالمَنايا مَعَ الغُدُوِّ رَواحٌ | |
|
| كُلَّ يَومٍ نَرَى لَهُنَّ عَقيرا |
|
كَم تَرَى اليَوَم مِن صَحيحٍ يُمَشِّي | |
|
| وغَدا حَشوَ ريِطةٍ مَقبورا |
|
وصَريعٍ مُضَرَّجٍ بِدماءٍ | |
|
| أَجَزرَتهُ قَنَا الُحرُوبِ النُّسورا |
|
شَدَّتِ الَحربُ شَدَّةً فَحَشَتهُ | |
|
| لَهذَماً ذا سَفَاسِقٍ مَطرورا |
|
فامشِ قَصداً إذا مَشَيتَ وأَبصِر | |
|
| إنَّ في القَصدِ مَنهَجاً وجُسُورا |
|
إنَّ في القَصدِ لاِبنِ آدَمَ خَيراً | |
|
| وسَبيلاً عَلَى الضَّعيفِ يَسيرا |
|