هَب مَنطِقي سَمعَكَ يا وَهبُ | |
|
| وَعُج بِهِ يَبدُ لَكَ العُجبُ |
|
وَاِستَشعِرِ العِلمَ بِشِعري فَمِن | |
|
| شَرحي لَهُ في خُطَبي خَطبُ |
|
لِأَنَّهُ لازِمٌ تَضمينَهُ | |
|
| دَلالَةً طابِقُها اللُبُّ |
|
تَصَوُّري تَصديقُ أَهلِ النُهى | |
|
| لِذا بَديهِيَّ لَهُم كَسبُ |
|
وَحَدُّ رَسمي في مِثالي لَهُ | |
|
| مُقَدَّمٌ في البُدو لا يَصبو |
|
وَفيهِ بُرهاني عَياناً فَلا | |
|
| يَختَصُّ عَن عَينٍ بِهِ قَلبُ |
|
وَقَولي الشارِحُ لي حُجَّةٌ | |
|
| عَلى الوَرى يَقضي بِهِ النَدبُ |
|
فَكُلُّ ما صُحِّحَ مَنقولُهُ | |
|
| فَمِن مَقولاتي هُوَ الضَربُ |
|
فَواجِبُ المُمكِنِ مِن جَوهَري | |
|
| مُمتَنِعٌ عَن عَرضٍ يَنبو |
|
وَنَوعُ جِنسي فَصلُهُ خَصَّني | |
|
| مِنهُ بِسِرٍّ سَهلُهُ صَعبُ |
|
لِأَنَّ أَيني في مَدى الدَهرِ | |
|
| لِلعالَمِ فيهِ الماءُ وَالعُشبُ |
|
وَكُلُّ مالي فَمُضافٌ إِلى | |
|
| فِعلي وَفِيَّ اِنفَعَلَ الرَبُّ |
|
وَكُلُّ مَحمولٍ عَلى غَيرِ مَو | |
|
| ضوعي فَفي إيجابِهِ السَلبُ |
|
وَكُلُّ جُزئِيٍّ فَكُلِيُّهُ | |
|
| جَزءٌ لَما خَوَّلَهُ الحُبُّ |
|
لِذا قِياسي طَرَدَهُ مُنتَجٌ | |
|
| عَكساً نَقيضاً صَدَّقَهُ كَذِبُ |
|
وَنُقطَتي سَطحٌ لِخَطٍّ غَدا | |
|
| دائِرَةً شَكَّلَ لَها القُطبُ |
|
وَالفُلكُ الأَطلَسُ لي مَركَزٌ | |
|
| بِهِ مُحيطٌ مِنّي التُربُ |
|
وَفَوقَ تَحتي لي أَمامَ وَرا | |
|
| مُشرِقَهُ يَبدو لَكَ الغَربُ |
|
وَتَحتَ تُربي ماءَ بَحرٍ عَلى | |
|
| هَواهُ نارُ النورِ لا تَخبو |
|
بَسائِطَ مَفروضٍ تَركيبَها الت | |
|
| اسِعِ ما مُنّي بِهِ القَلبُ |
|
وَعرَضُ ما في عُمقِهِ طولُهُ | |
|
| بِهِ المَدى نُقطَتُهُ الحُقبُ |
|
فَعَنهُ ما ضاقَ المَلا وَالخَلا | |
|
| في بَعضِ كُلّي مِنزِلٍ رَحبُ |
|
وَفي يَميني اليُمنُ وَاليُسرُ في ال | |
|
| يُسرى وَمِنّيَ الوَصلُ وَالحُبُّ |
|
وَنَحوي المَعرِبُ عَن كُلِّ إِع | |
|
| جامٍ وَفيهِ تُلحَنُ العُربُ |
|
إِسمٌ لِمَعنى فِعلُهُ حَرفُهُ | |
|
| بِجَرِّهِ رَفعٌ بِهِ النَصبُ |
|
تَثليثُهُ مُظهِرٌ تَربيعُهُ ال | |
|
| مُضمَرِ في زاوِيَةٍ جُنُبُ |
|
وَفي حِسابِ الحَرفِ مِن أَوَّ | |
|
| لِ التَربيعِ تَثليثٌ هَوَ الحَسبُ |
|
وَكُلُّ مُعتَلٍّ صَحيحٌ بِهِ | |
|
| إِذا غَدا السَقمُ بَدا الطَبُّ |
|
وَجَمعُهُ السالِمُ مِن كُلِّ تَك | |
|
| سيرٍ لَهُ في القِسمَةِ الضَربُ |
|
وَجَبرُ كِسرى ضَمُّ فَتحٍ بِهِ | |
|
| قابِلني في وُفقِها الحِبُّ |
|
فَلَو رَأى مُبتَدِأي عاتِبٌ | |
|
| لَم يَثنِهِ عَن خَبَري العَتبُ |
|
فَنِعمَ لي وَصفٌ وَبِئسَ الفَتى | |
|
| مَن مالَهُ في مَشرَبي شِرُّ |
|
لِأَنَّ مِن مالِيَ ما بِالرُبى | |
|
| إِخراجُهُ في شَعبِهِ يَربو |
|
بِالعَدَدِ الكامِلِ لَمّا بَدا | |
|
| تَمَّت لَهُ في الدائِرِ الحَجبُ |
|
وَصارَ مالاً وَهوَ فَردٌ بِلا | |
|
| جَذرٍ وَلا مالٍ لَهُ كَعبُ |
|
وَاِرتَفَعَ الزايِدُ في زائِدٍ | |
|
| بِدايَةً وَهوَ لَهُ عَقبُ |
|
فَآخِرُ الأُسبوعِ مِن شَهرِهِ | |
|
| أَوَّلُ أَمنٍ أُمَّهُ الرُعبُ |
|
فَخُذ حَديثي عَن قَديمي بِلا | |
|
| شَوبٍ بِما زَوَّرَهُ الخِبُّ |
|
فَلي شَرابٌ عَذبُهُ مالِحٌ | |
|
| لَهُ شَرابٌ مِلحُهُ عَذبُ |
|
وَالبَدعُ مِن حالي أَنّي بِهِ الص | |
|
| ادي وَعَنّي يَصدُرُ الرَكبُ |
|
وَلي مَحَلٌّ في ثُراهُ الثَرى | |
|
| ما حَلَّهُ مَحلٌ وَلا نَهبُ |
|
ما رامَهُ الرامي بِسَهمٍ وَلا | |
|
| في الرَأسِ مِنهُ غُمِدَ العَضبُ |
|
فَظِلُّهُ لِلناسِ مَأوىً وَلِلأَ | |
|
| نعامِ فيهِ الرَوضُ وَالشُربُ |
|
لَم يَعدُ فيهِ أَسَدٌ حَدَّهُ | |
|
| إِلّا أَراهُ حَتفَهُ الكَلبُ |
|
فيهِ زَفيري مُحرِقٌ مورِقُ | |
|
| بِهِ يَكونُ الجَدبُ وَالخِصبُ |
|
تَصيعدُهُ تَقطيرُ ما في الحَشا | |
|
| وَطَلُّهُ ما تَهطِلُ السَحبَ |
|
فَاِجنَح إِلى سِلمي تَفُز سالِماً | |
|
| مِمّا عَلى حَربي جَنى الحَربُ |
|
مِن واجِدٍ كَرباً عَلى حَبِّهِ | |
|
| عَن قَلبِهِ لا فُرِّجَ الكَربُ |
|
وَشارِبٍ مِن آجِنٍ لَم يَنَل | |
|
| رِيّاً وَقَد أَجهَدَهُ الشُربُ |
|
وَمُحسِنٌ في قَولِهِ ظاهِراً | |
|
| وَلَيسَ في باطِنِهِ لُبُّ |
|
وَمُدَّعي القُربِ إِلى رَبِّهِ | |
|
| وِمِنهُ لِلبُعدُ بَدا القُربُ |
|
كَمُستَسِنِّ الزَورِ أَو رافِضُ | |
|
| السُنَّةِ مَقرونٌ بِهِ السَبُّ |
|
قَد أَنكَرَ المَشهودَ مِن قَلبِهِ | |
|
| بِالغَيبِ وَالغَيبُ لَهُ رَبُّ |
|
يَقولُ إِبراهيمُ لي والِجٌ | |
|
| وَهوَ بِأَصنامِ العِدى صَبُّ |
|
فَهُد إِلى هودي وَعَن عادِهِ | |
|
| عُد تائِباً يُمحَ لَكَ الذَنبُ |
|
وَيَنجَلي عَنكَ الدُجى بِالضَحى | |
|
| وَلَم تَغِب عَنكَ بِهِ الشُهبُ |
|
وَكُلُّ سَحّارٍ بِسِحري أَتى | |
|
| مِن شيعَةِ الرُسُلِ لَهُ حِزبُ |
|
لِأَنَّ عِفريباً أَتاني بِهِ | |
|
| لِكُلِّ شَيطانٍ بِهِ حَصبُ |
|
وَمِنهُ طِلسَمِيَّ ظَلِّ اِسمُهُ | |
|
| لِكُلِّ مَولىً عَبدُهُ رَبُّ |
|
وَمِنهُ بِالسَمعِ بَصيراً غَدا | |
|
| مِنّي فُؤادٌ مالُهُ قَلبُ |
|