أُنادي الرَسمَ لَو مَلَكَ الجَوابا | |
|
| وَأُجزيهِ بِدَمعِيَ لَو أَثابا |
|
وَقَلَّ لِحَقِّهِ العَبَراتُ تَجري | |
|
| وَإِن كانَت سَوادَ القَلبِ ذابا |
|
سَبَقنَ مُقَبِّلاتِ التُربِ عَنّي | |
|
| وَأَدَّينَ التَحِيَّةَ وَالخِطابا |
|
فَنَثري الدَمعَ في الدِمَنِ البَوالي | |
|
| كَنَظمي في كَواعِبِها الشَبابا |
|
وَقَفتُ بِها كَما شاءَت وَشاؤوا | |
|
| وُقوفًا عَلَّمَ الصَبرَ الذِهابا |
|
لَها حَقٌّ وَلِلأَحبابِ حَقٌّ | |
|
| رَشَفتُ وِصالَهُمْ فيها حَبابا |
|
وَمَن شَكَرَ المَناجِمَ مُحسِناتٍ | |
|
| إِذا التِبرُ انجَلى شَكَرَ التُرابا |
|
وَبَينَ جَوانِحي وافٍ أُلوفٌ | |
|
| إِذا لَمَحَ الدِيارَ مَضى وَثابا |
|
رَأى مَيلَ الزَمانِ بِها فَكانَت | |
|
| عَلى الأَيّامِ صُحبَتُهُ عِتابا |
|
وَداعًا أَرضَ أَندَلُسٍ وَهَذا | |
|
| ثَنائي إِن رَضيتِ بِهِ ثَوابا |
|
وَما أَثنَيتُ إِلّا بَعدَ عِلمٍ | |
|
| وَكَم مِن جاهِلٍ أَثنى فَعابا |
|
تَخِذتُكِ مَوئِلًا فَحَلَلتُ أَندى | |
|
| ذُرًا مِن وائِلٍ وَأَعَزَّ غابا |
|
مُغَرِّبُ آدَمٍ مِن دارِ عَدنٍ | |
|
| قَضاها في حِماكِ لِيَ اغتِرابا |
|
شَكَرتُ الفُلكَ يَومَ حَوَيتِ رَحلي | |
|
| فَيا لِمُفارِقٍ شَكَرَ الغُرابا |
|
فَأَنتِ أَرَحتِني مِن كُلِّ أَنفٍ | |
|
| كَأَنفِ المَيتِ في النَزعِ انتِصابا |
|
وَمَنظَرِ كُلِّ خَوّانٍ يَراني | |
|
| بِوَجهٍ كَالبَغِيِّ رَمى النِقابا |
|
وَلَيسَ بِعامِرٍ بُنيانُ قَومٍ | |
|
| إِذا أَخلاقُهُمْ كانَت خَرابا |
|
أَحَقٌّ كُنتِ لِلزَهراءِ ساحًا | |
|
| وَكُنتِ لِساكِنِ الزاهي رِحابا |
|
وَلَم تَكُ جَورُ أَبهى مِنكِ وَردًا | |
|
| وَلَم تَكُ بابِلٌ أَشهى شَرابا |
|
وَأَنَّ المَجدَ في الدُنيا رَحيقٌ | |
|
| إِذا طالَ الزَمانُ عَلَيهِ طابا |
|
أولَئِكَ أُمَّةٌ ضَرَبوا المَعالي | |
|
| بِمَشرِقِها وَمَغرِبِها قِبابا |
|
جَرى كَدَرًا لَهُم صَفوُ اللَيالي | |
|
| وَغايَةُ كُلِّ صَفوٍ أَن يُشابا |
|
مَشَيِّبَةُ القُرونِ أُديلَ مِنها | |
|
| أَلَم تَرَ قَرنَها في الجَوِّ شابا |
|
مُعَلَّقَةٌ تَنَظَّرُ صَولَجانًا | |
|
| يَخُرُّ عَنِ السَماءِ بِها لِعابا |
|
تُعَدُّ بِها عَلى الأُمَمِ اللَيالي | |
|
| وَما تَدري السِنينَ وَلا الحِسابا |
|
وَيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأسٍ | |
|
| كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا |
|
وَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَومًا | |
|
| إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِيابا |
|
وَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني | |
|
| عَلَيهِ أُقابِلُ الحَتمَ المُجابا |
|
أُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي | |
|
| إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتابا |
|
وَقَد سَبَقَت رَكائِبِيَ القَوافي | |
|
| مُقَلَّدَةً أَزِمَّتَها طِرابا |
|
تَجوبُ الدَهرَ نَحوَكَ وَالفَيافي | |
|
| وَتَقتَحِمُ اللَيالِيَ لا العُبابا |
|
وَتُهديكَ الثَناءَ الحُرَّ تاجًا | |
|
| عَلى تاجَيكَ مُؤتَلِقًا عُجابا |
|
هَدانا ضَوءُ ثَغرِكَ مِن ثَلاثٍ | |
|
| كَما تَهدي المُنَوَّرَةُ الرِكابا |
|
وَقَد غَشِي المَنارُ البَحرَ نورًا | |
|
| كَنارِ الطورِ جَلَّلَتِ الشِعابا |
|
وَقيلَ الثَغرُ فَاتَّأَدَت فَأَرسَت | |
|
| فَكانَت مِن ثَراكَ الطُهرِ قابا |
|
فَصَفحًا لِلزَمانِ لِصُبحِ يَومٍ | |
|
| بِهِ أَضحى الزَمانُ إِلَيَّ ثابا |
|
وَحَيّا اللَهُ فِتيانًا سِماحًا | |
|
| كَسَوا عِطفَيَّ مِن فَخرٍ ثِيابا |
|
مَلائِكَةٌ إِذا حَفّوكَ يَومًا | |
|
| أَحَبَّكَ كُلُّ مَن تَلقى وَهابا |
|
وَإِن حَمَلَتكَ أَيديهِمْ بُحورًا | |
|
| بَلَغتَ عَلى أَكُفِّهِمُ السَحابا |
|
تَلَقَّوني بِكُلِّ أَغَرَّ زاهٍ | |
|
| كَأَنَّ عَلى أَسِرَّتِهِ شَهابا |
|
تَرى الإيمانَ مُؤتَلِقًا عَلَيهِ | |
|
| وَنورَ العِلمِ وَالكَرَمَ اللُبابا |
|
وَتَلمَحُ مِن وَضاءَةِ صَفحَتَيهِ | |
|
| مُحَيّا مِصرَ رائِعَةً كَعابا |
|
وَما أَدَبي لِما أَسدَوهُ أَهلٌ | |
|
| وَلَكِن مَن أَحَبَّ الشَيءَ حابى |
|
شَبابَ النيلِ إِنَّ لَكُم لَصَوتًا | |
|
| مُلَبّى حينَ يُرفَعُ مُستَجابا |
|
فَهُزّوا العَرشَ بِالدَعَواتِ حَتّى | |
|
| يُخَفِّفَ عَن كِنانَتِهِ العَذابا |
|
أَمِن حَربِ البَسوسِ إِلى غَلاءٍ | |
|
| يَكادُ يُعيدُها سَبعًا صِعابا |
|
وَهَل في القَومِ يوسُفُ يَتَّقيها | |
|
| وَيُحسِنُ حِسبَةً وَيَرى صَوابا |
|
عِبادَكَ رَبِّ قَد جاعوا بِمِصرٍ | |
|
| أَنيلًا سُقتَ فيهِمُ أَم سَرابا |
|
حَنانَكَ وَاهدِ لِلحُسنى تِجارًا | |
|
| بِها مَلَكوا المَرافِقَ وَالرِقابا |
|
وَرَقِّق لِلفَقيرِ بِها قُلوبًا | |
|
| مُحَجَّرَةً وَأَكبادًا صِلابا |
|
أَمَن أَكَلَ اليَتيمَ لَهُ عِقابٌ | |
|
| وَمَن أَكَلَ الفَقيرَ فَلا عِقابا |
|
أُصيبَ مِنَ التُجارِ بِكُلِّ ضارٍ | |
|
| أَشَدَّ مِنَ الزَمانِ عَلَيهِ نابا |
|
يَكادُ إِذا غَذاهُ أَو كَساهُ | |
|
| يُنازِعُهُ الحَشاشَةَ وَالإِهابا |
|
وَتَسمَعُ رَحمَةً في كُلِّ نادٍ | |
|
| وَلَستَ تُحِسُّ لِلبِرِّ انتِدابا |
|
أَكُلٌّ في كِتابِ اللهِ إِلّا | |
|
| زَكاةَ المالِ لَيسَت فيهِ بابا |
|
إِذا ما الطامِعونَ شَكَوا وَضَجّوا | |
|
| فَدَعهُمْ وَاسمَعِ الغَرثى السِغابا |
|
فَما يَبكونُ مِن ثُكلٍ وَلَكِن | |
|
| كَما تَصِفُ المُعَدِّدَةُ المُصابا |
|
وَلَم أَرَ مِثلَ شَوقِ الخَيرِ كَسبًا | |
|
| وَلا كَتِجارَةِ السوءِ اكتِسابا |
|
وَلا كَأُولَئِكَ البُؤَساءِ شاءً | |
|
| إِذا جَوَّعتَها انتَشَرَت ذِئابا |
|
وَلَولا البِرُّ لَم يُبعَث رَسولٌ | |
|
| وَلَم يَحمِل إِلى قَومٍ كِتابا |
|