والله يابو ضحكة ٍ فيها نهاريـن |
قبل اتكسّر على صورتك الأوزان |
لقيت فيها السما والأرض والطين |
وتاريخ غامض بلا معنى وعنوان |
فـ خيوطها ثرثرة شاعر وقافين |
وبحر ٍ تحت زرقته لولو ومرجان! |
وفيها من التوت مايغريك يالتين |
.ومن الثمر لاتدّلى عَقْد رمّان |
وفيها العنب سلسل غصون البساتين |
يوم البنفسج تحضنها بالاحضان! |
سْقوفها من زبرجد طـّل مابين : |
.ستاير ٍ ما حكت للريح نسيان! |
يسولف السمع فيها جنب ليلين |
لين اختنق شمعدان وطار دخان! |
فيها تلّفت يسار وعينك يمين |
وعلى التفاتـك يصب الغيث ودان |
وعلى شفاهك تلعثم حدّ سكين |
وخيانة الأحمر النافر للالوان! |
كن الخشب في براويزه ربيعين |
وأنهار وأعشاب في صدري وهتان |
يحرث بها الظل حبـْر وتزهر يدين |
ويحفر لها الحلق صوت وينطق لسان! |
وتجلس وفي جلسْتك يبيّض نسرين |
وتاقف وفي وقفتك ينهار وجدان! |
وكم حاجبك عقّل هْبَال المجانين |
وكم هي رموشك تجَغْرف بيد و أوطان! |
وكم رغّدت خدك عْيون الفقيرين؟ |
وكم في عيونك سَرح طرقي وهجّان! |
ماقلت في صورْتك حرب ومعادين |
ولاقلت فيها رمي بندق ونيشان |
أقول فيها يزغرد صبح ويبين |
وأطير فيها ..سما..من غير جنحان! |
أو قل طريق ٍ تواعد فيه قلبين |
واحد نسى قلب واحد كان ولهان! |
لين احترق فـ انتظاره وامتلت عين |
وانهدمت ضلوع في صدره وجدران |
وياهي ملامحك يشربها الغريبين |
ومن أربعين الشبه ماتشبه إنسان! |
أشوفها اصْدق من دموع المساجين |
اليا اطلبوا رحمة ٍ من كف سّجان |
وأحس لاشفتها تاقف بي سنين |
وإن جيت بـ اصد عنها..تمضي ازمان! |
وأشوفها جملة ٍ مابين قوسين |
تفسيرها الدمع والحيرة والأحزان |
شبّرتها ماتجي بالطول شبرين |
لكنها السرمدية بعض الاحيان |
وباقي من الثلث ليل وراح ثلثين |
وأنا اتدّفى على صـورتك بردان |
سامرتها وانفجر شاعر وصدرين |
ومْن الوله والحنين ارتبكت أوزان |
لين نْعَسَت عين..وشوي نْعَسَت عين |
ونمت وتركتك تحاكي صمت الالوان! |