ما هِزَّةُ الغُصْنِ إِلا مِلكُ هِزَّتِه | |
|
| وذِلَّةُ الصَّبِّ إِلا طَوعُ عِزَّته |
|
قد أَشْبهَ البدرَ إِلاَّ في تبرُّجه | |
|
| وأَشبهَ الظَّبْيَ إِلا في تَلَفُّتِه |
|
وما رأَى الناسُ ناراً في توقُّدِها | |
|
| كَنارِ قلبيَ إِلا نَارَ وجْنَتِه |
|
أَهْوَى من العَربِ العَرْباءِ مِن سأَلَتْ | |
|
| عنه الملاحَةُ أَو حلَّت بِحُلَّتِه |
|
ذلَّت له وأَطاعَتْه فهل عَلِموا | |
|
| أَنَّ الملاَحةَ أَضْحتْ من أَحِبَّتِه |
|
أَثْرى من الحُسْن حتى قال عَاشِقُه ال | |
|
| مهجورُ يا رَبِّ سِّل وقتَ عُسْرتِه |
|
يَشْتَاقُ بارقُ نجدٍ معْ ثَنِيَّتها | |
|
| والصَّبُّ يشتاقُ برقاً في ثَنِيَّتِه |
|
ويعقِدُ الطَّبْعُ منه قافَ منطقهِ | |
|
| ويَحْلُل السُّكْرُ منه سِبنَ طُرَّته |
|
يأْوي إِلى بيت شَعرٍ لو شكا مَلَلاً | |
|
| من مُكْثِه فيه لاسْتَغْنَى بشَعْرتِه |
|
وما رأَى الحسنَ من لم يرعَ ناظرُه | |
|
| تلكَ الشمائلَ تَزْهو تَحْتَ شَمْلَتِه |
|
ومَنْ يكُنْ بِبياضِ اللَّون ذا كَلفٍ | |
|
| فإِنَّ قلبيَ مشغوفٌ بِسمْرتِه |
|
إِن كان مِسكُ غزالِ الهند سُرته | |
|
| فإِنَّ مسكَ غزالي سُؤرُ شَرْبته |
|
هذا أَميرُ مِلاح الخلق قاطبةٌ | |
|
| قولُوا لهم فليُطيعوا أَمْر إِمْرته |
|
ولْيأْخُذوا بيْعةٍ منه مُطاوعَةً | |
|
| فحُسْنُه قد تَوَلَّى أَخْذَ بَيْعَتِه |
|
ولْيقصِدوا قلبي المقصودَ قبلَهُم | |
|
| مِنه فقلبي المُعَنَّى دارُ هِجْرَته |
|
يَا ناعِسَ الطَّرفِ لاَ والله ما انْتَبهتْ | |
|
| فيكَ المَحَبَّةُ إِلاَّ وَقْتَ نَعْسَتِه |
|
وكاسِرَ الجَفْنِ إِي والله ما انكسرت | |
|
| فيكَ الجوانحُ إِلاَّ بعد كسرتِه |
|
ما لَحْظُ عينيكِ إِلا شاربٌ ثملٌ | |
|
| وكسرةُ الجفْنِ إِلا عَيْنُ سَكْرَتِه |
|
ملكتَ قلبي فصُل واقتدت عَاصِيه | |
|
| فأَعْظِم وأَضْرمتَ فيه نارَه فَته |
|
إِنِّي لأَرْثي لدمعي من تَزاحُمه | |
|
| كما رَثيتُ لِشَمْلي من تَشَتُّتِه |
|
هل جُهدُ طرفِيَ إِلاَّ سُهْد نَاظِره | |
|
| وجُهْدُ جَفْنِيَ إِلاَّ سَكْبُ عَبْرَتِه |
|
أَنا القويُّ بهمِّي والرشيدُ أَبي | |
|
| هو الرئيسُ عَلَى الدُّنْيا بِهِمَّتِه |
|
يا سائلاً عن مَعَاليه ليشهرَها | |
|
| البْدرُ في الأُفْقِ يستَغْنِي بشُهْرَتِه |
|
ذاكَ الَّذِي يبسِمُ الدَّهْرُ العبوسُ به | |
|
| تيهاً وتبتَهجُ الدُّنْيا بِبَهْجَتِه |
|
هو العظيمُ وفيه مع تَعَاظُمِه | |
|
| تواضُعٌ قد تَوَلَّى رَفْعَ رِفْعَتِه |
|
فما السَّماوَاتُ إِلاَّ مِنْ مَنازِله | |
|
| ولا الكواكِبُ إِلاَّ من أَسِرَّته |
|
ومن يكن وَسْطَ ذاك الصُّقْعِ منزلُه | |
|
| فالبدرُ والشَّمسُ خضَّارٌ بحضْرَتِه |
|
آباؤه الغُرُّ لما كان مُنتَقِلاً | |
|
| فيهم رأَوْا عزَّةَ الدُّنيا بِعَّزتِه |
|
لا عيبَ في جُودِه المُزْرِي بكثْرَتِه | |
|
| على الغمائِم إّلاَّ فرطُ كَثْرَتِه |
|
يسُّره السَّائِلونَ القاصِدون له | |
|
| كأَنَّ أَفْواهَهم مَسْرى مسرَّته |
|
قد طالَعُوا النُّجْحَ لما عَاينُوه فَما | |
|
| طليعةُ النُّجحِ إِلاَّ بِشْرُ طَلْعَتِه |
|
لو لم يَنُمَّ عليه بِشْرُه لغَدا | |
|
| ينِمُّ ذاكَ النَّدى مِنْه بنفحتِه |
|
أَحْيا وأَنْشرَ ميْتَ المجْدِ مُجْتَهداً | |
|
| في لَمِّ لِمَّته أَو رَمِّ رُمَّتِه |
|
لا يُكْسَبُ المجدُ إِلاَّ من مَكارِمه | |
|
| ويُقْبَس الفضلُ إِلاَّ من سَجيَّته |
|
فما المكارمُ إِلاَّ فيضُ راحَتِه | |
|
| ولا الفضائِلُ إلا حَشْوُ بُردَتِه |
|
إِن امْتطى القلمُ العالي أَنامِله | |
|
| يكادُ يَبْدو جَناه قَبْلَ مَنْبِتِه |
|
ما أَظهرَ اللهُ هذا الفضلَ في بَشَرٍ | |
|
| إِلاَّ وأُودع سِرّاً في سَريرَته |
|
لا يَعجب الصَّدُّ من مَجْدي فإِنَّ يدي | |
|
| لم تبتنِ المجدَ إِلاَّ مِنْ بُنُوَّته |
|
وليقطع الشَّيبُ من فودَيَّ مَطْمَعه | |
|
| فإِنَّني مُستَقِرُّ وسْط جَنَّتِه |
|
أَصبحتُ أَخْتالُ في حَالي ونُضْرتها | |
|
| به وأَرْتَعُ في عَيْشِي وخُضْرَته |
|
وأَسعدُ الناسِ من لاقى بلا تَعَبٍ | |
|
| مَبْدا السعادةِ في مَبْدا شِبيبَتِه |
|
إِنِّ تنَّمتُ من كَفَّيه في نِعَمٍ | |
|
| حتى سَئِمتُ ولا كفْراً لِنِعْمَتِه |
|