حَسْبي كَما حَكَم الغرامُ وحَسْبُها | |
|
| أَنَّ الغَرامَ يَزُورُني ويَغيِبُّها |
|
هل تِلك عَادتَي الَّتي عُوِّدتُها | |
|
| مِمَّن أُحِبُ وشفَّ قَلبي حبُّها |
|
أَسْرِي بأَوْديةِ الفَلا فتَخُصُّنِي | |
|
| بِسرابِها ويَخُصُّ غيري شُرْبُها |
|
وأُحِبُّ لَيلى وهِي لَيْس تُحبُّني | |
|
| وتحِبُّني لُبنى ولَسْت أُحِبُّها |
|
بأَبِي مُحجَّبةُ الوِصالِ مَليَّةٌ | |
|
| بالعُجْب أَصبحَ حجْبها هو عُجْبُها |
|
ما أَنصفَتْكَ لأَنَّ قَلْبَكَ عندها | |
|
| أَبداً ولكنْ عند غيرِك قَلْبُها |
|
بدويةُ الأَوْطانِ لا حضريِّةُ ال | |
|
| أَعطانِ عَطَّر ثوبَها لَكَ حُبُّها |
|
والدَّلُّ منها فِعْلُها لا قولُها | |
|
| والحُسْنُ مِنْها طبْعُها لا كَسْبها |
|
شعثاءُ ما عَرفَ التكحلَ طرْفُها | |
|
| يوماً ولا عرفَ التَّخضُّبَ كَعْبُها |
|
فسوارها هو نوبُها وخِباؤُها | |
|
| هو شِعْبها ورقيبها هو كَلْبها |
|
والمِسكُ يُنْسبُ للِظِّباءِ وَهذهِ | |
|
| منهمْ ولكنْ مِسْك هَذِي تُربُها |
|
ما السّكر تَجْنِيه المُدامُ وكأْسُها | |
|
| السُّكْرُ تَجنيه الحليبُ وقَعْبُها |
|
وهي التي يحيي حياتي حُبُّها | |
|
| شَغفاً ويَشْعَبُ صَدْعَ قَلبي شِعْبها |
|
عُلِّقتُ ظَبْيتَه وعيشي أَخضَرُ | |
|
| فَرَعَتْهُ ظنّاً أَنَّ عَيِشيَ عُشْبُها |
|
عهدي بِحُلَّتِها تحلُّ سماءَها | |
|
| شمسُ الضُّحى وتنيرُ فِيها شُهبُها |
|
والمستهامُ يرومُ من أَتْرابِها | |
|
| عُرباً حَمَتْه بالأَسِنَّةِ عرْبُها |
|
فكأَنما هو بالوُقوف عَمودُها | |
|
| وكأَنَّما هُو مِنْ ضَنَاه ظُنْبُها |
|
يا عاذلي في لوعةٍ لا تَنْطَفِي | |
|
| الوصلُ يُطفِيها وَأَنْتَ تَشُبُّها |
|
وكذاكَ تُذكي في فُؤادي نارَه | |
|
| وأُوارُها هَذي الدُّموعُ وسَكْبُها |
|
وأَبَى الغَرامُ لَقد رثيتُ لِمُقلَتي | |
|
| إِذْ صَار شَرق الدَّمْع عندي غربُها |
|
ضربَتْنيَ الدُّنْيا فلم أَحْفِل بها | |
|
| إِنَّ المليحَة ليس يُوجعُ ضربُها |
|
عمِيَ الأَنامُ بها فأَصبحَ عندهم | |
|
| حُلواً مرارَتُها وصِدْقاً كَذْبُها |
|
ونعم لكم ذنبٍ أَتَتْه سالفٍ | |
|
| وجنته لكن قد تكَفَّرَ ذَنْبُها |
|
رجَعَتْ وأَقبل خِصْبُها فكأَنَّه | |
|
| ما جدَّ بِي حتَّى براني جَدْبُها |
|
جاءَت إِليَّ وقد حَمِدْتُ مجيئَها | |
|
| مسحوبةً وبكف أَحْمَد سُحْبُها |
|
وبه تَبدَّى مِن إِساري غُلُّها | |
|
| وتَذَلَّلت بعد التعزُّزِ غَلْبها |
|
وبِه ارْعَوت بَعْد الجِماحِ فَصَارَ لِي | |
|
| بَرْداً حرارَتُها وسَلْماً حَرْبُها |
|
وبه رأَتْ نفسي تَنَفُّسَ كَرْبِها | |
|
| ولقد تكَرَّرَ لي وعندي كَرْبُها |
|
حمْداً لأَحْمدَ كَمْ له مِن نِعْمةٍ | |
|
| أَوْرَتْ أَشِعَّتُها وأَرْوَتْ سُحْبُها |
|
الأَشْرفُ القاضي الذي شَرُفَتْ به | |
|
| أَسْلافُه وعلا القبَائِلَ شَعْبُها |
|
عادتْ به أَيَّامُهم لمَّا انْقَضَتْ | |
|
| فكأَنَّها لَم يُقْضَ مِنْها نَحْبُها |
|
وهم الَّذين شَفَوْا وَطُّبوا دَاءَها | |
|
| مِن بعد أَنْ قَدْ كَانَ أَعْيا طِبُّها |
|
وبهم خَبا بَعْد التَّوقُّد شرُّها | |
|
| وبِهم صَفَا بَعْد التَّكَدُّر شرْبُها |
|
وأَتت لدُورِهِمُ الملوكُ يقودُها | |
|
| لهمُ ومنهم رُعْبها أَو رَغْبها |
|
دارَت بِدُورِهمُ الملوكُ وكَيْفَ لا | |
|
| وهُمُ وقد دارت عليهم قُطْبُها |
|
ورأَوا بِنُجْلِهمُ طلوعَ نُجومِهم | |
|
| مِن بَعْد مَا قَدْ غَيَّبَتْها تُربُها |
|
سَمعوا بِعدْنٍ عنه ما قد سرَّهم | |
|
| من سيرةٍ قُرِئَت عليهم كُتْبُها |
|
المُنْهِبُ الآلافَ علماً إِنَّه | |
|
| لا يَحْرسُ العلياءَ إِلاَّ نَهْبُها |
|
والمشترِي حُرَّ الثناءِ بأَنْعُمٍ | |
|
| رَكَضَتْ بِه جُردُ الجِياد وقَبُّها |
|
المعْتَلِي فوقَ السماءِ بِهمَّةٍ | |
|
| لم ترضَ إِلاَّ والكواكبُ صَحْبُها |
|
ولكمْ له مِن عَزْمةٍ في أَزْمةٍ | |
|
| تُرضَى عواقِبُها ويُحْمَد غبُّها |
|
تاهَت به الأَيَّامُ وازْدَانَت به | |
|
| وبِه ازْدَهى شَرْقُ البلاد وغَرْبُها |
|
وبه أُعيدَتْ لِلمعالي رُوحُها | |
|
| وبجودِه رَحِم الخلائقَ ربُّها |
|
وأَقامَ شَرعاً للمعارفِ خيرُها | |
|
| مِنه وفَرْضاً للمكارم نَدْبُها |
|
طَلْقُ الخلائق أَشوسٌ يَسْتصغِر الدَّ | |
|
| نيا ويصْغُر في يَديه خَطْبُها |
|
زان الشَّبيبةَ بالتَّنسك وهو بال | |
|
| علياءِ عاشُقها المتَّيمُ حبُّها |
|
عجِزَت سيوفُ الهندِ من أَقْلامِه | |
|
| عن قَطْعها فكأَنَّما هي قِرْبُها |
|
وكذا العقودُ حسدْن ما قد سطَّرت | |
|
| يُمناه حتَّى اصفّر منها حَبُّها |
|
أَمقرِّبَ النعماءِ منِّي بعد ما | |
|
| شطَّ المزارُ بها وأَبعدَ قُرْبها |
|
أَصبحتُ لا شَعثاً يُرى في حالتي | |
|
| أَنَّي وأَنْتَ ترمُّها وتَرُبُّها |
|
طيّرتُ أَعدائِي عليك وحُسّدي | |
|
| برياح جودٍ لا يُسَدُّ مهبُّها |
|
وإِذا مدَحْتُكَ سرَّني ويسوؤها | |
|
| ما سرَّني فكأَنَّما هُو سبُّها |
|
ولطالَما ضجَّت عليَّ ذِئَابُها | |
|
| وتحكَّكَت بيَ في زمانِي جُرْبُها |
|
والمدح فيك يغيظها وعلى القتا | |
|
| دِ يجرُّها وعلى الوجوهِ يكبُّها |
|
ما منهمُ من قال فِيك مَدائِحي | |
|
| لا لَفْظُها لا وَزْنُها لا ضَرْبها |
|
أُثني عليكَ ثَناءَ مَنْ لاَ يبتَغِي | |
|
| إِلاَّ المثوبةَ بِالودَاد فَحَسْبُها |
|
ملأَت يَداكَ يَدي بِعشْر سَحائِبٍ | |
|
| قد كَانَ يُغرِقُ قَطْرُها بَلْ صَبُّها |
|
لم يبقَ عِنْدي موضعٌ لِنوَالِهَا | |
|
| مَلأَتْ شِعابيَ وَهْدُهَا أَوْ هُضْبُها |
|
ولقد وَثِقْتُ بِكُلِّ ما تَرْضَى به | |
|
| نَفْسي وزَالَ عَن اللَّيالِي عَتْبُها |
|
ولقد مَدَحْتُ عُلاكَ مِنْ حُبِّي لها | |
|
| وهْي الَّتي ليست يُلام مُحِبُّها |
|
ولقد أَطَلْتُ مَدائِحي وأَطَبْتُها | |
|
| وأُجَاجُ فِكْري جَاء مِنْها عَذْبُها |
|
عُذراً فإنَّ صِفَاتِ مجدِك أَعْجزَت | |
|
| فِكْري وقد أَعْيا يميني كَتْبُها |
|
وتَهَنَّ شهراً مُؤذِناً بسعادة | |
|
| رُفِعَتْ إِليكَ وعَنْك تُرفَعُ حُجْبها |
|
وبها تَنالُ من الحظوظِ أَجلَّها | |
|
| ويَفُلُّ عنك من النوائِب غَربُها |
|
أَمّا البَرِيَّةُ فالقشورُ لهذه الدُّ | |
|
| نيا وأَمَّا أَنْتَ أَنت فَلُبُّها |
|