فَرَّقْتُ بين بَنانِها وخِضَابها | |
|
| وجمعتُ بين سُلافِها ورُضَابِها |
|
واعتضْتُ بالخَّدين عن تُفَّاحِها | |
|
| وغَنيتُ بالشَّفَتين عَنْ أَكْوَابِها |
|
وسَمِعتُ بالتقبيل صوتَ نعيمِها | |
|
| وأَمِنتُ بالتَّعنيق سَوْطَ عَذَابِها |
|
ورأَيتُ منها قَدَّها مُتمايلاً | |
|
| فجنيتُ مِنه زَهْرَه مُتَشَابها |
|
ولقد أَحلَّ السُّكر حَلَّ إِزارَها | |
|
| مِنْ بَعد تَحريمي لِحَلِّ نِقَابِها |
|
فالحسنُ ما تُبديه فوقَ جُفونها | |
|
| كُحلاً وما تُخفِيه تَحْت ثِيابِها |
|
بيضاءُ لَيْلى بالوصالِ كثَغْرِها | |
|
| كَجبينِها كَنسيمِها كَشَبابِها |
|
حَضَرِيِّةُ الأَوطانِ لا بَدويِّة ال | |
|
| أَعطانِ بَائِلةٌ عَلى أَعْقابِها |
|
خُذْ يا كثيرَ عزةٍ لك عزَّةً | |
|
| ودَع المليحةَ إِنَّني أَوْلى بِها |
|
فَتُرابُ قَاتلتي يفُوح كمِسْكِها | |
|
| طِيباً وعَزَّةُ مِسْكُها كَتُرابِها |
|
آتِي فأَعثُر في سلوكِ عُقودها | |
|
| وتَظَلُّ تعثرُ أَنتَ في أَطْنَابها |
|
وتُجيبني النغماتُ من أَوتَارِها | |
|
| عند الزِّيارَة لا هَريرُ كِلاَبها |
|
لا تكذِبنَّ فما الهَوى إِلاَّ لَها | |
|
| منِّي ومِنْكَ وما الضَّنى إِلاَّ بها |
|
ما أَنت إِنسانٌ ولا لك قيمةٌ | |
|
| إِلا إِذا أَصبحتَ مَن أَحْبَابِها |
|
وتقول كَسْرُ القلبِ من أَجْفانِها | |
|
| أَو ليسَ كسرُ الجفْن مِنْ أَهْدَابِها |
|
كانت وكنتُ وكانت الدَّارُ التي | |
|
| يا ليتَ لا كَانت ولا كُنَّا بها |
|
دارٌ حَصى الياقوتِ نثرُ عِرَاصها | |
|
| ومَباسِمُ الأَفواهِ نَظْم رِحَابِها |
|
والسحرُ من أَزهارِها والدَّلُّ من | |
|
| أَشجارِها والحُسْن مِن أَعْشَابِها |
|
ولكَمْ بها مِن جَنَّةٍ عَدَنِيَّةٍ | |
|
| ولكَمْ دخلناها بغير حِسَابها |
|
ثم انْطَوَتْ بيدِ البِلَى وأَذاعت ال | |
|
| أَيَّامُ للأَبْصارِ سرَّ خَرَابِها |
|
فإِذا نظرتَ إِلى الرِّياض رَأَيْتها | |
|
| وكأَنَّها في العَين من أَسْلاَبِها |
|
فلو أنَّ جودَ أَبي عليِّ ربْعُها | |
|
| ما جَاز تغييرُ الزَّمانِ بِبَابِها |
|
جودٌ بسيطٌ والبسيطُ طبيعةٌ | |
|
|
عبد الرحمن على البرية رحمة | |
|
| أَمِنت بصُحبتها حلولَ عِقابها |
|
يا سائلاً عنه وعَنْ أَسْبابِه | |
|
| نالَ السَّماءَ فسلْه عَنْ أَسْبابها |
|
كذَب الَّذي قد قال إِنَّ جبينَه | |
|
| كهِلالِها ويمينَه كَسَحابها |
|
فجبينُه أَبْهَى بثاقِب نُورِه | |
|
| ويمينُه أَنْدى بفيضِ رِغَابِها |
|
لكن رأَيتُ الشهبَ ساعةَ خَطْفِها | |
|
| فرأَيتُ فيها من ذَكاةُ مُشابِها |
|
متوقِّدُ الفِكَرِ الَّتي من أُفْقِها | |
|
| يُردِي شياطينَ العِدا بِشِهَابِها |
|
ما زالَت الأَعداءُ يوم نِزَالها | |
|
| تَطوى كَتَائِبَهَا بنشرِ كِتَابِها |
|
والدَّهْرُ يعلمُ أَن فيصل خَطْبهِ | |
|
| بخطا يَراعَتهِ وفَصْلِ خِطَابِها |
|
حِكَمٌ يُرى الإِسهابُ في إِيجازِها | |
|
| ولقد يُرى الإِيجازُ في إِسْهابِها |
|
ويدٌ لها في كُلِّ جيدٍ كاسْمِها | |
|
| مننٌ يُقَلدُها بلا اسْتِيجابِها |
|
يُولي صنائعهَا العظامَ لِذَاتِها | |
|
| لا رغبةً في الشكر مِنْ أَصْحَابِها |
|
ما قالَ هاتِ له عَلى عِلاَّته | |
|
| مُسترفدٌ فأَجابَه إِلاَّ بِها |
|
ولقد عَلَتْ رُتَبُ الأَجَلِّ على الوَرى | |
|
| بِسُمُوِّ منصِبِهَا وطيبِ نِصَابِها |
|
وأَتته خاطبةً إِليه وَزارةٌ | |
|
| ولَطالَما أَعْيَت عَلَى خُطَّابِها |
|
ما لَقَّبُوه بها لأَنْ يَعْلو بِها | |
|
| أَسماؤه أَغْنَتْه عن أَلْقابِها |
|
قال الزَّمانُ لغيرهِ إِذْ رامَها | |
|
| تَرِبَت يمينُك لَسْت مِنْ أَتْرَابِها |
|
اذهَبْ طريقَك لستَ من أَرْبَابها | |
|
| وارْجع وراءَك لسْتَ مِنْ أَصْحَابِها |
|
وبِعزِّ سيِّدنا وسيِّد عِزِّنا | |
|
| ذَلَّت مِن الأَيَّام شُمْسُ صِعَابها |
|
وأَتَت سعادتُه إِلى أَبْوابه | |
|
| لا كَالَّذِي يَسْعى إِلَى أَبْوابها |
|
تعنُو الملوكُ لوجههِ بوجُوهِهَا | |
|
| لا بل تُساق لِبَابِه بِرِقَابِها |
|
شَغَل الملوكَ بما يقولُ ونفسُه | |
|
| مشغولةٌ بالذِّكْرِ فِي مِحْرَابِها |
|
فِي الصَّومِ والصَّلواتِ أَتْعب نَفْسه | |
|
| وضمانُ رَاحَته عَلى أَتعابِها |
|
وتعجَّل الإقلاعَ عن آثامِها | |
|
| ثِقَةً بحُسنِ مآلِها وَمآبِها |
|
فَسِواهُ تَسبيه المِلاَحُ بِحُبها | |
|
| وسِواهُ تُصبيه الطِّلاَ بِحبَابها |
|
فلتَفْخر الدُّنيا بسائِس مُلِكها | |
|
| منه ودَارِسِ عِلْمِها وكِتَابِها |
|
صوَّامِها قَوَّامِها علاَّمِها | |
|
| عمَّالِهَا بذَّالِها وهَّابِها |
|
فتهنَّ بالنِّعَمِ الَّتي هُنِّئْتَهَا | |
|
| برَبَابِها دانَتْ عَلَى أَرْبابِها |
|
محروسةً من ذُلِّها ومِطالِها | |
|
| وسليمةً من ذَمِّها أَوْ عَابها |
|
وتهَنًّ عيداً أَقبَلت أَيَّامُه | |
|
| تَعْدو إِليكَ بأَجرْها وثَوابِها |
|
ولْتُهننيِ منكَ الكرامةُ إِنَّني | |
|
| أَخْطُو وأَخْطُر مِنْك في جِلْبابها |
|
أَكْرمْتَني وعَمَمتني بفوائد | |
|
| كَادت تُغَرِّق ساحتي بِعُبابِها |
|
وكسوتَني خِلعاً عَذَرتُ مَعاطِفي | |
|
| لما ازْدَهاها التِّيهُ مِنْ إِعْجَابِها |
|
ورأَيتَ قَدْري في البريَّة خاملاً | |
|
| فجعلتَ قَدْرِي في البَرِيَّة نَابِها |
|
فلَيْشكُرنَّك مِقْولي عن مُهْجةٍ | |
|
| نَادت فكان نَداك رَجْعَ جَوابها |
|
شَكَرتْكَ نفسٌ أَنتَ أَصْلُ حياتها | |
|
| وبَقائِها وطَعامِها وشَرابِها |
|