عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > محمد شريم > وطني الكبير !

فلسطين

مشاهدة
1500

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وطني الكبير !

لا تسألوني أيّها عُنواني
أرضُ العروبةِ كلها أوْطاني
فَمِن الجزيرةِ للعراق لجِلَّق ٍ
ولمِصْرَ مُتَّجهاً إلى تطوان ِ
هِي دوحة مَلأ العيونَ رُوَاؤها
مخضَرَّةٌ مُمتدَّة الأغصان ِ
قد وحَّدتنا في ظِلال فروعِها
لغة تضُمّ بلاغَة َالقرآن ِ
تنسابُ مِن بين الشِّفاهِ برقَّةٍ
فتظنّها ضَرباً مِنَ الألحان ِ
أو لجّة ً رقْراقَة ً ببُحَيرةٍ
أو جَدولاً متسَلسِلَ الجَرَيان ِ
سُدْنا بها مِن بَعد ما سادتْ بنا
وبها مَلَكْنا قوَّة السُّلْطان ِ
فتفرَّعتْ منها غصُونُ حَضارةٍ
بفضَاء تاريخ ٍ مِنَ الأزْمان ِ
قد حدَّدَ الدِّينُ الحنيف مَسارَها
وبها أحاطتْ هالَة ُالإيمان ِ
عُظمى الحضاراتِ التي قدأزْهَرتْ
تلكَ الَّتي نَبَتَتْ مِن الأديان ِ
عَهْدٌ مضى مُتلألئاً بأشعَّةٍ
تزهو بحُسن تناسُق ِ الألوان ِ
وتألَّقتْ من مَاسَةٍ عَربيّةٍ
فيها تكامَلَ رَونقُ البُلدان ِ
رَوَت العُيونَ،وقد تدَفق حُسنها،
مِن فيض سِحْر بَاهر فتّان ِ
فتراقصَتْ أرواحُنا مِن نشوَةٍ
وكأنَّها غصْنٌ مِن الرّيْحَان ِ
فلعلّ غصناً قد ذوى بنفوسِنا
أو كادَ، في زمَن مِن الخِذلان ِ
يَسْري بقشرتِهِ النُّضُورُ وقد جرى
ماء الحيَاة ِ بعودِه ِ الرَّيَّان
يا ربّ ُ يا رَحمنُ أدركْ أمَّة ً
قُلِبَتْ عليها كَفَّة ُالمِيزان
وأصابَها سهمُ النوائبِ بَعدما
بَلَغَتْ من العَلياءِ أيَّ مَكان!
فإذا اعتلى الجُهلاءُ صَهوة أمْرها
آلَتْ شكيمتُهُ إلى الطغيان ِ
وبَغى عليها الطامعون بغِيِّهم
وعَدَتْ عليها آلَة ُالعُدوان
وتخطَّفتْ كلُّ الجهات ولاءَها
ورجاءَها في السّرِّ والإعلان ِ
فَتَفَتَّتَتْ وتَشَتَّتَتْ أجزاؤها
وجَميعها قد بَاءَ بالخُسْران ِ
وطوى مَصالحَها التي لم تتحدْ
لِتَصونَها ظِلٌ مِن النِّسيان ِ
أمِن الغَرابةِ أن نؤلِّفَ وَحْدةً
تبدو على الدُّنيا كَعِقْدِ جُمَان ِ
كي لا نكون كمَنْ أتتهم عاصِفٌ
في مَركَب ٍ يخْلو من الرُّبَّان ِ
فتجادلوا بمَصيرهم وتنازَعوا
حَوْلَ الذي قد كانَ بالإمكَان..
فتدفَّقَ الماءُ الغزيرُ بقوَّةٍ
في المَركبِ المُتصدِّع الأركان ِ
وتخاصَموا وتعارَكوا وتحطَّمتْ
ألواحُهم من تحْتِهم بثَوان ِ
وبكلِّ لَوح ٍأمْسَكَتْ وتعلَّقتْ
فِئة ٌ تَعُومُ بصُحْبةِ الشَّيطان ِ
طوراً يُوَسْوسُ في النفوس وتارةً
يُلقِي بها شُعُلا ً من النيران ِ
وجميعُهم يَرْنو لِلَوح رَفيقهِ
بتحَسُّر كَتَحَاسُدِ الجيْران ِ
فإذا عَلا لَوحٌ لَهُم مع موجَةٍ
يَعلو بهِم زَبَدٌ من الأضْغان ِ
والكلّ يَحملُ حُزنه في قَلبهِ
وأنا احْتمَلْتُ لِكُلِّهِم أحزانِي!
فَلقد دَفعْتُ مَشاعِري كسَحابَةٍ
لِيَسِيرَ تحت ظِلالِهَا إخوانِي
وَجَمَعْتُهُم في مُهْجة مُلتاعَة
كلٌّ لَه شَطْرٌ مِن الوجْدان ِ
وكتبتُ في وَطني الكبير مَحَبَّتِي
وله جعلتُ بلاغتي وبَياني
ورَسمتُ صُورته بريشةِ خاطري
بتصَوُّر ٍ ما مَرَّ في الأذهَان ِ
وأقَمْتُ قادمَ مَجْدِهِ بقصَائدي
وَنقَشْتُها في صَرْحِهِ المُزدان ِ
وَمَدَدْتُ أحْلامي ببَحر تفكُّري
وَكأنَّها شُعَبٌ مِنَ المَرْجَان ِ
فرأيتُ أجْراسَ التَّقَدُّم ِ والعُلى
بِأكُفِّ أجْيال ٍ من الشُّبَّان ِ
فَلعلَّنا نُوفي الشَّبابَ حُقوقهم
فَلَطَالَمَا عَانَوا مِنَ النُّقصَان!
أينَ العِناية ُ؟ أيْنَ تَنْشِئَة ٌ بها
صَقْلُ النفوس ِ وصِحَّة الأبْدان؟
مَا ذنْبُ مَن قد حُوصِروا في عِلمهم
بالجَهْل أو مِن شِدَّة ِ الحِرمَان؟
حُرموا الرِّعاية بَعد أن حَلموا بها
في سَاحَةِ الإبْداع والعِرفان ِ
بَلْ صُودِرَتْ أحْلامُهُم بمَدينَةٍ
يَحْيَون تَحْتَ سَمَائها بأمَان ِ
والبعضُ قد أضْحى ضَحِيَّة رأيهِ
فِي ظلمَةِ الجُدران ِ والقضبان ِ
أوْ مُبْعَداً عَن حِقبةٍ وطنيةٍ
في ساعةٍ حِزبيَّةِ الدَّوَران ِ
هذا الطريقُ وقد تبيَّنَ وجْهُهُ
مَا عَادَ مُحْتاجَاً إلى تَبْيَان ِ
إنْ خَالَجَتْنا في التَّقَدُّم رَغبة
كَانت بِدايَتُنا مِنَ الفِتْيَان ِ
وَتشبَّثتْ مِنَّا العُقولُ بوَحْدَةٍ
عَرَبيَّةِ المِقياس ِ والأوْزان ِ
تَحْيَا بها الأجْيَالُ في حُريَّةٍ
فَغَنِيُّها وَفَقِيْرُها سِيَّان ِ
وبها تفَاضَلَت القُلوبُ ببرِّها
وجَرى تعاونُها عَلى الإحْسَان ِ
فِي ظِلِّ عَدل ٍ قد تجدَّدَ عَهْدُهُ
مَع كلِّ شمْس ٍ أشْرَقَتْ وَأذان ِ
وَبذلكَ التغيير نبني قَلْعة
أعْلى مِنَ البُركان ِ والطُّوفَان ِ
خَيْرُ القِلاع ِهِيَ التي قد حَقَّقَتْ
شَرَفَ العُلُوِّ وقُوَّةَ البُنْيَان ِ
محمد شريم
بواسطة: محمد شريم
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2007/12/07 05:32:00 مساءً
التعديل: الأربعاء 2016/06/15 05:46:00 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com