على هَذِهِ كانَتْ تَدورُ النَّوائِبُ | |
|
| وفي كُلِّ جَمْعٍ للذَّهابِ مَذاهِبُ |
|
نَزَلْنا عَلى حُكْمِ الزَّمانِ وأَمْرِهِ | |
|
| وهَلْ يَقْبَلُ النَّصْفَ الأَلَدُّ الُمشاغِبُ |
|
ويَضْحَكُ سِنُّ المَرْءِ والقَلْبُ مُوْجَعٌ | |
|
| ويرضى الفتى عن دهرهِ وهو عاتبُ |
|
أَلا أَيُّها الرُكْبانُ والرَّدُّ واجِبٌ | |
|
| قِفُوا حَدِّثُونَا ما تَقولُ النَّوادِبُ |
|
إلى أيِّ فِتْيَانِ النَّدى قَصَدَ الرَّدى | |
|
| وأَيَّهُمُ نابَتْ حماه النَّوائِبُ؟ |
|
فيا لأبي العباسِ كمْ ردَّ راغبٌ | |
|
| لفقدكَ ملهوفاً وكمْ جبَّ غاربُ |
|
ويا لأبي العبَّاسِ إنَّ مناكباً | |
|
| تَنوءُ بما حَمَّلْتَها لنواكِبُ |
|
فهالَتْ أَخاً لم تَحْوِهِ بِقَرَابَة | |
|
| ٍ بلى، إنَّ أخوانَ الصفاءِ أقاربُ |
|
وياقبرهُ جدْ كلَّ قبرٍ بجودهِ | |
|
| ففيكَ سماءٌ ثرة ٌ وسحائبُ |
|
فَإنَّكَ لَوْ تَدْري بما فيكَ مِن عُلا | |
|
| عَلَوْتَ وباتَتْ في ذَراكَ الكواكِبُ |
|
أَخاً كُنْتُ أَبْكيهِ دَماً وهْو حاضِرٌ | |
|
| حذاراً وتعمى مقلتي وهو غائبُ |
|
فماتَ فلا صبري على الأجرِ واقفٌ | |
|
| ولا أَنا في عُمْرٍ إلى اللَّهِ راغِبُ |
|
أأسعى لأحظى فيكَ بالأجرِ إنَّهُ | |
|
| لسعيٌ إذنْ مني إلى الله خائبُ |
|
وما الإثْمُ إلا الصّبْرُ عنكَ وإنَّما | |
|
| عَواقِبُ حَمْدٍ أَنْ تُذمَّ العواقِبُ |
|
يقولونَ: مقدار على المرءِ واجبٌ | |
|
| فقلْتُ: وإعْوالٌ على المَرْءِ واجِبُ |
|
هو القلبُ لمَّا حمَّ يومُ ابنِ أمِّهِ | |
|
| وهى جانبٌ منه وأسقمَ جانبُ |
|
ترشفتُ أيامي وهنَّ كوالحُ | |
|
| عَليكَ، وغالَبْتُ الرَّدى وهو غالبُ |
|
ودافعتُ في صدرِ الزمانِ ونحرهِ | |
|
| وأَيُّ يَدٍ لي والزَّمانُ مُحارِبُ؟ |
|
وقلتُ لهُ: خل جوادَ لقمهِ | |
|
| وها أنذا فازددْ فإنَّا عصائبُ |
|
فوالله إخلاصاً من القولِ صادقاً | |
|
| وإلاّ فحبِّي آلَ أحمدَ كاذبُ |
|
لو کنَّ يَدِي كانت شفاءَكَ أَوْ دَمي | |
|
| دمَ القلبِ حتى يقضبَ القلبَ قاضبُ |
|
لسلمتُ تسليمَ الرِّضا وتخذْتها | |
|
| يَداً للرَّدى ما حَجَّ لِلَّه راكِبُ |
|
فتى ًّ همهُ حمدٌ على الدهرِ رابحٌ | |
|
| وإنْ غابَ عنْهُ مالُهُ فهو عازِبُ |
|
شمائلُ إنْ يشهدْ فهنَّ مشضاهدُ | |
|
| عِظامٌ وَإنَ يَرْحَلْ فَهُنَّ كَتائِبُ |
|
بكاكَ أخٌ لم تحوهِ بقرابة | |
|
| ٍ بلى، إنَّ إخوان الصفاء أقاربُ |
|
وأظلمتِ الدنيا التي كنتَ جارَها | |
|
| كأَنَّكَ للدّنيا أَخٌ ومُناسِبُ |
|
يُبَرِّدُ نِيرانَ المَصائبِ أَنَّني | |
|
| أرى زمناً لمْ فيهِ مصائبُ |
|