إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وصاحَ الغرابْ |
فبَدّلَتْ الشّمْسُ ألوانَها ... |
وقامَتْ تُهَدِّدُ سُكّانَها بالغِيابْ |
وألْفَيْتُ أَنّي ... |
سأبقى طويلاً على البابِ ... |
يا بابَ حُزْني الذي جئتُ أرْمِي عليهِ النّذورْ |
سأرْثيكِ مادامَ في العيْنِ دَمْعٌ ... |
وما دامَ في العَيْنِ نورْ |
سأرثيكِ ما دمتُ حَيَّ الضّميرْ |
وما دمتُ حيََّ الشّعورْ |
سأرثيكِ ما دامَ للنّخْلِ في أرضِ أُورٍ جذورْ |
ولا ضَيْرَ أنْ توقِدي جَمْرةً خلْفَ بابي |
ولا ضيْرَ أنْ تسلُبيني حذائي العَتيقْ ... |
ولا ضيْرَ أنْ تسْلُبيني ثيابي |
لأني على البابِ ... شحّاذُ خبزٍ وماءْ ... |
وأشْحَذُ ظلاّ |
ومازالتْ الشّمْسُ ترمي العُهودْ ... |
وتقرِضُني شمسُ بغدادَ عَجْلى |
وتهمِسُ في مَسْمَعي لنْ أعودْ |
وباتتْ تُلَوِّحُ لي بالغِيابْ |
سأرثيكِ حتى ولو هدّدَتْنِي ... |
جميعُ الكواكبِ بالإنْسِحابْ |
سأرثيكِ حتى ولو هدّدَتْني ... |
جميعُ العواصِمِ بالإنْقِلابْ |
سأرثيكِ حتى تُوَلّي التّماسيحُ مِنْ أرضِنا ... |
وحتى يطيرَ الغُرابْ |
سأبْني لعَيْنَيْكِ رمْزاً ب لندنْ ... |
وأبني لعَيْنَيْكِ سوراً بِ بَرْلينَ تَجْري عليهِ الخيولْ |
فتأتي القبائلُ مِنْ كلِّ فَجّ ٍ عَمِيقْ ... |
ويجْتازُ بغدادَ قرْعُ الطبولْ |
ليَرْوي لهمْ آخِرَ الفَصْلِ مِنْ حُبِّنا ... |
وماذا على البَحْرِ كُنّا نقولْ |
وفي آخِرِ السّورِ أبْني لعيْنَيْكِ قصْرا... |
ومِتْحَفَ شمْعٍ جديدْ |
ونافورةً مِنْ زجاجٍ ترشّ ُ المَطرْ |
لكيْ يعرِفَ النازِلونْ |
بأنّ المسلاّتِ مِنْ حَمّورابي و أُورٍ و سُومَرْ |
ستبْقى تُكرّرُها شهرَزادْ ... |
وتبقى تُعيدْ |
حكايةَ بغدادَ لمّا بناها الرّشيدْ |
وقصةَ بغدادَ لمّا تعلّقَ فيها وحيدْ |
وثمّ انْتَهى الفَصْلُ حيثُ الرِّياحْ ... |
تُغَيِّرُ مَجْرى السّفينِ و تجري لِما لا نُريدْ |
ثلاثينَ يوماً على بابِكُمْ ... |
فهلْ أطرُِقُ البابَ ثانيةً مِنْ جديدْ؟ |
ثلاثينَ يوماً أجوبُ التضاريسَ دونَكْ |
ثلاثينَ يوماً على كلِّ شئٍ ... |
أرى يا عيوني عيونَكْ |
قِفي لحظةً لحظةً للعِتابْ |
أشُمّكِ في الحرْفِ في السّطْرِ في نُقْطَةٍ مِنْ كِتابْ |
أراكِ على لَمْحَةٍ مِنْ ضياءٍ ... |
وفي بَرْقَةٍ مِنْ سَحابْ |
لقدْ خابَ ظنّي ... |
فهلْ خابَ ظنّ ُ الغرابِ الذي صاحَ راحَتْ بعيداً؟... |
فَمَنْ يا تُرى سوفَ يُدْنيكِ مِنّي؟ |
ومَنْ يا تُرى يوقِدُ الشّمْعَةَ الثانِيَهْ؟ |
بميلادِ يومِ التلاقي الذي كانَ ميلادَ سِنّي |
ثلاثينَ يوماً على البابِ ... |
يا بابَ حُزْني الذي جئتُ أرمي عليهِ النّذورْ |
وشَمْعي و حِنّاءَ روحي ... |
وقنديلَ دَمْعي ... |
وكُحْلَ العيونِ التي أمْطَرَتْ ليلَها كي تزورْ |
أتيتُكِ كي تقرئي خاطري ... |
وكي تعرفي ما برأسي يدورْ |
أُحِبُّكِ حتى ولو قطّعوني ... |
وحتى ولو جرّدوني الجذورْ |
فأمْيالُ ساعاتِ حُبّي الكبيرْ ... |
على الصِّفْرِ ظلّتْ تحومُ عليها الطيورْ |
ولكنّ ساعاتِ عمري أنا ... |
وقَفْتُ وظَلّتْ تدورْ |