عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > وحيد خيون > ساعةُ الصّفر

العراق

مشاهدة
1357

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ساعةُ الصّفر

وصاحَ الغرابْ
فبَدّلَتْ الشّمْسُ ألوانَها ...
وقامَتْ تُهَدِّدُ سُكّانَها بالغِيابْ
وألْفَيْتُ أَنّي ...
سأبقى طويلاً على البابِ ...
يا بابَ حُزْني الذي جئتُ أرْمِي عليهِ النّذورْ
سأرْثيكِ مادامَ في العيْنِ دَمْعٌ ...
وما دامَ في العَيْنِ نورْ
سأرثيكِ ما دمتُ حَيَّ الضّميرْ
وما دمتُ حيََّ الشّعورْ
سأرثيكِ ما دامَ للنّخْلِ في أرضِ أُورٍ جذورْ
ولا ضَيْرَ أنْ توقِدي جَمْرةً خلْفَ بابي
ولا ضيْرَ أنْ تسلُبيني حذائي العَتيقْ ...
ولا ضيْرَ أنْ تسْلُبيني ثيابي
لأني على البابِ ... شحّاذُ خبزٍ وماءْ ...
وأشْحَذُ ظلاّ
ومازالتْ الشّمْسُ ترمي العُهودْ ...
وتقرِضُني شمسُ بغدادَ عَجْلى
وتهمِسُ في مَسْمَعي لنْ أعودْ
وباتتْ تُلَوِّحُ لي بالغِيابْ
سأرثيكِ حتى ولو هدّدَتْنِي ...
جميعُ الكواكبِ بالإنْسِحابْ
سأرثيكِ حتى ولو هدّدَتْني ...
جميعُ العواصِمِ بالإنْقِلابْ
سأرثيكِ حتى تُوَلّي التّماسيحُ مِنْ أرضِنا ...
وحتى يطيرَ الغُرابْ
سأبْني لعَيْنَيْكِ رمْزاً ب لندنْ ...
وأبني لعَيْنَيْكِ سوراً بِ بَرْلينَ تَجْري عليهِ الخيولْ
فتأتي القبائلُ مِنْ كلِّ فَجّ ٍ عَمِيقْ ...
ويجْتازُ بغدادَ قرْعُ الطبولْ
ليَرْوي لهمْ آخِرَ الفَصْلِ مِنْ حُبِّنا ...
وماذا على البَحْرِ كُنّا نقولْ
وفي آخِرِ السّورِ أبْني لعيْنَيْكِ قصْرا...
ومِتْحَفَ شمْعٍ جديدْ
ونافورةً مِنْ زجاجٍ ترشّ ُ المَطرْ
لكيْ يعرِفَ النازِلونْ
بأنّ المسلاّتِ مِنْ حَمّورابي و أُورٍ و سُومَرْ
ستبْقى تُكرّرُها شهرَزادْ ...
وتبقى تُعيدْ
حكايةَ بغدادَ لمّا بناها الرّشيدْ
وقصةَ بغدادَ لمّا تعلّقَ فيها وحيدْ
وثمّ انْتَهى الفَصْلُ حيثُ الرِّياحْ ...
تُغَيِّرُ مَجْرى السّفينِ و تجري لِما لا نُريدْ
ثلاثينَ يوماً على بابِكُمْ ...
فهلْ أطرُِقُ البابَ ثانيةً مِنْ جديدْ؟
ثلاثينَ يوماً أجوبُ التضاريسَ دونَكْ
ثلاثينَ يوماً على كلِّ شئٍ ...
أرى يا عيوني عيونَكْ
قِفي لحظةً لحظةً للعِتابْ
أشُمّكِ في الحرْفِ في السّطْرِ في نُقْطَةٍ مِنْ كِتابْ
أراكِ على لَمْحَةٍ مِنْ ضياءٍ ...
وفي بَرْقَةٍ مِنْ سَحابْ
لقدْ خابَ ظنّي ...
فهلْ خابَ ظنّ ُ الغرابِ الذي صاحَ راحَتْ بعيداً؟...
فَمَنْ يا تُرى سوفَ يُدْنيكِ مِنّي؟
ومَنْ يا تُرى يوقِدُ الشّمْعَةَ الثانِيَهْ؟
بميلادِ يومِ التلاقي الذي كانَ ميلادَ سِنّي
ثلاثينَ يوماً على البابِ ...
يا بابَ حُزْني الذي جئتُ أرمي عليهِ النّذورْ
وشَمْعي و حِنّاءَ روحي ...
وقنديلَ دَمْعي ...
وكُحْلَ العيونِ التي أمْطَرَتْ ليلَها كي تزورْ
أتيتُكِ كي تقرئي خاطري ...
وكي تعرفي ما برأسي يدورْ
أُحِبُّكِ حتى ولو قطّعوني ...
وحتى ولو جرّدوني الجذورْ
فأمْيالُ ساعاتِ حُبّي الكبيرْ ...
على الصِّفْرِ ظلّتْ تحومُ عليها الطيورْ
ولكنّ ساعاتِ عمري أنا ...
وقَفْتُ وظَلّتْ تدورْ
وحيد خيون

27-7-2006 لندن
بواسطة: صباح الحكيم
التعديل بواسطة: صباح الحكيم
الإضافة: الاثنين 2007/10/29 02:09:36 صباحاً
التعديل: الأربعاء 2017/03/29 11:23:30 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com