يَا فَتَاةٌ يَجْلُو النُّبُوغُ حُلاَهَا | |
|
| وَلَهَا مِنْ كَرَامَةٍ مَا تَشَاءُ |
|
أَتُرِيدِينَ فِي كِتَابِكِ شَعْراً | |
|
| هُوَ سؤْرٌ بِمُهْجَتِي أَوْ ذَمَاءُ |
|
ذَاكَ فَضْلٌ يَتِيحُ لأَسْمَى فَخْراً | |
|
| أَحْرَزَتْهُ مِنْ قَبْلِهِ أَسْمَاءُ |
|
فَاقْبَلِي هذِهِ القَوَافِي أُزْجِيَها | |
|
| وَفِيَها تَحِيَّةٌ وَثَنَاءُ |
|
لَيْسَ بِدْعاً وَأَنْتِ مَا أَنْتِ أَنْ | |
|
| أَطْنَبَ فِيكِ الْكِتَابُ وَالشُّعَرَاءُ |
|
أَدَبٌ رَائِعٌ ونَظْمٌ وَنَثْرٌ | |
|
| كُلُّ لَفْظِ يَشِعُّ مِنْهُ ضِيَاءُ |
|
وَلِسَانٌ طَلْقٌ وَلَحْظٌ يَرَى الغَيْ | |
|
| بَ وَجَفْنٌ يَغِضُّ مِنْهُ الحَياءُ |
|
كَيْفَ لا يَسْتَبِيهُمْ ذلِكَ الوَجْهُ | |
|
| البَدِيعُ الحَلِّيُّ وَذَاكَ الذَّكَاءُ |
|
مَا مَعَانِيهُمُ الحِسَانُ لَدَى | |
|
| أَدْنَى مَعَانِيكِ أَيُّهَا الحَسْنَاءُ |
|
جَادَ الأَمِيرُ بِصَيدِهِ | |
|
| فَدَعَتْ هَدِيَّتُهُ ثنَائِي |
|
يَا طِيبَهُنَّ حَمَائِمَاً | |
|
| عَلَّمَتْنِي حُسْنَ الوَفَاءِ |
|
|
| فَمَلأْنَ رَأْسِي بِالغِنَاءِ |
|
|
|
|
|
الْيَوْمَ يَوْمُ مَصَارِعِ الشُّهَدَاءِ | |
|
| هَلْ في جَوَانِبِهِ رَشَاشُ دَمَاءِ |
|
للهِ غُيَّابٌ حضُورٌ في النُّهَى | |
|
| مَاتُوا فَبَاتُوا أَخْلَدَ الأَحْياءِ |
|
أَبْطَالُ تَفْدِيَةٍ لَقُوا جُهْدَ الأَذَى | |
|
| في اللهِ وَامْتَنَعُوا مِنَ الإِيذاءِ |
|
بُعَدَاءُ صِيتُ مَا تَوَخَّوْا شُهْرَةً | |
|
| لَكِنْ قَضَوْا فِي ذِلَّةٍ وَعَنَاءِ |
|
لَبِثُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ وَيَدُ الرَّدَى | |
|
| تَهْوِي بِتِلْكَ الأَرْؤُسِ الشَّمَّاءِ |
|
سَلِمَتْ مَشِيئَتُهُمْ وَمَا فِيهِمْ سِوَى | |
|
| مُتَقَطِّعِي الأَوْصَالِ وَالأَعْضَاءِ |
|
صَبَرُوا عَلَى جَبَرُوتِ عَاتٍ قَاهِرٍ | |
|
| سَاءَ النُّهَى وَالدِّينَ كُلَّ مَسَاءِ |
|
مَا كَانَ دِقْلِتْيَانَ إِلاَّ طَاغِياً | |
|
| مَلَكَ الرِّقَابَ بِغِلْظَةٍ وَجَفَاءِ |
|
لاَنَتْ لَهُ الصُّمُّ الصِّلاَدُ وَلَمْ تَلِنْ | |
|
| شَيْئاً قُلُوبُ الصَّفْوَةِ الفُضَلاَءِ |
|
حَاشَا الْحَقِيقَةِ كَمْ مِثَالٍ لا تَرَى | |
|
| إِلاَّ الْبَقَايَا مِنْهُ عَيْنُ الْرَّائِي |
|
ظَلَّتْ حَنَايَاهُ وَإنْ حُطِمَتْ عَلَى | |
|
| مَا كَانَ فِيهَا مِنْ تُقىً وَرَجَاءِ |
|
إِنَّ الْعَقِيدَةَ نِعْمَةٌ عُلْوِيَّةٌ | |
|
| تَصْفُو عَلَى الْنِّقَمَاتِ وَالأَرْزَاءِ |
|
تَجْنِي فَخَاراً مِنْ إِهَانَاتِ الْعِدَى | |
|
| وَتُصِيبُ إِعْزَازاً مِنَ الإِزرَاءِ |
|
بِكْرُ بِأًوجِ الْحُسْنِ غَالٍ مَهْرُهَا | |
|
| لاَ تُشْتَرَى بِأَيَاسِرِ الأَشْيَاءِ |
|
تُزْرَى النَّفَائِسُ دُونَهَا وَلَربَّمَا | |
|
| بَذَلَ النُّفُوسَ حَمَاتُهَا بِسَخَاءِ |
|
أَليَوْمَ بَدْءُ الْعَامِ عَامِ النِّيلِ فِي | |
|
| إِقْبَالِهِ المُتَجَدِّدِ الَّلأْلاَءِ |
|
مَا انْفَكَّ فِي أَقْسَامِهِ وفُصُولِهِ | |
|
| شَرَعاً وَفي الأَوْضَاعِ وَالأسْمَاءِ |
|
قَدْ أُحْكِمَتْ في كُلِّهِ أَجْزَاؤُهُ | |
|
| فَبَدَا تَمَامُ الْكُلِّ بِالأَجْزَاءِ |
|
عَجَبٌ لِقَوْمٍ لاَتَنِي آثَارُهُمْ | |
|
| هِيَ أَعْظَمُ الآثَارِ في الْغَبْرَاءِ |
|
قُصَّتْ حَوَاشِيهِمْ وَقُلِّصَ ظِلُّهُمْ | |
|
| إِلاَّ كِفَاحَ بَقِيَّةٍ لِبَقَاءِ |
|
وَعَفَتْ مَعَاهِدُ بَطشِهِمْ أَوْ أَوْشَكَتْ | |
|
| وَهَوَتْ صُرُوحُ العِزَّةِ الْقَعْساءِ |
|
إِلاَّ نِظَاماً فَصَّلُوهُ لِعَامِهِمْ | |
|
| فَلَقَدْ أَقَامَ كَأَصْلِهِ المُتَنَائِي |
|
كَمْ دَوْلَةٌ دَالَتْ بِمصْرَ وَحُكْمُهُ | |
|
| مُتَوَارَثٌ عَنْ أَقْدَمِ الآباءِ |
|
وَإذَا بَنَى الأَقْوَامَ فِكْراً صَالِحاً | |
|
| فَالْفِكْرُ يَثْبُتُ بَعْدَ كُلِّ بِنَاءِ |
|
أمهيئي هَذَا المقَامَ وَمُبْدِعِي | |
|
| هَذَا النِّظَامَ لِحِكْمَةٍ غَرَّاءِ |
|
إنْ أَرْجُ فَالإقْبَالُ مَا أَرْجُو لَكُمْ | |
|
| وَإذَا دَعَوْتُ فَبِالرُّقِيِّ دُعَائِي |
|
تِلْكَ الدُّجُنَّةُ آذَنَتْ بِجَلاَءِ | |
|
| وَبَدَا الصَّبَاحُ فَحَيِّ وَجْهَ ذُكَاءِ |
|
أَلعَدْلُ يَجْلُوهَا مُقِلاًّ عَرشَهَا | |
|
| وَالظُّلمُ يَعْثُرُ عَثْرَةَ الظَّلْمَاءِ |
|
يَا أَيُّهَا اليَومُ العَظِيمُ تَحِيَّةً | |
|
| فُكَّ الأَسَارَى بَعْدَ طُولِ عَناءِ |
|
أَوْشَكْتُ فيكَ وَقَدْ نَسَيتُ شَكِيَّتِي | |
|
| أَنْ أُوسِعَ الأَيَّامَ طِيبَ ثَنَاءِ |
|
حَسْبَي اعتِذَارُكَ عَن مَسَاءَةِ مَا مَضَى | |
|
| بِمَبَرَّةٍ مَوْفُورَةِ الآلاَءِ |
|
أَلشَّمْسُ يَزدَادُ ائتِلاقاً نُورُهَا | |
|
| بَعدَ اعْتَكارِ اللَّيْلَةِ اللَّيْلاَءِ |
|
ويُضَاعِفُ السَّرَّاءَ فِي إِقْبَالِهَا | |
|
| تَذْكَارُ مَا وَلَّى مِنَ الضَّرَّاءِ |
|
لاَ كَانَتِ الحِجَجُ الَّتِي كَابَدْتُهَا | |
|
| مِنْ بَدْءِ تِلكَ الغارةِ الشّعوَاءِ |
|
ألحزنُ حيثُ أبيتُ ملءُ جوانحي | |
|
| والنارُ مِلءُ جَوَانِبِ الغَبْرَاءِ |
|
دَامِي الْحُشَاشَةِ لَمْ أَخَلْنِي صَابِراً | |
|
| بَعْدَ الفِرَاقِ فَظَافِراً بِلِقَاءِ |
|
مُنْهَدُّ أَرْكَانِ العَزِيمَةِ لَمْ أَكدْ | |
|
| يَأْساً أُمَنِّي مُهْجَتِي بِشِفاءِ |
|
حجَج بَلَوْتُ المَوْتَ حِينَ بَلَوْتُهَا | |
|
| مُتَعَرِّضاً لِي فِي صُنُوفِ شَقَاءِ |
|
لَكِنَّهَا وَالْحَمْدُ لِلهِ انقْضَتْ | |
|
| وَتَكَشَّفَتْ كَتكشفِ الغَمَّاءِ |
|
وَغَدَا الْخَلِيلُ مُهَنِّئاً وَمُهَنَّأً | |
|
| بَعْدَ الأَسَى وتَعَذُّرِ التَّأْسَاءِ |
|
جَذْلاَنَ كَالطِّفْلِ السَّعِيد بِعِيدِهِ | |
|
| مُسْتَرْسِلاً فِي اللَّفْظِ وَالإِيمَاءِ |
|
يَقْضِي وَذلِكَ نَذْرُهُ فِي يَوْمِهِ | |
|
| حَاجَاتِ سَائِلِهِ بِلاَ إِبْطَاءِ |
|
مَا كَانَ أَجْوَدَهُ عَلَى بُشَرَائِهِ | |
|
| بِثَرَائِهِ لَوْ كَانَ رَبَّ ثَرَاءِ |
|
عَادَ الْحَبِيبُ الْمُفْتَدَى مِنْ غُرْبَةٍ | |
|
| أَعْلَتْ مَكَانَتَهُ عَنِ الْجَوْزَاءِ |
|
إِنَّ الأَدِيبَ وَقَدْ سَمَا بِبَلاَئِهِ | |
|
| غيْرُ الأَدِيبِ وَلَيْسَ رَبَّ بَلاَءِ |
|
فِي بَرْشَلُونَةَ نَازِحٌ عَنْ قَوْمِهِ | |
|
| وَدِيَارِهِ وَالأَهْلِ وَالقُرْبَاءِ |
|
نَاءٍ وَلَوْ أَغْنَتْ مِنَ المُقَلِ النُّهى | |
|
| مَا كَانَ عَنْهُمْ لَحْظَةً بِالنَّائِي |
|
بالأَمْسِ فِيهِ العَينُ تَحسُدُ قَلْبَهَا | |
|
| وَاليَومَ يَلتَقِيَانِ فِي نَعْمَاءِ |
|
أَهلاً بِنَابِغَةِ البِلاَدِ وَمَرْحَباً | |
|
| بِالعَبْقَرِيِّ الفَاقِدِ النُّظَرَاءِ |
|
شَوقِي أَمِيرِ بِيانِهَا شَوقِي فَتَى | |
|
| فِتيانِهَا فِي الوَقْفَةِ النَّكْرَاءِ |
|
شَوقِي وَهَلْ بَعْدَ اسمِهِ شَرَفٌ إِذَا | |
|
| شَرُفَتْ رِجَالُ النُّبْلِ بِالأَسْمَاءِ |
|
وَافَى وَمَنْ لِلفَاتِحينَ بِمِثلِ مَا | |
|
| لاَقَى مِنَ الإِعْظَام وَالإِعْلاَءِ |
|
مِصْرٌ تُحَيِّيهِ بِدَمعٍ دَافِقٍ | |
|
| فَرَحاً وَأَحْدَاقٍ إِلَيْهِ ظِمَاءِ |
|
مِصْرٌ تُحَيِّيهِ بِقَلْبٍ وَاحِدٍ | |
|
| مُوفٍ هَواهُ بِهِ عَلَى الأَهْوَاءِ |
|
جَذْلَى بعَوْدِ ذَكِيِّهَا وَسَرِيِّهَا | |
|
| جَذْلَى بِعَوْدِ كَمِيِّهَا الأَبَاءِ |
|
حَامِي حَقِيقَتَهَا وَمُعْلِي صَوتَهَا | |
|
| أَيَّامَ كَانَ الصَّوتُ لِلأَعْدَاءِ |
|
أَلمُنْشِيءِ اللَّبِقِ الحَفِيلِ نَظيمُهُ | |
|
| وَنَثِيرُهُ بِرَوَائِعِ الأَبْدَاءِ |
|
أَلْبَالِغِ الخَطَرَ الَّذِي لَمْ يَعْلُهُ | |
|
| خَطَرٌ بِلاَ زَهْوٍ وَلاَ خُيَلاَءِ |
|
أَلصَّادِقِ السَّمْحِ السَّريرَةِ حَيْثُ لاَ | |
|
| تَعْدُو الرِّيَاءَ مَظَاهِرُ السُّمَحَاءِ |
|
أَلرَّاحِمِ المِسْكِينَ وَالْمَلْهُوفَ وَالْ | |
|
| مَظْلُومَ حِينَ تَعَذُّرِ الرُّحَمَاءِ |
|
عِلْماً بِأَنَّ الأَقْوِيَاءَ لِيَوْمِهِمْ | |
|
| هُمْ فِي غَدَاةِ غَدٍ مِن الضُّعَفَاءِ |
|
أَلطَّيِّبِ النَّفَّسِ الكَريمِ بِمَالِهِ | |
|
| فِي ضِنَّةٍ مِنْ أَنْفُسِ الكُرَمَاءِ |
|
أَلكَاظِمِ الغَيْظَ الْغَفُورَ تَفَضُّلاً | |
|
| وَتَطَوُّلاً لِجِهَالَةِ الْجُهَلاَءِ |
|
جِدِّ الْوَفِيِّ لِصَحْبِهِ وَلأَهْلِهِ | |
|
| وَلِقَوْمِهِ إِنْ عَزَّ جِدُّ وَفَاءِ |
|
أَلمفْتَدِي الْوَطَنَ الْعزِيزَ بِرُوحِهِ | |
|
| هَلْ يَرْتَقِي وَطَنٌ بِغَيْرِ فِدَاءِ |
|
مُتَصَدِّياً لِلْقُدْوَةِ المُثْلَىَ وَمَا | |
|
| زَالَ السَّرَاةُ مَنَائِرَ الدَّهْنَاءِ |
|
هَذِي ضُرُوبٌ مِنْ فَضَائِلِهِ الَّتِي | |
|
| رَفَعَتْهُ فَوْقَ مَنَازِلِ الأُمَرَاءِ |
|
جَمَعَتْ حَوَالَيْهِ القُلُوبَ وَأَطْلَقَتْ | |
|
| بَعْدَ اعْتِقَالٍ أَلْسُنَ الْفُصَحَاءِ |
|
مَا كَانَ لِلإِطْراءِ ذِكْرَى بَعْضَهَا | |
|
| وَهْيَ الَّتِي تَسْمُو عَنِ الإِطْرَاءِ |
|
قُلتُ اليَسِيرَ مِنَ الكَثِيرِ وَلَمْ أَزِدْ | |
|
| شَيْئاً وَكَمْ فِي النَّفْسِ مِنْ أَشْيَاءِ |
|
أَرْعَى اتِّضَاعَ أَخِي فَأُوجِزُ وَالَّذِي | |
|
| يُرْضِي تَوَاضُعَهُ يَسُوءُ إِخائِي |
|
إِنَّ البِلاَدَ أَبا عَلِيٍّ كَابَدَتْ | |
|
| وَجْداً عَلَيْكَ حَرَارَةَ البُرَحَاءِ |
|
وَزَكَا إِلَى مَحبُوبِهَا تَحْنَانُهَا | |
|
| بِتَبَغُّضِ الأَحْدَاثِ وَالأَرْزَاءِ |
|
لاَ بِدْعَ فِي إِبْدَائِهَا لَكَ حُبَّهَا | |
|
| بِنِهَايَةِ الإِبَدَاعِ فِي الإِبْدَاءِ |
|
فَالْمُنْجِبَاتُ مِنَ الدِّيَارِ بِطَبْعِهَا | |
|
| أحَنَى عَلَى أَبْنَائِهَا العُظَمَاءِ |
|
أَلقُطْرُ مُهْتَزُّ الجَوانِبِ غِبْطَةً | |
|
| فِيمَا دَنَا وَنَأَى مِنَ الأَرْجَاءِ |
|
رَوِيَ العِطَاشُ إِلى اللِّقَاءِ وَأَصبَحُوا | |
|
| بَعْدَ الجَوَى فِي بَهْجَةٍ وَصَفَاءِ |
|
وَبِجَانِبِ الفُسْطَاطِ حَيٌّ مُوْحِشٌ | |
|
| هُوَ مَوْطِنُ المَوْتَى مِنَ الأَحْيَاءِ |
|
فِيهِ فُؤادٌ لَم يَقَرَّ عَلَى الرَّدَى | |
|
| لأَبَرِّ أُمٍّ عُوجِلَتْ بِقَضَاءِ |
|
لاَحَ الرَّجَاءُ لَهَا بِأَنْ تَلْقَى ابنَهَا | |
|
| وَقَضَتْ فَجَاءَ اليَأْسُ حِينَ رَجَاءِ |
|
أَوْدَى بِهَا فَرْطُ السَّعَادَةِ عِنْدَمَا | |
|
| شَامَتْ لِطَلْعَتِهِ بَشِيرَ ضِيَاءِ |
|
لَكِنَّمَا عَوْدُ الْحَبِيبِ وَعِيدُهُ | |
|
| رَدَّا إِلَيهَا الْحسَّ مِنْ إِغْفَاءِ |
|
فَفُؤادُهُا يَقِظٌ لَهُ فَرَحٌ بِهِ | |
|
| وَبِفَرْقَدَيْهِ مِنْ أَبَرِّ سَمَاءِ |
|
يَرْعَى خُطَى حُفَدَائِهَا وَيُعِيذُهُمْ | |
|
| فِي كُلِّ نُقْلَةِ خُطْوَةٍ بِدُعَاءِ |
|
فِي رَحْمَةِ الرِّحْمَنِ قَرِّي وَاشْهَدِي | |
|
| تَمْجِيدَ أَحْمَدَ فَهْوَ خَيْرُ عَزَاءِ |
|
وَلأُمِّهِ الكُبْرَى وَأُمِّكَ قَبْلَهُ | |
|
| خَلِّي وَلِيدَكِ وَارْقدِي بِهَنَاءِ |
|
مصْرُ بشَوْقِي قَدْ أُقِرَّ مَكَانُهَا | |
|
| فِي الذُّرْوَةِ الأَدَبِيَّةِ الْعَصْمَاءِ |
|
هُوَ أَوْحَدُ الشَّرقَيْنِ مِنْ مُتَقَارِبٍ | |
|
| مُتَكَلِّمٍ بِالضَّادِ أَوْ مُتَنَائِي |
|
مَا زَالَ خَلاَّقاً لِكُلِّ خَرِيدَة | |
|
| تُصْبِي الْحَلِيمَ بِرَوْعَةٍ وَبَهَاءِ |
|
كَالبَحْرِ يُهْدِي كُلَّ يَوْمٍ دُرَّةَ | |
|
| أَزْهَى سَنىً مِنْ أُخْتِهَا الْحَسْنَاءِ |
|
قُلْ لِلْمُشَبِّهِ إِنْ يُشَبِّهْ أَحْمَداً | |
|
| يَوْماً بَمَعْدُودٍ مِنَ الأُدَبَاءِ |
|
مَنْ جَال مِن أَهلِ اليَرَاعِ مَجالَهُ | |
|
| فِي كُلِّ مِضْمارٍ مِنَ الإِنْشَاءِ |
|
مَنْ صَالَ فِي فَلَكِ الخَيَالِ مَصَالَهُ | |
|
| فَأَتَي بِكُلِّ سَبِيَّةٍ عَذْرَاءِ |
|
أَصَحِبْتَهُ وَالنجْمُ نُصْبَ عُيُونِهِ | |
|
| وَالشَّأْوُ أَوْجَ القُبَّةِ الزَّرْقَاءِ |
|
إِذا بَاتَ يَسْتَوحِي فَأَوْغَلَ صَاعِداً | |
|
| حَتَّى أَلمَّ بِمَصْدَرِ الإِيحَاءِ |
|
أَقَرَأْتَ فِي الطَّيَرَانِ آيَاتٍ لَهُ | |
|
| يَجْدُرْنَ بِالتَّرتِيلِ وَالإِقْرَاءِ |
|
فَرَأَيتَ أَبدَعَ مَا يُرَى مِنْ مَنْظَرٍ | |
|
| عَالٍ وَلَمْ تَرْكَبْ مَطِيَّ هَوَاءِ |
|
وَشَهِدتَ إِفشاءَ الطَّبيعَةِ سِرَّهَا | |
|
| لِلعَقلِ بَعدَ الضَّنِّ بِالإِفْشَاءِ |
|
أَشَفَيْتَ قَلْبَكَ مِن مَحَاسِنِ فَنِّهِ | |
|
| فِي شُكْرِ مَا لِلنِّيلِ مِنْ آلاَءِ |
|
يَا حُسْنَهُ شَكراً مِنِ ابنٍ مُخِلصٍ | |
|
| لأَبٍ هُوَ المَفْدِيُّ بِالآبَاءِ |
|
أَغْلَى عَلَى مَاءِ الَّلآلِيءِ صَافياً | |
|
| مَا فَاضَ ثَمَّةَ مِنْ مَشُوبِ المَاءِ |
|
أَتَهَادَتِ الأَهْرَامُ وَهْيَ طَرُوبَةٌ | |
|
| لِمَديحِهِ تَهْتَزُّ كَالأَفْيَاءِ |
|
فَعَذَرْتُ خَفَّتَهَا لِشِعْرٍ زَادَهَا | |
|
| بِجَمَالِهِ البَاقِي جَمالَ بَقَاءِ |
|
أَنَظَرْتَ كَيْفَ حَبَا الْهَيَاكِلَ وَالدُّمَى | |
|
| بِحُلىً تُقَلِّدُهَا لِغَيْرِ فَنَاءِ |
|
فكَأَنَّها بُعِثَتْ بِهِ أَرْوَاحُهَا | |
|
| وَنَجَتْ بِقُوَّتِه مِنَ الإِقْوَاءِ |
|
أَتَمَثَّلَتْ لَكَ مِصْرُ فِي تَصْوِيرهِ | |
|
| بِضَفَافِهَا وَجِنَانِهَا الْفيْحَاءِ |
|
وَبَدَا لِوَهْمِكَ مِنْ حُلِيِّ نَبَاتِهَا | |
|
| أَثَرٌ بِوَشْيِ بَيَانِهِ مُتَرَائِي |
|
أَسَمِعْتَ شَدْوَ الْبُلْبُلِ الصَّدَّاحِ فِي | |
|
| أَيْكَاتِهَا وَمَنَاحَةَ الَوَرْقَاءِ |
|
فَعَجِبْتَ أَنَّي صَاغَ مِنْ تِلْكَ اللُّغَى | |
|
| كَلِمَاتِ إِنْشَادٍ وَلَفْظَ غِنَاءِ |
|
للهِ يَا شَوْقِي بَدَائِعُكَ الَّتِي | |
|
| لَوْ عُدِّدَتْ أَرْبَتْ عَلَى الإِحْصَاءِ |
|
مَنْ قَالَ قَبْلَكَ فِي رِثَاءٍ نِقْسُهُ | |
|
| يَجْرِي دَماً مَا قُلْتَ فِي الْحَمْرَاءِ |
|
فِي أَرضِ أَنْدُلُسٍ وَفِي تَارِيخِهَا | |
|
| وَغَرِيبِ مَا تُوحِي إِلى الغُرَبَاءِ |
|
جَارَيْتَ نَفْسَكَ مُبْدِعاً فِيهَا وَفِي | |
|
| آثَارِ مِصْرَ فَظَلْتَ أَوْصَفَ رَائِي |
|
وَبَلَغْتَ شَأْوَ الْبُحْتُرِيِّ فَصَاحَةً | |
|
| وَشَأَوْتَهُ مَعْنىً وَجَزْلَ أَدَاءِ |
|
بَلْ كُنْتَ أَبْلَغَ إِذْ تَعَارِضُ وَصْفَهُ | |
|
| وَتَفُوقُ بِالتَّمْثِيلِ وَالإِحْيَاءِ |
|
يَا عِبْرَةَ الدُّنْيَا كَفَانا مَا مَضَى | |
|
| مِنْ شأْنِ أَنْدُلُسٍ مَدىً لِبُكَاءِ |
|
مَا كَان ذَنْبُ الْعُربِ مَا فَعَلُوا بِهَا | |
|
| حَتَّى جَلَوْا عَنْهَا أَمَرَّ جَلاَءِ |
|
خَرَجُوا وَهُمْ خُرْسُ الْخُطَى أَكْبَادُهُمْ | |
|
| حَرَّى عَلَى غَرْنَاطَةَ الْغَنَّاءِ |
|
أَلْفُلْكُ وَهْيَ الْعَرْشُ أَمْسِ لِمَجْدِهِمْ | |
|
| حَمَلَتْ جَنَازَتَهُ عَلَى الدَّأْمَاءِ |
|
أَوْجَزْتَ حِينَ بَلَغْتَ ذِكْرَى غِبِّهِمْ | |
|
| إِيجَازَ لاَ عِيٍّ وَلاَ إِعْيَاءِ |
|
بَعْضُ السُّكُوتِ يَفُوقُ كُلَّ بَلاَغةٍ | |
|
| فِي أَنْفُسِ الفَهِمِينَ وَالأُرَبَاءِ |
|
وَمِنَ التَّنَاهِي فِي الْفَصَاحَةِ تَرْكُهَا | |
|
| وَالْوَقْتُ وَقْتُ الخُطْبَةِ الْخَرْسَاءِ |
|
قَدْ سُقْتَهَا لِلشَّرْقِ دَرْساً حَافِلاً | |
|
| بِمَوَاعِظِ الأَمْوَاتِ لِلأحْيَاءِ |
|
هَلْ تُصْلِحُ الأَقْوَامَ إِلاَّ مُثْلَةٌ | |
|
| فَدَحَتْ كَتِلْكَ المُثْلَةِ الشَّنْعَاءِ |
|
يَا بُلْبُلَ الْبَلَدِ الأَمِينِ وَمُؤنِسَ الْ | |
|
| لَيْلِ الْحَزِينِ بِمُطْرِبِ الأَصْدَاءِ |
|
غَبرَتْ وَقَائِعُ لَمْ تَكُنْ مُسْتَنْشَداً | |
|
| فِيهَا وَلاَ اسْمُكَ مَالِيءَ الأَنْبَاءِ |
|
لَكِنْ بِوَحْيِكَ فَاهَ كُلُّ مُفَوَّهٍ | |
|
| وَبِرَأْيِكَ اسْتَهْدَى أُولُو الآرَاءِ |
|
هِيَ أُمَّةٌ أَلْقَيْتَ فِي تَوحِيدَهَا | |
|
| أُسًّا فَقَامَ عَلْيِه خَيْرُ بِنَاءِ |
|
وَبَذَرْتَ فِي أَخلاَقِهَا وَخِلاَلِهَا | |
|
| أَزْكَى البُذُورِ فَآذَنَتْ بِنَمَاءِ |
|
أَمَّا الرِّفَاقُ فَمَا عَهِدْتِ وَلاَؤُهُمْ | |
|
| بَلْ زَادَهُمْ مَا سَاءَ حُسنَ وَلاَءِ |
|
وشَبَابُ مِصْرَ يَروَنَ مِنْكَ لَهُمْ أَباً | |
|
| ويَرَوْنَ مِنْكَ بِمَنزِلِ الأَبنَاءِ |
|
مِنْ قَوْلِكَ الحُرِّ الجَرِيءِ تَعَلَّمُوا | |
|
| نَبَرَاتِ تِلْكَ العِزَّةِ القَعْسَاءِ |
|
لا فَضلَ إِلاَّ فَضلُهُم فِيمَا انْتَهَي | |
|
| أَمُر البِلاَدِ بَعْدَ عَنَاءِ |
|
كانوا هُمُو الأشْيَاخَ وَالفِتْيَانَ وَال | |
|
| قُوَّادَ وَالأَجْنَادَ فِي البَأْساءِ |
|
لَمْ يَثْنِهِم يَومَ الذِّيَادِ عَنِ الحِمَى | |
|
| ضَنٌّ بِأَموَالٍ وَلاَ بِدِمَاءِ |
|
أَبطَالُ تَفْدِيَةٍ لَقُوا جُهْدَ الأَذَى | |
|
| فِي الحَقِّ وَامْتَنَعُوا مِنَ الإِيذَاءِ |
|
سَلِمَتْ مَشيِئَتُهُم وَمَا فِيهمْ سِوَى | |
|
| مُتَقَطِّعِي الأَوصَالِ وَالأَعضَاءِ |
|
إِنَّ العَقِيدَةَ شِيمَةٌ عُلْوِيَّةٌ | |
|
| تَصفُو عَلَى الأَكْدَارِ وَالأَقْذَاءِ |
|
تَجْنِي مَفَاخِرَ مِن إِهَانَاتِ العِدَى | |
|
| وَتُصِيبُ إِعزازاً مِنَ الإِزرَاءِ |
|
بكْرٌ بِأَوجِ الحُسْنِ أَغَلى مَهْرَهَا | |
|
| شَرَفٌ فَلَيْس غَلاَؤُهُ بِغَلاَءِ |
|
أَيُضَنُّ عَنْهَا بِالنَّفِيسِ وَدُونَها | |
|
| يَهَبُ الحُمَاةُ نُفُوسَهُمْ بِسَخاءِ |
|
تِلْكَ القَوَافِي الشَّارِدَاتُ وَهذِهِ | |
|
| آثَارُهَا فِي أَنفُسِ القُرَّاءِ |
|
شَوْقِي إِخَالُكَ لَمْ تَقُلْهَا لاَهِياً | |
|
| بِالنَّظمِ أَوْ مُتَبَاهِياً بِذَكَاءِ |
|
حُبُّ الحِمَى أَمْلَى عَلَيْكَ ضُرُوبَهَا | |
|
| متَأَنِّقاً مَا شَاءَ فِي الإِملاَءِ |
|
أَعْظِمْ بِآياتِ الهَوَى إِذْ يَرْتَقِي | |
|
| مُتجَرِّداً كَالجَوهَرِ الوضَّاءِ |
|
فَيُطَهِّرُ الوِجْدَانَ مِنْ أَدْرَانِهِ | |
|
| وَيَزِينُهُ بِسَواطِعِ الأًضوَاءِ |
|
وَيُعِيدُ وَجْهَ الغَيْبِ غَيْرَ مُحَجَّبٍ | |
|
| وَيَرَدُّ خَافِيةً بِغَيرِ خَفَاءِ |
|
أَرْسَلْتَها كَلِماً بَعِيدَاتِ المَدَى | |
|
| تَرْمِي مَرَامِيَهَا بِلاَ إِخْطَاءِ |
|
بيْنَا بَدَتْ وَهْيَ الرُّجُومُ إِذ اغْتَدَتْ | |
|
| وَهْيَ النُّجُومُ خَوَالِدَ اللَّأْلاَءِ |
|
مَلأَتْ قُلُوبَ الْهائِبِينَ شَجَاعَةً | |
|
| وَهَدَتْ بَصائِرَ خَابِطِي العَشْوَاءِ |
|
مِنْ ذلِكَ الرُّوحِ الكَبِيرِ وَمَا بِهِ | |
|
| يَزدَانُ نَظْمُكَ مِن سَنىً وَسَنَاءِ |
|
أَعْدِدْ لِقَوْمِكَ وَالزَّمَانُ مُهَادِنٌ | |
|
| مَا يَرتَقُونَ بِهِ ذُرَى العَليَاءِ |
|
أَلْيَوْمَ يَوْمُكَ إِنَّ مِصرَ تَقَدَّمَتْ | |
|
| لِمَآلِهَا بِكَرَامَةٍ وَإبَاءِ |
|
فَصغِ الحُليَّ لَهَا وَتَوِّجْ رَأْسَهَا | |
|
| إِذْ تَسْتَقِلُّ بِأَنْجُمٍ زَهْرَاءِ |
|
لِعَلِيٍّ قَرَارَةٌ بِالعَرَاءِ | |
|
| هِيَ فِي الأَرْضِ قَطُعَةٌ مِنْ سَمَاءِ |
|
بَاتَ فِيها وَقَدْ تَوَجَّهَ للهِ | |
|
| حَنِيفاً بِوَجْهِهِ الوَضَّاءِ |
|
وَافِرَ الأُنْسِ حَيْثُ قَرَّ وَحِيداً | |
|
| بِاخْتِلاَفِ الملائِكِ الأُمَنَاءِ |
|
جَسَدٌ عِنْدَ مُنْتَهَى ظُلَمِ الدّهْرِ | |
|
| وَرُوحٌ في مُزْدَهَي الأَضْوَاءِ |
|
يَا أبَا صِيرَ مِنْ قُرَى غَرْبِ مِصْرٍ | |
|
| بِتِّ سِرّاً للهِ في الوُدَعَاءِ |
|
بَيْنَ مَا فِيكِ مِنْ زَرِيِّ المَغَانِي | |
|
| شِيدَ بَيْتٌ سَمَا إلى الُجَوْزاءِ |
|
بِعَليٍّ غَدَوْتِ دارَ المَعَالي | |
|
| وَمَزَارَ العُفَاةِ والأُمَرَاءِ |
|
بِالنَّبِيهِ النَّزِيهِ عَنْ كلِّ كِبْرٍ | |
|
| بِتِّ أَحْرَى البِلاَدِ بِالكِبْرِيَاءِ |
|
كَرَّمَ اللهُ في الحَيَاةِ عَلِيّاً | |
|
| وَبِهِ قدْ كَرُمْتِ في الأَرْجَاءِ |
|
بِالسَّرِيِّ المُبَجَّلِ المنزلاوِ | |
|
| يِّ سَرِيِّ الأَجْدَادِ وَالآباءِ |
|
بِالتَّقِيِّ النَّقِيِّ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ | |
|
| كعْبَةِ الفَضْلِ قُدْوِةِ الأَتقياءِ |
|
بِالَّذِي لَمْ يَجِئْهُ وَحْيٌ وَلَكِنْ | |
|
| لَمْ تَفُتْهُ خَلائقُ الأَنبياءِ |
|
كَرَمٌ جَاوزَ الأَمَانيَّ حَتَّى | |
|
| قَصُرَتْ عَنْهُ سَابِقَاتُ الرَّجَاءِ |
|
وَحَيَاءٌ عَلى الشَّجَاعَةِ نَاهِيكَ | |
|
| بِخُلْقَيْ شَجَاعَةٍ وَحَياءِ |
|
كَانَ فِي قَوْمِهِ صَلاَحاً وَإِصْلاَحاً | |
|
| فَعَاشُوا في عِفَّةٍ وَرَخَاءِ |
|
صَانَ أَعَرَاضَهُمْ وَصَانَ حِمَاهُمْ | |
|
| مِنَ فَسَادٍ وَضَلَّةٍ وَشَقَاءِ |
|
عَاشَ فِيهم كَأَنَّما هُو مِنْهُمْ | |
|
| وَهْوَ لُوْ شَاءَ عُدَّ فِي الأُوْلِيَاءِ |
|
أرَصَدَ العُمْرَ لِلْهُدَى وَتَوَلَّى | |
|
| كَاغْتِمَادِ الشِّهَابِ فِي الظَّلْماءِ |
|
مُخْلِفاً نَجْلَهُ الكَرِيمَ عَلِيّاً | |
|
| لِلْمُرُوءَاتِ والنَّدَى وَالوَفَاءِ |
|
يَا أَبَا المَجْدِ لَيْسَ مِثْلُكَ مَيْتاً | |
|
| وَعَليٌّ فَتَاهُ فِي الأَحْيَاءِ |
|
فَتَمَلَّ النِعُمَاءَ خَالِدَةً فِي | |
|
| جَنَّةٍ صُبْحُهَا بِغَيْرِ مَسَاءِ |
|
قَبَسٌ بَدَا مِنْ جَانِبِ الصَّحْرَاءِ | |
|
| هَلْ عَادَ عَهْدُ الْوَحْيِ فِي سِيناءِ |
|
أَرْنُو إِلى الطُّورِ الأَشَمِّ فَأَجْتَلِي | |
|
| إيماضَ بَرْقٍ وَاضِحَ الإِيمَاءِ |
|
حَيْثُ الْغَمَامَةُ وَالْكَلِيمُ مَرَوَّعٌ | |
|
| أَرْسَتْ وَقُوراً أَيَّمَا إِرْسَاءِ |
|
دَكْنَاءُ مُثْقَلَةُ الْجَوَانِبِ رَهْبَةً | |
|
| مَكْظُومَةُ النِّيرَانِ فِي الأَحْشَاءِ |
|
حَتَّى تَكَلَّمَ رَبُّهَا فَتَمَزَّقَتْ | |
|
| بَيْنَ الصَّوَاعِبِ فِي سَنىً وَسَنَاءِ |
|
وَتَنَزَّلَتْ أَحْكَامُهُ فِي لَوْحِهَا | |
|
| مَكْتُوبَةً آيَاتُهَا بِضِيَاءِ |
|
أَتْرَى الْعِنَايَةَ بَعْدَ لأْيٍ هَيَّأَتْ | |
|
| للشَّرْقِ مَنْجَاةً مِنَ الْغَمَّاءِ |
|
فَأُتِيحَ فِي لَوْحِ الْوَصَايَا جَانِبٌ | |
|
| خَالٍ لَمُؤْتَنَفِ مِنَ الإِيصَاءِ |
|
وَتَخَلَّفَتْ بَيْنَ الرِّمَالِ مَظِنَّةٌ | |
|
| لِتَفَجُّرٍ فِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ |
|
قَدْ آنَ لِلْعَاشِينَ فِي ظَلْمَائِهِمْ | |
|
| حِقْباً خُرُوجُهُمُ مِنَ الظَّلْمَاءِ |
|
إِنَّي لِمَيْمُونُ النَّقِيبَةِ مُلْهَمٌ | |
|
| إِبْرَاءُ زَمْنَاهُمْ وَرِيُّ ظِمَاءِ |
|
إِنْ لَمْ يَقُدْهُمْ قَائِدٌ ذُو مِرَّةٍ | |
|
| وَالبَأْسُ قَدْ يُنْجِي مِنَ البْأْسَاءِ |
|
هَلْ مِنْ بَشِيرٍ أَوْ نَذِيرٍ قادِرٍ | |
|
| مُتَبَيِّنٍ مِنْهُمْ مَكَانَ الدَّاءِ |
|
يَهْدِيهُمُ سُبُلَ الرُّقِيِّ مُلاَئِماً | |
|
| لِزَمانِهِمْ وَطَرائِقَ الْعَلْيَاء |
|
أَلشَّاعِرِيَّةُ لاَ تَزَالُ كَعَهْدِها | |
|
| بَعْدَ النُّبُوَّةِ مَهْبِطَ الإِيحَاءِ |
|
وَالصَّوْتُ إِنْ تَدْعُ الْحَقِيقَةُ صَوْتُهَا | |
|
| وَالنُّورُ نُورُ خَيَالِهَا الْوَضَّاء |
|
يَا شَيْخَ سِينَاءَ الَّتي بُعِثَ الْهُدَى | |
|
| مِنْ تِيهِهَا فِي آيَةٍ غَرَّاءِ |
|
سَنَرَى وَأَنْتَ مُعَرِّبٌ عَنْ حَقِّهَا | |
|
| كَيْفَ الموَاتُ يَفُوزُ بِالأَحْيَاءِ |
|
هَذِي النِّيَابَةُ شَرَّفَتْكَ وَشَرَّفَتْ | |
|
| بِكَ فِي الْبِلاَدِ مكَانَةَ الأُدَبَاءِ |
|
قَأَهْنَأْ بِمَنْصِبِهَا الرَّفِيعِ وَإِنْ تَكُنْ | |
|
| أَعْبَاؤُهَا مِنْ أَفْدَحِ الأَعْبَاءِ |
|
حَسْبُ القَرِيضِ زِرَايَةً فَاثْأَرْ لَهُ | |
|
| وَارْفَعْ بِنَاءَكَ فَوْقَ كُلِّ بِنَاءِ |
|
وَأَرِ الأُلى جَارُوا عَلَى أَرْبَابِهِ | |
|
| آفَاتِ تِلْكَ الخُطَّةِ العَوْجَاءِ |
|
إِنَّ التَّوَاكُلَ وَالتَّخَاذُلَ وَالقِلَى | |
|
| لأَقَلُّ مَا جَلَبَتْ مِنَ الأَرْزَاءِ |
|
وَتَنَزُّلِ الأَقْوَامِ عَنْ أَخْطَارِهَا | |
|
| وَتَعَسُّفِ الحُكِّامِ وَالكُبَرَاءِ |
|
أَبْنَاءُ يَعْرُبَ فِي أَسىً مِنْ حِقْبَةٍ | |
|
| شَقِيتَ بِهَا الآدابُ جِدَّ شَقَاءِ |
|
جَنَفَ البُغَاةُ بِهَا عَلَى أَهْلِ النُّهَى | |
|
| وَاسْتُعْبِدَ العُلَمَاءُ لِلْجُهَلاَءِ |
|
وَتَخَيَّلَ السَّادَاتُ فِي أَقْوَامِهِمْ | |
|
| شُعَرَاءَهَا ضَرْباً مِنَ الأُجرَاءِ |
|
وَهُمُ الَّذِينَ تَنَاشَدُوا أَقْوَالَهُمْ | |
|
| لِلْفَخْرِ آوِنَةً وَلِلتَّأْسَاءِ |
|
وَبِفَضْلِهِمْ غُذِيَتْ غِرَاثُ عُقُولِهِمْ | |
|
| مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ أَلَذَّ غِذَاءِ |
|
وَبِنفحَةٍ مِنْهُمْ غَدَتْ أَسْمَاؤُهُمْ | |
|
| مِنْ خَالِدَاتِ الذِّكْرِ فِي الأَسْمَاءِ |
|
أصْلِحْ بِهِمْ رَأْيَ الأُولَى خَالُوهُمُ | |
|
| آلاتِ تَهْنِئَةٍ لَهُمْ وَعَزَاءِ |
|
وَلْتَشْهَدِ الأَوْطَانُ مَا حَسَنَاتُهُمْ | |
|
| فِي المَنَصِبِ الْعَالِي وَفِي الإِثْرَاءِ |
|
وَلْتَعْلَمِ الأَيَّامُ مَا هُوَ شأْنُهُمْ | |
|
| فِي كُلِّ مَوْقِفِ عِزَّةٍ وَإِبَاءِ |
|
يَا بَاعِثَ المَجْدِ الْقَدِيمِ بِشِعْرِه | |
|
| وَمُجَدِّدَ الْعَرَبِيَّةِ الْعَربَاء |
|
أَنْتَ الأَمِيرُ وَمَنْ يَكُنْهُ بِالْحِجَى | |
|
| فَلَهُ بِهِ تِيهٌ عَلَى الأُمَرَاءِ |
|
أَلْيَوْمَ عِيدُكَ وَهْوَ عِيدٌ شَامِلٌ | |
|
| لِلضَّادِ فِي مُتَبَايَنِ الأَرْجَاءِ |
|
فِي مِصْرَ يُنْشِدُ مِنْ بَنِيها مُنْشِدٌ | |
|
| وَصَدَاهُ فِي الْبَحْرَيْنِ وَالزَّوْرَاءِ |
|
عِيدٌ بِهِ اتَّحَدَتْ قُلُوبُ شُعُوبِهَا | |
|
| وَلَقَدْ تَكُونُ كَثِيرَةُ الأَهْواءِ |
|
كَمْ رِيمَ تَجْدِيدٌ لِغَابِرِ مَجْدِهَا | |
|
| فَجَنَى عَلَيْهَ تَشَعُّبُ الآرَاءِ |
|
مَا أَبْهَجَ الشَّمْسَ الَّتِي لاَحَتْ لَهَا | |
|
| بَعْدَ الْقُنُوطِ وَطَالَعَتْ بِرجَاءِ |
|
أَلشِّعْرُ أَدْنَى غَايَةً لَمْ يَسْتَطِعْ | |
|
| إِدْنَاءَهَا عَزْمٌ وَحُسْنُ بَلاَءِ |
|
مَا السِّحْرُ إِلاَّ شِعْرُ أَحْمَدَ مَالِكاً | |
|
| مِنْهَا الْقِيَادَ بِلُطْفِ الاسْتِهْوَاءِ |
|
قَدْ هَيَّأَتْ آيَاتُهُ لِوُفُودِهَا | |
|
| فِي مِصْرَ عَنْ أُمَمٍ أَحَبَّ لِقَاءِ |
|
لاَ يُوقِظَ الأَقْوَامَ إِلاَّ مُنْشِدٌ | |
|
| غَردٌ يُنَبِّهُ نَائِمَ الأَصْدَاءِ |
|
كَلاًّ وَلَيْسَ لَهَا فَخَارٌ خَالِصٌ | |
|
| كَفَخَارِهَا بِنَوَابِغِ الشُّعَرَاءِ |
|
يا مِصْرُ بَاهِي كُلَّ مِصْرٍ بِالأولَى | |
|
| أَنْجَبْتِ مِنْ أَبْنَائِكِ الْعُظَمَاءِ |
|
حَفَلُوا لأَحْمَدَ حَفْلَةً مَيْمُونَةً | |
|
| لَمْ تَأْتِ في نَبَإٍ مِنَ الأَنْبَاءِ |
|
مَا أَحْمَدٌ إلاَّ لِوَاءُ بِلاَدِهِ | |
|
| فِي الشَّرْقِ يَخْفُقُ فَوْقَ كُلِّ لِوَاءِ |
|
عَلَمٌ بِهِ الوَادِي أَنَافَ عَلَى ذُرىً | |
|
| شُمِّ الْجِبَالِ بِذُرْوَةٍ شَمَّاءِ |
|
بَسَمَتْ ذُؤَابَتُهُ وَمَا زَانَ الرُّبَى | |
|
| فِي هَامَهَا كَالحِلْيَةِ الْبَيْضَاءِ |
|
هَلْ فِي لِدَاتٍ أَبِي عَلِيٍّ نِدُّهُ | |
|
| إِنْ يَصْدُرَا عَنْ هِمَّةٍ وَمَضَاءِ |
|
أَوْ شَاعِرٍ كَأَبِي حُسَيْنٍ آخِذٍ | |
|
| مِنْ كُلِّ حَالٍ مَأْخَذَ الْحُكَمَاءِ |
|
فَهِمَ الحَيَاةَ عَلَى حَقِيقَةِ أَمْرِهَا | |
|
| فأَحَبَّهَا مَوْفُورَةَ النَّعْمَاءِ |
|
يَجْنِي دَوَانِيهَا وَلاَ يَثْنِيهِ مَا | |
|
| دُونَ القَواصِي مِنْ شَدِيدِ عَنَاءِ |
|
يقْضِي مُنَاهُ أَنَاقَةً فِي عيْشِهِ | |
|
| وَيَفِيَ بِحَقِّ المَجْدِ أَيَّ وَفَاءِ |
|
عَظُمَتْ مَوَاهِبُهُ وَأَحْرَزَ مَا اشْتَهَى | |
|
| مِنْ فِطْنَةٍ خَلاَّبَةٍ وَذَكَاءِ |
|
إِنْ تَلْقَهُ تَلْقَ النُّبُوغَ مُمَثَّلاً | |
|
| فِي صُورَةِ لَمَّاحَةِ اللَّأْلاَءِ |
|
طُبِعَتْ مِنَ الحُسْنِ العَتِيقِ بِطَابَعٍ | |
|
| وَضَّاحِ آيَاتٍ بَدِيعِ رُوَاءِ |
|
زَانَ الخَيَالُ جَمَالَهَا بِسِمَاتِهِ | |
|
| وَأَعَارَهَا قَسَمَاتِهِ لِبَقَاءِ |
|
واليَوْمَ إِذْ وَلَّى الصَّبَا لَمْ يَبْقَ مِنْ | |
|
| أَثَرٍ عَلَيْهَا عَالِقٍ بَفَنَاءِ |
|
لاَ شَيءَ أَرْوَعُ إِذْ تَكُونُ جَلِيسَهُ | |
|
| مِنْ ذلِكَ الرَّجُلِ القَرِيبِ النَّائِي |
|
أَبَداً يُقَلَّبُ نَاظِرَيْهِ وَفِيهِمَا | |
|
| تَقْلِيبُ أَمْوَاجٍ مِنَ الأَضْوَاءِ |
|
يرَنْو إِلى العَلْيا بِسَامي طَرْفِهِ | |
|
| وَيُلاَحِظُ الدُّنْيَا بِلاَ إِزْرَاءِ |
|
يُغْضِي سَمَاحاً عنْ كَثِيرٍ جَفْنُهُ | |
|
| وَضَمِيرُهُ أَدْنَى إِلى الإِغْضَاءِ |
|
فَإِذَا تُحَدِّثُهُ فَإِنَّ لَصَوْتَهَ | |
|
| لَحْناً رَخِيمَ الْوَقْعِ في الْحَوْبَاءِ |
|
فِي نُطْقِهِ الدُّرُّ النَفِيسُ وَإِنَّمَا | |
|
| تَصْطَادُهُ الأَسْمَاعُ بِالإِصْغَاءِ |
|
لَكِنَّ ذَاكَ الصَّوْتَ مِنْ خَفْضٍ بِهِ | |
|
| يَسْمُو الْحِفَاظُ بِهِ إِلى الْجَوْزَاءِ |
|
أَعْظِمْ بِشَوْقِي ذَائِداً عَنْ قَوْمِهِ | |
|
| وَبِلاَدِهِ فِي الأَزْمَةِ النَّكْرَاءِ |
|
لَتَكَادُ تَسْمَعُ مِنْ صَريرِ يَرَاعِهِ | |
|
| زأْراً كَزَأْرِ الأُسْدِ فِي الْهَيْجَاءِ |
|
وَتَرَى كَأّزْنِدَةٍ يَطِيرُ شَرَارُهَا | |
|
| مُتَدَارِكاً فِي الأَحْرُفِ السَّوْدَاءِ |
|
وَتُحِسُّ نَزْفَ حُشَاشَةٍ مَكْلُومَةٍ | |
|
| بِمَقَاطِرِ الْياقُوتَةِ الحُمْرَاءِ |
|
فِي كُلِّ فَنٍ مِنْ فُنُونِ قَرِيضِهِ | |
|
| مَا زَالَ فَوْقَ مَطَامِعِ النُّظَرَاءِ |
|
أَمَّا جَزَالَتُهُ فَغَايَةُ مَا انْتَهَتْ | |
|
| شَرَفاً إِليْهِ جَزَالَةُ الفُصَحَاءِ |
|
وَتَكَادُ رِقَّتُهُ تَسِيلُ بِلَفْظِهِ | |
|
| فِي المُهْجَةِ الظَّمْأَى مَسِيلَ المَاءِ |
|
لَوْلاَ الْجَديدُ مِنَ الْحَلَى فِي نَظْمِهِ | |
|
| لَمْ تَعْزُهُ إِلاَّ إِلى الْقُدَمَاءِ |
|
نَاهِيكَ بِالْوَشْيِ الأَنِيقِ وَقَدْ زَهَا | |
|
| مَا شَاءَ فِي الدِّيبَاجَةِ الْحَسْنَاءِ |
|
يَسْرِي نَسِمُ اللُّطْفِ فِي زِينَاتِهَا | |
|
| مَسْرَى الصِّبَا فِي الرَّوْضَةِ الْغَنَّاءِ |
|
هَتَكَتْ قَريحَتُهُ السُّجُوفَ وَأَقْبَلَتْ | |
|
| تَسْبِي خَبَايَا النَّفْسِ كلَّ سِبَاءِ |
|
فَإِذَا النَّوَاظِرُ بَيْنَ مُبْتَكرَاتِهِ | |
|
| تُغْزَى بِكُلِّ حَيِية عَذْرَاءِ |
|
فِي شدْوِهِ وَنُوَاحِهِ رَجْعٌ لِمَا | |
|
| طَوِيَتْ عَلَيْهِ سَرَائِرُ الأَحْيَاءِ |
|
هَلْ فِي السَّمَاعِ لِبَث آلامِ الْجَوَى | |
|
| كَنُوَاحِهِ وَكَشَدْوِهِ بِغِنَاءِ |
|
يشْجِي قَدِيمُ كَلاَمِهِ كَجَدِيدهِ | |
|
| وَأَرَى الْقَدِيمَ يَزِيدُ فِي الإِشْجَاءِ |
|
فَمِنَ الْكَلاَمِ مُعَتَّقٌ إِنْ ذُقْتَهُ | |
|
| ألْفَيْتَهُ كَمُعَتَّقِ الصَّهْبَاءِ |
|
مَلأَتْ شَوَارِدُهُ الْحَوَاضِرَ حِكْمَةً | |
|
| وَغَزَتْ نُجُوعَ الْجَهْلِ فِي البَيْدَاءِ |
|
وَتُرَى الدَّرَارِي فِي بُحُورِ عَرُوضَهِ | |
|
| وَكَأّنَّهُنَّ دَنَتْ بِهِنَّ مَرَائِي |
|
كَمْ فِي مَوَاقِفِهِ وَفِي نَزَعَاتِهِ | |
|
| مِنْ مُرْقِصَاتِ الْفَنِّ وَالإِنْشَاءِ |
|
كَمْ فِي سَوَانِحِهِ وَفِي خَطَرَاتِهِ | |
|
| مِنْ مُعْجِزَاتِ الْخَلْقِ وَالإِبْدَاءِ |
|
رَسَمَ النُّبُوغُ لَهُ بِمُخْتَلِفَاتِهَا | |
|
| صُوَراً جَلاَئِلَ فِي عُيُون الرَّائِي |
|
أَلمَمْتُ مِنْ شَوْقِي بِنَحُوٍ وَاحِدٍ | |
|
| وَجَلاَلُهُ مُتَعَدِّدُ الأَنْحَاءِ |
|
مَلأَتْ مَحَاسِنُهَا قُلُوبَ وَلاَتِهِ | |
|
| وَتَثَبَّتَتْ فِي أَنْفْسِ الأَعْدَاءِ |
|
لِلهِ شَوْقِي سَاجِياً أَوْ ثَائِراً | |
|
| كَاللَّيْثِ وَالْبُرْكَانِ وَالدَّأْمَاءِ |
|
لِلهِ شَوْقِي فِي طَرَائِقِ أَخْذِهِ | |
|
| بِطَرَائِفِ الأَحْوَالِ وَالأَشْيَاءِ |
|
فِي لَهْوِهِ وَسُرُورِهِ فِي زُهْوِهِ | |
|
| وَغُرُورِهِ فِي الْبَثِّ وَالإِشْكَاءِ |
|
فِي حُبِّهِ للِنِّيلِ وَهْوَ عِبَادَةٌ | |
|
| للِرَازِقِ الْعُوَّادِ بِالآلاَءِ |
|
فِي بِرِّهِ بِبِلاَدِهِ وَهِيَامِهِ | |
|
| بِجَمَالِ تَلْكَ الْجَنَّةِ الْفَيْحَاءِ |
|
فِي وَصْفَهِ النْعَمَ التِي خصت بِهَا | |
|
| مِن حُسْنِ مُرْتَبُعٍ وَطِيبِ هَوَاءِ |
|
فِي ذِكْرِهِ مُتَبَاهِياً آثَارَهَا | |
|
| وَمَآثِرَ الأَجْدَادِ وَالآباءِ |
|
فِي فَخْرِهِ بِنُهُوضِهَا حَيْثُ الرَّدَى | |
|
| يَهْوِي بِهَامِ شَبَابِهَا النُّبَهَاءِ |
|
فِي شُكْرِهِ لِلْمَانِعِينَ حِياَضَهَا | |
|
| وَحُمَاةِ بَيْضَتِهَا مِنَ الشُّهَدَاءِ |
|
فِي حَثَّهِ أَعْوَانَ وَحْدَتِهَا عَلَى | |
|
| وُدٍّ يُؤَلِّفُ شَمْلَهُمْ وَإِخَاءِ |
|
مَتَثَبِّتِينَ مِنَ الْبِنَاءِ برُكْنِهِ | |
|
| لِتَمَاسُكِ الأَعْضَادِ وَالأَجْزَاءِ |
|
فِي نُصْحِهِ بِالعِلْمِ وَهْوَ لأَهْلِهِ | |
|
| حِرْزٌ مِنَ الإِيهَانِ وَالإِيهَاءِ |
|
فِي وَصْفِهِ الآيَاتِ مِمَّا أبْدَعَتْ | |
|
| أُممٌ يَقِظْنَ وَنَحْنُ فِي إِغْفَاءِ |
|
وَصْفٌ تَفَنَّنَ فِيهِ يُغْرِي قَوْمَهُ | |
|
| بِالأَخْذِ عَنْهَا أشْرَفَ الإِغْراءِ |
|
لَمْ يُبْقِ مِنْ عَجَبٍ عُجَابٍ خَافِياً | |
|
| فِي بَطْنِ أَرْضٍ أَوْ بِظَهْرِ سَمَاءِ |
|
هَذَا إِلى مَا لاَ يُحِيطُ بِوَصْفِهِ | |
|
| فِكْرِي وَدُونَ أَقَلَّهِ إِطْرَائِي |
|
بَلَغتْ خِلاَلُ الْعَبْقَرِيَّةِ تِمَّهَا | |
|
| فِيهِ وَجَازَتْ شَأْوَ كُلِّ ثَنَاءِ |
|
فَإذَا عَيِيتُ وَلَمْ أَقُمْ بِحُقُوقِهَا | |
|
| فَلَقَدْ يَقُومُ الْعُذْرُ بالإِبْلاءِ |
|
مَاذَا عَلَى مُتَنَكِّبٍ عَنْ غَايَةٍ | |
|
| وَالشَّوْطُ لِلأَنْدادِ والأَكْفَاءِ |
|
أًعَلِمْتَ مَا مِنّي هَوَاهُ وَإِنَّهُ | |
|
| لَنَسِيجُ عُمْرٍ صَدَاقَةٍ وَفِدَاءِ |
|
أَيْ حَافِظَ الْعَهْدِ الَّذِي أَدْعُو وَمَا | |
|
| أَخْشَى لَدَيْهِ أَنْ يَخِيبَ دُعَائِي |
|
أَدْرِكْ أَخاكَ وَأَوْلِهِ نَصْراً بِمَا | |
|
| يَنْبُو بِهِ إِلاَّكَ فِي الْبُلَغَاءِ |
|
جل المَقَامُ وقَدْ كَبَتْ بِي هِمَّتي | |
|
| فَأَقِلْ جَزَاكَ اللهُ خَيْرَ جَزَاءِ |
|
يَأْبَى عَلَيْكَ النُّبْلُ إِلاَّ أَنْ تُرَى | |
|
| فِي أَوَّلِ الْوَافِينَ لِلزُّمَلاَءِ |
|
وَالشَّرْقُ عَالِي الرَّأْسِ مَوْفُوُرُ الرِّضَى | |
|
| بِرِعَايَةِ النُّبَغَاءِ لِلنُّبَغَاءِ |
|
يَا مَنْ صَفَا لِي وُدُّهُ وَصَفَا لَهُ | |
|
| وُدِّي عَلَى السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ |
|
فَأَعَزَّنِي يَوْمَ الْحِفَاظِ وَلاَؤُه | |
|
| وَأَعَزَّهُ يَوْمَ الْحِفَاظِ وَلاَئِي |
|
وَعَرَفْتُ فِي نَادِي الْبَيَانِ مَكَانَهُ | |
|
| وَمَكَانُهُ الأَسْنَى بِغَيْرِ مِرَاءِ |
|
يَهْنِيكَ هَذَا الْعِيدُ دُمْ مُسْتَقْبِلاً | |
|
| أَمْثَالَهُ فِي صِحَّةِ وَصَفَاءِ |
|
حَيِّ الرِّفَاقَ الأَكْرَمِينَ وَقُلْ لَهُمْ | |
|
| إِنَّا لَكُمْ فِي عِيدِكُمْ شُرَكَاءُ |
|
مَا بَيْنَ مِصْرَ وَبَيْنَ لُبْنَانَ مَدَىً | |
|
| نَاءٍ وَقَدْ أَدْنَى الْقُلُوبَ إِخاءُ |
|
إِنَّ الَّذِي أَجْمَعْتُمُ إِكْرَامَهُ | |
|
| لَمْ تَخْتِلفْ فِي حُبِّهِ الأَهْوَاءُ |
|
فِي عِيدِهِ الْفِضِّيِّ زَمْرٌ تَنْجَلي | |
|
| بِبَيَاضِهِ أَخْلاَقُهُ العَزَّاءُ |
|
خَدَمَ المُوَاطِنَ خِدَمَةً لَمْ يَأْتِهَا | |
|
| إِلاَّ الرُّعَاةُ الْجِلْسَةُ العُظَمَاءُ |
|
وَبَنَى لأُمَّتِهِ فَخَاراً بَعْدَ أَن | |
|
| كَادَتْ تَلُمُّ بِعِرْضِهَا الأَرْزَاءُ |
|
مُسْتَنْصِراً إِيمانَهُ وَثَبَاتَهُ | |
|
| وَخُلُوصَهُ إِنْ فَاتَهُ النُّصَرَاءُ |
|
يَرْعَى مَدَارِسَهَا وَيَكْلأُ نِشْأَهَا | |
|
| وَالنِّشْءُ لِلْعَهْدِ الجَدِيِدِ بِنَاءُ |
|
وَيَعِمُّ كُلَّ مَبَرَّةٍ بِعِنَايَةٍ | |
|
| مِنْهُ فَلَمْ يُخْصِصْ بِهَا الْفُقَرَاءُ |
|
مُتُعَهِّداً أَبَداً رَعِيَّتَهُ فَلاَ | |
|
| سَأْمٌ يُثَبِّطُهُ وَلاَ أَعْيَاءُ |
|
زُهِيَتْ مَوَاعِظُهُ بِكُلِّ يَتِيمَةٍ | |
|
| فِي كُلِّ دَاجِيَةٍ لَهَا لأْلاَءُ |
|
إنْ أكْبَرَ الْعُلَمَاءُ حِكْمَتَهُ فَقَدْ | |
|
| فُتِنَتْ بِحُسْنِ بَيَانِهَا الأُدَبَاءُ |
|
تَقْوَى وَعَقْلٌ رَاجِحٌ وَطَوِيَّةٌ | |
|
| لاَ تَلْتَوِي وَكِيَاسَةٌ وَذَكَاءُ |
|
وَعَزِيَمَةٌ غَلاَّبَةٌ وَفَصَاحَةٌ | |
|
| خَلاَّبَةٌ وَكَرَامَةٌ وَإِبَاءُ |
|
هَذِي مَنَاقِبُهُ وَحَسْبِي ذِكْرُهَا | |
|
| حَتَّى يُخَيِّلَ أَنَّهُ إِطْرَاءُ |
|
إنْ لَمْ يَكُنْ شُكْرُ العَدَولِ جَزَاءَهَا | |
|
| فَعَلاَمَ في الدُّنْيَا يَكُونُ جِزَاءُ |
|
لَمْ تُطِيقِي بَعْدَ الأَلِيفِ الْبَقَاءَ | |
|
| وَكَرِهْتِ الْحَيَاةَ أَمْسَتْ شَقَاءَ |
|
فَوَهَى قَلْبُكِ الْكَسِيرُ الْمُعَنَّى | |
|
| وَتَعَجَّلْتِ لِلرَّحِيلِ الْقَضَاءَ |
|
مَا الَّذِي يَفْعَلُ الدَّوَاءُ إِذَا لَمْ | |
|
| يَبْقَ في الْجِسْمِ مَا يُعِينُ الدَّوَاءِ |
|
خِيلَ أَنَّ الْوَفَاءَ أَكْدَى إلىَ أن | |
|
| شَهِدَ النَّاسُ مِنْكِ هَذَا الْوَفَاءَ |
|
كَمْ رَجَوْنَا لَكِ الشِّفَاءَ وَخَارَ اللَّ | |
|
| هُ في غَيْرِ مَا رَجَوْنَا الشِّفَاءَ |
|
هَكَذَا شَاءَ وَالْمَصِيرُ إِلَيْهِ | |
|
| وَلَهُ الأَمْرُ فَلْيَكُنْ مَا شَاءَ |
|
أسَفٌ أَنْ يُغَيِّبَ الْقَبْرُ رُوحاً | |
|
| مَلَكِيّاً وَطَلْعَةً زَهْرَاءَ |
|
أَيْنَ ذَاكَ الْبَهَاءُ يُجْرِي عَلَى مَا | |
|
| حَوْلَهُ بَهْجَةً وَيُلْقِي بَهَاءَ |
|
أَيْنَ ذَاكَ السَّخَاءُ يَكْفِي الْيَتَامَى | |
|
| وَالأَيَامَى ويَنْصُرُ الضُّعَفَاءَ |
|
أَيْنَ ذَاكَ الْحَيَاءُ عَنْ عِزَّةٍ لاَ | |
|
| عَنْ تَعَالٍ وَحَيِّ ذَاك حَيَاءَ |
|
عَرَفَتْهَا مَعَاهِدُ الْعِلْمِ وَالآدا | |
|
| بِ وَالْبِرِّ لاَ تَمَلُّ عَطَاءَ |
|
كَانَ صَدْرُ النَّدِيِّ يَهْتَزُّ تِيهاً | |
|
| حِينَ تَحْتَلُّهُ وَيَزْهُو رُوَاءَ |
|
أَفْضَلُ الأُمَّهَاتِ جَفَّ حَشَاهَا | |
|
| مَنْ يُعَزِّي الْبَنَاتِ وَالأَبْنَأءَ |
|
نَشَّأَتْهُنَّ صَالِحَاتٍ وَرَبَّتْهُمْ | |
|
| كُرَمَاءً أَعَزَّةً نُجَبَاءَ |
|
غَانِيَاتٍ فُقْنَ اللِّدَاتِ جَمَالاً | |
|
| وَكَمَالاً وَرِقَّةً وَذَكَاءَ |
|
وَشَبَاباً هُمْ نُخْبَةٌ في شَبَابِ الْعَصْ | |
|
| رِ عِلْماً وَحِكْمَةً وَمضَاءَ |
|
آلَ سَمْعَانَ إِنَّ رُزْءًا دَهَاكُمْ | |
|
| تِلْوَ رُزْءٍ قَدْ هَوَّنَ الأَرْزَاءَ |
|
لَمْ يَكُنْ بِالْكَثِيرِ لَوْ كَانَ تُجْدِي | |
|
| أَنْ تَسِيلَ النُّفُوسُ فِيهِ بُكَاءَ |
|
غَيْرَ أَنَّ الَّتِي إلىَ اللهِ آبَتْ | |
|
| خَلَّفَتْ لِلْمُفْجَعِينَ عَزَاءَ |
|
مَا تَوَلَّتْ عَنْكُمْ وَقَدْ تَرَكَتْ آ | |
|
| ثَارَهَا النَّاطِقَاتِ وَالأَنْبَاءَ |
|
ذِكْرَيَاتٍ تَهْدِي إلى الْخَيْرِ مَنْ ضَ | |
|
| لَّ سَبِيلاً وَتَنْفَعُ الأَحْيَاءَ |
|
شَيَّعَتْ مِصْرُ نَعْشَهَا بِاحْتِفَالٍ | |
|
| قَلَّما شَيَّعَتْ بِهِ الْعُظَمَاءَ |
|
وَقَضَتْ وَاجِبَ الْوَدَاعِ لِفَضْلٍ | |
|
| لاَ يُسَامِي بِهِ الرِّجَالُ النِّسَاءَ |
|
جَارَةَ الْخُلْدِ لَيْسَ في الْخُلْدِ نَأْيٌ | |
|
| بَعْدَ أَنْ يُدْرِكَ الْمُحِبُّ اللِّقَاءَ |
|
فُزْتِ مِنْهُ بِطَيِّبَاتِ الأَمَانِي | |
|
| فَاغْنَمِيهَا مَثُوبَةً وَجَزَاءَ |
|
إِنَّ في الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ لَسِرّاً | |
|
| أَبَدِيّاً يُحَيِّرُ الْعُقَلاَءَ |
|
نَحْنُ مِنْهُ في ظُلْمَةٍ تَتَدَجَّى | |
|
| وَلَقَدْ جُزْتِهَا فَعَادَتْ ضِيَاءَ |
|
فَدَحَ الْخَطْبُ يَا عَفِيفَةُ في هِجْ | |
|
| رَانِكِ الأَقْرِبَاءَ وَالأًوْلِيَاءَ |
|
فاعْذِرِي حُزْنَنَا فَإِنَّا عَلَى الأَرْ | |
|
| ضِ وَطُوبَاكِ أَنْ بَلَغْتِ السَّمَاءَ |
|
في هُجْرَةٍ لاَ أُنْسَ فِيهَا | |
|
| لِلْغَرِيبِ وَلاَ صَفَاءْ |
|
|
| قَذْقَ العَوَاطِفِ لِلْهِبَاءْ |
|
وَتُحيطُ بِي لُجَجُ الصَّرُوفِ | |
|
| فَمِنْ بَلاَءٍ فِي بَلاَءْ |
|
يَا عَزِيزَيْنَا اللَّذَيْنِ اقْتَرَنَا | |
|
| لِيَكُنْ عَيْشُكُمَا عَيْشَ صَفَاءْ |
|
خَيْرَ مَا يَدْعُو الْمُحِبُّونَ بِهِ | |
|
| لَكُمَا نَسْلَ كَرِيمٍ وَرِفَاءْ |
|
أَنَّ أَدْلِينَ عَرُوسٌ كَمُلَتْ | |
|
| بِمَعَانٍ خَيْرِ مَا فيها الوَفَاءْ |
|
وَدِمِتْرِي ذُو خِصَالٍ يُزْدَهَى | |
|
| بِحِلاَهَا الصَّادِقُونَ الشُّرَفَاءْ |
|
|
|
تِلْكَ الْجَلاَلَةُ كَانَتْ | |
|
| صِدْقاً فَصَارَتْ رِيَاءَ |
|
|
|
|
| فِي الأَعْجَلِينَ فَنَاءَ |
|
|
|
أَدُمْيَةٌ فِي يَدَيْكُمْ | |
|
| بِالصِّبْغِ تُعْطَى رُوَاءَ |
|
يَا حَسْرَةَ الفَنِّ مِمَّنْ | |
|
|
وَلاَ يَرَى الْحُسْنَ إِلاَّ | |
|
|
|
|
تَفْدِي التَّلاَوِينُ أَبْقَى | |
|
| مَا كَانَ مِنْهَا حَيَاءَ |
|
|
|
وَمَا أَلَى وَفْقَ أَسْمَى | |
|
| مَعْنَىً أُرِيِدَ أَدَاءَ |
|
|
| سَلاَمَةِ الذَّوْقِ جَاءَ |
|
|
|
وَغُبْرَةً يَكْرَهُ الْفَ | |
|
|
وَصَدْأَةً يَأْنَفُ الْحُسْ | |
|
|
لَيْسَ الْعَتِيقُ إِذَا جَا | |
|
|
خَمْسُونَ عَاماً تَقَضَّيْ | |
|
|
فِي صُنْعِ وَشْيٍ دَقِيقٍ | |
|
|
وَاهِي النَّسِيلِ دَقِيقِ النَّ | |
|
| سِيجِ مَا اللُّطْفُ شَاءَ |
|
لَكِنْ مَتِينٌ عَلَى كَوْ | |
|
|
يَزِيدُهُ الدَّهْرُ قَدْراً | |
|
|
وَيَسْتَعِيرُ لأَبْقَى الْ | |
|
|
|
|
وَالنُّورَ سَخَّرْنَ كَيْمَا | |
|
|
وَالحَرَّ وَالْبَردَ أَعْمَلْ | |
|
|
حَتَّى كَسَوْنَ حَدِيدَ التِّ | |
|
|
|
|
مِمَّا تَخُطُّ المَعَالِي | |
|
| عَلَى الرِّجَالٍِ ثَنَاءَ |
|
غَيْرَ الْحُرُوفِ رُسُوماً | |
|
|
مَا زِلْنَ يَأْبَيْنَ إِلاَّ | |
|
|
ذَاكَ الْغِشَاءُ وَقَدْ تَ | |
|
|
|
|
|
|
|
| يَةِ الجَلاَلِ الْعَفَاءَ |
|
فَبَيْنَمَا النُّصُبُ الْفَخْ | |
|
|
إِذْ عَادَ بِالدَّهْنِ وَالصَّقْ | |
|
|
|
|
لَيْلاَءَ تُرْسِلُ مِنْ كُ | |
|
|
كَأّنَّهَا لَفَتَاتُ التَّ | |
|
|
وَلَيْسَ يَأْلو المُدَاجِي | |
|
|
نَظَرْتُ والشَّعْبُ يأْسَى | |
|
|
وَالفَنُّ يَسْتَنْزِفُ الدَّمْ | |
|
|
وَمِصْرُ فِرْعَوْنَ مِنْ أَوْ | |
|
|
|
| كَ الأُفْعُولَةَ النَّكْرَاءَ |
|
فَقُلْتُ لِلْجَهْلِ وَالغَ | |
|
|
يَا قَاتِلَ الشَّرْقِ بِالتُّرَّ | |
|
|
أَمَالِيءٌ الْكَوْنِ فِي وَقْ | |
|
|
|
|
|
|
وخَيْرُ مَنْ رَدَّ بِالْعَدْ | |
|
|
|
| هِ إِنْ رَمَى الأَعْدَاءَ |
|
|
|
|
|
|
| وَالْعِزُّ يَبْكِي إِبَاءَ |
|
|
|
إِذاَ الْجَوَادُ وَرَبُّ الْ | |
|
| جَوَادِ بِالْهُونِ بَاءَا |
|
فِي زِينَة لَسْتَ تَدْرِي | |
|
|
تَرُدُّ هَيْبَةَ ذَاكَ الْ | |
|
|
أَكْبِرْ بِذَاكَ افْتِرَاءً | |
|
| عَلَى الْعُلَى وَاجْتِرَاءَ |
|
ذَنْبٌ جَسِيمٌ يَقِلُّ الْ | |
|
|
مِنْ فِعْلِ زُلْفَى عَلَى الْ | |
|
| قُطْرِ جَرَّتِ الأَرْزَاءَ |
|
وَالْيَوْمَ تَغْسِلُ أَعْلاَ | |
|
|
أَيهَا الفُرْسَانُ رُوَّادَ السَّمَاءْ | |
|
| إِنَّنَا قَوْم إلى المَجْدِ ظِمَاءْ |
|
خَبِّرُونَا وَانْقَعُوا غُلَّتَنَا | |
|
| كَيْفَ جَوُّ السَّائِدِينَ العُظَمَاءْ |
|
كَيْفَ جُوُّ الفَتْحِ فِيمَا سَخَّرَتْ | |
|
| مِنْ قُرَى الدُّنْيَا عُقُولُ العُلَمَاءْ |
|
كَيْفَ جَوُّ العَبْقَرِيَّاتِ وَقَدْ | |
|
| شَالَتِ الأَطْوَادُ فِيهِ كَالْهَبَاءْ |
|
خَفَقَتْ أَلْوِيَةُ الغَرْبِ وَلَمْ | |
|
| يَكُ بِالأَمْسِ لَنَا فِيهِ لِوَاءْ |
|
فَلَنَا اليَوْمَ بِهِ أَجْنِحَةٌ | |
|
| وَلَنَا أَبْطَالُنَا وَالشُّهَدَاءْ |
|
هَبَطَ النَّسْرُ بِفَرْخَيْهِ وَمَا | |
|
| كَانَ صَيَّادُهُمَا غَيْرَ القَضَاءْ |
|
أَيَّ سَطْرٍ فِي المَعَالِي كَتَبَا | |
|
| بِالزَّكِيِّ الحُرِّ مِنْ تِلكَ الدِّمَاءْ |
|
قُتِلاَ فِي حُب مِصْرٍ وَلَهَا | |
|
| كُلُّنَا بِالمَالِ وَالرُّوحِ فِدَاءْ |
|
نَحْنُ فِي دَارِ الأَسَى نَبْكِيهِمَا | |
|
| وَهُمَا فِي الخَالِدِينَ السُّعَدَاءْ |
|
شَرَفٌ لَوْ بَذَلَ المَرْءُ بِهِ | |
|
| عُمْرَهُ لَمْ يَكْنِ العُمْرُ كِفَاءْ |
|
بيْنَ مَنْ يَرْثِي وَمَنْ يُرْثَى لهُ | |
|
| أَكْثَرُ الأَحْيَاءِ أَوْلَى بِالرِّثَاءْ |
|
أيُّهَا السِّرْبُ المُوَافِي وَبِهِ | |
|
| عَن فَقِيدَيْهِ العَزِيزَيْنِ عَزَاءْ |
|
هَاتِ نَسِّمْنَا نَسِيماً طَاهِراً | |
|
| لَمْ يُكّدَّرْ بِقَذىً مِنْهُ الصَّفَاءْ |
|
خَالصِاً مِنْ أَثَرِ السُّمِّ الَّذِي | |
|
| يُفْسِدُ الذُّلُّ بِهِ طَلْقَ الْهَوَاءْ |
|
مَا شَعُورُ المَرْءِ فِي تِلْكَ العُلَى | |
|
| حِينَ يَرْقَى وَلَهُ مُلْكُ الفَضَاءْ |
|
أَيَرَىَ فِي الشَّامِخَ المُنْدَاحِ مِنْ | |
|
| دُونِهِ كَيْفَ مَآلُ الكِبْرِيَاءْ |
|
أَيَرَى وَالبَحْرُ مَرْدُودٌ إِلى | |
|
| مُلْتَقَى حَدَّيْهِ مَا حَدُّ البَقَاءْ |
|
أَيَرَى الضِّدَّيْنِ مِنْ خَفْضٍ وَمِنْ | |
|
| رِفْعَةٍ صَارَا إِلى شَيْءٍ سَوَاءْ |
|
جَوْلَةٌ لِلْمَرْءِ إِنْ يَسْمُ بِهَا | |
|
| فَبِهَا كُلُّ الرِّضَى قَبْلَ الفَنَاءْ |
|
نَزَلَ الأُسْطُولُ فِي أَعْيُنِنا | |
|
| مَنزِلَ القُوَّةِ مِنْهَا وَالضِّيَاءْ |
|
وَتَلَقَّتْهُ الحَنَايَا هَابِطاً | |
|
| مَهْبِطَ اليَقْظَةِ مِنْهَا وَالرَّجَاءْ |
|
فَرِحَ الأَحْيَاءُ فِي مِصْرَ بِهِ | |
|
| فَرَحاً لَمْ يَنْتَقِصْ مِنْهُ مِرِاءْ |
|
وَاسْتَقَرَّتْ مِنْ مُنىً مَقْلِقَةٍ | |
|
| لَمَثَاوِيَهَا بَقَايَا القُدَماءْ |
|
شَرَفاً يَا سِرْبُ لاَ يَكْرُثْكَ فِي | |
|
| عَزَّةِ الفَوْزِ نَكِيرُ السُّفَهَاءْ |
|
هَلْ تَنَالُ الصَّائِلَ الجَائِلَ فِي | |
|
| فَلَكِ النَّسْرِ سِهَامٌ مِنْ هَوَاءْ |
|
قُسِمَ العَيْشُ وَأَدْنَى قِسْمَةٍ | |
|
| فِيهِ لِلمُسْتَسْلِمِينَ الضُّعَفَاءْ |
|
منْذ أَزْمَعْتَ مَآباً وَعَدَتْ | |
|
| دُونَهُ الأَخْطَارُ فِي تِلْكَ الجِوَاءْ |
|
كُلُّ نَفْسٍ وَجَمَتْ مِنْ خَشْيَةٍ | |
|
| وَأَحَسَّتْ مَا تُعَانِي مِنْ بَلاَءْ |
|
إِنِّمَا البُعْدُ عَنِ القَلْبِ نَوىً | |
|
| لَيْسَ مِنْ يَنْأَى عَنِ العَيْنِ بِنَاءْ |
|
مَنْ تَرَاهُ يَصِفُ الوَجْدَ الَّذِي | |
|
| وَجَدُوهُ إِنْ دَنَا يَوْمُ اللِّقَاءْ |
|
أَلْقَوُا السَّمْعَ إِلى الغَيْبِ وَقَدْ | |
|
| حَبَسُوا الأًنْفَاسَ حَتَّى قِيلَ جَاءْ |
|
فَتَمَثَّلتَ لَهُمْ فِي صُورَةٍ | |
|
| مَا رَأَتْ أَرْوَعَ مِنْهَا عَيْنُ رَاءْ |
|
مِصْرُ فِي الوَجْهَيْنِ شَطْراً مُهْجَةٍ | |
|
| خَفَقَتْ لِلْعَائِدِينَ البُسَلاَءْ |
|
وَتَمَلَّتْ غِبْطَةً ضَاعَفَهَا | |
|
| بَاعِثُ العُجْبِ وَدَاعِي الخُيَلاَءْ |
|
|
|
من أن يفارق حسن وجهك مهجتي | |
|
|
ذَاكَ الهَوَى أَضْحَى لِقَلْبِي مَالِكا | |
|
| وَلِكُلِّ جانِحَةٍ بِجِسْمِي مَالِئا |
|
فَبِمُهْجَتِي ثَوَرَانُ بُرْكَانٍ جَوَى | |
|
| وَبِظَاهِري شَخْصٌ تَراهُ هَادِئاً |
|
الغَيْثُ جِدّاً في نِهَايَةِ أَمْرِهِ | |
|
| مَا خِلْتُهُ إِحْدَى المَهَازِلِ بَادِئا |
|
طَرَأَتْ عَليَّ صُرُوفُهُ مِنْ لَحْظَةٍ | |
|
| في حِين أَحْسَبُنِي أَمَنْتُ لَطَارِئا |
|
وَلَقَدْ َأَرَاهُ مَسْتَزِيداً شَقْوَتِي | |
|
| لَوْ كَانَ لِي بَدَلُ الْمَحَبَّةِ شَانِئا |
|
إنِّي لأَسْأَلُ بَارِئِي وَلَعَلَّهَا | |
|
| أَوْلى ضِراعَاتِي أٌرَجِّي البَارئَا |
|
أُمْنِيَتِي قُرْبِي لِشَمْسِي سَاعَةٌ | |
|
| فَأَبِيدُ مُحْتَرِقاً وَلَكِنْ هَانِئَا |
|
بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ | |
|
| فِي ظِلاَلَ الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ |
|
وَاسْلَمِ الدَّهْرَ فَائِزاً بِمَزِيدٍ | |
|
| فَمزِيدٍ مِنْ سَابِغِ الآلاَءِ |
|
إِنَّ نَسْلاً إِلَى العَفِيفَةِ يُنْمَى | |
|
| لَجَدِيرٌ بِأَوْفَرِ النَّعْمَاءِ |
|
غَادَةٌ بَلْ قِلاَدَةٌ مِنْ مَعَانٍ | |
|
| جُمِعَتْ في فَرِيدَةٍ زَهْرَاءِ |
|
صُورَةٌ مِنْ بَشَاشَةٍ تَتَجَلَّى | |
|
| فِي حُلِيِّ الشَّمَائِلِ العَصْمَاءِ |
|
نِعْمَتِ الأُمُّ أَنْجَبَتْ خِيرَةَ الأُوْ | |
|
| لاَدِ لِلبِرِّ وَالنَّدَى وَالْوَفَاءِ |
|
نِعْمَتِ الزَّوْجُ عِفَّةُ وَوَلاَءً | |
|
| لِلْقَرِينِ الْحُرِّ الصَّدُوقِ الْوَلاَءِ |
|
إِنَّ سَمْعَانَ شَيْخُنَا وَحَبِيبُ اللَّ | |
|
| هِ وَالخَلْقِ كُلِّهِمْ بِالسَّواءِ |
|
هُوَ مِقْدَامُنَا الكَبِيرُ وَأَكْرِمْ | |
|
| بِكَبِيرٍ خَلاَ مِنَ الكِبْرِيَاءِ |
|
أَبَداً بَيْنَهُ وَبَيْنِي دَعَاوَى | |
|
| نَتَقَاضَى بِهَا لِغَيْرِ الْقَضَاءِ |
|
أَنَا أُثْنِي عَلَيْهِ وَهْوَ عَلَى الْعَهْ | |
|
| دِ بِهِ غَيْرُ مُغْرَمٍبِالثَّنَاءِ |
|
وَلَهُ الْحَقُّ إِنَّ فِي النَّفْسِ لا فِي | |
|
| قَوْلِ مُثْنِ حَقِيقَةَ الْعَلْيَاءِ |
|
وَلِيَ العُذْرُ هَلْ يَصِحُّ سُكُوتٌ | |
|
| عَنْ فِعَالٍ تَدْعُو إِلى الإِطْرَاءِ |
|
هذِهِ لَيْلَةٌ وَنَاهِيكَ فِي الدَّهْ | |
|
| رِ بِهَا مِنْ يَتِيمَةٍ غَرَّاءِ |
|
خَلَعَتْ حُلَّةَ السَّوَادِ وَلاَحَتْ | |
|
| فِي دِثاَرِ مِنْ بَاهِرِ الَّلأْلاَءِ |
|
فَمَصَابِيحُ تَمْلأُ الأَرْضَ نُوراً | |
|
| وَمَصَابِيحُ مِثْلُهَا فِي السَمَاءِ |
|
وَمَشِيدٌ مِنَ الصُّرُوحِ رَحِيبٌ | |
|
| جَمَعَ المَجْدَ كُلَّهُ فِي فِنَاءِ |
|
تَاهَ بِالعِلْيَةِ السَّرَاةِ مِنَ القَوْ | |
|
| مِ وَبَاهَى بِالنُّخْبَةِ النُّبَلاَءِ |
|
جَادَهُ كُلُّ مَغْرِسٍ مُسْتَحَادٍ | |
|
| بِحِلىً مِنْ فُروعِهِ الخَضْرَاءِ |
|
وَإلَيْهِ أَهْدَتْ أَفَانِينَ مِن أَز | |
|
| هَارِهَا كُلُّ رَوْضَةٍ غَنَّاءِ |
|
عَقَدَ السَّعْدُ فِيهِ عَقْداً جَمِيلاً | |
|
| ضَمَّ رَبَّ الحُسْنَى إِلى الْحَسْنَاءِ |
|
وَشَدَا سَاجِعُ الأَمَانِيِّ فِيهِ | |
|
| يُوسُفَ الخَيْرِ فُزْ بِخَيْرِ النِّسَاءِ |
|
فُزْ بِغَيْداءَ أُوتِيَتْ فَضْ | |
|
| لاً عَلَى كُلِّ حُرَّةٍ غَيْدَاءِ |
|
سَمْحَةِ القَلْبِ ظَاهِرٍ لُطْفُ مَا | |
|
| تُضْمِرُهُ فِي جَبِينِهَا الوَضَّاءِ |
|
عَفَّةٌ فِي تَأَدُّبِ وَعُلُوٌّ | |
|
| فِي اتِّضَاعٍ وَرِقّةٌ فِي إِبَاءِ |
|
حُسْنُ مَبْنَىً أَحَبُّ مَا في حُلاَهُ | |
|
| أَنَّ حُسْنَ المَعْنَى بِهِ مُتَرَاءِ |
|
وَكَمَالُ الْجَمَالِ مِنْ كُلِّ وَجهٍ | |
|
| أَنْ يُرَى فِي الوُجُوهِ صِدْقُ المَرَائِي |
|
يَا لَها مِنْ فَتَاةِ عِزٍّ نَمَاهَا | |
|
| عُنْصُرٌ يَرْتَقِي إِلَى الجَوْزَاءِ |
|
فِي بُنَاةِ العُلَى أَبُو شَنَبٍ | |
|
| شَادُوا صُرُوحاً لِلعِزَّةِ القَعْسَاءِ |
|
حَسَبٌ زَادَهُ سَنى وَسَنَاءً | |
|
| نَسَبٌ جَامِعُ السَّنَى وَالسِّنَاءِ |
|
زَفَّ عَذْرَاءَهُمْ إِلَى كُفُؤٍ لَي | |
|
| سَ لَهُ فِي السَّرَاةِ مِنْ أَكْفَاءِ |
|
هُوَ فَخْرُ الشَّبَابِ وَهْوَ الفَتَى | |
|
| يَحْفَظُهُ اللهُ فَاقِدُ النُّظَرَاءِ |
|
يَا حَكِيماً عَلَى الحَدَاثَةِ فِي السِّ | |
|
| نِّ تَقَدَّمْتَ سُنَّةَ الحُكَمَاءِ |
|
لَمْ نُحَدَّثُ عَنْ مُبْتَ | |
|
| كِرٍ مَا ابتَكَرْتَهُ فِي العَطَاءِ |
|
أَكْثَرُ الجُودِ عَنْ هَوىً غَيْرَ أَنَّ ال | |
|
| رَّيْبَ يَقْفُو مَسَالِكَ الأَهوَاءِ |
|
وَبَدِيعٌ فِي مَأْثَرَاتِكَ دَامَتْ | |
|
| أَنَّهَا مِنْ وَلاَئِدِ الآرَاءِ |
|
فَهْيَ تُغْنِي مِنْ فَاقَةٍ وَتُدَاوِي | |
|
| مِن سَقَامٍ وَتَفْتَدِي مِن عَنَاءِ |
|
كَمْ نُفُوسٍ مَلَكْتَهُنَّ بِنُعْمَى | |
|
| وَصَلَتْ مَا قَطَعْنَهُ مِنْ رَجَاءٍ |
|
هَلْ يَحُلُّ السَّوَادَ فِي كُلِّ قَلْبٍ | |
|
| غَيْرُ مَنْ جَادَ بِاليَدِ البَيْضَاءِ |
|
وَحُلَى العَقلِ فِيكَ شَتَّى وَأَحْلاَ | |
|
| هَا لَدَى الأَزْمَةِ ابتِدَارُ الذَّكَاءِ |
|
تَنْظُرُ النَّظْرَةَ البَعِيدَ مَدَاهَا | |
|
| فَتَرَى مَا بُكِنُّ قَلْبُ الْخَفَاءِ |
|
تَتَّقِي الخَطْبَ فِي مَظِنَّتِهِ وهْ | |
|
| وَ جَنِينٌ فِي مُهْجَةِ الظَّلْمَاءِ |
|
هَكَذَا هَكَذَا الرِّجَالُ أُولُو العَزْ | |
|
| مِ فَعِشْ سَائِداً وَدُمْ فِي صَفَاءِ |
|
وَابْلُغِ الغَايَةَ التِي تَبتْغِيها | |
|
| مِنْ فَخَارٍ حَقٍّ وَمِنْ عَلْيَاءِ |
|
صَانَكَ اللهُ وَالعَرُوسَ مَدِيداً | |
|
| فِي سُرُورٍ وَنِعمَةٍ وَرِفاءِ |
|
جَمَعَ الصِّحَابَ علَى هَوىً وَإِخَاءِ | |
|
| نَجْمَانِ مِنْ صَدْنَايَا وَالشَّهْبَاءِ |
|
طَلَعَا بِأُفْقِ النِّيلِ وَانْجَلَيَا بِهِ | |
|
| فِي هَالَةٍ مِنْ سُؤْدِدٍ وَعَلاَءِ |
|
فَلَكُ الكَنَانَةِ وَهْوَ جَوْهَرَةُ الْعُلَى | |
|
| يَجْلُو سَنَاهُ كَوَاكِبَ الأَحْيَاءِ |
|
تَتَلَفَّتُ الدُّنْيَا إلى أَضْوَائِهَا | |
|
| مَبْهُورَةً بِسَواطِعَ الأَضْوَاءِ |
|
فَرَنَا إِلَيْهَا حَبرُ رَوُمَةَ وَانْثَنَى | |
|
| يَهْدِي إلى النِجْمَينِ طِيبَ ثَنَاءِ |
|
شَغَفَتْهُ آياتُ المآثِرِ منْهُمَا | |
|
| فَجَزَى عَلَى الآلاءِ بالآلاءِ |
|
وَدَعَا إِلى الرِّحْمَنِ فِي صَلَوَاتِهِ | |
|
| يَا رَبِّ بَارِكْ دَارَةَ الكُرَمَاءِ |
|
حَفْلٌ جَلاَهُ الفَرْقَدَانِ كَمَا جَلاَ | |
|
| نَجْمُ المَجُوسِ مَغَارَةَ العَذْرَاءِ |
|
جِئْنَا إِليَهِ وَفِي الوِطَابِ نَفَائِسٌ | |
|
| عَلَوِيِّةٌ قَصُرَتْ عَلَى الأٌمَرَاءِ |
|
المُرُّ فِيهَا وَاللُّبَانُ نَثِيرُنَا | |
|
| وَالتِّبْرُ بَعْضُ خَوَاطِرِ الشُّعَرَاءِ |
|
الشِّعْرُ سِفْرُ الْمَكْرُمَاتِ يَصُونُهَا | |
|
| حِرْصاً وَيَنْقُلُهَا إِلى الأَبْنَاءِ |
|
لَوْلاَهُ لَمْ تُعْرَفْ عَلَى طُولِ المَدَى | |
|
| غِرَرُ وَلاَ رُهِنَتْ بِطُولِ بَقَاءِ |
|
غَنَّتْ بَلاَبِلُهُ بِأَيْكَةِ نَدْوَةٍ | |
|
| مُتَصَدِّرٌ فِيهَا أَبُو الآبَاءِ |
|
النُّورُ فِي قَسَمَاتِهِ وَالحَقُّ فِي | |
|
| كَلِمَاتِهِ وَالطُّهْرُ فِي الحَوَبَاءِ |
|
مُتَهَجِّدٌ للهِ مُضْطَّلِعٌ عَلَى | |
|
| وِقَرِ السِّنِينَ بِفَادِحِ الأَعْبَاءِ |
|
مُسْتَمْطِرٌ لِلنَّاسِ رَحْمَةَ رَبِّهِ | |
|
| مُتَشَفِّعٌ لَهُمُ مِنَ الأَخْطاءِ |
|
وَإِذَا عَلَى العَرْشِ اسْتَوى فَكَأَنَّهُ | |
|
| موسَى الكَليمُ عَلَى ذُرَى سيناءِ |
|
بَسَطَ اليَدَ البَيْضَاءَ جَمَّلَهَا التُقَى | |
|
| لِيزِينَ صَدْرُ ذَوِي يَدٍ بَيْضَاءِ |
|
نَعْمَاءَ جَادَ بِهَا خَلِيفَةُ بُطْرُسَ | |
|
| وَاللهُ فِيهَا الوَاهِبُ النُّعْمَاءِ |
|
هذِي الرَّصِيعَةُ بَعْضُ مَا زَخَرَتْ بِهِ | |
|
| كُتُبُ المَلاَئِكِ مِنْ سَنِيِّ جَزَاءِ |
|
تَرَحَّلتْ عَنْ زَمَنِي عَائِداً | |
|
| خِلاَلَ القُرُونِ إِلىَ مَا وَرَاءْ |
|
وَمَا طِيَّتِي غَيْرَ أَنِّي وَقَفْ | |
|
| تُ بآثَارِ فَنٍّ عَدَاهَا الفَنَاءْ |
|
هَيَاكِلُ شَيَّدَهَا لِلخُلُو | |
|
| دِ نُبُوغُ جَبَابِرَةٍ أَقْوِيَاءْ |
|
فَجِسْمِيَ فِي دَهْرِهِ مَاكِثٌ | |
|
| وَقَلْبِيَ فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ نَاءْ |
|
أَجَلْتُ بِتِلْكَ الرُّسُومِ لِحَاظاً | |
|
| يُغَالِبُ فِيهَا السُّرُورَ البُكَاءْ |
|
فَمَا ارْتَهَنَ الطَّرفَ إِلاَّ مِثَالٌ | |
|
| عَتِيقُ الجَمَالِ جَدِيدُ الرُّوَاءْ |
|
مِثَالٌ لإِيزِيسَ فِي صَلْدِهِ | |
|
| تُحَسُّ الحَيَاةُ وَتَجْرِي الدِّمَاءْ |
|
يَرُوعُكَ مِنْ عِطْفِهِ لِينُهُ | |
|
| وَيُرْوِيكَ مِنْ رَوْنَقِ الوَجْهِ مَاءْ |
|
بِهِ فُجِرَ الحُسْنُ مِنْ مَنْبِعٍ | |
|
| فَيَا عَجَباً لِلرِّمَالِ الظِّمَاءْ |
|
فتون الدَّلاَلِ وَرَدْعُ الجَلاَلِ | |
|
| وَأَمْرُ الحَيَاةِ وَنَهْيُ الحَيَاءْ |
|
فَأَدْرَكْتُ كَيْفَ اسْتَبَتْ عَابِدِيهَا | |
|
| بِسِحْرِ الجَمَالِ وَسِرِّ الذَّكَاءْ |
|
وَبَثِّ العُيُونِ شُعَاعَ النُّهَى | |
|
| يُبِيحُ السَّرائِرَ مِنْ كُلِّ رَاءْ |
|
لَقَدْ غَبَرَتْ حِقَبٌ لاَ تُعَدُّ | |
|
| يِدُولُ النَّعِيمُ بِهَا وَالشَّقَاءْ |
|
تَزُولُ البِلاَدُ وَتَفْنَى العِبَادُ | |
|
| وَإِيزِيسُ تَزْهُو بِغَيْرِ ازْدِهَاءْ |
|
إِذَا انْتَابَهَا الدَّهْرُ مَا زَادَهَا | |
|
| وَقَدْ حَسَرَ المَوْجُ إِلاَّ جَلاَءْ |
|
لَبِثْتُ أُفَكِّرُ فِي شَأْنِهَا | |
|
| مُطِيفاً بِهَا هَائِماً فِي العَرَاءْ |
|
فَلَمَّا بَرَانِيَ حَرُّ الضُّحَى | |
|
| وَأَدْرَكَنِي فِي الطَّوَافِ العَيَاءْ |
|
أَوَيْتُ إلَى السَّمْحِ مِنْ ظِلِّهَا | |
|
| وَفِي ظِلِّهَا الرَّوْحُ لِي وَالشِّفَاءْ |
|
يَجُولُ بِيَ الفِكْرُ كُلَّ مَجَالٍ | |
|
| إِذا أَقْعَدَ الجِسْمَ فَرْطُ العَنَاءْ |
|
فَمَا أَنَا إِلاَّ وَتِلْكَ الإِلهَةُ | |
|
| ذَاتُ الجَلاَلَةِ وَالكِبْرِيَاءْ |
|
قَدِ اهْتَزَّ جَانِبُهَا وَانْتَحَتْ | |
|
| تَخَطَّرُ بَيْنَ السَّنَى وَالسَّنَاءْ |
|
وَتَرمُقُنِي بِالعُيُونِ الَّتِي | |
|
| تَفِيضُ مَحَاجِرُهَا بِالضِّيَاءْ |
|
بِتِلْكَ العُيُونِ الَّتِي لمْ تَزَلْ | |
|
| يُدَانُ لِعِزَّتهَا مِنْ إِبْاءْ |
|
فَمَا فِي المُلُوكِ سِوَى أَعْبُدٍ | |
|
| وَمَا فِي المَلِيكَاتِ إِلاَّ إِمَاءْ |
|
وَقَالتْ بِذاكَ الفَمِ الكَوْثَرِيِّ | |
|
| الَّذِي رَصَّعَتْهُ نُجُومُ السَّمَاءْ |
|
أَيَا نَاشِدَ الحُسْنِ فِي كُلِّ فَنٍّ | |
|
| رَصِينِ المَعَانِي مَكِينِ البِنَاءْ |
|
لَقَدْ جِئْتَ مِنْ آهِلاَتِ الدِّيَارِ | |
|
| تَحُجُّ الجَمَالَ بِهذَا العَرَاءْ |
|
فَلاَ يُوحِشَنِّكَ فَقْدُ أَنِيسٍ | |
|
| سِوَى الذِّكْرِ يَعْمُرُ هذَا الخَلاَءْ |
|
وَإِنَّ الرُّسُومَ لَحَالٌ تَحُولُ | |
|
| وَلِلْحُسْنِ دُونَ الرُّسُومِ البَقَاءْ |
|
لَهُ صُوَرٌ أَبَداً تَسْتَجِدُّ | |
|
| وَجَوْهَرُهُ أَبَداً فِي صَفاءْ |
|
بِكُلِّ زَمَانٍ وَكُلِّ مَكَانٍ | |
|
| يُنَوَّعُ فِي الشَّكْلِ لِلأَتْقِياءْ |
|
فَلَيْسَ القَدِيمُ وَلَيْسَ الحَدِيثُ | |
|
| لَدَى قُدْرَةِ اللهِ إِلاَّ سَوَاءْ |
|
رَفَعْتُ لَكَ الحُجُبَ المُسْدَلاَتِ | |
|
| وَأَبْرَحْتُ عَنْ نَاظِرَيْكَ الخَفَاءْ |
|
تَيَمَّمْ بِفِكْرِكَ أَرْضاً لَنَا | |
|
| بِهَا صِلَةٌ مِنْ قَدِيمِ الإِخَاءْ |
|
بِلاَدَ الشَّآمِ الَّتِي لَمْ تَزَلْ | |
|
| بِلاَدَ النَّوَابِغِ وَالأَنْبِياءْ |
|
فَفِي سَفْحِ لُبْنَانَ حُورِيَّةٌ | |
|
| تَفَنَّنَ مُبْدِعُهَا مَا يَشَاءْ |
|
إِذَا مَا بَدَتْ مِنْ خِبَاءِ العَفَافِ | |
|
| كَمَا تَتَجَلَّى صَبَاحاً ذُكَاءْ |
|
تَبَيَّنْتَهَا وَهْيَ لِي صُوَرةٌ | |
|
| أُعِيدَتْ إلىَ الخَلْقِ بَعْدَ العَفَاءْ |
|
فَتَعْرِفُهَا وَبِهَا حِلْيَتَايَ | |
|
| سِحْرُ الجَمَالِ وَسرُّ الذَّكَاءْ |
|
يَا أَخَا النُّبْلِ وَالنُّهَى وَالمَعَالي | |
|
| زَادَكَ اللهُ نِعْمَةً وَعَلاَءَ |
|
وَأَدَامَ الأعْيَادَ فِي بَيْتِكَ العَا | |
|
| مِرِ بِالبِرِّ وَالنَّدَى مَا شَاءَ |
|
إِنَّ يَوْماً فِيهِ فَتَاتُكَ أَمْسَتْ | |
|
| وَهِيَ البَدْرُ بَهْجَةً وَبَهَاءَ |
|
تَمُّهُ تَمُّهَا وَغِرُّ لَيَاليهِ س | |
|
| نُوهَا تَتَابَعَتْ غَرَّاءَ |
|
عُدُّهَا أَرْبَعٌ وَعَشْر وَعُمْرُ الحُ | |
|
| وْرِ هَذَا يُخَلَّدن فِيِهِ صَفَاءَ |
|
لَهْوَ اليومُ أَوْجَبَ السعدُ فِيهِ | |
|
| أَنْ تُعَمَّ المَسْرَّةُ الأَصْدِقَاءَ |
|
فَالْتَقّى الأَصْفِياءُ فِيهِ وَمَا | |
|
| مِثْلُكَ مِمَّنْ يَسْتَكْثِرُ الأَصْفِياءَ |
|
يَشْرَبُونَ الصَّهْبَاءَ فَوّارةً | |
|
| ثَوَّارَةً بُورِكَتْ لَهُمْ صَهْبَاءَ |
|
يَأْكُلُونَ النُّقُولَ قَضْماً وَكَدْماً | |
|
| وَسَلِيقاً مُعلَّلاً وَشَواءَ |
|
يَغْنَمُونَ الحَدِيثَ أَشْهَى مِنَ الشَّهْدِ | |
|
| وَأذْكَى مِنَ السِّلافِ احْتِسَاءَ |
|
يَجِدُونَ الأَزْهَارَ بَاهِرَةَ الأَبْصَارِ | |
|
| نَبْتاً وَأَوْجُهَاً حَسْنَاءَ |
|
شَهِدُوا لِلذَّكَاءِ وَالطُّهْرِ عِيداً | |
|
| رَأَوْا النُبْلَ عِفَّةً وَذَكَاءَ |
|
نَظَرُوا فِي فَريدَةَ مُجْتَلَى عَلْوَ | |
|
| إذا الرُّوحُ في التُّرابِ تَرَاءَى |
|
صَدَقَتْ مَا عَنَى اسْمُهَا وَقَلِيلٌ | |
|
| فِي القَوَافِي مَنْ صَدَّقَ الأَسْمَاءَ |
|
كَيْفَ حَالِي أَنَا المَدِينُ وَدَيْنِي | |
|
| فَوْقَ مَا أَسْتَطِيعُهُ مِنْ وَفَاءِ |
|
لِلْرِّفَاقِ الَّذِينَ أَعَلَوْا مَكَانِي | |
|
| مِنْ كِبَارِ الكُتَّابِ وَالشُّعَرَاءِ |
|
وَالكِرَامِ الَّذِينَ يُسْعَى إِلَيْهِمْ | |
|
| وَسَعَوا عَنْ تَفَضُّلٍ وَسَخَاءِ |
|
يَا وَزيراً لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا يُغْنِيهِ | |
|
| عَنْ كُلِّ مَدْحَةٍ وَثَنَاءِ |
|
وَأَحَلَّ البَيَانَ وَالعِلْمَ في الأَوْجِ | |
|
| الَّذِي حَلَّهُ مِنَ العلْيَاءِ |
|
أَنْتَ أَكْرَمْتَنِي لِيُكْرِمْكَ رَبُّ | |
|
| الْعَرْشِ هَذَا شُكْرِي وَهَذَا دُعَائِي |
|
أَنَا أَبْكِيكَ يَا حُسَيْنُ وَمَا | |
|
| أَوْلَى خَلِيلاً فَارَقْتَهُ بِالبُكَاءِ |
|
وَإِذَا مَا رَثَاكَ كُلُّ أَدِيبٍ | |
|
| كُنْتُ أَحْرَى مُوَدِّعٍ بِالرِّثاءِ |
|
فُجِعَتْ مِصْرُ إِذْ تَوَلَّيْتَ عَنْهَا | |
|
| في المَبَرَّاتِ وَالتُقَى وَالوَفَاءِ |
|
وَأُصِيبَتْ بِفَقْدِ أَيِّ عَمِيدٍ | |
|
| أُسْرَةُ المَجْدِ وَالنَّدَى وَالذِّكَاءِ |
|
عِشْتَ في خَلْوَةٍ زَمَاناً فَخِيلَتْ | |
|
| عُزْلَةٌ وَهِيَ مُهْجَةُ العَلْيَاءِ |
|
وَإِذَا مَا تَنَزَّهَتْ نَفْسُ حُرٍّ | |
|
| رَدَّتِ الأَرْضُ قِطْعَةً مِنْ سَمَاءِ |
|
فَامْضِ مُسْتَخْلِفاً بِكُلِّ كَرِيمٍ | |
|
| مِنْ بَنيكَ الأَعِزَّةِ النُجَبَاءِ |
|
نَفَرٌ مِنْ نَوابِغِ الجِّيلِ فِيهِ | |
|
| طَلَعَوْا كَالكواكِبِ الزَّهْرَاءِ |
|
وَالْقِ قَدَّمَتْ يَداكَ مِنَ الْخيْرِ | |
|
| فَعِنْدَ الرِّحْمَنِ خَيْرُ الجَزَاءِ |
|
يا فاقد الولد الوحيد عجبت من | |
|
|
|
|
|
| أن تمطل الأقدار ما استودعته |
|
|
| فأطال فيه السقم ما أبدعته |
|
|
|
|
|
واليوم آمال الفضائل والعلى | |
|
|
يا أيها المتغرب الفطن الذي | |
|
|
|
| أن تزمع السفر الذي أزمعته |
|
|
|
|
|
|
|
النِّيلُ وَالْمَلِكُ المُنِيلُ كِلاَهُمَا | |
|
| بَحْرٌ يَفِيضُ بِسَابِغِ الْبَرَكَاتِ |
|
أَذْكَى العُقُولِ يَسُوسُ أَذْكى تُرْبَةٍ | |
|
| فَيُرِيكَ مُعْجِزَتَيْنِ فِي الإِنْبَاتِ |
|
بِمَدْرَسَةِ التَّجَلِّي وَهْيَ دَارٌ | |
|
| بَنَاهَا لِلْهُدَى خَيْرُ البُنَاةِ |
|
بَدَتْ لِلْدِّينِ وَالدُّنيَا مَعَانٍ | |
|
| يُحَقِّقْهُنّ تَثْقِيفُ البَنَاتِ |
|
وَلَيْسَ بِمُصْلِحٍ للْنَّاسِ شَيْءٌ | |
|
| كَزَوْجَاتٍ صُلِحْنَ وَأُمَّهَاتِ |
|
إِذَا مَا المَأْثُرَاتُ غَلَتْ فَهَذِي | |
|
| لِعُمْرِ الحَقِّ أَغْلَى المَأْثَرَاتِ |
|
بِهَا كِيرَللُّسُ أَرْضى تُقَاهُ | |
|
| كَمَا أَرْضَى العَلِيِّ وَالمَكْرُمَاتِ |
|
فَبُورِكَ فِيهِ مِنْ حِبْرٍ جَلِيلٍ | |
|
| وَمِنْ رَاعٍ نَبيلٍ فِي الرُّعَاةِ |
|
وَمِنْ عَلاَّمَةٍ لُسُنٍ أَدِيبٍ | |
|
| لَهُ فِي الَفضْلِ أَبْقَى الذِّكْرَيَاتِ |
|
آيَةٌ فِي تَسَلْسُلِ الذِّكْرَيَاتِ | |
|
| أَنْ تَعُودَ الحَيَاةُ بَعْدَ الحَيَاةِ |
|
لَيْسَ فِي عَالَمِ الخُلُودِ فَنَاءٌ | |
|
| لاَ وَلاَ فِي الفَوَاتِ كُلِّ الفَوَاتِ |
|
أَكْرِمِ العِلْمَ حَيْثُ كَانَ وَفِي كُ | |
|
| لِّ مكَانٍ فِي الحَيِّ أَوْ فِي الرُّفَاتِ |
|
وَتَنَزَّهْ إِنْ رُمْتَ مَا هُوَ أَبْقَى | |
|
| عَنْ هَنَاتٍ سَتَنْقَضِي وَهَنَاتِ |
|
قوَّةُ العِلمِ أَنَّهُ مُلهِمُ الحُسْ | |
|
| نَى وَحَلاَّلُ أَعْقَدِ المُعْضِلاَتِ |
|
فَهْوَ فِي أَقْطَعِ الصُّرُوفِ وَصُولٌ | |
|
| وَهْوَ فِي أَمْنَعِ الظُّرُوفِ مُوَاتِي |
|
كُلُّ وَقْتٍ يُمَدَّدُ العِلْمُ فِيهِ | |
|
| هُوَ لاَ رَيْبَ أَسْمَحُ الأَوْقَاتِ |
|
رَأْيُ هَذَا الوَزِيرِ أَعْلَى وَفِي حَضْ | |
|
| رَتِهِ شَاهِدٌ جَلِيُّ الإِيَاةِ |
|
وَالهِلاَلِيُّ كَانَ أَجْدَرَ مَنْ يَجْ | |
|
| لُو بِنُورٍ غَيَاهِبَ الظُّلُمَاتِ |
|
يَا مُعِيدِي مُوسى إِذَا مَا جَلَوْتُمْ | |
|
| وَجْهَ مَاضْ لَمْ يَخْفَ وَجْهُ الآتِي |
|
أُنْظُرُوا حينَ تَرْجِعُ العَيْنُ أَدْرَا | |
|
| جَ اللَّيَالِي تُطَالِعُ البَاقِيَاتِ |
|
كَيْفَ يَلْقَى الإِنْسَانُ فِيهَا أَخَاهُ | |
|
| وَكَأّنَّ العَهْدَيْنِ فِي مِرْآةِ |
|
قَدْ تَقَضَّتْ مِنَ السَّنِينَ مِئَاتٌ | |
|
| مَا الَّذِي جَدَّ بَعْدَ تِلْكَ المِئَاتِ |
|
بَيْنَ جِيلٍ خَلاَ وَجِيلٍ تَلاهُ | |
|
| لَمْ تُبَدَّلْ جَوَاهِرُ الحَالاَتِ |
|
كَانَ مُوسَى وَلِيدُ قُرْطُبَةٍ يَنْ | |
|
| شَأُ في صَعْبَةٍ مِنَ البِيئَاتِ |
|
فَتَوَلَّى عَنْهَا يُطَوِّفُ فِي الآ | |
|
| فَاقِ بَيْنَ الأَمْصَارِ وَالفَلَوَاتِ |
|
لَمْ يَسَعْهُ مِنَ البِلاَدِ سِوَى رَوْ | |
|
| ضِ المَعَالِي وَمَنْبِتِ المَكْرُمَاتِ |
|
مِصْرُ كَهْفُ الأحْرَارِ فِي كُلِّ عَصْرٍ | |
|
| وَمَلاَذُ المُرَوَّعِينَ الأَبَاةِ |
|
وَإِلَى ذَاكَ مَوْئِلُ العِلمِ إِنْ لَمْ | |
|
| تَرْحَبِ الأَرْضُ بِالهُدَى وَالهُدَاةِ |
|
هُوَ غَرْسٌ آوَتْ فَكَانَ أَفَانِ | |
|
| نَ تَسُرُّ النُّهَى مِنَ الثَّمَرَاتِ |
|
نَضِجَتْ حِكْمَةُ الخَلاَئِقِ مِنْهَا | |
|
| فِي أَوَانٍ بَدِيعَةِ الزِّينَاتِ |
|
ذَاتِ صَوْغٍ مُنَمَّقٍ عَرَبِيٍّ | |
|
| رَصَّعَتْهُ جَوَامِعُ الكَلِمَاتِ |
|
ذَاكَ وَافَى بِاللَّوْح مِنْ طُورِ سِينِي | |
|
| نَ إِلى اليَوْمِ حَمِلَ المِشْكَاة |
|
صَوْلَةُ الرَّيْبِ لَمْ يَخَفْهَا عَلَيْهِ إِنَّ | |
|
| مَّا خَافَ صَوْلَةَ التُّرَهَاتِ |
|
فَنَفَ فِي شُرُوحِهِ لِمُتُونِ ال | |
|
| وَحْي مَا رَابَهُ بِغَيْرِ افْتِئَاتِ |
|
وَمَضَى فِي تَخَيُّرِ السُّنَنِ المُثْ | |
|
| لَى وَلَمْ يَثْنِهِ اعْتِرَاضُ الغُلاَةِ |
|
وَابْنُ مَيْمُونَ كضانَ فِي خُطَّةٍ أُخْ | |
|
| رَى مِنَ الرَّاسِخِينَ أَهْلِ الحَصَاةِ |
|
رَاجَعَ العَقْلَ فِي الحَقَائِقِ وَاسْتَهْ | |
|
| دَى بِهِ فِي غَيَاهِبِ المُشْكِلاَتِ |
|
سَلْ أُوْلِي الذِكْرِ فِي الفِرِنْجَةِ عَمَّا قَبَ | |
|
| سُوا مِنْ أَحْكَامِهِ النَّيِّرَاتِ |
|
وَتَتَبَّعْ صُنُوفَ مَا اَثَرُوا عَنْ | |
|
| هُ وَمَا دَوَّنُوا بِشَتَّى اللُّغَاتِ |
|
كَانَ لِلعُرْبِ فِي دَلِيلِ الحَيَارَى | |
|
| قِسْطَهُمْ مِنْ فُصُولهِ القِّيمَاتِ |
|
أَبْرَزَ العِليَةَ المُجَلِّينَ مِنْ | |
|
| هُمْ فِي مَجَالِ العُلومِ وَالفَلْسَفَاتِ |
|
فَدَرَى الغَرْبُ فَصْلَُهُمْ حِينَ كَانَتْ | |
|
| فِيهِ أَعْلَمُهُمْ مِنَ النَّكِرَاتِ |
|
إِن فِي ذَلِكَ الكِتَابِ لَخَوَضاً | |
|
| مُطْمَئِنَّا فِي أَخْطَرِ الغَمَرَاتِ |
|
وَمِزَاجاً مَا بَيْنَ مَعْنَى وَحِسٍّ | |
|
| لَمنْ يَكُنْ إِنْ يُرَمْ مِنَ الهَيِّنَاتِ |
|
عَجَبٌ كُلُّ مَا تَضَمَّنَ فِي اللَّ | |
|
| هِ وَفِي كَوْنِهِ وَفِي الكَائِنَاتِ |
|
فِي مَفَاعِيلِ حَوْلِهِ أَوْ مَرَامِي | |
|
| طَوْلِهِ أَوْ مُقَوِّمَاتِ الذَاتِ |
|
وَمَعَانِي هَذَا الوُجُودِ وَمَا فِي | |
|
| كُلًّ أَجْزَائِهِ مِنَ المُعْجِزَاتِ |
|
وَمَغَازِي مَا قَرَّبَتْهُ مِنَ السُّبْ | |
|
| لِ وَمَا بَعَّدَتْ مِنَ الغَايَاتِ |
|
نَظَرَاتٌ إِنْ حُقِّقَتْ فَهْيَ فِي جُمْ | |
|
| لَتِهَا مِنْ صَوَادِقِ النَّظَرَاتِ |
|
تِلكَ بِالفَيْلَسُوفِ إِْمَامَةٌ عَجْلْ | |
|
| لَى أَتَقْضِيهِ حَقّهُ هَيْهَاتِ |
|
كَيْفَ تُرْوِي الأُوَامَ وَالمَاءُ يَجْرِي | |
|
| عَبَباً رَشْفَةٌ مِنَ الرَّشَفَاتِ |
|
فَلْنُيَمِّمْ شَطْرَ الطَّبِيبِ وَفِي الرَّوْ | |
|
| ضَةِ مَا يُجْتَنَى بِكُلِّ التِفَاتِ |
|
أَيُّ وَصْفٍ أَوْفَى وَاَبْلَغُ مِمَّ | |
|
| قَالَ فِي وَصْفِهِ كَبِيرُ الأُسَاةِ |
|
قَدْ سَمِعْتُمْ فِيهِ عَليّاً وَهَلْ يَعْ | |
|
| رِفُ إِلاَّ الثِّقَاتُ قَدْرَ الثِّقَاتِ |
|
وَقَدِيماً تَجَوَّدَ ابْنُ سَنَاءِ ال | |
|
| مُلكِ مَا صَاغَ فِيهِ مِنْ أَبْيَاتِ |
|
سَأُعِيدُ المَعْنَى عَلَيْكُمْ وَإِنْ كَا | |
|
| نَتْ مَعَانِيهِ جِدَّ مُخْتَلِفَاتِ |
|
لَوْ شَكَا دَهْرُهُ الجَهَالَةَ مَا اسْتَعْ | |
|
| صَى عَلَيْهِ إِبْرَاءُ تِلكَ الشَّكَاةِ |
|
وَلَوِ البَدْرُ يَسْتَطِبُّ إِلَيْهِ | |
|
| لَشَفَى مَا بِهِ مِنَ العِلاَّتِ |
|
مَا الَّذِي أَحْدَثَ ابْنُ مَيْمُونَ فِي الطِّ | |
|
| بِّ وَمَا شَأنُ تِلكُمُ المُحْدَثَاتِ |
|
لَمْ يَقِفْ طِبُّهُ عَلَى المَلِكِ الأَفْ | |
|
| ضَلِ وَالأَرْفَعِينَ فِي الطَّبَقَاتِ |
|
أَنْفَعُ العِلْمِ مَا يُوَجِّهُهُ العَقْ | |
|
| لُ إِلَى البِرِّ لاَ إِلى الشَّهَوَاتِ |
|
سَخَّرَ الطِّبَّ لِلأَنَامِ جَمِيعاً | |
|
| فَتَقَرَّاهُ فِي جَمِيعِ الجِهَاتِ |
|
يَتَوَخّى قَيْدَ الأَوَابِدِ فِي بَا | |
|
| بٍ َبَابٍ مِنْهُ وَجَمْعِ الشَّتَاتِ |
|
وَيُقِرُّ السَّلِيمَ مِنْ كُلِّ زَيْفٍ | |
|
| بَعْدَ لأْيٍ فِي المَحْوِ وَالإِثْبَاتِ |
|
آخِذاً مِنْ تَجَارِبِ العُرْبِ وَاليُونَا | |
|
| نِ وَالهُودِ نَاجِعَاتِ الصِّفَات |
|
وَمُضِيفاً إِلَى الثَّوَابِتِ مِنْهَا | |
|
| مُحْكَمَاتِ الأصُولِ وَالتَّجْرِبَاتِ |
|
وَأَمَاطَ اللِّثَامَ عَنْ كُلِّ بُرْءٍ | |
|
| سِرُّهُ فِي الجَمَادِ أَوْ فِي النَّبَاتِ |
|
فَتَقَضَّى جِيلٌ فجِيلٌ وَلِلدَّا | |
|
| ءِ دَوَاءٌ بِفَضْلِ تِلكَ الدَّوَاةِ |
|
هَذِهِ مِصْرُ هَلْ تَرَى يَا أَبَا عِمْ | |
|
| رَانَ فَرْقَ المِئِينَ فِي السَّنَوَاتِ |
|
عَهْدُهَا عَهْدُهَا كَمَا كضانَ وَالما | |
|
| ضِي بِمَا بَعْدَهُ وَثِيقُ الصِّلاةِ |
|
لَمْ تكُنْ مُخْطِيءَ ارَّجَاءِ بِمَا اسْتَسْ | |
|
| لَفْتَ مِنْ مَجْدِ هَذِهِ التَّكْرِمَاتِ |
|
مِصْرُ كَانَتْ مِنْ بَدْئِهَا وَسَتَبْقَى | |
|
| آخِرَ الدَّهْرِ مَبْعَثَ العَظَمَاتِ |
|
إِذَا أَنِسَتْ بِصُورَتِهِ عُيُونٌ | |
|
| وَأَوْحَشَ قَوْمَهُ مِنْهُ السُّكُوتُ |
|
فَإِنَّ لَهُ حَدِيثاً لَيْسَ يُبَلَى | |
|
| تُحَدِّثُهُ مَآثِرُ لاَ تَفُوتُ |
|
سَيَبْقَى الذِّكْرُ جيلاً بَعْدَ جِيلٍ | |
|
| وَسَعْدُ اللهِ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ |
|
فِي رِيَاضِ النِّيلِ كَمْ مُسْتَنْزَهٍ | |
|
| تَمْلأُ العَيْنَ حَلاَهُ الشَّائِقَاتْ |
|
لاِعْتِدَالِ الجَوِّ فِيهِ عِزَّةٌ | |
|
| بِالْتِوَاءِ الشَّجَرَاتِ البَاسِقَاتْ |
|