هُوَ الفَتْحُ أَدْنى حَوْزِهِ المَغْرِبُ الأقْصَى | |
|
| عَنِ الصَّوْلِ يُسْتَقْضَى وبِالعَدْلِ يُسْتَقْصَى |
|
تَنَافَسَ فِي إِهْدَائِهِ المَاءُ والثَّرَى | |
|
| بِما عَمَّ إِسْعاداً مُعاداً وَما خَصَّا |
|
يُسِيمُ ويُرْوِي النَّاسَ مِنْهُ بِأنْعُمٍ | |
|
| تَحَامَتْ ضُروباً أنْ تُعَدَّ وأَنْ تُحْصَى |
|
تَعَرَّضَ مِنها كالأَعارِيضِ لِلْمُنَى | |
|
| أَفانِينُ لا غَمْطاً قَرَتْها وَلا غَمْصَا |
|
فَكَامِلُها لا يَدْخُلُ الخَزْلُ جَزْلَهُ | |
|
| وَوافِرُها لا يَقْبَلُ العَقْلَ والْعَقْصَا |
|
هِدَايَةُ يَحْيَى المُرْتَضَى أحْيَتِ الهُدَى | |
|
| فَهَدَّمَ ما أرْسَى الضَّلالُ وَما رَصَّا |
|
وَدَعْوَتُهُ دانَتْ بِطَاعَتِهَا الدُّنَى | |
|
| فَمنْ مَجْمَع البَحْرَيْنِ لِلمَسْجِدِ الأَقْصَى |
|
هَنِيئاً لأُولِي الحَضْرَتَيْنِ بِرُشْدِهَا | |
|
| إِلى الحَقِّ إِحْضَاراً إِذَا اسْتَقْصَرَتْ نَصَّا |
|
أهانَتْ ولَمْ تَظْلِمْ عَرَارَ رُعَاتِهَا | |
|
| لِظُلْمٍ وَعُدْوَانٍ بهِ امْتَازَ واخْتَصَّا |
|
وبَاحَتْ بِخَلْعِ المُسْتَبيحِ وأَفْصَحَتْ | |
|
| وقَدْ فَحَصَتْ عَنْهُ فَمَا أحْمَدَتْ فَحْصَا |
|
تَحُطُّ وَتَذْرِي عن مَنَابِرِهَا اسْمَهُ | |
|
| وسِيمَاهُ صِلاً في عَوَادِيهِ أو لِصَّا |
|
وَتُقْصِيهِ طَرْداً عَنْ ذرَاها عِصِيّهَا | |
|
| جَدِيراً بِأَنْ يُقْصَى خَلِيقاً بِأنْ يُعْصَى |
|
فَإِنْ شَقِيَ التَّثْلِيثُ مِنها لِغُصَّةٍ | |
|
| فَقَدْ شُفِيَ التَّوْحِيدُ مِمَّا بِهِ غَصَّا |
|
وإنَّ عَدُوَّ الدِّينِ مَنْ ظَاهَر العِدَى | |
|
| لِيَخْذُلَهُ فَاسْتَنْصَرَ الشِّرْكَ واسْتَقْصَى |
|
بعُبَّادِ عِيسَى هَاضَ أُمَّةَ أحْمَدٍ | |
|
| لأَشْيائِهَا بَخْساً وأعْيُنِهَا بَخْصا |
|
فَإنْ حَانَ مَنْكُوباً ونَكَّبَ حَائِناً | |
|
| لَقَدْ حَصَّ مُنْفَلاً وَأفْلَتَ مَنْحَصَّا |
|
دَرَى الأَسْوَدُ القَيْسِيُّ أَنَّ أمَامَهُ | |
|
| رَدَى الأَسْودِ العَنْسِيِّ مُشْبِهِهِ خَرْصا |
|
فَوَدَّ لَو اسْتَعْصَى عِنَاداً عَلَى الهَوَى | |
|
| بِحَيْثُ رَأَى المَنْجَى عَلَيْهِ قَدِ اسْتَعْصَى |
|
وأَمْعَنَ عَنْ فَاسٍ فِرَاراً وَدَعَّهُ | |
|
| بخَيْلِكَ فَاسٌ يَحْذَرُ الفَرْسَ والفَرْصا |
|
وَلَيْسَتْ لَهُ مَرَّاكشٌ بِقَرارَةٍ | |
|
| وأَنَّى ومَازَالَتْ مُظَاهِرَةً حِمْصَا |
|
سَتَضْرِبُهُ ضَرْبَ الغَرَائِبِ وَارِداً | |
|
| لِتَحْرِمَهُ في شرْبِها العَبَّ وَالمَصَّا |
|
وَتُسْلِمُ إخْوَانَ الصَّليبِ كَأُخْتِها | |
|
| لِضَارِبِهِمْ هَبْراً وَطَاعِنِهِمْ قَعْصَا |
|
ولا غَرْوَ أنْ قِيسَتْ عَلَى تِلْكَ هَذِهِ | |
|
| فَكَمْ مِنْ قِيَاسٍ في عِدَاكَ غَدا نَصَّا |
|
فَيَا وَهْيَ أسْبَابِ السَّبَاسِبِ كُلَّمَا | |
|
| أذِيقُوا الرَّدَى قَبْضاً وَسِيقُوا لَهُ قَبْصا |
|
وَيا خَرَسَ الفُصْحِ الذي سَنَّهُ لَهُم | |
|
| وغَادَرَ فيهِ القُسُّ يَعْرضُ مَا قَصَّا |
|
لِحمْصٍ مِنَ البُشرَى مُجيلاً قِدَاحَهَا | |
|
| بِهَبَّتِهَا تَسْعَى لِمَحْصِ الهُدَى مَحْصا |
|
وَيَا لشَرِيشٍ والْجَزِيرَةِ يَا لَهَا | |
|
| ومَكْنَاسَةٍ والقَصْرِ عَزَّ فَلا وَهْصَا |
|
وَلاقَتْ علَى حُكْمِ السَّعَادَةِ بُرْدَها | |
|
| ومَا بَرِحَتْ أثْنَاءَ شِقْوَتِهَا رَهْصا |
|
وَأَثَّتْ رِياشاً فاسْتَحَثَّتْ لِدَعْوَةٍ | |
|
| عَلَى رَبِّها أَن يَكْفِي الحَسِّ والحَصَّا |
|
أَمَا ابْتَاعَتْ الفَوْزَ العَظيمَ بِبَيْعَةٍ | |
|
| مُؤَكَّدَةٍ لا نَكْثَ عَنْهَا وَلا نَكْصَا |
|
وَعَاجَتْ عَلَى النَّهْجِ القَوِيمِ فَيَمَّمَتْ | |
|
| إمَاماً وَقَاهَا يُمْنهُ الوَقْمَ وَالوَقْصَا |
|
مِنَ القَوْمِ للْمِحْرَابِ والحَرْبِ أَخْلَصُوا | |
|
| كِرَامَ المَساعِي والعُلَى صَفْوَةً خُلْصا |
|
فَمَا عَمَرُوا إِلا المَسَاجِدَ أرْبُعاً | |
|
| ولا اسْتَشْعَرُوا إِلا دُرُوعَ الوَغَى قُمْصَا |
|
تَشَابَهَ نَجْلٌ في الكَمَالِ ونَاجِلٌ | |
|
| وفي نَزَعَاتِ الفَرْعِ مَا يَصِفُ الأَصَّا |
|
سَكِينَتُهُ أَعْيَا الأَئِمَّة نَيْلُهَا | |
|
| وَهَيْهَاتَ جَلَّ الطَّوْد أّنْ يُشْبِهَ الدّعْصا |
|
يهِيمُ بِحَمْلِ الخِرْصِ والسَّيْفِ سَالِياً | |
|
| هَوَى كُلِّ خَوْدٍ تَحْمِلُ الشَّنْفَ والخُرْصَا |
|
فَقَدْ حَمَلا عَنْهُ أحَادِيثَ بَأسِهِ | |
|
| يُشَافِهُ ذا خَدّاً لِخَدٍّ وَذَا قَصَّا |
|
أبَى وَهُوَ المَاضِي العَزِيمَةِ رُخْصَةً | |
|
| بِحَاليَةٍ مِنْ كَفِّهَا عَنَماً رَخْصَا |
|
وَلَمْ يَتْرُكَن في العِلْمِ والحِلْم والنَّدَى | |
|
| لِمَاضٍ وآتٍ بَعْدُ حَظّاً ولا شِقْصَا |
|
هِيَ الدَّعْوَةُ المَهْدِيَّةُ اسْتَخْلَصَتْ لَها | |
|
| نُهَى القائِمِ الهَادِي فكَان لَهَا خِلْصا |
|
بإِظْهارِها وَصَّى أبو حَفْصٍ الرِّضى | |
|
| بَنِيهِ فَوَفَّى دُونَهُمْ مَا بهِ وَصَّى |
|
وَوَلَّى وَلِيّ العَهْدِ ضُرَّ عُدَاتِهَا | |
|
| ومِنْ عادَةِ الضِّرْغامِ أنْ يُضْرِيَ الحَفْصَا |
|
لَقَدْ أوْضَحَ العَلْيَاءَ بَدْرُ هدَايَةٍ | |
|
| بِخَوْضِ الوَغَى والشَّمْسِ قَدْ خَفِيَتْ قُرْصَا |
|
حَرِيصاً علَى الدِّينِ الحَنِيفِ ونَصْرِهِ | |
|
| ولَيْسَ علَى الدُّنيا بِمُسْتَبْطِنٍ حِرْصا |
|
بِرَايَتِهِ الحَمراء يَصْطَلِمُ العِدَى | |
|
| لِمِلَّتِهِ البَيْضَاء غَضْبَانَ مُقْتَصَّا |
|
وَمَا أَمَّلَ العَافُونَ خَمْسَ بَنَانِهِ | |
|
| فَلاقَتْ مَطَايَاهُم بِطَيِّ الفَلا خَمْصا |
|
تَهَلُّلُهُ يُغْنيَكَ أنْ تَطْلُبَ الغِنَى | |
|
| وفِي الظِّلِّ ما يَكْفيك أنْ تَرْقُبَ الشَّخْصا |
|
أَيَا دَولَةَ الآدابِ والعِلْمِ سَامِحِي | |
|
| بَليغاً إِذا أَفْضى لتِلكَ الحُلَى أفْصَى |
|
ودُومِي بَهاءً لِلزَّمانِ وَزِينَةً | |
|
| وجُودُك لا يَرْضَى لَنَا فَيْضُهُ القَبْصَا |
|
فَكُلُّ تَمامٍ لَيْسَ يُؤْمَنُ نَقْصُه | |
|
| وَهذا تَمامٌ باهِرٌ يَأمَنُ النَّقْصَا |
|