تُهابُ السُّيوف البيضُ والأُسُل السمْرُ | |
|
| وأقْتلُ مِنْهُن الغَلائِلُ والخُمْرُ |
|
أما تِلْك صَرْعاها تَعِزُّ نَجَاتُها | |
|
| وَكَمْ قد نَجا مَنْ يصْرَع الدّعْس والهَبْرُ |
|
بِها فَتَنَ الأَلْبابَ حُسْنُ مَنَاظِرٍ | |
|
| لَهَا طُرَرٌ سُحْمٌ لها غرَرٌ زُهْرُ |
|
ولينُ قُدُودٍ يُوجَدُ النَّوْر والجَنَى | |
|
| لَدَيْها ولكِن يُعدَمُ العطفُ والهَصْرُ |
|
بكَتْ لِبُكائِي المَالِكِيّةُ فَالتَقَى | |
|
| بِحُكمِ النَّوى الياقوتُ أحمَرَ والدُّرُّ |
|
وَمَا زَوَّدَتْنِي غيْرَ إيماءةٍ كَفَتْ | |
|
| وَحَسْبِيَ عُرْفٌ لا يُقَابِلُهُ نُكْرُ |
|
عَجبْتُ لها رَاضَ الوَداعُ جِماحَهَا | |
|
| وَعَهْدِي بِها غَضْبَى تُزارُ فَتَزْوَرُّ |
|
وَقدْ سرّها في صدقِيَ السرَّ أنَّ لي | |
|
| بِقَلْبِي لَهَا ما لا يُحِسُّ به الصّبْرُ |
|
لَهَانَ عَلَيَّ الصَّعْبُ في حُبِّ عمرَةٍ | |
|
| وإنْ غاب في أعقابِ رِحْلتها العُمرُ |
|
يَقُولونَ أتبعْت الصّبا آهَةَ الهَوَى | |
|
| فقُلْتُ ارْتِشافُ الرّاح يتْبعُهُ السُّكْرُ |
|
صَبَرْتُ إِلى أن أَوْمأَتْ بِسَلامِها | |
|
| فلمَّا استَقَلَّ الرّكبُ أسلَمَني الصَّبرُ |
|
ومِنْ أيْنَ أو كَيْفَ التَّجَلُّدُ للنَّوَى | |
|
| ومَدُّ الأسى في القَلْبِ لَيْس له جَزْرُ |
|
حَيَاتِيَ هَجْرٌ كُلُّها وقَطيعَةٌ | |
|
| أما آن أنْ تَفْنَى القَطيعَةُ والهَجْرُ |
|
إِذا لَم يَكُن في صَبْوتي الهَوْنُ نافِعي | |
|
| فَتَاللَّهِ ما في سَلْوَتِي ضَائِري الكِبْرُ |
|
فَخَرْتُ بقرْبِ العِزِّ مِنْ حَضْرَة العُلى | |
|
| وَلَولا مكانُ القرْبِ عَزَّنِيَ الفَخْرُ |
|
فَإنْ عُدَّ بَيْتِي في قُضَاعة أوَّلاً | |
|
| فَمَنْ عُدَّ مَوْلاها هُوَ الماجِدُ الحُرُّ |
|
عَلَى أنَّها جُرْثُومَةُ اليَمَنِ التي | |
|
| لها في بَنِي عَدْنَانَ الحلفُ والصِّهرُ |
|
لَقَدْ كرمتْ في حالَتَيْها مَغَارِساً | |
|
| فطال وطابَ النجْلُ ما شاءَ والنجْرُ |
|
صَفَتْ جَوْهَراً مِنها تَميمٌ وصوفةٌ | |
|
| وَزادتْ عُلىً عنْها كِنانَة والنّضْرُ |
|
وَأَجْمَعُ بَأوٍ في إخاء مُجَمَّعٍ | |
|
| كَفَانَا انتِخاءً أنَّ إِخْوَتنَا فِهْرُ |
|
كَألْسُنِنا أسْيافُنا فِي مَضَائِها | |
|
| فلا خُطْبَةٌ حَتَّى نَقُومَ ولا شِعْرُ |
|
وكَمْ سُؤدَدٍ فينا تَرَدَّدَ مَحضُه | |
|
| ومَجْدٍ أَبَى إبلاءَ جِدّتِهِ الدَّهْرُ |
|
لَنَا آخِذُ المِرْباع قَبْلَ رَبيعَةٍ | |
|
| فأَنَّى لبَكرٍ أنْ تُفاخرَنا بَكْرُ |
|
ومنّا الذي أرْضى النبوَّة مَنْطِقاً | |
|
| وأطْلَعَهُ بَدْراً بأفْقِ الوَغى بَدْرُ |
|
جَحَاجِحَةٌ غُرُّ الوجوهِ صِبَاحُهَا | |
|
| ألا بِأبِي تِلْك الجَحَاجِحَةُ الغُرُّ |
|
يَمانُونَ في أيْمانِهِم مُلْتَقى العُلَى | |
|
| سَماحٌ إذا قَرَّوا وَبَأسٌ إذا كَرُّوا |
|
سِرَاعٌ بِطاءٌ لِلْحَبَاء وفي الحُبَى | |
|
| فقُل أجْبلٌ شُمٌّ وقُلْ أبحرٌ خُضْرُ |
|
مِنَ العَرَب العَرْباءِ في سِرّ يَعْربٍ | |
|
| صَفَا للمَعالي مِنْهُمُ السِّرُّ والجَهرُ |
|
أقَامُوا مُلوكَ الجاهِلِيّة عَصْرَها | |
|
| وَما ازْدانَ في الإسلام إلا بهِمْ عَصْرُ |
|
بِهِم شُدَّ لِلإيمانِ أَزْرٌ وسَاعِدٌ | |
|
| وهُدَّ بناءُ الكُفرِ حتَّى هَوَى الكُفرُ |
|
وَهُم فَتَحُوا الآفاق طراً فأصْبَحَتْ | |
|
| تُؤَدِّي جِزاها القِبْطُ والفُرْسُ والصُّفرُ |
|
ولَوْلاهُمُ بَاد الشآمُ وأهْلُهُ | |
|
| ولَم يَتَبوّأْهُ ابنُ صَخْرٍ ولا صَخْرُ |
|
قَضَوْا نَحْبَهم بين الأسِنَّة والظُّبى | |
|
| وقَد خامَ عَنها عامِر ونَبا عَمرو |
|
وَطالَ عَلَى حُمر المَنايا ازْدِحامُهُمْ | |
|
| أَمَا نَبَّأْتَهُم أنَّ مَوْردها مُرُّ |
|
يَعُدُّونَ غيرَ الموْتِ غَمْصاً علَيهمُ | |
|
| فلَيسَ لَهُم إِلا بمَعرَكةٍ قَبْرُ |
|
وَلوْ أن يَحْيَى المُرْتضَى أُنِسئوا مَعاً | |
|
| لِخِدْمَتِهِ لَمْ يُنْسَ يَوْماً لَهُمْ ذِكْرُ |
|
أولَئِكَ قَوْمي جاد تُرْبَهُمُ الحَيا | |
|
| وَهَذا إِمامِي لا عَدا نَصله النّصْرُ |
|
بِسُدَّتِهِ العَلْيَاءِ سُدْتُ فَمَنْزلي | |
|
| بحيثُ استطارَ القلبُ أوْ رَفْرَفَ النسرُ |
|
وعَن غُرةِ الإصباحِ غمَّضْتُ إِذ غَدَا | |
|
| لغُرتِّه الإصباحُ مُذ بَدا والفَجرُ |
|
وأَنمُله استَسقَيتُ لا البَحرَ زاخِراً | |
|
| ولا المُزنَ أين المُزْنُ منهُنَّ والبَحرُ |
|
سُمُوّاً إلى العليا لنفسٍ مَتَى وَنَت | |
|
| عنِ الغايَةِ القُصوَى فَلَيْسَ لَها عُذرُ |
|
تُحاوِلُ ما فوقَ الثرَيا براحَةٍ | |
|
| تُطاوِل سُمر الخِطِّ أقلامُها الصُّفْرُ |
|
سَواءٌ لدَيها الوَصْم وَالمَوت لا تَرى | |
|
| سِوى الصَّومِ والإمساكِ ما يَوَّمَ الفِطرُ |
|
وما أنا مِمن يرتَضِي القُلَّ مُقتَنىً | |
|
| وَمَوْلايَ لا يُرضِيهِ أَفضالُهُ الكُثرُ |
|
تَقَبَّلْتُ مِنهُ الوِترَ في كلِّ سُؤدَدٍ | |
|
| مَواهِبُهُ شَفعٌ ونُجعَتُهُ وِتْرُ |
|
فَمَنْ ضَامَهُ دَهرٌ وأَلوَى بِوَفْرِهِ | |
|
| فَمِنِّي له نَصرٌ وعِندِي له وَفْرُ |
|
وأُبرِئُ مَن يَشكُو وإن شَفَّنِي الضّنَى | |
|
| وأنفَع مَنْ يَرجو وإنْ مَسَّنِي الضرُّ |
|