إِن جِئتَ سَلعاً فَسَل عَن جَيرَةِ العَلَمِ | |
|
| وَاِقرَ السَلامَ عَلى عُربٍ بِذي سَلَمِ |
|
فَقَد ضَمِنتُ وُجودَ الدَمعِ مِن عَدَمِ | |
|
| لَهُم وَلَم أَستَطِع مَع ذاكَ مَنعَ دَمي |
|
أَبيتُ وَالدَمعُ هامٍ هامِلٌ سَرِبٌ | |
|
| وَالجِسمُ في إِضَمٍ لَحمٌ عَلى وَضَمِ |
|
مِن شَأنِهِ حَملُ أَعباءِ الهَوى كَمَداً | |
|
| إِذا هَمَى شَأنُهُ بِالدَمعِ لَم يُلَمِ |
|
مَن لي بِكُلِّ غَريرٍ مِن ظِبائِهِمُ | |
|
| غَريرِ حُسنٍ يُداوي الكَلِمَ بِالكَلِمِ |
|
بِكُلِّ قَدٍّ نَضيرٍ لا نَظيرَ لَهُ | |
|
| ما يَنقَضي أَمَلي مِنهُ وَلا أَلَمي |
|
وَكُلِّ لَحظٍ أَتى بِاِسمِ اِبنِ ذي يَزَنٍ | |
|
| في فَتكِهِ بِالمُعنّى أَو أَبي هَرِمِ |
|
قَد طالَ لَيلي وَأَجفاني بِهِ قَصُرَت | |
|
| عَنِ الرُقادِ فَلَم أُصبِح وَلَم أَنَمِ |
|
كَأَنَّ آناءَ لَيلِيَ في تَطاوُلِها | |
|
| تَسوفُ كاذِبَ آمالي بِقُربِهِم |
|
هُم أَرضَعوني ثُدِيَّ الوَصلِ حافِلَةً | |
|
| فَكَيفَ يَحسُنُ مِنها حالُ مُنفَطِمِ |
|
كانَ الرِضى بِدُنُوّي مِن خَواطِرِهِم | |
|
| فَصارَ سُخطي لِبُعدي عَن جِوارِهِمِ |
|
وَجدي حَنيني أَنينِيَ فِكرَتي وَلَهي | |
|
| مِنهُم إِلَيهِم عَلَيهِم فيهِم بِهِمِ |
|
لِلَّهِ لَذَّةُ عَيشٍ بِالحَبيبِ مَضَت | |
|
| فَلَم تَدُم لي وَغَيرُ اللَهِ لَم يَدُمِ |
|
وَعاذِلٍ رامَ بِالتَعنيفِ يُرشِدُني | |
|
| عَدِمتُ رُشدَكَ هَل أَسمَعتَ ذا صَمَمِ |
|
أَقصِر أَطِل إِعذِرِ اِعذُل سَلِّ خَلِّ أَغِن | |
|
| خُن هُنَّ عُنَّ تَرَفَّق كُفَّ لُجَّ لُمِ |
|
أَشبَعتَ نَفسَكَ مِن دَمي فَهاضَكَ ما | |
|
| تَلقى وَأَكثَرُ مَوتِ الناسِ بِالتُخَمِ |
|
أَنا المُفَرِّطُ أَطلَعتُ العَدُوَّ عَلى | |
|
| سِرّي وَأَودَعتُ نَفسي كَفَّ مُختَرِمِ |
|
فَمي تَحَدَّثَ عَن سِرّي فَما ظَهَرَت | |
|
| سَرائِرُ القَلبِ إِلّا مِن حَديثِ فَمي |
|
لَأَنتَ عِندي أَخَصُّ الناسِ مَنزِلَةً | |
|
| إِذ كُنتَ أَقدَرَهُم عِندي عَلى السَلَمِ |
|
مِن مَعشَرٍ يُرخِصُ الأَعراضَ جَوهَرُهُم | |
|
| وَيَحمِلونَ الأَذى مِن كُلِّ مُهتَضِمِ |
|
مَحَضتَ لِيَ النُصحَ إِحساناً إِلَيَّ بِلا | |
|
| غِشٍّ وَقَلَّدتَني الإِنعامَ فَاِحتَكِمِ |
|
لَيتَ المَنِيَّةَ حالَت دونَ نُصحِكَ لي | |
|
| فَنَستَريحَ كِلانا مِن أَذى التُهَمِ |
|
حَسبي بِذِكرِكَ لي ذَمّاً وَمَنقَصَةً | |
|
| فيما نَطقَتُ فَلا تُنقِص وَلا تَذُمِ |
|
سَأَلتُ في الحُبِّ عُذّالي فَما نَصَحوا | |
|
| وَهَبهُ كانَ فَما نَفعي بِنُصحِهِمِ |
|
عَدِمتُ صِحَّةَ جِسمي مُذ وَثَقتُ بِهِم | |
|
| فَما حَصَلتُ عَلى شَيءٍ سِوى النَدَمِ |
|
قالوا سَلَوتَ لِبُعدِ العَهدِ قُلتُ لَهُم | |
|
| سَلَوتُ عَن صِحَّتي وَالبُرءُ مِن سَقَمي |
|
ما كُنتُ قَبلَ ظُبى الأَلحاظِ قَطُّ أَرى | |
|
| سَيفاً أَراقَ دَمي إِلّا عَلى قَدَمي |
|
قالوا اِصطَبِر قُلتُ صَبري غَيرُ مُتَّسِعٍ | |
|
| قالوا اَسلُهُم قُلتُ وُدّي غَيرُ مُنصَرِمِ |
|
وَإِنَّني سَوفَ أَسلوهُم إِذا عُدِمَت | |
|
| روحي وَأَحيَيتُ بَعدَ المَوتِ وَالعَدَمِ |
|
فَاللَهُ يَكلَأُ عُذّالي وَيُلهِمُهُم | |
|
| عَذلي فَقَد فَرَّجوا كَربي بِذِكرِهِمِ |
|
قالوا أَلَم تَدرِ أَنَّ الحُبَّ غايَتُهُ | |
|
| سَلبُ الخَواطِرِ وَالأَلبابِ قُلتُ لَمِ |
|
لَم أَدرِ قَبلَ هَواهُم وَالهَوى حَرَمٌ | |
|
| أَنَّ الظِباءَ تُحِلُّ الصَيدَ في الحَرَمِ |
|
رَجَوتُ أَن يَرجِعوا يَوماً فَقَد رَجَعوا | |
|
| عِندَ العِتابَ وَلَكِن عَن وَفا ذِمَمي |
|
فَكُلَّما سَرَّ قَلبِيَ وَاِستَراحَ بِهِ | |
|
| إِلّا الدُموعَ بَعدَ بُعدِهِمِ |
|
فَلو رَأَيتَ مُصابي عِندَما رَحَلوا | |
|
| رَثَيثَ لي مِن عَذابي يَومَ بَينِهِمِ |
|
يا غائِبينَ لَقَد أَضنى الهَوى جَسَدي | |
|
| وَالغُصنُ يَذوي لِفَقدِ الوابِلِ الرَزِمِ |
|
يا لَيتَ شِعري أَسِحراً كانَ حُبُّكُمُ | |
|
| أَزالَ عَقلِيَ أَم ضَربٌ مِنَ اللَمَمِ |
|
رَجَوتُكُم نُصَحاءَ في الشَدائِدِ لي | |
|
| لِضُعفِ رُشدِيَ وَاِستَسمَنتُ ذا وَرَمِ |
|
وَكَم بَذَلتُ طَريفي وَالتَليدَ لَكُم | |
|
| طَوعاً وَأَرضَيتُ عَنكُم كُلَّ مُختَصِمِ |
|
مَن كانَ يَعلَمُ أَنَّ الشَهدَ راحَتُهُ | |
|
| فَلا يَخافُ لِلَذعِ النَحلِ مِن أَلَمِ |
|
خِلتُ الفَضائِلَ بَينَ الناسِ تَرفَعُني | |
|
| بِالإِبتِداءِ فَكانَت أَحرُفَ القَسَمِ |
|
لا لَقَّبَتني المَعالي بِاِبنِ بَجدَتِها | |
|
| يَومَ الفَخارِ وَلا بَرَّ التُقى قَسَمي |
|
إِن لَم أَحُثَّ مَطايا العَزمِ مُثقَلَةً | |
|
| مِنَ القَوافي تَؤُمُّ المَجدَ عَن أَمَمِ |
|
تِجارُ لَفظي إِلى سوقِ القَبولِ بِها | |
|
| مِن لُجَّةِ الفِكرِ تُهدي جَوهَرَ الكَلِمِ |
|
مِن كُلِّ مُعرَبَةِ الأَلفاظِ مُعجَمَةٍ | |
|
| يَزينُها مَدحُ خَيرِ العُربِ وَالعَجَمِ |
|
مُحَمَّدُ المُصطَفى الهادي النَبِيُّ أَجَ | |
|
| لُ المُرسَلينَ اِبنُ عَبدِ اللَهِ ذي الكَرَمِ |
|
الطاهِرُ الشِيَمُ اِبنُ الطاهِرِ الشِيَمِ اِب | |
|
| نِ الطاهِرِ الشِيَمِ اِبنِ الطاهِرِ الشِيَمِ |
|
خَيرُ النَبِيّينَ وَالبُرهانُ مُتَّضِحٌ | |
|
| في الحَجرِ عَقلاً وَنَقلاً واضِحُ اللَقَمِ |
|
كَم بَينَ مَن أَقسَمَ اللَهُ العَلِيُّ بِهِ | |
|
| وَبَينَ مَن جاءَ بِاِسمِ اللَهِ في القَسَمِ |
|
أُمِّيُّ خَطٍّ أَبانَ اللَهُ مُعجِزَهُ | |
|
| بِطاعَةِ الماضِيَينِ السَيفِ وَالقَلَمِ |
|
مُؤَيَّدُ العَزمِ وَالأَبطالُ في قَلَقٍ | |
|
| مُؤَمَّلُ الصَفحِ وَالهَيجاءُ في ضَرَمِ |
|
نَفسٌ مُؤَيَّدَةٌ بِالحَقِّ تَعضُدُها | |
|
| عِنايَةٌ صَدَرَت عَن بارِىءِ النَسَمِ |
|
أَبدى العَجائِبَ فَالأَعمى بِنَفثَتِهِ | |
|
| غَدا بَصيراً وَفي الحَربِ البَصيرُ عَمي |
|
لَهُ السَلامُ مِنَ اللَهِ السَلامِ وَفي | |
|
| دارِ السَلامِ تَراهُ شافِعَ الأُمَمِ |
|
كَم قَد جَلَت جِنحَ لَيلِ النَقعِ طَلعَتُهُ | |
|
| وَالشُهبُ أَحلَكُ أَلواناً مِنَ الدُهُمِ |
|
في مَعرَكٍ لا تُثيرُ الخَيلُ عِثيَرَهُ | |
|
| مِمّا تُرَوّي المَواضي تُربَهُ بِدَمِ |
|
عَزيزُ جارٍ لَوِ اللَيلُ اِستَجارَ بِهِ | |
|
| مِنَ الصَباحِ لَعاشَ الناسُ في الظُلَمِ |
|
كَأَنَّ مَرآهُ بَدرٌ غَيرُ مُستَتِرٍ | |
|
| وَطيبَ رَيّاهُ مِسكٌ غَيرُ مُكتَتِمِ |
|
لا يَهدِمُ المَنُّ مِنهُ عُمرَ مَكرُمَةٍ | |
|
| وَلا يَسوءُ أَذاهُ نَفسَ مُؤتِهِمِ |
|
يولي المُوالينَ مِن جَدوى شَفاعَتِهِ | |
|
| مُلكاً كَبيراً عَدا ما في نُفوسِهِمِ |
|
كَأَنَّما قَلبُ مَعنٍ مِلءُ فيهِ فَلَم | |
|
| يَقُل لِسائِلِهِ يَوماً سِوى نَعَمِ |
|
إِن حَلَّ أَرضَ أُناسٍ شَدَّ أَزرَهُمُ | |
|
| بِما أَتاحَ لَهُم مِن حَطِّ وِزرِهِمِ |
|
آراؤُهُ وَعَطاياهُ وَنَقمَتُهُ | |
|
| وَعَفوُهُ رَحمَةٌ لِلناسِ كُلِّهِمِ |
|
فَجودُ كَفَّيهِ لَم تُقلِع سَحائِبُهُ | |
|
| عَنِ العِبادِ وَجودُ السُحبِ لَم يُقِمِ |
|
أَفتى جُيوشَ العِدى غَزواً فَلَستَ تَرى | |
|
| سِوى قَتيلٍ وَمَأسورٍ وَمُنهَزِمِ |
|
سَناهُ كَالنارِ يَجلو كُلَّ مُظلِمَةٍ | |
|
| وَالبَأسُ كَالنارِ يُفني كُلَّ مُجتَرِمِ |
|
أَبادَهُم فَلِبَيتِ المالِ ما مَلَكوا | |
|
| وَالروحُ لِلسَيفِ وَالأَشلاءُ لِلرَخَمِ |
|
مِن مُفرَدٍ بِغِرارِ السَيفِ مُنتَثِرٍ | |
|
| وَمُزوِجٍ بِسَنانِ الرَمحِ مُنتَظِمِ |
|
شيبُ المَفارِقِ يَروي الضَربُ مِن دَمِهِم | |
|
| ذَوائِبَ البيضِ بيضِ الهِندِ لا اللِمَمِ |
|
وَاِستَخدَمَ الدَهرَ يَنهاهُ وَيَأمُرُهُ | |
|
| بِعَزمِ مُغتَنِمٍ في زِيِّ مُغتَرِمِ |
|
يَجزي إِساءَةَ باغيهِم بِسَيئَتِهِ | |
|
| وَلَم يَكُن عادِياً مِنهُم عَلى إِرَمِ |
|
كَأَنَّما حَلَقُ السَعدِيَّ مُنتَثِرٌ | |
|
| عَلى الثَرى بَينَ مُنفَضٍّ وَمُنفَصِمِ |
|
حُروفُ خَطٍّ عَلى طِرسٍ مُقَطَّعَةٍ | |
|
| جاءَت بِها يَدُ غَمرٍ غَيرِ مُفتَهِمِ |
|
لَم يَلقَ مَرحَبُ مِنهُ مَرحَباً وَرَأى | |
|
| ضِدَّ اِسمِهِ عِندَ هَدِّ الحِصنِ وَالأُطُمِ |
|
لا قاهُمُ بِكُماةٍ عِندَ كَرِّهِمِ | |
|
| عَلى الجُسومِ دُروعٌ مِن قُلوبِهِمِ |
|
بِكُلِّ مُنتَصِرٍ لِلفَتحِ مُنتَظِرٍ | |
|
| وَكُلِّ مُعتَزِمٍ بِالحَقِّ مُلتَزِمِ |
|
مَن حاسِرٍ بِغِرارِ العَضبِ مُلتَحِفٍ | |
|
| أَو سافِرٍ بِغُبارِ الحَربِ مُلتَثِمِ |
|
مُستَقتِلٍ قاتِلٍ مُستَرسِلٍ عَجِلٍ | |
|
| مُستَأصِلٍ صائِلٍ مُستَفحِلٍ خِصِمِ |
|
بِبارِقٍ خَذِمٍ في مَأزِقٍ أَمَمٍ | |
|
| أَو سائِقٍ عَرِمٍ في شاهِقٍ عَلَمِ |
|
فِعالُ مُنتَظِمِ الأَحوالِ مُقتَحِمِ ال | |
|
| أَهوالِ مُلتَزِمٍ بِاللَهِ مُعتَصِمِ |
|
سَهلٌ خَلائِقُهُ صَعبٌ عَرائِكُهُ | |
|
| جَمٌّ عَجائِبُهُ في الحُكمِ وَالحِكَمِ |
|
فَالحَقَّ في أُفُقٍ وَالشُركُ في نَفَقٍ | |
|
| وَالكُفرُ في فَرَقٍ وَالدينُ في حَرَمِ |
|
فَالجَيشُ وَالنَقعُ تَحتَ الجونِ مُرتَكِمٌ | |
|
| في ظِلِّ مُرتَكِمٍ في ظِلِّ مُرتَكِمِ |
|
بِفِتيَةٍ أَسكَنوا أَطرافَ سُمرِهِمِ | |
|
| مِنَ الكُماةِ مَقَرَّ الضَغنِ وَالأَضَمِ |
|
كُلُّ طَويلٍ نِجادِ السَيفِ يُطرِبُهُ | |
|
| وَقعُ الصَوارِمِ كَالأَوتارِ وَالنَغَمِ |
|
مِن كُلِّ مُبتَدِرٍ لِلمَوتِ مُقتَحِمٍ | |
|
| في مَأزِقٍ بِغُبارِ الحَربِ مُلتَحِمِ |
|
تَهوى الرِقابُ مَواضيهِم فَيَحبِسُها | |
|
| حَديدُها كَأَنَّ أَغلالاً مِنَ القِدَمِ |
|
شوسٌ تَرى مِنهُم في كُلِّ مُعتَرِكٍ | |
|
| أُسدَ العَرينِ إِذا حَرُّ الوَطيسِ حَمي |
|
صالوا فَنالوا الأَماني مِن عُداتِهِمِ | |
|
| بِبارِقٍ في سِوى الهَيجاءِ لَم يُشَمِ |
|
كَالنارِ مِنهُ رِياحُ المَوتِ قَد عَصَفَت | |
|
| لَمّا رَوى ماؤُهُ أَرضَ الوَغى بِدَمِ |
|
حَرّانُ يَنقَعُ حَرُّ الكَرِّ غُلَّتَهُ | |
|
| حَتّى إِذا ضَمَّهُ بَردُ المَقيلِ ظَمي |
|
قادوا الشَوازِبَ كَالأَجيالِ حامَلَةً | |
|
| أَمثالَها ثَبتَةً في كُلِّ مُضطَرِمِ |
|
مِن سُبِّقٍ لا يَرى سَوطٌ لَها سَمَلاً | |
|
| وَلا جَديدٌ مِنَ الأَرسانِ وَاللُجُمِ |
|
كا دَت حَوافِرُها تُدمي جَحافِلَها | |
|
| حَتّى تَشابَهَتِ الأَحجالُ بِالرَثَمِ |
|
يُكابِرُ السَمعُ فيها الطَرفَ حينَ جَرَت | |
|
| فَيَرجِعانِ إِلى الآثارِ في الأَكَمِ |
|
خاضوا غُبابَ الوَغى وَالخَيلُ سابِحَةٌ | |
|
| في بَحرِ حَربٍ بِمَوجِ المَوتِ مُلتَطِمِ |
|
حَتّى إِذا صَدَروا وَالخَيلُ صائِمَةٌ | |
|
| مِن بَعدِ ما صُلَّتِ الأَسيافُ في القِمَمِ |
|
تَلاعَبوا تَحتَ ظِلِّ السُمرِ مِن مَرَحٍ | |
|
| كَما تَلاعَبَتِ الأَشبالُ في الأَجَمِ |
|
في ظِلِّ أَبلَجَ مَنصورِ اللِواءِ لَهُ | |
|
| عَدلٌ يُؤَلِّفُ بَينَ الذِئبِ وَالغَنَمِ |
|
سَهلُ الخَلائِقِ سَمحُ الكَفِّ باسِطُها | |
|
| مُنَزَّهٌ لَفظُهُ عَن لا وَلَن وَلَمِ |
|
أَغَرُّ لا يَمنَعُ الراجينَ ما سَأَلوا | |
|
| وَيَمنَعُ الجارَ مِن ضَيمٍ وَمِن حَرَمِ |
|
شَخصٌ هُوَ العالَمُ الجُزئِيُّ في سَرَفٍ | |
|
| وَنَفسُهُ الجَوهَرُ الكُلِّيَّ في عِظَمِ |
|
وَمَن لَهُ خاطَبَ الجِزعُ اليَبيسُ وَمَن | |
|
| بِكَّفِهِ أَورَقَت عَجراءُ مِن سَلَمِ |
|
وَالعاقِبُ الحَبرُ في نَجرانَ لاحَ لَهُ | |
|
| يَومَ التَباهِلِ عُقبى زَلَّةِ القَدَمِ |
|
وَالذِئبُ سَلَّمَ وَالجِنِّيُّ أَسلَمَ وَال | |
|
| ثُعبانُ كُلَّمَ وَالأَمواتُ في الرُجَمِ |
|
وَمَن أَتى ساجِداً لِلَّهِ ساعَتَهُ | |
|
| وَغَيرُهُ ساجِدٌ في العُمرِ لِلصَنَمِ |
|
وَمَن غَدا اِسمُ أُمِّهِ نَعتاً لِآمنِهِ | |
|
| فَتلِكَ آمِنَةٌ مِن سائِرِ النَقَمِ |
|
مَن مِثلُهُ وذِراعُ الشاةِ حَدَّثَهُ | |
|
| عَن اِسمِهِ بِلِسانٍ صادِقِ الرَنَمِ |
|
هَل مَن يَنُمُّ بِحُبٍّ مَن يَنُمُّ لَهُ | |
|
| بِما رَموهُ كَمَن لَم يَدرِ كَيفَ رُمي |
|
هُوَ النَبِيُّ الَّذي آياتُهُ ظَهَرَت | |
|
| مِن قَبلِ مَظهَرِهِ لِلناسِ في القِدَمِ |
|
مُحَمَّدُ المُصطَفى المُختارُ مَن خُتمَت | |
|
| بِمَجدِهِ مُرسَلو الرَحمَنِ لِلأُمَمِ |
|
فَذِكرُهُ قَد أَتى في هَل أَتى وَسَبا | |
|
| وَفَضلُهُ ظاهِرٌ في النونِ وَالقَلَمِ |
|
إِذا رَأَتهُ الأَعادي قالَ حازِمُهُم | |
|
| حَتّامَ نَحنُ نُساري النَجمَ في الظُلمِ |
|
بِهِ اِستَغاثَ خَليلُ اللَهِ حينَ دَعا | |
|
| رَبَّ العِبادِ فَنالَ البَردَ في الضَرَمِ |
|
كَذاكَ يونُسُ ناجى رَبَّهُ فَنَجا | |
|
| مِن بَطنِ نونٍ لَهُ في اليَمِّ مُلتَقِمِ |
|
دَع ما يَقولُ النَصارى في مَسيحِهِمِ | |
|
| مِنَ التَغالي وَقُل ما شِئتَ وَاِحتَكِمِ |
|
صَلّى عَليهِ إِلَهُ العَرشِ ما طَلَعَت | |
|
| شَمسٌ وَما لاحَ نَجمٌ في دُجى الظُلَمِ |
|
وَآلهُ أُمناءُ اللَهِ مَن شَهِدَت | |
|
| لِقَدرِهِم سورَةُ الأَحزابِ بِالعِظَمِ |
|
آلُ الرَسولِ مَحَلُّ العِلمِ ما حَكَموا | |
|
| لِلَّهِ إِلّا وَكانوا سادَةَ الأُمَمِ |
|
بيضُ المَفارِقِ لا عابٌ يُدَنِّسُهُم | |
|
| شُمُّ الأَنوفِ طَولُ الباعِ وَالأُمَمِ |
|
هُمُ النُجومُ بِهِم يهدى الأَنامُ وَيَنجا | |
|
| بُ الظَلامُ وَيَهمي صَيَّبُ الدَيَمِ |
|
لَهُم أَسامٍ سَوامٍ غَيرِ خافِيَةٍ | |
|
| مِن أَجلِها صارَ يُدعى الإِسمُ بِالعَلَمِ |
|
وَصَحبُهُ مَن لَهُم فَضلٌ إِذا اِفتَخَروا | |
|
| ما إِن يُقَصِّرُ عَن غاياتِ فَضلِهِمِ |
|
هُمُ هُمُ في جَميعِ الفَضلِ ما عَدِموا | |
|
| فَضلَ الإِخاءِ وَنَصَّ الذِكرِ وَالرَحِمِ |
|
الباذِلو النَفسِ بَذلَ الزادِ يَومَ قِرىً | |
|
| وَالصائِنو العِرضِ صونَ الجارِ وَالحُرَمِ |
|
خُضرُ المَرابِعِ حَمرُ السَمرِ يَومَ وَغىً | |
|
| سودُ الوَقائِعِ بيضُ الفِعلِ وَالشِيَمِ |
|
ذَلَّ النَضارُ كَما عَزَّ النَظيرُ لَهُم | |
|
| بِالفَضلِ وَالبَذلِ في عِلمٍ وَفي كَرَمِ |
|
مِن كُلِّ أَبلَجَ واري الزَندِ يَومَ نَدىً | |
|
| مُشَمِّرٍ عَنهُ يَومَ الحَربِ مُصطَلِمِ |
|
لَهُم تَهَلُّلُ وَجهٍ بِالحَياءِ كَما | |
|
| مَقصورُهُ مُستَهِلٌّ مِن أَكُفِّهِمِ |
|
ما رَوضَةُ وَشَّعَ الوَسميُّ بُرَدَتَها | |
|
| يَوماً بِأَحسَنَ مِن آثارِ سَعيِهِمِ |
|
لا عَيبَ فيهِم سِوى أَنَّ النَزيلَ بِهِم | |
|
| يَسلو عَنِ الأَهلِ وَالأَوطانِ وَالحَشَمِ |
|
يا خاتَمَ الرُسُلِ يا مَن عِلمُهُ عَلَمٌ | |
|
| وَالعَدلُ وَالفَضلُ وَالإيفاءُ لِلذَمَمِ |
|
وَمَن إِذا خِفتُ في حَشري وَكانَ لَهُ | |
|
| مَدحي نَجَوتُ وَكانَ المَدحُ مُعتَصَمي |
|
وَعَدتَني في مَنامي ما وَثِقتُ بِهِ | |
|
| مَعَ التَقاضي بِمَدحٍ فيكَ مُنتَظِمِ |
|
فَقُلتُ هَذا قُبولٌ جاءَني سَلَفاً | |
|
| ما نالَهُ أَحَدٌ قَبلي مِنَ الأُمَمِ |
|
لَصِدقِ قَولِكَ لَو حَبَّ اِمرُؤٌ حَجَراً | |
|
| لَكانَ في الحَشرِ عَن مَثواهُ لَم يَرِمِ |
|
فَوَفَّني غَيرَ مَأمورٍ وُعودَكَ لي | |
|
| فَلَيسَ رُؤياكَ أَضغاثاً مِنَ الحُلُمِ |
|
فَقَد عَلِمتَ بِما في النَفسِ مِن أَرَبٍ | |
|
| وَأَنتَ أَكبَرُ مِن ذِكري لَهُ بِفَمي |
|
فَإِنَّ مَن أَنفَذَ الرَحمَنُ دَعوَتَهُ | |
|
| وَأَنتَ ذاكَ لَدَيهِ الجارُ لَم يُضَمِ |
|
وَقَد مَّدَحتُ بِما تَمَّ البَديعُ بِهِ | |
|
| مَعَ حُسنِ مُفتَتَحٍ مِنهُ وَمُختَتَمِ |
|
ما شَبَّ مِن خَصلَتي حِرصي وَمِن أَمَلي | |
|
| سِوى مَديحِكَ في شَيبي وَفي هَرَمي |
|
هَذي عَصايَ الَّتي فيها مَآرِبُ لي | |
|
| وَقَد أُهُشُّ بِها طَوراً عَلى غَنَمي |
|
إنِ أُلقِها تَتَلَقَّف كُلَّما صَنَعوا | |
|
| إِذا أُتيتُ بِسِحرٍ مِن كَلامِهِمِ |
|
أَطَلتُها ضِمنَ تَقصيري فَقامَ بِها | |
|
| عُذري وَهَيهاتَ إِن العُذرَ لَم يَقُمِ |
|
فَإِن سَعِدتُ فَمَدحي فيكَ موجِبُهُ | |
|
| وَإِن شَقَيتُ فَذَنبي موجِبُ النَقَمِ |
|