أَبدِ سَنا وَجهِكَ مِن حِجابِهِ | |
|
| فَالسَيفُ لا يَقطَعُ في قِرابِهِ |
|
وَاللَيثُ لا يُرهَبُ مِن زَئيرِهِ | |
|
| إِذا اِغتَدى مُحتَجِباً بِغابِهِ |
|
وَالنَجمُ لا يَهدي السَبيلَ سارِياً | |
|
| إِلّا إِذا أَسفَرَ مِن حِجابِهِ |
|
وَالشَهدُ لَولا أَن يُذاّقَ طَعمُهُ | |
|
| لَما غَدا مُمَيَّزاً عَن صابِهِ |
|
إِذا بَدا نُورُكَ لا يَصُدُّهُ | |
|
| تَزاحُمُ المَوكِبِ في اِرتِكابِهِ |
|
وَلا يَضُرُّ البَدرَ وَهوَ مُشرِقٌ | |
|
| أَنَّ رَقيقَ الغَيمِ مِن نِقابِهِ |
|
قُم غَيرَ مَأمورٍ وَلَكِن مِثلَما | |
|
| هُزَّ الحُسامُ ساعَةَ اِجتِذابِهِ |
|
فَالعُميُ لا تَعلَمُ إِرزامَ الحَيا | |
|
| حَتّى يَكونَ الرَعدُ في سَحابِهِ |
|
كَم مُدرِكٍ في يَومِهِ بِعَزمِهِ | |
|
| ما لَم يَكُن بِالأَمسِ في حِسابِهِ |
|
مَن كانَتِ السُمرُ اللَدانُ رُسلَهُ | |
|
| كانَ بُلوغُ النَصرِ مِن جَوابِهِ |
|
لا تُبقِ أَحزابَ العُداةِ وَاِعتَمِد | |
|
| ما اِعتَمَدَ النَبِيُّ في أَحزابِهِ |
|
وَلا تَقُل إِنَّ الصَغيرَ عاجِزٌ | |
|
| هَل يَجرَحُ اللَيثَ سِوى ذُبابِهِ |
|
فَاِرمِ ذُرى قَلعَتِهِم بِقَلعَةٍ | |
|
| تَقلَعُ أُسَّ الطودِ مِن تُرابِهِ |
|
فَإِنَّها إِذا رَأَتكَ مُقبِلاً | |
|
| مادَت وَخَرَّ السورُ لِاِضطِرابِهِ |
|
إِن لَم تُحاكِ الدَهرَ في دَوامِهِ | |
|
| فَإِنَّها تَحكيهِ في اِنقِلابِهِ |
|
وَاِجِلُ لَهُم عَزماً إِذا جَلَوتَهُ | |
|
| في اللَيلِ أَغنى اللَيلَ عَن شِهابِهِ |
|
عَزمُ مَليكٍ يَخضَعُ الدَهرُ لَهُ | |
|
| وَتَسجُدُ المُلوكُ في أَعتابِهِ |
|
تُحاذِرُ الأَحداثُ مِن حَديثِهِ | |
|
| وَتَجزَعُ الخُطوبُ مِن خِطابِهِ |
|
قَد صَرَفَ الحِجابَ عَن حَضرَتِهِ | |
|
| وَصَيَّرَ الهَيبَةَ مِن حِجابِهِ |
|
إِذا رَأى الأَمرَ بِعَينِ فِكرِهِ | |
|
| رَأى خَطاءَ الرَأيِ مِن صَوابِهِ |
|
وَإِن أَجالَ رَأيَهُ في مُشكِلٍ | |
|
| أَعانَهُ الحَقُّ عَلا طِلابِهِ |
|
تَنقادُ مَعَ أَرائِهِ أَيّامُهُ | |
|
| مِثلَ اِنقِيادِ اللَفظِ مَع إِعرابِهِ |
|
لا يَزجُرُ البارِحَ في اِعتِراضِهِ | |
|
| وَلا غُرابَ البَينِ في تَنعابِهِ |
|
وَلا يَرى حُكمَ النُجومِ مانِعاً | |
|
| يُرَدِّدُ الحَزمَ عَلى أَعقابِهِ |
|
يُقرَأُ مِن عُنوانِ سِرِّ رَأيِهِ | |
|
| ما سَطَّرَ القَضاءُ في كِتابِهِ |
|
قَد أَشرَقَت بِنورِهِ أَيّامُهُ | |
|
| كَأَنَّما تَبسِمُ عَن أَحسابِهِ |
|
يَكادُ أَن تُلهيهِ عَن طالِبِهِ | |
|
| مَطالِبُ الحَمدِ وَعَن شَرابِهِ |
|
ما سارَ لِلناسِ ثَناءٌ سائِرٌ | |
|
| إِلّا وَحَطَّ رَحلَهُ بِبابِهِ |
|
إِذا اِستَجارَ مالُهُ بِكَفِّهِ | |
|
| أَدانَهُ الجودَ عَلى ذَهابِهِ |
|
وَإِن كَسا الدَهرُ الأَنامَ مَفخَراً | |
|
| ظَنَنتَهُ يَخلَعُ مِن ثِيابِهِ |
|
يامَلِكاً يَرى العَدُوَّ قُربَهُ | |
|
| كَالأَجَلِ المَحتومِ في اِقتِرابِهِ |
|
لا تَبذُلِ الحِلَ لِغَيرِ شاكِرٍ | |
|
| فَإِنَّهُ يُفضي إِلى إِعجابِهِ |
|
فَالغَيثُ يُستَسقى مَعَ اِعتِبابِهِ | |
|
| وَإِنَّما يُسأَمُ في اِنسِكابِهِ |
|
فَاِغزُ العِدى بِعَزمَةٍ مِن شَأنِها | |
|
| إِتيانُ حَزمِ الرَأيِ مِن أَبوابِهِ |
|
تُسلِمُ أَرواحَ العِدى إِلى الرَدى | |
|
| وَتُرجِعُ الأَمرَ إِلى أَربابِهِ |
|
حَتّى يَقولَ كُلُّ رَبِّ رُتبَةٍ | |
|
| قَد رَجَعَ الحَقُّ إِلى نِصابِهِ |
|
قَد رَفَعَ اللَهُ العَذابَ عَنهُمُ | |
|
| فَشَمَّروا الساعِدَ في طِلابِهِ |
|
رَنوا إِلى المُلكِ بِعَينِ غادِرٍ | |
|
| أَطمَعَهُ حِلمُكَ في اِقتِضابِهِ |
|
إِن لَم تُقَطِّعِ بِالظُبى أَوصالَهُم | |
|
| لَم تَقطَعِ الآمالَ مِن أَسبابِهِ |
|
لا تَقبَلِ العُذرَ فَإِنَّ رَبَّهُ | |
|
| قَد أَضمَرَ التَصحيفَ في كِتابِهِ |
|
فَتَوبَةُ المُقلِعِ إِثرَ ذَنبِهِ | |
|
| وَتَوبَةُ الغادِرِ مَع عِقابِهِ |
|
لَو أَنَّهُم خافوا كِفاءَ ذَنبِهِم | |
|
| لَم يُقَدِموا يَوماً عَلى اِرتِكابِهِ |
|
فَاِصرِم حِبالَ عَزمِهِم بِصارِمٍ | |
|
| قَد بالَغَ القُيونُ في اِنتِخابِهِ |
|
كَأَنَّما النَملُ عَلى صَفحَتِهِ | |
|
| وَأَكرُعُ الذُبابِ في ذُبابِهِ |
|
يَعتَذِرُ المَوتُ إِلى شَفرَتِهِ | |
|
| وَتَقصُرُ الآجالُ عَن عِتابِهِ |
|
شَيخٌ إِذا اِقتَضَّ النُفوسَ قُوَّضَت | |
|
| وَلا تَزالُ الصيدُ مِن خُطّابِهِ |
|
يُذيقُهُم في شَيبِهِ أَضعافَ ما | |
|
| أَذاقَهُ القُيونُ في شَبابِهِ |
|
يا مَلِكاً يَعتَذِرُ الدَهرُ لَهُ | |
|
| وَتَخدُمُ الأَيّامُ في رِكابِهِ |
|
لَم يَكُ تَحريضي لَكُم إِساءَةً | |
|
| وَلَم أَحُل في القَولِ عَن آدابِهِ |
|
وَلا يَعيبُ السَيفَ وَهوَ صارِمٌ | |
|
| هَذُّ يَدِ الجاذِبِ في اِنتِدابِهِ |
|
ذِكرُكَ مَشهورٌ وَنَظمي سائِرٌ | |
|
| كِلاهُما أَمعَنَ في اِغتِرابِهِ |
|
ذِكرٌ جَميلٌ غَيرَ أَنَّ نَظمَهُ | |
|
| يَزيدُهُ حُسناً مَعَ اِصطِحابِهِ |
|
كَالدُرِّ لا يُظهِرُ حُسنَ عِقدِهِ | |
|
| إِلّا جَوازُ السَلكِ في أَثقابِهِ |
|