إني لَفي قلقٍ من بعد فَقْدهمُ | |
|
| لا أملك النفسَ إِذ هامتْ بوَجْدهمُ |
|
أَبيت فِي أرقٍ أدعو بردِّهمُ | |
|
| لا أَوْحَش اللهُ من قومٍ لبُعدهم |
|
أمسيتُ أحسد من بالغُمض يكتحلُ
|
أودعتُهم مُهجتي والقلبُ منزلُهم | |
|
| فكان أظلمُهم فِي الحب أَعْدلَهم |
|
لا رَبَّح اللهُ مَنْ بالهجرِ حَمَّلهم | |
|
| غابوا وألحاظُ أفكاري تُمثِّلهم |
|
لأنهم فِي ضميرِ القلب قَدْ نزلوا
|
أصبحتُ من بعدِهم أبكيهمُ شَغَفاً | |
|
| والقلبُ من لاعجِ الأشواقِ قَدْ تَلَفا |
|
أَوّاه واشِقْوتي أواه والهَفَا | |
|
| ساروا وَقَدْ قَتلوني بعدَهم أَسفا |
|
يا ليتهم أَسَروا فِي الركب من قتلوا
|
قَدْ صرتُ من بعدِهم أَسعى بلا قَدَمِ | |
|
| وأُمزج الدمعَ من فقدانِهم بدمِ |
|
ما بالهم تركوني اليومَ فِي عدمِ | |
|
| وخلَّفوني أَعضُّ الكفَّ من ندم |
|
وأُكثِر النَّوحَ لما قَلَّت الحِيَلُ
|
فالنفسُ خلفهمُ فِي السُّقْم هائمةٌ | |
|
| وأَسهُمُ البينِ بالهجران راميةٌ |
|
وأَلْسُن النَّوح بالويلاتِ داعيةٌ | |
|
| أقول فِي إِثْرِهم والعينُ دامية |
|
والدمعُ منهمِر منها ومنهمِل
|
جازوا عليّ وَلَمْ يَخْشَوا مُعاقَبةً | |
|
| وَمَا رَعوا فِي الهوى مني مُصاحَبةً |
|
فقلت للنفسِ وَهْماً أَوْ مغالطةً | |
|
| مَا عَوَّدوني أحبائي مُقاطعة |
|
بل عَوَّدوني إذَا قاطعتُهم وَصَلوا
|
قَدْ حِرتُ فِي أمرهم والجسمُ قَدْ مَرِضا | |
|
| وأقبلَ الحَيْنُ يومَ البين معترِضا |
|
فلم أجد فِي حياتي بعدَهم غَرضاً | |
|
| فسِرتُ فِي إِثرهم حيرانَ مُرْتَمِضا |
|
والعِيسُ من ظِلِّها تَحْفَى وتنتعل
|