أَلا يَا أُباةَ الضَّيمِ أهلَ المَناصبِ | |
|
| لأَنتم أخصُّ الناسِ بَيْنَ الأقاربِ |
|
إِذَا أنتمُ زرتم حِمانا بَقَفْرةٍ | |
|
| أَقمناكُمُ ضيفاً بأعلى المَراتب |
|
بأرضٍ فِراشُ النبتِ فِيهَا كسُنْدُسٍ | |
|
| وعَرُفُ الحَزائي من بَخورِ الجَنائب |
|
وريحُ الصَّبا تُهدى إلينا شَميمها | |
|
| يُخالطه مَزْجاً رَذاذُ السَّحائب |
|
وكَفُّ نسيمِ الأُنسِ يَقطِف بَيْنَنا | |
|
| زهورَ الهَنا فِي مرتع ومَلاعب |
|
نَظلُّ نهاراً كالسَّراجين فِي الفَلا | |
|
| نُدالِس أسرابَ الظِّبا والرَّبارِب |
|
فنرجع وَفْراً والقَنيص من الظِّبا | |
|
| تَضيق بِهِ ذَرْعاً رِحالُ الرَّكائب |
|
فنُطعمكم لحمَ الظباء مهضَّباً | |
|
| رمتْه أيادينا بظَهر السَّباسِب |
|
فنُمسي وَقَدْ مدَّ الظلامُ رِواقَه | |
|
| وَنَفْحُ أَريجِ الزَّهْر من كل جانب |
|
ليالٍ بِهَا طاب الزمانُ بقُربكم | |
|
| وأصبح فِيهَا الدهرُ مُرْخَى الذَّوائب |
|
يحن لذِكراها الفؤادُ وإنما | |
|
| يَحقُّ لَهَا سفحُ الدموعِ السَّواكبِ |
|
سَقاها الحَيا تِلْكَ الليالي الَّتِي خلتْ | |
|
| وعادتْ لَنَا يوماً بحُسن المَطالب |
|
بها العُمر أَضحى باسِقاتٍ فروعُه | |
|
| بروض الأماني واجتناء الأطايِب |
|
فيا حَبَّذا بِشْرٌ فَضَضْنا خِتامه | |
|
| بيومٍ لَهُ بالوِصالِ أَشْهى المَشارب |
|
يغنى بِهِ طيرُ التَّهاني مغرِّداً | |
|
| وترقص منه زاهراتُ الكواكب |
|