عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > محمود المشهداني > " سيدةُ العواصم "

العراق

مشاهدة
424

إعجاب
5

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

" سيدةُ العواصم "

توطئةٌ لا بد منها..
عندما تسمو أرواحُنا..
فإنها تختنقُ خلفَ أصفادِ الجسد..
وقضبانِ الحكمةِ.
وخطوطِ العقلِ الحمراء..
فلا تملك إلا أن تسبحَ في فضاءاتِ الشعور..
كأحرارِ الطيرِ..
علّها تحطُّ على أغصانِ الراحة..
بين نادياتِ الزهور..
وتفاعيلِ البحور..
الوجدُ يفترشُ السهى..
فوقَ بساطِ الياسمينْ..
والبدرُ يفرشُ نورهُ ..
فوقَ إشتياقِ العاشقينْ..
والنجمُ يومضُ في الدجى..
ليشقَّ ثوبَ الليلِ..
عن وجهِ الحزينْ..
ومن خيوطِ الضوءِ..
حاكَ مشاعري..
صوتٌ ترنّم بالهوى العذريّ..
أبكاهُ الحنينْ..
والنخلةُ السمراءُ داعبها النسيمُ..
وتمايلتْ سعفاتها الخضراءُ..
تطردُ طيفَ كسرى ..
عن وساداتِ ألأمينْ..
وتعودُ بالذكرى لألفٍ في السنينْ..
فزعاً صحوتُ من الكرى..
فاذا بسيدةِ العواصمِ..
ترتدي ثوبَ الدجى..
وتشدُّ هامتها بحبلٍ من مسدْ..
وتجولُ في كنفِ الوعيدِ ..
عشاقها
أصفارُ قهرٍ ..
ليس تحسبُ في العَددْ..
واذا تنادتْ نخوةُ التاريخِ تستعدي الفرنجةَ للمددْ..
ثوّارها ماتوا ..
تنادي بالنوى:
أحدٌ...احدٌ..
أفباسمه ندعو المزادَ..
ونشتري الدنيا..
وقد بعنا البلدْ..
أم هلْ بقومي من رشيدْ..
فلمْ يعدْ في قوسِ محنتنا المزيدْ..
حتّامَ أرقدُ في عيونِ الوجدِ ..
والشوقِ العنيدْ..
حتَّامَ أرقبُ زفّةَ الافراحِ..
والعيدَ السعيدْ..
واظلُّ انتظرُ الفرجْ..
مثلَ انتظارِ الأمسِ في قفصِ الحديدْ..
وليس ثمّةَ منْ مزيدْ..
إلا بقيّةَ أدمعٍ سالتْ دماً..
كالآهِ من صدرِ العبيدْ..
حتّامَ أزرعُ حنظلي ..
في شاطئ الأملِ الوحيدْ..
وأعودُ كالمخبولِ يشكو للبليدْ..
حتامَ أنحرُ كلَّ إحساسِ الحياةِ..
بصرخةِ الميلادِ في العهدِ الجديدْ..
حتام تُخنق كلُّ آمالي ..
بخيطِ العنكبوتْ..
علّلْتُ كلَّ مصائبي بالأمنياتْ..
بين الولادةِ والمماتْ..
لم يبقَ من دنيايَ ..
إلّا أن اموتْ..
وأخيطُ ثوبَ النيةِ البيضاءَ..
عُريا في كفنْ..
وأدسَّ أعوامي ..
بجفنِ الكرخِ ..
في عينِ الوطنْ..
وعلى خدودِ القبرِ أسفحُ عبرتي..
في مرقدِ الايامِ ..
أوْ لحدِ الزمنْ....
جاءتْ إلى شطِّ العربْ..
دكناءُ لوّنَها الغضبْ..
تشكو الملوحةَ للذي كان السببْ..
والهجمةُ الشمطاءُ تعوي..
مثلَ ذئبٍ اغبرٍ..
يبكي الغيابةَ دون دمعٍ أو نشيجْ..
وعلامَ مليارٌ يَعجُّ مع الحجيجْ..
والنخلةُ السمراءُ تغفو كالخديجْ..
ما نفعُ أوتارِ الربابةِ في الضجيجْ..
أو ذكرُ فجرٍ يرفعُ التكبيرَ..
حيّا للفرنجةِ بالخناجرْ..
قالواالربيعُ ولادةٌ..
فعلامَ نحياهُ شتاءاً..
كم من مخاضٍ نزفُهُ بالدمعِ والقيحِ مَزيجْ..
يكفي العروبةَ أنّها موؤدةُ ألأجداثِ في كفنِ الطربْ..
والموت ملحٌ ذابَ في كرسي الرئاسةِ كالذهبْ..
يا أيها الجيلُ العجبْ..
لا تنحني للريحِ..
أو ترخي الزمام َ..
لمدمنِ الكاسِ..
ومخمورِ العنبْ..
إلعقْ جراحكَ..
واستقِ عسلَ التمورِ المالحةْ..
واعْضُضْ بنابك كلَّ اشداقِ الوجوهِ الكالحةْ..
لا تخشَ صيفاً بعد ثوراتِ الربيعِ اللاقحةْ..
الصيفُ حرٌّ ليس تخشاه الجلودُ الصالحةْ..
بل زمهريرُ الامسِ أقسى في تقاسيمِ العربْ..
وإلام يبقى في غيابتهِ الشعبْ..
اذ ليسَ بعد الأمسِ للطغيانِ والبلوى عتبْ..
بل ليسَ بعد القهرِ للصمتِ سببْ..
العذق طلعٌ مالحٌ..
وحلاوةُ الأيامِ ضيّعها الرَطبْ..
فازرعْ ربيعَك يا شعبْ..
فالشطُّ شطكَ ..
باعَه النخّاس ..
قسطاً مالحَ الطعمِ..
وعاقرَهُ ألعربْ..
قالت:
زهورُك أثقلتْ غصني..
فخذها ..
دعْ لحائي ينتعشْ..
يا أيها العطشُ الذي يجتاحني ..
إرحمْ فؤاداً رهنَ جدبكِ يرتعشْ..
قطراتُ عشقكِ لاتفي خضراءهُ.
وبكلِّ أشواكِ المحبةِ قد نُقشْ..
هذا أنا ...
مثلَ الصنوبرِ من حنيني أستقي..
وأعيشُ مثلَ الناقةِ القصواءَ ..
في بيدائها..
من كل خمطٍ أُفترشْ..
عد لي فقد نخرَ الحنينُ جوانحي..
أتراكَ مثلي من دموعك تستحي ..
دعها تسيل لتغسلَ الحبَّ العفيفَ..
فليس بعد الحبِّ ..
إلّا هودجُ الدنيا ..
يسيرُ ويفترشْ..
نزحتْ كعينِ الشمسِ ..
نحوَ غروبها..
ولهى تجوب بحزنها كل الدروب..
إلى الوسنْ..
ثكلى..
يعانقها الحزنْ..
وتلملمتْ فيها الجروحُ..
وغادرتْ كلَّ المكانِ..
إلى الزمنْ..
وتشدُّ خطوتها الوئيدةَ ..
من ظهار الأمسِ ..
أصفادُ الوهنْ..
وكأنّها تمشي الى قبرِ المنى..
من غير نعشٍ..
أو كفنْ...
روحي تلوبُ وتشتكي..
أبوابها سُدتْ بأصفادِ الجسدْ..
أسقامها المحمومةِ الهمزاتِ ..
تهذي بالوجدْ..
يا كلَّ آفاتِ الهواجسِ..
كم يطولُ العهدُ ...؟
واللهِ أنهكنا الوعيدْ..
اذ غُلِّقتْ عن نسمةِ الفجرِ شبابيكُ الوعدْ..
وإلامَ نحيا هاجسَ الأمسِ..
كطيفٍ واجمِ الخطراتِ ..
مكحولِ الدموعِ من الكمدْ..
الليلُ مُسْودُّ الجفونِ..
ونجمةٌ قطبيةٌ تجتاحُ أجفانَ السُهدْ..
والغيم ُ يمسحُ دمعةَ البرقِ..
وينشجُ بالرعدْ..
وصريرُ شباكِ الشعور ِ ..
بعاصفِ الأحزانِ..
يجتاحُ الخوالجَ بالنكدْ..
أواهُ يا زمنَ الضنى..
كم حاطبٍ في ليلكِ المقرورِ..
تلدغه الافاعي بين طياتِ المسدْ..
حتامَ أركضُ لاهثاً..
في مربدِ الشعراءِ..
مابين الفواصلِ والوتدْ..
فإلامَ يجرفني الهوى..
لسواحلِ الدنيا..
وشطآنِ الأبدْ..
فتحَ الهوى قلبي زمانا..
ثم لملم جنده من فوق اسوار المحبة ..
وارتحلْ..
وصبوتُ كالصقرِ المكبلِ.
في قيودِ العرفِ ..
بين الشرعةِ السمحاءَ
أفترشُ الأجل..
وصبوتُ حتى غاصَ عشقي..
بين كثبانِ الوجل ..
فغرستُ قلبي زهرةً بيضاءَ..
في جسدٍ من البلوى ارتحل..
بغداد أنت النخلة السمراءُ..
في رقراقِ دجلةَ تغتسلْ
محمود المشهداني
التعديل بواسطة: محمود المشهداني
الإضافة: السبت 2020/05/23 08:33:35 مساءً
التعديل: الاثنين 2020/05/25 04:21:59 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com