إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كنْ مرآة |
فالشاعرُ دوماً مرآة ْ |
في عالمِنا تجري الدنيا في الساعةِ عكْسَ الساعاتْ |
فالمَجْهُولونَ الشُرَفاءْ ... |
والمعروفونَ النَكِراتْ |
لا تسْمَعُ صوْتاً للبلبُلِ ... |
تسمَعُ أصواتَ الطَلَقاتْ |
ومَصيرُ الدنيا محكومٌ في عالمِنا بالمَعِداتْ |
الشَعْبُ يموتُ من الجُوعْ |
والتُخْمَةُ داءُ السُّلُطاتْ |
في عالمِنا جدَلٌ كَذِبٌ شتمٌ طعنٌ تهديداتْ |
الجاهِلُ يجْمَعُ للدّنيا ... |
والعالِمُ عبْدُ الصّدَقاتْ |
في عالمِنا شئٌ صارَ الآفةَ من بينِ الآفاتْ |
نكرانُ الحقِّ بلا سَبَبٍ ... |
والغَدْرُ ونكرانُ الذاتْ |
في عالمِنا كلُّ الناس ِ جميعاً مرضى |
نقذفُ بعضاً كرهُ بعضاً |
نقتلُ بعضا |
ضاقتْ بالناسِ الطُرُقاتْ |
أسمَعُ صوتاً يخنقُ في قلبي البسَماتْ |
الآلاتُ وما أدراكم ما الآلاتْ؟ |
في عالمِنا دوماً تعلو تلكَ الصّرَخاتْ ... |
إنْسَ الماضي .. |
إنْسَ الدنيا ... |
فكِّرْ في القادمِ والآتْ |
إنّ الدنيا لا تستأهِلُ منا تيّارَ الحَسَراتْ |
إنّ الدنيا في عالمِنا |
مُنْعَطَفٌ بل مُنعَطَفاتْ |
حتى الأطفالُ إذا لعِبوا... |
قالوا فاتَ الثعلبُ فاتْ!!! |
عوّدنا أنفسَنا نلهو |
وتمرُّ علينا السَنواتْ |
والثعلبُ غَمْزٌ لا يعني |
إلاّ التحذيرَ مِنَ السُلُطاتْ |
كم قتلَ الثعلبُ في وطني؟ |
معدومينَ وإعداماتْ |
قَصْفٌ عشوائيٌّ دَهْمٌ تفجيراتْ |
الدنيا لو فقدَتْ رجلاً تبكي سَنَواتْ |
ولدينا موتُ العَشَراتْ |
لا نبكيهِ ولو ساعاتْ |
هلْ أصبَحْنا دونَ قلوبٍ؟ |
أم إنّا أصْلاً أمواتْ؟ |
قلْ للأطفالِ بموطنِنا |
غنّوا أُغنِيَة َ المِرآةْ |
ماتَ الثعلبُ حقّاً ماتْ |
ما عادتْ في ذيْلِ الثعلبِ ... |
لا لَفّاتٌ .. لا أبواقٌ .. لا قُوّاتْ |
في عالمِنا سلبيّاتٌ في باطنِها سلبيّاتْ |
الحُبّ ُ لدَيْنا معكوسْ ... |
لا محسوسٌ لا ملموسٌ لا مَدْروسْ |
الحبُّ لدينا سرِقاتْ |
ضرْبٌ مَسْكٌ كسْرُ ذِراع ٍ أو غمَزاتْ!! |
وإذا ارتفعَ الغزَلُ الفاضِحُ بالدرَجاتْ |
قد ساءَ ليُمسي قَرَصَاتْ!! |
الحُبُّ لدينا ممنوعٌ أو مقطوعٌ أو فَلَتاتْ |
عُمَرٌ يهوى لُبْنى لكنْ ... |
لبنى تهوى قيْساً لكنْ .... |
قيسٌ مفتونٌ بحياةْ |
الحبُّ بعالمِنا دوماً |
مرسى لجميع ِ الأزماتْ |
أخطاءٌ تبدأُ هفَواتْ |
نفتِنُ بعضاً ..نخدعُ بعضاً |
نخذلُ بعضا |
غايَتُنا لا نزرعُها أبَداً |
فلماذا نحرثُها أرضا؟ |
ولماذا نبقى في الدنيا دوماً مرضى؟ |
ولماذا تسرقُنا النزواتْ؟ |
ولماذا نهدُرُ أعماراً في ساعاتْ؟ |
في عالمِنا تجري الدنيا عكسَ الدنيا |
والناسُ جميعاً عجَلاتْ |
فإذا رفعوا منْ مخلوقٍ |
وإذا وضعوا مخلوقاتْ |
خذها منهم مقلوباتٍ مردوداتٍ معكوساتْ |
فإذا قالوا كانَ فلانٌ |
رجلاً من أهلِ الخيراتْ |
كانَ كثيرَ المعلوماتْ |
كانَ مقيماً للصلواتْ |
كانَ فريقاً مِنْ حسَناتْ |
قُلْ إنّ فُلاناً قد وَلّى |
أو إنّ فُلاناً قد ماتْ |