كَمْ مِنْ مُنَادٍ، وَالشّرِيفانِ دونهُ، | |
|
| إلى الله تُشْكَى وَالوَليدِ مَفَاقِرُهْ |
|
يُنَادِي أمِيرَ المُؤمِنِينَ ودُونَهُ | |
|
| مَلاً تَتَمَطّى بِالمَهَارِي ظَهَائرُهْ |
|
بَعِيدُ نِيَاطِ المَاءِ، يَسْتَسْلِمُ القطا | |
|
| بِهِ، وَأدِلاّءُ الفَلاةِ حَيَائِرُهْ |
|
يَبِيتُ يُرَامي الذّئْبَ دُونَ عِيَالِهِ، | |
|
| وَلوْ ماتَ لم يشبعْ عن العظمِ طائِرُهْ |
|
رَأوْني، فَنَادَوْني، أسُوقُ مَطِيّتي، | |
|
| بأصْوَاتِ هُلاّكٍ سِغابٍ حَرَائِرُهْ |
|
فَقالوا: أغِثْنَا، إنْ بَلَغْتَ، بدَعوَةٍ | |
|
| لَنا عِندَ خَيرِ النّاسِ، إنّكَ زَائِرُهْ |
|
فَقُلْتُ لهمْ: إنْ يُبْلِغِ الله نَاقَتي | |
|
| وَإيّايَ أُنْبي بالّذي أنَا خَابِرُهْ |
|
بحَيْثُ رَأيْتُ الذّئْبَ كُلَّ عَشِيّةٍ | |
|
| يَرُوحُ على مَهزُولِكُمْ وَيُباكِرُهْ |
|
لِيَجْتَرَّ مِنْكُمْ إنْ رَأى بَارِزاً لَهُ | |
|
| من الجِيَفِ اللاّئي عليكم حظائرُهْ |
|
أغِثْ مُضَراً! إنّ السِّنِينَ تَتَابَعَتْ | |
|
| عَلَيْهَا بحَزٍّ يكسِرُ العَظمَ جازِرُهْ |
|
فكُلُّ مَعَدٍّ غَيْرُهُمْ حَوْلَ ساعدٍ | |
|
| من الرِّيفِ لم تُحظَرْ عليهم قناطرُهْ |
|
وَهُمْ حَيثُ حَلّ الجوعُ بَينَ تِهَامةٍ | |
|
| وَخَيْبرَ وَالوَادي الذي الجوعُ حاضرُهْ |
|
بِوَادٍ بِهِ مَاءُ الكُلابِ، وَبَطْنُهُ | |
|
| بهِ العَلَمُ الباكي من الجوعِ ساجرُهْ |
|
وَهَمّتْ بتَذبيحِ الكِلابِ من الّذي | |
|
| بهَا أسَدٌ إذ أمْسَكَ الغَيثَ ماطِرُهْ |
|
وَحَلّتْ بدَهناها تَميمٌ، وَألْجَأتْ | |
|
| إلى رِيفِ بَرْنيٍّ كَثِيرٍ تَمَائِرُهْ |
|
كَأنّهُمْ للمُبْتَغي الزّادِ عِنْدَهُمْ | |
|
| بَخَاتيُّ جَمّالٍ ضَمُورٍ قَيَاسِرُهْ |
|
وَلَوْ لمْ تَكُنْ عَبسٌ تُقَاتِلُ مَسَّها | |
|
| منَ الجُوعِ ضُرٌّ لا يُغَمِّضُ ساهرُهْ |
|
ولَكِنّهُمْ يَسْتَكْرِهُونَ عَدُوَّهمْ | |
|
| إذا هَزّ خِرْصَانَ الرّماحِ مَساعِرُهْ |
|
ألا كُلُّ أمْرٍ يا ابنَ مَرْوَانَ ضَائِعٌ | |
|
| إذا لمْ تَكُنْ في رَاحَتَيكَ مَرَائِرُهْ |
|
وَكُلُّ وُجُوهِ النّاسِ، إلاّ إلَيْكُمُ | |
|
| يَتِيهُ بضُلاّلٍ عنِ القصْدِ جائرُهْ |
|
أغِثْني بِكُنْهي في نِزَارٍ وَمُقْبَلي، | |
|
| فَإني كَرِيمُ المَشْرِقَينِ وَشَاعِرُهْ |
|
وَإنّكَ رَاعي الله في الأرْضِ تَنْتَهي | |
|
| إلَيْكَ نَوَاصي كُلِّ أمْرٍ وَآخِرُهْ |
|
وَما زِلْتُ أرْجُو إلَ مَرْوَانَ أنْ أرَى | |
|
| لَهُمْ دَوْلَةً وَالدّهرُ جَمٌّ دوَائِرُهْ |
|
لَدُنْ قُتِلَ المَظْلومُ أنْ يَطْلُبوا بهِ، | |
|
| وَمَوْلى دَمِ المَظْلُومِ منهُمْ وَثائِرُهْ |
|
وَمَا لَهُمُ لا يُنْصَرُونَ وَمِنْهُمُ | |
|
| خَلِيلُ النبيِّ المُصْطَفَى وَمُهاجِرُهْ |
|
مُلُوكٌ لهمْ مِيرَاثُ كُلِّ مَشْورَةٍ، | |
|
| وَبالله طاوِي الأمرِ مِنْهُمْ وَنَاشِرُهْ |
|
وَكائِنْ لَبِسْنَا مِنْ رِدَاءِ وَدِيقَةٍ | |
|
| إلَيْكَ وَمِنْ لَيْلٍ تُجِنّ حظائرُهْ |
|
لِنَبْلُغَ خَيرَ النّاسِ إنْ بَلَغَتْ بِنَا | |
|
| مَرَاسِيلُ خَرْقٍ لا تَزَالُ تُساوِرُهْ |
|
إذا اللّيْلُ أغشاها تكُونُ رِحالُها | |
|
| مَنازِلَنَا حَتى تَصِيحَ عَصَافِرُهْ |
|
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ مِنْ ذَوَاتِ قِتَالِهَا | |
|
| مِنْ المُخّ إلاّ في السُّلامى مَصَايرُهْ |
|
إلى مَلِكٍ، ما أُمُّهُ مِنْ مُحَارِبٍ | |
|
| أبُوها، وَلا كانَتْ كُلَيْبٌ تُصَاهِرُهْ |
|
وَلَكِنْ أبُوها من رَوَاحَةَ تَرْتَقي | |
|
| بأيّامِهِ قَيْسٌ على مَن تُفَاخِرُهْ |
|
زُهَيْرٌ وَمَرْوَانُ الحِجَازِ كِلاهُمَا | |
|
| أبُوهَا، لهَا أيّامُهُ وَمَآثِرُهْ |
|
بهِمْ تَخفِضُ الأذيالَ بعدَ ارْتِفاعِها | |
|
| مِنَ الفَزَعِ السّاعي نهاراً حَرَائرُهْ |
|
وَقد خِفتُ حتى لوْ أرَى المَوْتَ مقبلاً | |
|
| ليَأخُذَني، وَالمَوْتُ يُكرَهُ زَائِرُهْ |
|
لَكَانَ مِنَ الحجّاجِ أهْوَنَ رَوْعَةً | |
|
| إذا هُوَ أغْضَى وَهْوَ سامٍ نَوَاظِرُهْ |
|
أدِبُّ وَدُوني سَيْرُ شَهْرٍ كَأنّني | |
|
| أرَاكَ، وَلَيلٌ مُستَحيرٌ عساكِرُهْ |
|
ذَكَرْتُ الذي بَيْني وَبَيْنَكَ بَعدَما | |
|
| رَمَى بي من نَجدَيْ تِهامَةَ غائِرُهْ |
|
فأيْقَنْتُ أني إنْ نَأيْتُكَ لمْ يَرِدْ | |
|
| بي النّأيُ إلاّ كُلَّ شَيءٍ أُحَاذِرُهْ |
|
وَأنْ لَوْ رَكِبْتَ الرّيحَ ثمّ طَلَبْتَني، | |
|
| لَكُنْتُ كَشَيءٍ أدْرَكَتهُ مَقادِرُهْ |
|
فَلَمْ أرَ شَيْئاً غَيرَ إقْبَالِ نَاقَتي | |
|
| إلَيْكَ وَأمْرِي قَدْ تعيّتْ مصادرُهْ |
|
وَمَا خاف شَيءٌ لمْ يَمُتْ مِنْ مخَافَةٍ | |
|
| كما قد أسَرّتْ في فُؤادي ضَمائِرُهْ |
|
أخَافُ مِنَ الحَجّاجِ سَوْرَةَ مُخدِرٍ | |
|
| ضَوَارِبَ بالأعْنَاقِ مِنْهُ خَوَادِرُهْ |
|